مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

معجم الهيآت والإشارات والرموز في التراث العربي (الحلقة الثالثة والثلاثون والأخيرة)

– ن-

[68] نَارُ الاستمطار: “الاستِمطار: الاستِسْقاءُ […] وَرَجُلٌ مُسْتَمْطِرٌ: طَالِبٌ لِلخَيْر”(1)، وقد كان العربُ في الجاهلية إذا استسقوا جعلوا السلعة والعشر في أذناب البقر وأشعلوا فيه النار فتضج البقرة من ذلك ويمطرون، و دلالتها عند العرب في الجاهلية:

1- طَلَبُ المطَر: قال الشاعر وهو الورك الطائي:

لَا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خَابَ سَعْيُهُمُ              يَسْتَمْطِرُونَ لَدَى الأَزمَاتِ بِالعُشَرِ

أَجَاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُورًا مُسَلَّعَةً             ذَرِيعَةً لَكَ بَيْنَ اللهِ وَالمَطَرِ؟(2) 

ويقال: “إنهم كانوا يتفاءلون بالنار طلبا للبرق، أو إنهم كانوا يحاكون عبادة قديمة تقرب الأبقار قربانا للآلهة”(3).

وقد ذكرها الجاحظ أيضا حيث قال: “كانوا إذا تتابعت عليهم الأزمات وركد عليهم البلاء، واشتدّ الجدب، واحتاجوا إلى الاستمطار، استجمعوا وجمعوا ما قدروا عليه من البقر، ثمّ عقدوا في أذنابها وبين عراقيبها، السّلع والعشر، ثمّ صعدوا بها في جبل وعر، وأشعلوا فيها النّيران، وضجّوا بالدّعاء والتضرّع. فكانوا يرون أنّ ذلك من أسباب السقيا”(4).

وجاء في «التذكرة الحمدونية» أنه جلس مولى لآل سليمان على طريق الناس، وقد رجعوا من الاستمطار، وقد سقوا فقال: ليس بي إلا سرورهم اليوم بالإجابة، وما مطروا إلا لأني غسلت ثيابي اليوم، ولم أغسلها قطّ إلا جاء الغيم والمطر، فليخرجوا غدا فإن سقوا فإني ظالم(5)، مما يدل على أنها من عادات العرب التي كانوا يلجؤون إليه طلبا للغيث والمطر.

وذهب الراغب الأصفهاني إلى أن العرب كانوا إذا تتابعت عليهم الأزمان وأحوجهم الاستمطار عقدوا في أذناب البقر شسعا فصعدوا بها جبلا وأوقدوها نارا وضجوا بالدعاء(6).

ونار الاستمطار واحدة من نيران العرب التي توقدها، وقد ذكرها القلقشندي بقوله: “كانوا في الجاهلية الأولى إذا احتبس المطر جمعوا البقر وعقدوا في أذنابها وعراقيبها السّلع والعشر ويصعّدون بها في الجبل الوعر، ويشعلون فيها النار، ويزعمون أن ذلك من أسباب المطر”(7).

وهي عادة عربية قديمة حيث كان الحجازيون -كالعرب- إذا أصابهم الجدب طلبوا السقيا واستمطروا بالأبقار, يصعدون بها في جبل وعر ثم يربطون السلع والعشر بأذنابها، ثم يضرمون فيها النار ويضجون بالدعاء(8)، وهي موجودة في شعر أمية بن أبي الصلت حيث يقول(9): 

سَنَةٌ أَزْمَةٌ تُخَيَّلُ بِالنَّا***سِ تَرَى لِلْعِضَاهِ فِيهَا صَرِيرَا

لَا عَلَى كَوْكَبٍ يَنُوءُ وَلَا رِيـ*** ـــــحِ جَنُوبٍ وَلَا تَرَى طُخْرُورَا

إِذْ يَسُفُّونَ بِالدَّقِيقِ وَكَانُوا*** قَبْلُ لَا يَأْكُلُونَ شَيْئًا فَطِيرَا

وَيَسُوقُونَ بَاقِرَ السَّهْلِ لِلطَّوْ*** دِ مَهَازِيلَ خَشْيَةً أَنْ تَبُورَا

عَاقِدِينَ النِّيرَانَ فِي شُكْرِ الْأَذْ*** نَابِ عَمْدًا كَيْمَا تَهِيجَ الْبُحُورَا

فَاسْتَوَتْ كُلُّهَا فَهَاجَ عَلَيْهِمْ*** ثُمَّ هَاجَتْ إِلَى صَبِيرٍ صَبِيرَا

فَرَآهَا الْإِلَهُ تُرْشَمُ بِالقطـ*** ــرِ وَأَمْسَى جَنَابُهُمْ مَمْطُورَا

فَسَقَاهَا نَشَاصُهُ وَاكِفَ الْغَيْـ*** ـثِ مِنْهُ إِذَا رَادَعُوهُ الْكَبِيرَا

سَلَعٌ مَا وَمِثْلُهُ عُشَرٌ مَا*** عَائِلٌ مَا وَعَالَتْ الْبَيْقُورَا

وقيل في معنى هذه الأبيات:” أَي أَن السَّنَةَ الجَدْبة أَثْقَلَت البقرَ بِمَا حُمِّلَت مِنَ السَّلَع والعُشَر، وإِنما كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي السَّنَةِ الجَدْبة فيَعْمِدون إِلى البَقَرِ فيَعْقِدون فِي أَذْنابها السَّلَع والعُشَر، ثُمَّ يُضْرمون فِيهَا النارَ وَهُمْ يُصَعِّدونها فِي الجَبَلِ فيُمْطَرون لِوَقْتِهِمْ، فَقَالَ أُمية هَذَا الشِّعْرَ يذكُر ذَلِكَ”(10).

وهي عادة قد تكون مألوفة بين أهل مكة وأهل الحجاز، وهي من العادات التي أبطلها الإسلام، إذ أحل محلها صلاة الاستسقاء(11).

[69] النُّصب:” النَّصِيبةُ والنُّصُبُ: كلُّ مَا نُصِبَ، فجُعِلَ عَلَماً. […] اللَّيْثُ: النُّصُبُ جَمَاعَةُ النَّصِيبة، وَهِيَ عَلَامَةٌ تُنْصَبُ لِلْقَوْمِ. والنَّصْبُ والنُّصُبُ: العَلَم المَنْصُوب. […] واليَنْصُوبُ: عَلم يُنْصَبُ فِي الفلاةِ. […] والتَّناصِيبُ: الأَعْلام، وَهِيَ الأَناصِيبُ، حجارةٌ تُنْصَبُ عَلَى رُؤُوسِ القُورِ، يُسْتَدَلُّ بِهَا”(12)، ومن دلالات هذا الرمز في التراث العربي:

1- الاستدلال: قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

طَوَتْها بِنَا الصُّهْبُ المَهَارِي فَأَصْبَحَتْ              تَنَاصِيبُ أَمْثَالَ الرِّمَاحِ بِهَا غُبْرَا(13) 

قال الجاحظ: “أما النصبة فهي الحال الناطقة بغير اللفظ، والمشيرة بغير اليد. وذلك ظاهر في خلق السماوات والأرض، وفي كل صامت وناطق، وجامد ونام، ومقيم وظاعن، وزائد وناقص”(14).

[70] النَّطيح: “النَّطِيحُ والناطِحُ مَا يَسْتَقْبِلُكَ ويأْتيك مِنْ أَمامك مِنَ الطَّيْرِ والظباءِ وَالوَحْشِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يُزْجَرُ، وَهُوَ خِلَافُ القَعِيد”(15)، ومن دلالات النطيح في التراث العربي:

1- الشؤم: قال أبو العلاء المعري ينفي عن نفسه تشاؤمه بالنطيح على عادة العرب:

نطيحُ وَلَا نُطِيقُ دِفَاعَ أَمْرٍ           فَكَيْفَ يَرُوعُنَا الغَادِي النَّطِيحُ(16) 

وقال ابن الرومي ينفي العيافة عن نفسه:

فَأْلٌ، لَعَمْرُكَ لَمْ أَعِفْهُ وَلَمْ أَعِفْ           مِنْهُ الْبَرِيحَ وَلَا النَّطِيحَ الْأَعْضَبَا(17)

[71] النَّجْسُ: “النَّجْس: اتِّخَاذُ عُوذَةٍ لِلصَّبِيِّ، وَقَدْ نَجَّس لَهُ ونَجَّسَه: عَوّذَه […] النِّجاس: التَّعْوِيذُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: كأَنه الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ ابْنُ الأَعرابي: مِنَ المَعاذات التَّمِيمة والجُلْبَة والمنَجِّسة. وَيُقَالُ للمُعَوَّذِ: مُنَجَّس […] والتَّنْجِيسُ شَيْءٌ كَانَتِ العَرَبُ تَفْعَلُهُ كَالعُوذَةِ تُدْفَعُ بِهَا العَيْنُ”(18)، ومن دلالات النجس في التراث العربي:

1- دفع العين والأذى: قال الشاعر:

وَلَوْ كَانَ عِنْدِي كَاهِنَانِ وَحَارِسٌ            وَعَلَّقَ أنْجَاسًا عَلَيَّ المُنَجِّسُ(19) 

” وَيُقَالُ للمُعَوِّذ: منَجِّس، وَكَانَ أَهل الجَاهِلِيَّةِ يعلِّقون عَلَى الصَّبِيِّ وَمَنْ يَخَافُ عَلَيْهِ عُيُونَ الجن الأَقْذارَ مِنْ خِرَقِ المَحِيض وَيَقُولُونَ: الجِنُّ لَا تَقْرَبُهَا”(20).

– هـ-

[72] الهَمْرَة: “الهَمْرَةُ: خَرَزَة الحُبِّ يُستعطف بِهَا الرجالُ”(21)، ومن دلالات هذا الرمز في التراث العربي: 

1- استعطاف المرأة الرَّجلَ: ويُقَالُ عند التأخيذ: ” يَا هَمْرَةُ اهْمِرِيه، وَيَا غَمْرَةُ اغْمُرِيِه، إِن أَقبل فَسُرِّيه، وإِن أَدبر فَضُرِّيه”(22).

– و-

[73] الوَدَعَة: “الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ: مناقِيفُ صِغارٌ تُخْرَجُ مِنَ البَحْرِ تُزَيَّنُ بِهَا العَثاكِيلُ، وَهِيَ خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ فِي بُطُونِهَا شَقٌّ كَشَقِّ النواةِ تَتَفَاوَتُ فِي الصِّغَرِ وَالكِبَرِ، وَقِيلَ: هِيَ جُوفٌ فِي جَوْفها دُوَيْبّةٌ كالحَلَمةِ […] ووَدَّعَ الصبيَّ: وضَعَ فِي عنُقهِ الوَدَع”(23)، ومن دلالات هذا الرمز في التراث العربي:

1- دفعُ العين: قَالَ عَقِيلُ بْن عُلَّفَة:

وَلَا ملقٍ لِذي الوَدَعَاتِ سَوْطِي              أُلَاعِبُهُ، وَرَبَّتَهُ أُرِيدُ(24) 

وَجاء في الحَدِيث: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا تَمَّمَ اللَّهُ لَهُ»(25)، وإِنما نَهَى عَنْهَا لأَنهم كَانُوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ العَيْنِ، وَقَوْلُهُ: لَا ودَعَ اللهُ لَهُ أَي لَا جَعَلَهُ فِي دَعةٍ وسُكُونٍ، وَهُوَ لَفْظٌ مَبْنِيٌّ مِنَ الوَدَعَةِ، أَي لَا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ مَا يَخافُه(26).

الخاتمة:

من الأحاديث المأثورة عن النبي [صلى الله عليه وسلم]: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون عملي هذا داخلا في هذا الباب وأن ينتفع به قراء العربية، وأن يجدوا ضالتهم في مواده وما اشتمل عليه من فصول وأبواب. 

وأن تكون فيه فائدة زائدة على ما كُتِبَ في هذا الباب على قلته وندرته، حتى يكون فيه مجهودا ظاهرا وعملا متميزا لا يكتفي بالنقول عن كتب المتقدمين وإلا فلا سبيل إلى ضياع الوقت وهدرِ الجهدِ فيما لا حاجة إليه.

وقد تعرض هذا البحث الذي قسمته إلى بابين: أولهما في المداخل الضرورية، ويشمل هذا الباب ثلاثة فصول، أولها في الحديث عن صاحب معجم «لسان العرب» وهو ابن منظور؛ ولادته، ومصنفاته التي فصلنا القول في المطبوعة منها والمخطوطة والمفقودة، ووفاته، وثاني هذه الفصول في الحديث عن الكتاب  الذي انطلقنا منه في هذه الدراسة وهو معجم «لسان العرب» عارضِين أهميته بين المعاجم العربية، وكذَا مصادره التي أخذ عنها ابن منظور وشواهده. 

  أما الفصل الثالث فقد خُصِّصَ للحديث عن المفاتيح والتعريفات والحدود التي لا بد من معرفتها والإحاطة بها قبل الولوج في الموضوع الرئيس، وهي ثلاثة: الهيئة والإشارة والرمز وقد بَيَّنا أن تعريفات هذه الحدود الثلاث ما يقصد بها في البحث قد يكون مخالفا لحدها اللغوي كما هو الحال بالنسبة لـ « الرمز» مثلا.

وخُصص الباب الثاني للحديث عن المواد المتصلة بتلك الأقسام الثلاث التي ذكرناها وهي الهيئة والإشارة والرمز وتبعا لذلك فهذا الباب ينقسم إلى ثلاثة فصول كبرى، أولها: خاص بالهيآت، وثانيها: خاص بالإشارات، وثالثها: خاص بالرموز.   

وكل فصل من هذه الفصول الثلاث يشمل مجموعة من المواد التي استقريتها من «لسان العرب»، ولما كان عملي هذا الغاية منه خدمةُ البحث العلمي في الأدب العربي خاصة في شقه المعجمي، كان لزاما عَلَيَّ أن أُحدد ترجمة كل مادة على حدة انطلاقا من الكتاب المدروس ألا وهو «لسان العرب»، لكي أضبط معنى المادة التي تمثل قاعدةَ البحث وأساسه، والذي تُبنَى عليه كل مادة على حدة، لأنه بعدم وجود التعريف لا يتسنى معرفة دلالات المادة في التراث العربي.

مع ترتيب هذه المواد على حروف المعجم تبعا للحرف الأول من كل مادة، وقد وُجِد من المواد مثلا من سبقت ترجمته في مادة سابقة مع اختلاف طفيف فيكتفى بالترجمة أو التعريف الأول ويُستغنَى به عن غيره، مثل مادة «أشار» إذ تتكرر هذه المادة كثيرا مع اختلاف أداة الإشارة مثل الإشارة باليد أو الأطراف أو الحواجب وغيرها.  

وبناء على ما سبق نخلص إلى أن التراث العربي يزخر بالدلالات التي يكتسبها من مجموعة من الأشياء أو بالأحرى من مجموعة من الأبواب، وقد اقتصر عملي في هذا البحث على بيان ثلاثة أبواب فقط من هذا التراث الكبير والزاخر ألا وهي الهيئة والإشارة والرمز، وقد يتم الانطلاق منها إلى أبواب أخرى في التراث العربي تحتاج إلى استخراج دلالاتها، لأنه باب عظيم من أبواب البحث العلمي خاصة في شقه المعجمي.

والجديد في هذا البحث هو كيفية استثمار هذه الهيئات و الإشارات والرموز المدروسة، وقد كان أستاذي الدكتور عبد الرحمن بودرع ذكر أن الجديد في كتابه «الإيجاز وبلاغة الإشارة» استثمار ” الإشارات النبوية” لاستخراج ما بها من لمحات دالة وفوائد إيجازية بليغة؛ استثمارا يستشرف ما بها من آفاق تعبيرية قد تعجز لغة الكلام عن أداءها في بعض المواقف، كما رأينا في بعض إشارات النبي [ صلى الله عليه وسلم] ودلالاتها البليغة، وكذلك بعض الإشارات التي كان يستعملها المحبون فيما بينهم خاصة فيما يتعلق بالتحية والسلام كالإيماء بالأعين والحواجب والإشارة باليد وما إلى ذلك، وقد انطلقت من بعض تلك الإشارات بتحديدها وبيان دلالاتها في التراث العربي مع بيان بلاغتها وغايتها أيضا، وعددها في البحث واحد وسبعون إشارة.

وكذلك الأمر بالنسبة للهيئات فهي كثيرة، ولكل هيئة دلالة واحدة أو دلالات كثيرة والغاية من تلك الدلالات أن يفهم المتلقي الغرض منها عند العرب كهيآت الجلوس مثلا وهيآت اللباس، التي تنطق بلسان الحال، ويستغني صاحبها عن الإفصاح بالكلام للتعبير عن حاله أو ما يشعر به أو ما يدور في خلده فالمرأة المتسلبة على زوجها تلبس السلاب وهي ثياب المآتم السود فيفهم من هيئتها أنها متسلبة على مفقود أو على زوج دون أن تحتاج إلى الكلام أو الإفصاح عن حالتها، وكذلك الحال في المجتمع المغربي فالمرأة التي تلبس الثياب البيض كاملة يفهم من هيئتها أنها مُحِدة على زوجها…إلخ، وقديما كان الرجل في الجاهلية الذي يلبس ثوبين معا يفهم الناس من هيئته أنه من الأغنياء والمترفين سواء كانوا على معرفة به أو لم يكونوا لأن المتعارف عندهم أن صاحب هذه الهيئة رجل غني مترف، لأن أغلب الناس لم يكونوا يجدوا ثوبا واحدا فكيف بمن يلبس ثوبين معا. وبلغ عدد الهيآت الدالة في هذا البحث حسب استقرائي اثنتان وثمانون هيئة. 

وباب الرموز أيضا باب كبير وواسع من أبواب التراث العربي وقد اقتصرنا على ما وجدناه في «لسان العرب» لابن منظور، والجديد في هذا البحث هو كشف الغاية من استعمالها من طرف العرب وما تفيده وما يُفهَم منها وقد لا يفهم من الكلام نفسِه، فالشيب عند العرب مثلا رمز له دلالات كثيرة قد لا تكون موجودة في تراث أمة أخرى فهو تارة رمز الوقار وتارة رمز الكبر… إلخ، والرَّتَمَة أيضا ذلك الخيط الذي يشد في اليد فهو عند العرب رمز يستعملونه بغية تذكر الحاجة وعدم نسيانها وقد يكون عند غير العرب لا يدل ولا يرمز لشيء معين، وعدد الرموز المدروسة في البحث ثلاثة وسبعون رمزا.

ومن الجدير بالذكر أن عدد الهيئات أو الإشارات والرموز المدروسة في هذا البحث قد يقل أو يكثر بحسب استقراء كل باحث.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ـــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1- لسان العرب 14/91.

2- والبيتان في اللسان 7/232، والبيت الثاني في صبح الأعشى 1/466  كالتالي:

أَجَاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُورًا  مُسَلَّعَةً                        وَسِيلَةً مِنْكَ بَيْنَ اللهِ وَالمَطَرِ

3- قصة الأدب في الحجاز ص:514.

4- الحيوان 4/492.

5- التذكرة الحمدونية 5/88.

6- محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء 2/655.

7- صبح الأعشى في صناعة الإنشا 1/466.

8- قصة الأدب في الحجاز ص:514.

9- ديوان أمية بن أبي الصلت ص:73- 74 -75.

10- لسان العرب 10/342.

11- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 13/164.

12- لسان العرب 14/266.

13- ديوان ذي الرمة ص:87.

14- البيان والتبيين 1/81.

15- لسان العرب 14/286.

16- اللزوميات 1/212.

17- ديوان ابن الرومي 1/343.

18- لسان العرب 14/199. 

19- عجز البيت في لسان العرب 14/199، وصدره في تاج العروس 16/536.

20- لسان العرب 14/199.

21- لسان العرب15/90.

22- لسان العرب15/90.

23- لسان العرب15/178. 

24- البيت في «عقيل بن علفة المري من الشعراء الفحول المقلين في العصر الأموي، سيرته وشعره» ص:73.

25- المستدرك على الصحيحين للحاكم 4/463، [رقم: 8289].

26- لسان العرب 15/178.

******************

المصادر والمراجع:

– البيان والتبيين، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، بتحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، منشورات مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة السابعة عام 1418هـ/ 1998م.

– تاج العروس من جواهر القاموس، للزَّبيدي، تحقيق مجموعة من المحققين، منشورات دار الهداية.

– التذكرة الحمدونية، محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون، أبو المعالي، بهاء الدين البغدادي، تحقيق إحسان عباس وبكر عباس، الطبعة الأولى عام 1996م/ 1417هـ،  منشورات دار صادر، بيروت، لبنان.

– الحيوان، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، منشورات دار الجيل، لبنان، بيروت، سنة النشر 1416هـ/ 1996م. 

– ديوان ابن الرومي، تحقيق الدكتور حسين نصار، الطبعة الثالثة 1424هـ/2003م، منشورات دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، مركز إحياء التراث.

– ديوان أمية بن أبي الصلت، جمعه وحققه وشرحه سجيع جميل الجبيلي، الطبعة الأولى عام 1998م، دار صادر، بيروت.

– ديوان ذي الرمة، قدم له وشرحه أحمد حسن سبج، الطبعة الأولى عام 1415هـ/1995م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

– صبح الأعشى في صناعة الإنشا، أحمد بن علي القلقشندي، شرحه وعلق عليه قابل نصوصه محمد حسين شمس الدين، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

– عقيل بن علفة المري من الشعراء الفحول المقلين في العصر الأموي، سيرته وشعره، للدكتور شريف راغب علاونة، الطبعة الأولى 1425هـ/ 2004م، منشورات دار المناهج للنشر والتوزيع.

– قصة الأدب في الحجاز، عبد الله عبد الجبار و محمد عبد المنعم خفاجى، منشورات مكتبة الكليات الأزهرية.

– اللزوميات، لشاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء أبي العلاء المعري، تحقيق أمين عبد العزيز الخانجي، منشورات مكتبة الهلال، بيروت، مكتبة الخانجي، القاهرة. 

لسان العرب، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور، الطبعة السادسة عام 2008 م، دار صادر، بيروت، لبنان.  

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، للراغب الأصفهاني،  الطبعة الأولى: 1420هـ، منشورات  شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت. 

المستدرك على الصحيحين، للحاكم، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، الطبعة الأولى: 1411هـ / 1990م، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت.

المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، للدكتور جواد علي،  منشورات دار الساقي، الطبعة الرابعة 1422هـ/ 2001م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق