مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

مفاهيم في التماسك ووحدة بناء النص» من خلال كتاب « قراءة في الأدب القديم» محمد محمد أبو موسى دراسة إحصائية معجمية (حلقة 15)

 

(ض)

ضمم

 [التضام- ضم]

سياق المصطلح:

-«ولم أجِد للتَّوكيدِ وَجْهًا إلا أنّ المُتكلِّمَ بادَرَ بهذه الجُمْلَة أو هذه الجُمَل ووضَعَها في غير موضِعِها ليُشعِرنا بِأَهَمّيتِها، ولو أنه سَبَقَ بها الجُمْلَة المُعْتَرِضَةَ فيها أو أخَّرَها عنها، لما أحدثَ في نُفوسِنا هذا التَّنْبيهَ، وهذا اللَّفتَ، وهذه الدَّهشةَ، التي ما أراد بها إلا أن يَلفِتَنا إلى هذا المعنى، وأنه عنده بِمَكانٍ حتى إنه اختار له أعزَّ مَكانٍ عنده، وهو أن يضَعَه في قلبِ الجُمَلِ، والمَعاني الأخْرى، وأن يقتَطِعَ له مِساحاتٍ خصَّصَها المتكلِّمُ لمَعانٍ أُخَرَ، ثم إنه ارْتَكَبَ له ما لا يجوزُ له أن يرْتَكِبهُ، واجْتَرَأَ من أَجْلِهِ على ما لا تَجوزُ الجُرْأَة عليه، وهو الفَصْلُ بين أَرْكانٍ أساسِيةٍ في بناءِ الكلامِ لا يُفْصَلُ بينها لأنّها مُنْضَامَّةٌ أشدَّ التَّضامِّ»[1]

-«وكان هذا في شَبابِهِ وعُنْفُوانِهِ واقتِدارِهِ واقْتِحامِهِ، ومعنى “كاسِرُهُ” أنه ضَمَّ ريشَ جَناحَيْهِ، يُريدُ الوُقوعَ وكأنه لما ذَكرَ بَقِيَّة «شَفًا كَجَناحِ النَّسْرِ مُرِّطَ سائِرُهُ» وأراد الضُّعفَ، وأنه بقيَّة نسرٍ«…أَكَّدَ هذا المعْنى بالبَيتِ الذي ذَكرَ فيهِ «أَقْتَم الرِّيشِ»، وَكَشَفَ شيئًا من مُرادِهِ وَرَهَنَ ليْلى الذي لا تُبالي أَواصرَهُ، »[2]

-«… وهي قوله «وفيها بقايا من نَشاطٍ » من حيث هي بَيانٌ لحالِ النّوقِ في بدايةِ الرِّحلةِ،وبهذا يَلْتَقي الطَّرَفانِ بِدايةَ المَكانِ، وحالَ النّوقِ، في هذه البِدايةِ مع نِهايةِ المكانِ، وحالُ النّوقِ في هذه النّهايةِ، ويُضَمُّ بهذا التَّلاقي ما نُشِرَ بين الطَّرَفينِ، وتُطوى الصَّفحة ويَنْتَقِلُ الفَرَزْدق إلى صورةٍ أخرى وإلى مثل هذا تُفْضِي بنا دِراسة العَلاقاتِ النحويةِ، ولهذا قُلْنَا إنه لا يَجوزُ إهمالها …»[3]

-«… هذا الرّاعي لا يَفْعَلُ ذلك ، وكأنّما تَجَمَّدَ في هذه المباشَرةِ، ومجيءُ الجُمْلَةِ الحالِيةِ بدونِ الواو للدَّلَالَةِ على أن هذا الثَّباتَ المَفْهومَ من قوله «لا يَتَحَرَّفُ» مُضامٌّ للخَبرِ الأوَّلِ الذي هو «وباشَرَ راعيها الصَّلا… »[4]

-« والجملةُ الحاليةُ جُمْلَةٌ اسْميةٌ، لأن إحاطَتَهمُ لِلنّارِ وَصْفٌ ثابِتٌ، ثم جاءَتْ الواو للإشارَةِ إلى أن هذه الجُمْلَةَ الحاليةَ، التي هي متعَلِّقَة بما قَبْلَها، صار مَعْناها عند المُتكَلِّمِ يوشِكُ أن يَكونَ معنى مُسْتَقِلاًّ، يَسْتَأْنِفُ له خَبَراً ثانِيا بعد الخَبَرِ الأوّلِ، وهذه الواوُ التي نُسَمّيها واوَ الحالِ لا تُخْرِجُها هذه التَّسمِيَةُ كما يقول الشَّيخُ عبد القاهِر «عن أن تكونَ مجْتَلَبَةً لِضَمِّ جملةٍ إلى جُمْلَة»[5]

-«وقد سَقَطَ السَّهْمُ بعد إصابَتِها، وريشُهُ قد تَضامَّ والتَصَقَ من دَمِ هذه الأَتانِ، ثم بدا للصّائِدِ أَقْرابُ الأتانِ أي شواكِلُهُ، وخواصِرهُ…»[6]

-«وها هو الجَمْعُ يَلْتَقي حَيّا مُتَضَامًّا في اقْتِرانٍ وَوِئامٍ، ولا يَلْبَثُ أن يَتَفَرَّقَ وأن تَنْصَدِعَ حصاتُه، وَتَنْكَسِرُ قَناتُهُ، وهاهي النُّكوبُ تَتَوالى إثْرَ النُّكوبِ… »[7]

التعريف اللغوي:

جاء في لسان العرب: ضمم:  الضَّمُّ ضَمُّكَ الشيءَ إلى الشيء وقيل قَبْضُ الشيء إلى الشيء، وضَمَّه إليه يَضُمُّه ضَمّاً فانضمَّ وتَضامَّ تقول ضَمَمْتُ هذا إلى هذا فأَنا ضامٌّ وهو مَضْموم. قال الجوهري: ضمَمْتُ الشيءَ إلى الشيء فانْضَمَّ إليه وضامَّهُ، وفي حديث عمر: يا هُنَيُّ ضُمَّ جَناحَك عن الناس أَي أَلِنْ جانِبَك لهم وارْفُقْ بهم وفي حديث زُبَيْبٍ العَنْبَرِيّ أعدني على رجُلٍ من جُنْدِك ضَمَّ مني ما حَرَّمَ اللهُ ورسولهُ أي أَخذَ من مالي وضَمَّه إلى مالِه، وضامَّ الشيءُ الشيءَ انْضَمَّ معه وتَضامَّ القومُ إذا انضَمَّ بعضُهم إلى بعض، واضْطَمَّت عليه الضلوعُ، أي اشتملتْ. والإضمامة من الكتب: الإضبارة، والجمع الأضاميم. ويقال: جاء فلان بإضْمامَة من كتب. والإضْمامَةُ: الجماعةُ. ويقال للفرس: سَبَّاقُ الأضاميمِ، أي الجماعات. والضِمامُ بالكسر: ما تَضُمُّ به شيئاً إلى شيء. وأسدٌ ضُماضِمٌ، أي يَضُمُّ كل شيء، والضُّمامُ كلُّ ما ضُمَّ به شيءٌ إلى شيء وأَصْبَحَ مُنْضَمّاً أَي ضامِراً كأَنه ضُمَّ بعضُه إلى بعض. وقال الفيروز أبادي «الضم: قَبْضُ شيءٍ إلى شيءٍ وَضَمَّهُ إليه يَضُمُّهُ ضَمًّا فانْضَمَّ وتَضامَّ، وضَمَمْتُ هذا إلى هذا فأنا ضامٌّ وهو مضمومٌ، واضطم الشيءُ جَمَعَهُ إلى نفسه.[8]

التعريف الاصطلاحي:

التضام الأشياءِ: ارتباطُ بعضِها ببَعضٍ واستلزامُ أحد العنصرين للآخر، وتحقيقُ التَّضَامِّ بين أجْزاءِ الجُمَلِ، شرطٌ في حُصول تماسُك أجزاء النّصّ وانسجامِ أطرافِه، وضَمُّ القَصيدةِ وانضمامُها وتَضَامُّها انْسِجامُها في بِناءٍ تَامٍّ مُتَماسِكِ الأَجْزَاءِ على هَيْئةٍ واحدةٍ لَفْظًا ومَعْنى.

(ض)

ضمن

 [ضمن – تضمين]

سياق المصطلح:

-«…قوله: “يَوْمًا يَظَلُّ به الحِرْبَاءُ مُصْطَخِداً ///كأنّ ضاحِيهِ بالنّارِ مَمْلولُ”، انْتَصَبَ يوْما على الظّرْفِ لقولِه وقد تَلَفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ، وفي البيت تَضْمِينٌ والحِرْباءُ حيوانٌ برِّيٌّ له سَنَمٌ كَسَنَمِ البَعيرِ، يَسْتَقْبِلُ الشّمْسَ ويَدورُ مَعها ويَتَلَوَّنُ أَلْوانَ بَحْرِ الشّمْسِ»[9]

-«يَصِفُ رَجْعَ اليدينِ إلى الصّدْرِ، ويُفْردُهُ ويُمَيّزُهُ، من بينِ الصِّفاتِ التي وَصَفَ بها النّاقَةَ، وقد أَفْرَدَ رَجْعَ اليَدَيْنِ شُعَراءُ آخَرونَ وكانَ من سُبُلِ الشّعرِ المَطْروقَةِ، وكان كَعْبٌ قد أَلَمَّ بِرَجْعِ اليَدينِ على طريقِ التَّضْمينِ…»[10]

-« من بابٍ واحِدٍ قُلْتُ إن قولَه «كأنّ أوْبَ ذِراعَيْها» كأنهُ عَوْدَةٌ إلى تَفْصيلِ ما تَضَمَّنَهُ قوله «مَراسِيلُ» وأقول هنا إن هذه الصّورَةَ التي وَضَّحَتْها الجُمْلَةُ الاعْتراضِيةُ هي تَفْصيلٌ لقوله «إذا تَوَقَّدَتْ الحِزّانُ والميلُ»[11]

-« وهذا الموتُ إلى آخرِ ما يمكنُكَ أن تَتَصَوّرَه لتملأَ الفَراغَ بين يغْدو فَيُلْحِمُ، وهذه الفاء طَوَتْ كلَّ ذلك وَرَمَزَتْ إليه كلمة “يُلْحِمُ” كما قلت، وكأنّ كعْبا أراد أن يَدُلَّكَ دَلالَةً خَفِيَّةً على صِراعٍ شديدٍ، حَذَفَهُ، وَطَواهُ ثم ضَمَّنَهُ كلامَهُ وذلك لما قال في وَصْفِ الضّرْغَامَينِ عَيْشُهُما من القَوْمِ مَعْفورٌ خراذيلُ… »[12]

-« وانْتقلَ إلى صورَةٍ ثانيةٍ من صُوَرِ القَصيدَةِ التي رَأَيْتُها كأنها لَوْحاتٌ كلُّ لَوْحَةٍ منها تَتَضَمَّنُ عِدّةَ أبياتٍ في موضوعٍ واحدٍ فَقَسّمْتُها على هذا… »[13]

-«وهذا الرَّشْفُ هو قاعُ المعنى وَقَعْرُه، وهو مثل قولك «إذا جاءَ زيدٌ سَلَّمْتُ عليه ثم، وإذا سَلَّمتُ عليه خَرَجْتُ، المَعْطوف هنا شَرْطٌ في تَمامِ الكَلامِ، وقالوا كأنه مُتَضَمِّنٌ شرطاً مَؤَسَّسًا على الشَّرْطِ الأَوّلِ، وكأنك قلتَ إذا جاءَ زيدٌ سَلّمْتُ عليه وإذا سَلَّمْتُ عليه خَرَجْتُ…»[14]

-« … وفي هَذا إِشارةٌ إلى أنَّها ذَكَرتْهُ معَ الفَرزْدقِ، وفي هذا غَمْزٌ، واسْتِخْفافٌ بِغَفلةِ هذا الجَليلِ الشَّريفِ، الرَّئيسِ الجَليلِ الذي أحاطَها بما أحاطَها بِهِ، وسَوْفَ يُصَرِّحُ الفرَزْدقُ بعد ذلك بما تَتَضَمَّنُه هذه الإشاراتُ، ثم قالت «وَطَهْمانُ بالأَبوابِ» تعني بَوّابا اسمه «طَهْمانُ» كيف تُساوِرُه أي تُنابِذُه؟ أبالسّيْفِ؟ ثم تَرْجِعُ وتقولُ كَلِمَةً حَكيمَةً وجميلَةً وصائِبَةً»[15]

-« قُلْتُ إن الإشارَةَ إلى أن الأمْرَ الصَّعْبَ دَهَمَ هذه الأَحْياءَ، فَذَهَبَ بما اعْتادَتْ وأَلِفَتْ فَجاءَ قَريع الشَّوْلِ قبل إفالِهِ، وَهَتَكَتِ الأطْنابُ كُلَّ ذِفِرَّةٍ هو أيضا قائِمٌ هنا لأن الرّاعيَ يُباشِرُ حَرَّ النارِ بِلبانِهِ، وكَفَّيهِ لا يَتَحرَّفُ، وأن هذه الحالَ تَضَمَّنَتْ هذا المَعْنى لأن حَرَّ النارِ إذا باشَرَ اللَّبانَ والكَفَّيْنِ اقْتَضَى ذلك من الحَيّ الحَسّاسِ أن يَبْتَعِدَ ثم يعودُ، ثم يَبْتَعِدُ، وهكذا، فإذا ثَبَتَ على حالَةِ المُباشَرَةِ، دَلَّ ذلك على أن الذي أَلَمَّ به أَذْهَلهُ، وجعله يُباشِرُ حَرَّ النارِ لا يَتَحَرَّفُ …»[16]

التعريف اللغوي:

جاء في الصحاح: ضمن: ضمنت الشئ ضمانا: كفلت به، فأنا ضامِنٌ وضَمينٌ. وضَمَّنْتُهُ الشيءَ تَضمينًا فتَضَمَّنَه عَنّي، مثل غرمته. وكل شيء جعلتَه في وعاء فقد ضمَّنْتَهُ إياه. والمُضَمَّنُ من الشعر: ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً. والمضَمَّنُ من البيت: ما لا يتمُّ معناه إلا بالذي يليه. وفهمت ما تَضَمَّنَهُ كتابُكَ، أي ما اشْتملَ عليه وكان في ضِمْنِهِ. وأنفَذْتُهُ ضِمْنَ كتابي، أي في طيِّه. وَضَمَّنْتُ الشَيءَ كذا جَعَلْتُهُ مُحْتَوِيًا عليه فَتَضَمَّنَهُ أي فاشْتَمَلَ عليه واحْتَوى ومنه ضَمَّنَ اللَّه أَصْلابَ الفُحُولِ النَّسْلَ فَتَضَمَّنَتْهُ أي ضَمِنَتْهُ وحَوَتْهُ ولهذا قيلَ لِلْوَلَدِ الذي يولَدُ مَضْمونٌ لأنه من الثُّلاثيِّ وجازَ أن يُقالَ مَضْمونَةٌ لأنه بِمَعْنَى نَسَمَةٍ كَمَا قِيلَ مَلْقُوحَةٌ وَالجَمْعُ مَضَامِينُ وَتَضَمَّنَ الكِتَابُ كذا حَوَاهُ وَدَلَّ عَلَيْهِ وَتَضَمَّنَ الغَيْثُ النَّبَاتَ أَخْرَجَهُ وَأَزْكَاهُ وَضَمِنَ ضَمَنًا فَهُوَ ضَمِنٌ [17]

التعريف الاصطلاحي:

ضَمَّنَ فلانٌ الشيءَ شيئاً آخَر: جَعَلَه يتضمَّنُه ويشتملُ عليه، ومنه تضمينُ الشعر مَعانيَ لا تدلُّ عليها الألفاظُ بالضرورة بل من جهة المجاز أو الكناية، وذلك حتّى تَكتسيَ القَصيدَةُ صفةَ البِناءِ المتكاملِ الذي يُحدثُ ترابُطاً مَلْحوظا بين أجزائها.

(ض)

ضبط

 [ضبط]

سياق المصطلح:

-«…لا تَجدُ بابًا من أبوابِ العِلمِ في تُراثِ المُسلمينَ أوْسعَ منهُ انتِشارًا، فقدْ داخَلَ كُلَّ فُروعِ المَعرِفةِ، وفي أيِّ بابٍ نَظرْتَ وجَدْتَ تَحْليلَ النَّصِّ يَلْقاكَ بِوجْهٍ يَعْرُبِيٍّ طَلْق، فالنَّحوُ تَحليلُ نَصٍّ، لأنَّ النَّظرَ في عَلاقاتِ الكَلماتِ، ورَوابِطِها، ومَعْرفةِ مَواقِعِها من الإِعْرابِ نَظرٌ في بِنيةِ النّصِّ، وتَحليل هذهِ البِنْيةِ، وقَول النُّحاةِ هذا حالٌ، وهذَا تَمييزٌ وهذا مُبتدأٌ، وهذا خَبرٌ، وهذه واوُ الحالِ، وتِلكَ عاطِفةٌ، أو مُسْتأْنَفةٌ، إلى آخِرِ تَدْقِيقٍ بَالِغٍ في تَفسيرِ النَّصِّ، وكَلامُهمْ في الفَرقِ بينَ الحالِ، والتَّمييزِ والصِّفةِ والفَرقِ بين الواواتِ، والفاءاتِ، والماءاتِ، كلّ هذا منْ أَدَقِّ ما يُدرَكُ في دَلالةِ النّصِّ وفيهِ منَ الدِّقَّةِ واللُّطْفِ والخَفاءِ ما يَروقُ ويَروعُ، ويُدهِشُ، وكلّ هذا وأكْثرُ منهُ وأوْسعُ وأضْبطُ عند الفُقهاءِ الذينَ يَسْتنْبِطونَ مُرادَ الحَقِّ من كلامِ الحقّ سُبحانهُ، ومَنْهجُهمْ في التَّفسيرِ والتَّحليلِ والتَّحديدِ والاسْتنْباطِ بَلغَ الغايةَ في الحَذرِ والدِّقّةّ والمُرونة، ولَهم ضَوابِطُ مُحْكمةٌ تَصلُحُ أنْ تَكونَ أساسًا في علمِ تَحليلِ النّصِّ» [18]

-«ولِكُلِّ قَصيدَةٍ مَوْقِفٌ ومَقامٌ كما يقول العُلَماءُ، وَوَعْيُ مَقامها جُزْءٌ من وَعْيِ كَلِماتِها، لأن هذا المَوْقِفَ والمَقامَ هو الذي صاغَ هذه اللّغَةَ، وقد دَاخَلَ هذه اللُّغةَ وانْدسَّ فيها وقد تَكونُ مُداخلَتُهُ للُّغةِ مُداخَلةً ظَاهِرةً، وقد تَكونُ خَفيَّةً، أعْني تَرى المَوْقِفَ، والمَقامَ يَسْتخْفي في ضَبابِ اللُّغةِ، أو يَتسَلْسلُ في سَطحِ يَنْبوعِها، وقد تَكونُ قيمةُ القَصيدةِ في ضَبْطِ وإتْقانِ تَسلسُلِ هذه المَعانِي وقد تَبْلُغُ بذلك الغايَةَ، وليس بِلازِمٍ أن تكونَ هناك مَعانٍ في الباطِنِ وراء الظّاهِرِ»[19]

-«الواقِعُ أن هذا التَّصَوُّرَ لِبناءِ القَصيدَةِ يَحْتاجُ إلى كثيرٍ من الضَّوابِطِ حتى يَسْتَقيمَ، فإنّ هناك قَصائِدَ بَدَأَتْ بغير الوُقوفِ على الأطْلالِ كما قلنا وهناك قَصائِدُ انْتَهَتْ بالأَطْلالِ والنَّسيبِ والرّحْلَةِ، ولا يَدْلِفُ منها الشاعِرُ إلى غَرَضٍ خاصٍّ، وكأنه يقول الشّعْرُ لِمُجَرَّدِ التَّصْويرِ والغِناءِ وَوَصْفِ التّجرِبةِ التي عاناها في النَّسيبِ والرِّحْلَةِ، إنه الشّعْر من أجلِ الشّعْر أو الشِّعرُ الذي غَرَضهُ الشِّعر»[20]

التعريف اللغوي:

جاء في لسان العرب: الضَّبْطُ لزومُ الشيء وحَبْسُه، وضَبَطَهُ يَضْبطُه ضَبْطاً وضَبَاطَةً، بالفَتْحِ: حَفِظَهُ بالحَزْمِ، فَهُوَ ضَابِطٌ، أَي حازِمٌ. وقالَ اللَّيْثُ: ضَبْطُ الشَّيْءِ: لُزُومُه لَا يُفارِقُه، يُقَالُ ذلِكَ فِي كلِّ شيءٍ. وضَبْطُ الشَّيْءِ: حِفْظُه بالحَزْم.[21]

التعريف الاصطلاحي:

ضَبط الشيء: إحكامُه، وضبطُ النّصِّ إحكامُ بنائه وفقَ قَواعد تُحَقّقُ الترابُطَ بين أولِه وآخِره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

[1] قراءة في الأدب القديم، محمد محمد أبو موسى ص: 56

[2]نفسه، ص: 143

[3]نفسه، ص: 162

[4] نفسه، ص: 183

[5] نفسه، ص: 184

[6]نفسه، ص: 311

[7] نفسه، ص: 330

[8] لسان العرب، 12/357، الصحاح، 5/1972، لسان العرب، 12/357، القاموس المحيط ص:1/1132

[9] قراءة في الأدب القديم ، ص: 48

[10] نفسه، ص: 51

[11] نفسه، ص: 53

[12] نفسه، ص: 77

[13] نفسه، ص: 118

[14] نفسه، ص: 124

[15] نفسه، ص: 147

[16] نفسه، ص: 183

[17] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، 6/2155، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير 2/364

[18] قراءة في الأدب القديم ، ص: 12

[19] نفسه، ص: 89

[20] نفسه، ص: 369

[21] لسان العرب، 7/340.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق