مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

«مفاهيم في التماسك ووحدة بناء النص» من خلال كتاب « نمط صعب ونمط مخيف» محمود محمد شاكر دراسة إحصائية معجمية (حلقة 7)

 (م)

مسك

[تماسك]

سياق المصطلح:

-«… والصَّوَابُ أنْ يُقالَ: «الخَلُّ» مِنَ «الخَلَلِ» وهُو الفَسَادُ والوَهَنُ. يُقالُ: «في رَأْيِهِ خَلَلٌ»، أي ضَعْفٌ وانْتِشَارٌ وَتَفَرُّق، لا يَتَمَاسَكُ. ويُقالُ «أَمْرٌ مُخْتَلٌّ» أي واهِنٌ لا قُوَّةَ فيه ولا تَمَاسُكَ… والخَمْرُ عِنْدَئِذ، إذا شَرِبَهَا المَرْءُ شُدَّتْ عِظَامُهُ وَتَمَاسَكَ. ولذلك قَال بُجَير ابن عبد الله القشيري، لَمَّا مَاتَ هِشَامُ بن المُغِيرَة المَخْزُومي، وَكَانَ سَيِّدًا عَظيمًا مِنْ سَادَاتِ بَني مَخْزُومٍ في الجَاهِلِيَة، فَحَزن عَليْه بُجَيْر حُزنًا شَديدًا حَتَّى تَهَالَكَ ولمْ يَتَمَاسَكْ، فَشَرِبَ خَمْرًا، فَلَامَتْهُ امْرأتُه، فَقَالَ لَهَا فِيمَا قَالَ: إِنَّكَ لَوْ شَهِدْتَ كَذَا وَكَذَا…

إذًا لَعَذَرْتَنِي، أَوْ لَمْ تَلُومِي*** عَلَى كَأْسٍ أَشُدُّ بها عِظَامِي

فَشَاعِرُنَا إنَّما سَأَلَ صَاحِبَهُ أنْ يَسْقِيَه خَمْرًا، لِيَشُدَّ عِظَامَهُ التي اضْمَحَلَّتْ قُوَاهَا، بَعْدَ الجُهْدِ الجَهِيدِ الّذِي لَاقَاهُ هُو والفِتْيَةُ مِنْ أَصْحَابِه، حَتَّى أَدْرَكَ بِثَأْرِ خَالِهِ». [1]

-««والأَبَلُّ » هُنَا، وفي بَيْتِ ابنِ أُخْتِ تَأَبَّطَ شَرًّا، كَمَا اسْتَظْهَرْتُهُ في نَصِّ اللُّغَةِ واشْتِقَاقِهَا، إنَّمَا هُوَ قَوْلُهُم: « بَلِلْتُ بِالشَّيْءِ» بِكَسْرِ اللَّامِ، إذَا اسْتَمْسَكْتَ بهِ وَلَزِمْتَهُ بِقَبْضَتِكَ فَلَمْ تُفْلِتْهُ، ومِنْ  ذَلِكَ قَوْلُ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْرٍو العَبْدِيّ، يَذْكُرُ فَرَسَهُ وَقَدْ لَزِمَ عِنَانَهَا وَعَلقَ به في يَوْمِ إِغَاثَةِ مَكْرُوبٍ فَزَعَ إلَى نُصْرَتِهِ»: [2]

بَلِلْتُ بهَا يَوْمَ الصُّرَاخِ، وبَعْضُهُمْ*** يَخُبُّ بِهِ في الحَيِّ أَوْرَقُ شَارِفُ

– «وهَذِهِ الأَشْيَاء أَعْلَق بِفَنِّ الشِّعْر، وَأَظْهَر في فَنِّ الشُّعَرَاءِ خَاصَّةً، ومِنْهَا تَنْشَأُ «الوَحْدَةُ» الصَّحِيحَةُ لِكُلِّ عَمَلٍ فَنِّيّ. وهْيَ أَيْضًا أَشْيَاء جَلِيلَة الخَطَر، إذا خَرَجَ العَمَل الّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُوسَمَ بأَنَّهُ عَمَلٌ «فَنِّيٌّ» عَنْ غَيْرِ طَرِيقِها، لَمْ يُغْنِ عَنْهُ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعُهُ وَاحِدًا، أيْ قَاصِرًا عَلَى مَعْنًى مُتَعَانِقٍ مُتَمَاسِكٍ مُتَّصِلٍ. أشياء جليلة الخطر الأ»[3]

التعريف اللغوي:

جاء في الصحاح: مسَك: أَمْسكْتُ الشَّيء، وتَمَسَّكتُ به، واسْتَمْسَكْتُ به، كله بمعنى اعتصمت به. وكذلك مَسَّكْتُ به تمسيكا.[4] ، وَفِي المُفْرَداتِ إِمْساكُ الشَّيْء: التَّعَلُّقُ بهِ وحِفْظُه، قَالَ الله تعالَى: فإمْساكٌ بمَعْرُوف أَو تَسرِيحٌ بإِحْسان وَقَوله تَعَالَى: ويُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ على الأَرْضِ إِلاّ بإذْنِه أَي يَحْفَظُها، قالَ الله تَعالَى: والَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بالكِتابِ أَي: يَتَمَسَّكُونَ بِهِ،  واسْتَمْسَكْتُ بالشَّيْء: إِذا تَحَريتَ الإِمْسَاكَ وَمِنْه قَوْله: فاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إلَيكَ ، والمُسكَةُ بالضمِّ: مَا يُتَمسّكُ بِهِ يُقال: لي فِيهِ مُسكَةٌ أَي: مَا أتمَسَّكُ بِهِ. [5]

وتَماسَكَ يَتَمَاسَكُ تَمَاسُكًا فَهُوَ مُتَمَاسِك، وتَمَاسَكَتِ الأَشْيَاءُ: تَرَابَطَتْ أَجْزَاؤُهَا بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، قَوِيَتْ واشْتَدَّتْ وَمَسَكَ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَبُنْيَانٌ مُتَمَاسِكُ الأَجْزَاء، وَتَمَاسَكَ الشَّخْصُ عِند الشِّدَّةِ مَلَكَ نَفْسَهَ وَضَبَطَهَا اشْتَدَّ وَثَبَتَ.[6]

التعريف الاصطلاحي:

تماسكَ الشيءُ: تَرابطَت أجزاؤُه، وتَماسكَت القَصيدةُ تماسُكاً، والتَّماسُكُ الْتِحَامُ أجْزاءِ القَصيدةِ بَعْضها ببعضٍ، بوسَائلَ لُغويةٍ وأدواتٍ تَربِطُ بينَ الألفاظِ حتّى تُصبحَ تَراكيبَ مُتَّسِقةً تَنشأُ وحْدةُ القَصيدةِ.

*      *      *

(ن)

نسج

[النسج]

سياق المصطلح:

– «واعْلَمْ أَنِّي أَعُدُّ فَنَّ «الشِّعْرِ»، وفَنَّ «الكَلَامِ المُبِينِ»، هو «الفَنَّ الأَعْلَى»، وَمَا سِوَاهُمَا مِنْ مُوسِيقَى وتَصْوِيرٍ وَنَحْتٍ، هي «الفُنُونُ الدُّنْيَا»، وَكُلُّهَا خَدَمٌ لهَذَا الفَنِّ الأَعْلَى، ولِذَلِكَ كَانَ قَوْلُ الجَاحِظِ في كِتَابِ الحَيَوَانِ: « إِنَّمَا الشِّعْرُ صِيَاغَةٌ، وَضَرْبٌ منَ النَّسْجِ، وجِنْسٌ مِنَ التَّصْوِيرِ»، فِيهِ مِنْ تَقْصِيرِ العِبَارَة، فَوْقَ مَا فِيهِ مِنْ صِدْقِ النَّظَر، وصِحَّةِ الإِدْرَاكِ، وسَلَامَةِ الإِحْسَاسِ».[7]

التعريف اللغوي:

جاء في لسان العرب: نسج: النَّسْجُ: ضَمُّ الشَّيْءِ إِلى الشَّيْءِ، هَذَا هُوَ الأَصلُ. نَسَجه يَنْسِجُه نَسْجاً فانْتَسَجَ ونَسَجت الريحُ الترابَ تَنْسِجُه نَسْجاً: سَحَبَتْ بعضَه إِلى بَعْضٍ. والريحُ تَنْسِج التُّرَابَ إِذا نَسَجت المَوْرَ والجَوْلَ عَلَى رُسومها. وَالرِّيحُ تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ لَهُ طرائِقُ كالحُبُكِ. ونَسَجَت الريحُ الرَّبْعَ إِذا تَعاوَرَتْه رِيحانِ طُولًا وعَرْضاً، لأَن الناسِجَ يَعترِضُ النَّسِيجَةَ فيُلْحِمُ مَا أَطالَ مِنَ السَّدَى. ونَسَجَت الريحُ الماءَ: ضَرَبَتْه فانْتَسَجت فِيهِ طَرائِقُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ وَادِيًا:

مُكَلَّلٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ، تَنْسِجُه *** رِيحٌ خَريقٌ، لِضاحي مائِهِ حُبُك

ونَسَجت الريحُ الوَرقَ والهَشيمَ: جَمَعَتْ بعضَه إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْرٍ:

وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى *** ذُراوَةً، تَنْسِجُه الهُوجُ الدُّرُجْ

والنَّسْج مَعْرُوفٌ، ونَسَجَ الحائِكُ الثوبَ يَنْسِجُه ويَنْسُجُه نَسْجاً، مِن ذَلِكَ لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة، وَهُوَ النَّسّاجُ، وحِرْفَته النِّساجَة، وَرُبَّمَا سُمِّي الدَّرَّاعُ نَسَّاجاً. وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: فَقَامَ فِي نِساجةٍ مُلْتَحِفاً بها؛ هي ضَرْبٌ مِنَ المَلاحِف مَنسوجة، كأَنها سُمِّيت بِالْمَصْدَرِ. وَقَالُوا فِي الرَّجُلِ الْمَحْمُودِ: هُوَ نَسِيجُ وحْدِه؛ وَمَعْنَاهُ أَن الثوبَ إِذا كَانَ كَرِيمًا لَمْ يُنْسَجْ عَلَى مِنْوالِه غيرُه لِدِقَّتِه، وإِذا لَمْ يَكُنْ كَرِيمًا نَفِيساً دَقِيقاً عُمِلَ عَلَى مِنْوالِه سَدَى عِدَّةِ أَثوابٍ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: نَسيجُ وَحْدِه الَّذِي لَا يُعْمَلُ عَلَى مِثَالِهِ مِثْلُه؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ بُولِغَ فِي مَدْحِه، وَهُوَ كَقَوْلِكَ: فُلَانٌ واحدُ عصرِه وقَرِيعُ قَومِه، فنَسيجُ وَحْدِه أَي لَا نظيرَ لَهُ فِي عِلم أَو غَيره، وأَصلُه فِي الثَّوْبِ لأَنَّ الثوبَ الرفيعَ لَا يُنْسَجُ عَلَى مِنوالِه. ونَسَج الشاعرُ الشِّعْر: نَظَمَه. والشاعرُ يَنْسِجُ الشِّعْر، والكذَّابُ يَنْسِجُ الزُّورَ، ونَسَجَ الغَيْثُ النباتَ، كلُّه عَلَى المَثَل.[8]

التعريف الاصطلاحي:

نسَجَ الكَلامَ والشعرَ: ضَمَّ وجَمعَ، والشِّعْرُ ضَربٌ من النَّسجِ؛ تجتمعُ فيه عناصرُ تَرْتبِطُ فيما بينها بِروابطَ لُغويةٍ وتَرْكيبِيَةٍ.

*    *    *

نظم

[نتظم]

سياق المصطلح:

– « فَزَمَنُ النَّفْسِ هُوَ الذِي يَحْمِلُ مَا بَعَثَتْهُ «أَزْمِنَةُ الأَحْدَاثِ» عَلَى اخْتِلَافِهَا أَوْ تَرَافُدِهَا، وَهُوَ الّذِي يَتَحَكَّمُ منْ أَجْلِ ذَلِكَ في نَغَمِ البَيْتِ منَ القَصِيدَةِ، أو في نَغَمِ مَقْطَعٍ كَامِلٍ مِنْهَا، وَهُوَ الّذي يُؤَثِّرُ في تَخَيُّرِ الأَلْفَاظِ والتَّرَاكِيبِ والدّلالَات، فَيَنْتَظِمُهَا النَّغَمُ الوَاحِد، أَو الأَنْغَامُ المُخْتَلِفَة التي يَتَكَوَّنُ منْها لَحْنٌ وَاحِدٌ مُتَكَامِل، وهُو الذي نُسَمِّيه « القَصِيدَة»». وَهُوَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ الَتي وَصَفْتُ زَمَنٌ مُتَطَاوِلٌ مُمْتَدٌّ لَا يَنْقَطِع، وَلَا يَنْقَضِي إلَّا بانْقِضَاءِ القَصِيدَةِ والفَرَاغِ مِنْهَا، وفِيهِ تَتَوَلَّدُ المَعَاني، وتَتَخَلَّقُ الأَلْفَاظ، وَتَنْفَطِرُ التَّرَاكِيب، ثُمَّ تَنْفَصِلُ عَنْهُ تَامَّةَ التَّكْوِينِ».[9]

– «… وهُوَ أيضًا الذي يَنْفذ في البَحْرِ الوَاحِدِ الّذي يَسْتَخْدِمُهُ شَاعِرَانِ وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة، فَإذا قَصائِدُهُمْ كَأَنَّهَا مِنْ بُحورٍ مُخْتَلِفَة. وذَلِكَ للْأَثَرِ العَظيمِ الذي يُحْدِثُهُ «زَمَنُ النَّفْسِ» في تَقْسِيمِ نَغَمِ البَحْرِ وَأَجْزَائِه، وفي أَنْفُسِ الكَلِمَات، وفي أَوْزَانِهَا، ثُمَّ في انْتِظَامِهَا مُرَكَّبَةً في النَّغَمِ المُفْرَد، ثُمَّ في أنْغَامِ القَصِيدَةِ المُتَكَامِلَةِ في لَحْنٍ وَاحِدٍ». [10]

التعريف اللغوي:

جاء في لسان العرب: نظم: النَّظْمُ: التأْليفُ، نَظَمَه يَنْظِمُه نَظْماً ونِظاماً ونَظَّمَه فانْتَظَمَ وتَنَظَّمَ. ونَظَمْتُ اللؤْلؤَ أَيْ جَمَعْتُهُ فِي السِّلْك، والتَّنْظِيمُ مِثْلُهُ، وَمِنْهُ نَظَمْتُ الشِّعر ونَظَّمْته، ونَظَمَ الأَمرَ عَلَى المثَل. وكلُّ شَيْءٍ قَرَنْتَه بِآخَرَ أَوْ ضَمَمْتَ بعضَه إِلَى بَعْضٍ، فَقَدْ نَظَمْته. والنَّظْمُ: المَنْظومُ، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ. والنَّظْمُ: مَا نظَمْته مِنْ لؤلؤٍ وخرزٍ وَغَيْرِهِمَا، وَاحِدَتُهُ نَظْمَة. ونَظْم الحَنْظل: حبُّه فِي صِيصائه. والنِّظَامُ: مَا نَظَمْتَ فِيهِ الشَّيْءَ مِنْ خَيْطٍ وَغَيْرِهِ، وكلُّ شعبةٍ مِنْهُ وأَصْلٍ نِظامٌ. ونِظامُ كُلِّ أَمر: مِلاكُه، وَالْجَمْعُ أَنْظِمَة وأَناظِيمُ ونُظُمٌ. اللَّيْثُ: النَّظْمُ نَظمُك الخرزَ بعضَه إِلَى بَعْضٍ فِي نِظامٍ وَاحِدٍ، كَذَلِكَ هُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يُقَالَ: لَيْسَ لأَمره نِظامٌ أَيْ لَا تَسْتَقِيمُ طريقتُه. والنِّظامُ: الخيطُ الَّذِي يُنْظمُ بِهِ اللؤلؤُ، وكلُّ خيطٍ يُنْظَم بِهِ لُؤْلُؤٌ أَوْ غيرهُ فَهُوَ نِظامٌ، وَجَمْعُهُ نُظُمٌ؛ وَقَالَ:

مِثْل الفَرِيدِ الَّذِي يَجري مَتَى النُّظُم

وفعلُك النَّظْمُ والتَّنْظِيمُ. ونَظْمٌ مِنْ لؤلؤٍ، قَالَ: وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ، والانْتِظام: الاتِّساق. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: وَآيَاتٌ تَتابعُ كنِظامٍ بالٍ قُطِعَ سِلْكُه.

والنِّظام: العِقْدُ مِنَ الْجَوْهَرِ وَالْخَرَزِ وَنَحْوِهِمَا، وسِلْكُه خَيْطُه. والنِّظامُ: الهَديَةُ والسِّيرة. وَلَيْسَ لأَمرهم نِظامٌ أَيْ لَيْسَ لَهُ هَدْيٌ وَلَا مُتَعَلَّق وَلَا اسْتِقَامَةٌ. وَمَا زالَ عَلَى نِظامٍ وَاحِدٍ أَيْ عادةٍ. وتَنَاظَمَتِ الصُّخورُ: تلاصَقَت. والنِّظَامَان مِنَ الضبِّ: كُشْيَتان مَنْظومتانِ مِنْ جَانِبَيْ كُلْيَتَيْه طَوِيلَتَانِ. ونِظَامَا الضبَّةِ وإِنْظَاماها: كُشْيَتاها، وَهُمَا خيْطانِ مُنْتَظِمانِ بَيْضاً، يَبْتَدَّان جَانِبَيْهَا مِنْ ذَنَبها إِلَى أُذُنها. وَيُقَالُ: فِي بَطْنِهَا إنْظامان مِنْ بَيْضٍ، وَكَذَلِكَ إِنْظاما السَّمَكَةِ. وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: أُنْظُومَتَا الضبِّ والسمكةِ، وَقَدْ نَظَمَت ونَظَّمَت وأَنْظَمَت، وَهِيَ نَاظِمٌ ومُنَظِّمٌ ومُنْظِم، وَذَلِكَ حِينَ تَمْتَلِئُ مِنْ أَصل ذَنَبِهَا إِلَى أُذنِها بَيْضاً. وَيُقَالُ: نَظَّمَت الضبَّةُ بَيْضَهَا تَنْظِيماً فِي بَطْنِهَا، ونَظَمَها نَظْماً، وَكَذَلِكَ الدَّجَاجَةُ أَنْظَمَت إِذَا صَارَ فِي بَطْنِهَا بَيْضٌ. والأَنْظَامُ: نَفْسُ الْبَيْضِ المُنَظَّم كأَنه مَنْظُومٌ فِي سِلْكٍ. والإِنْظَامُ مِنَ الْخَرَزِ: خيطٌ قَدْ نُظِمَ خَرزاً، وَكَذَلِكَ أَنَاظِيمُ مَكْنِ الضبَّة. وَيُقَالُ: جَاءَنَا نَظْمٌ مِنْ جرادٍ، وَهُوَ الْكَثِيرُ. ونِظامُ الرَّمْلِ وأَنْظَامَتُه: ضَفِرتُه، وَهِيَ مَا تعقَّد مِنْهُ. ونَظَمَ الحبْلَ: شَكّه وعَقَدَه. ونَظَمَ الخَوّاصُ المُقْلَ يَنْظِمُه: شَكّه وضَفَرَه. والنَّظَائِمُ: شَكائِكُ الحَبْلِ وخَلَلُه. وطعَنَه بالرُّمح فانْتَظَمَه أَي اخْتَلَّه. وانْتَظَم سَاقَيْهِ وَجَانِبَيْهِ كَمَا قَالُوا اخْتَلَّ فؤادَه أَيْ ضَمَّهَا بالسِّنان؛ وَقَدْ روي: لَمَّا انْتَظَمْتُ فُؤادَه بالمِطْرِد. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الانْتِظَامُ للجانِبَين والاخْتلالُ لِلْفُؤَادِ وَالْكَبِدِ. وَقَالَ الْحَسَنُ فِي بَعْضِ مَوَاعِظِهِ: يَا ابنَ آدَمَ عليكَ بنَصيبك مِنَ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ يأْتي بِكَ عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فيَنْتَظِمُهُ لَكَ انْتِظَاماً ثُمَّ يزولُ مَعَكَ حَيْثُمَا زُلْتَ. وانْتَظَمَ الصيدَ إِذَا طَعَنَهُ أَوْ رَمَاهُ حَتَّى يُنْفِذَه، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ انْتَظَمَه حَتَّى يَجْمَعَ رَمْيَتَين بِسَهْمٍ أَوْ رُمْحٍ. والنَّظْمُ: الثُّريّا، عَلَى التَّشْبِيهِ بالنظْمِ مِنَ اللُّؤْلُؤِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

فوَرَدْن، والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئ الضُّرَباء *** فَوْقَ النَّظْمِ، لَا يَتَتَلَّع

يقول ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّظِيمُ شِعْبٌ فِيهِ غُدُرٌ أَوْ قِلاتٌ مُتواصلة بَعْضُهَا قَرِيبٌ مِنْ بَعْضٍ، فالشِّعْبُ حِينَئِذٍ نَظِيمٌ لأَنه نَظَم ذَلِكَ الْمَاءَ، والجماعةُ النُّظُمُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّظِيمُ مِنَ الرُّكِيِّ مَا تَنَاسَقَ فُقُرُهُ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ.[11]

التعريف الاصطلاحي:

انتظَمَ الشيئَيْن: أَلَّفَ بينهما وَضَمَّ بَعْضهُما إلى بَعضٍ، وانْتظَمَت أنغامُ الشِّعْر تأَلَّفَ منه كلامٌ مَوزونٌ مُقفَّى، وهو زَمنُ النَّفسِ الذِي يَتَحكَّمُ في أنْغامِ البَيتِ، وما يُحدِثُهُ هذا الزَّمنُ من انْتِظامٍ في أنْغامِ القَصيدةِ في لحنٍ فيه اتِّساقٌ وتَلاحُمٌ يَشُدُّ بُنيانَ القَصيدةِ ويَزيدُهَا تَماسُكًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

[1] نمط صعب ونمط مخيف، ص: 261-262.

[2] نفسه، ص: 193

[3] نفسه، ص: 299-300

[4] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، 4/1608

[5] تاج العروس، 27/333-334.

[6] معجم اللغة العربية المعاصرة، 3/2098

[7] نمط صعب ونمط مخيف، ص: 170

[8] لسان العرب، 2/276-277

[9] نمط صعب ونمط مخيف، ص:242- 243

[10] نفسه، ص: 244

[11] لسان العرب، 12/578-579

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق