الرابطة المحمدية للعلماء

معرض الكتاب المغاربي بباريس يحتفي بغنى الإبداع الأدبي المغربي

انطلقت فعاليات الدورة ل18 لمعرض « الكتاب المغاربي» الذي يعد أكبر تظاهرة مخصصة للإبداع المغاربي بفرنسا  محتفيا هذه السنة بالأدب المغربي.

ومن المرتقب أن يشارك حوالي 30 كاتب ومثقف مغربي من بينهم فؤاد العروي ومحمد ندالي وزكية داوود و وغيثة الخياط  إلى جانب مئات المؤلفين من مختلف الدول المغاربية  فضلا عن خبراء المنطقة الذين تقيم غالبيتهم في فرنسا.

وسيساهم هؤلاء الكتاب في تنشيط نقاشات تتمحور حول مواضيع تاريخية أو راهنة بارتباط مع اهتمامات المنطقة المغاربية من خلال إبراز مساهمة الإبداع الأدبي المغربي خاصة من خلال مائدة مستديرة حول «الكاتب المغربي في مواجهة تعددية اللغات» ولقاء آخر حول «حيوية الإبداع الأدبي في المغرب».  

أكد السيد جورج مورين رئيس جمعية «كو دو سولاي» المنظمة للمعرض في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المغرب له «باع طويل» في مجال الإبداع الأدبي».

وأبرز في هذا الصدد حضور دور نشر «نموذجية» وإنتاج أدبي متنوع يتوزع ما بين الرواية و الشعر والأعمال الجامعية خاصة بالأساتذة الجامعيين الذين يمارسون الكتابة مسجلا بأن هذه الدينامية تترجم التقدم الذي سجل في مجال حرية التعبير في عهد جلالة الملك محمد السادس.

وحسب هذا المناضل المتحمس من أجل اندماج الساكنة من أصول مغاربية في المجتمع الفرنسي فإن «الكتاب المغاربي» سيشكل مناسبة لكي يكتشف الجمهور الفرنسي غنى هذا الإنتاج الأدبي الذي يعكس المجتمع المغربي بصفة عامة والمجتمعات المغاربية بصفة خاصة.

يعترف السيد مورين بالطابع «الفرنكفوني» للمعرض  معبرا عن إرادته في أن تمنح برمجة المعارض المقبلة للكتاب المغاربي مكانة مهمة للأدب المكتوب باللغة العربية والأمازيغية.

وأكد في هذا الصدد أنه» لا يوجد أي مبرر لعدم إبراز الكتاب الذين يكتبون باللغة العربية أو الأمازيغية  ولكن يجب أن يكون هناك المزيد من الترجمات ليتمكن الفرنسيون من التعرف على الأعمال المكتوبة بهاتين اللغتين  وهذا الأمر مطلوب في الاتجاهين معا».

ودعا على الخصوص إلى النهوض بالنشر المشترك عبر تشجيع نشر الإصدارات المغاربية بفرنسا بشكل عام  معربا عن أسفه لكون المساعدة على الإبداع الأدبي « لم تتطور بالشكل الكافي بالبلدان المغاربية  في حين أن هناك كتاب شباب يمتلكون مواهب لا جدال فيها».

ولاحظ رئيس الجمعية الفرنسية «كو دو سولاي» بأن «جزء من الأدب المغاربي مازال غير معروف بعد».

وتعمل هذه الجمعية التي تأسست سنة 1984 على التعريف بشكل أكبر بالمغرب العربي بفرنسا ولدى الساكنة التي تنحدر من البلدان المغاربية والتذكير بمساهماتها المتعددة في مجالات التاريخ والثقافة وفي المجتمع الفرنسي « من أجل التقريب بشكل أكبر ما بين ضفتي المتوسط.

وقد أضحى معرض الكتاب المغاربي الذي كان تصوره في الأصل عبارة عن جلسة لتوقيع الكتب من قبل مؤلفيها  مع مرور السنوات إلى مهرجان حقيقي للأدب المغاربي تتخلله لقاءات ونقاشات وعرض للأفلام.

ويتم كل سنة بشكل دوري اختيار أحد البلدان المغاربية ضيف شرف للتظاهرة مع تسليط الضوء على الأدب وبنية النشر والثقافة وتاريخ الفكر بهذا البلد.

وبالإضافة إلى اللقاءات التي تتمحور حول «الدينامية الأدبية المغربية تتضمن برمجة هذه الدورة تنظيم موائد مستديرة أخرى حول «دور المجتمعات المدنية في بناء وحدة المغرب العربي» و»الهجرة المغاربية: ضرورة لأوروبا فرصة للازدهار المشترك في المتوسطية و»تضامن المغرب وتونس مع الجزائريين في كفاحهم من أجل الاستقلال.

وستلقي هذه الدورة نظرة على الجزائر حيث تطبع الذكرى الخمسين لاستقلالها بشكل قوي كتابات شمال وجنوب المتوسط..

وبحكم الظرفية يفرض «الربيع العربي» نفسه للسنة الثانية على التوالي في المعرض الذي خصص دورته السابقة للثورة التونسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق