مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

مسلك السداد للكوراني وردود علماء المغرب عليه دراسة وتحقيق موضوع أطروحة لنيل الدكتوراه في الآداب

نوقشت بقاعة الندوات الكبرى محمد الكتاني برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان جامعة عبد الملك السعدي أطروحة لنيل الدكتوراه في الآداب في موضوع: “مسلك السداد للكوراني وردود علماء المغرب عليه -دراسة وتحقيق” تقدم بها الطالب: سعيد السراج، تحت إشراف الدكتور: عبد الله المرابط الترغي، عن شعبة الدراسات الإسلامية، وحدة البحث: تاريخ الأديان والحضارات الشرقية، للسنة الجامعية 1431هـ-1432هـ / 2010م-2011م، وتكونت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة: د.مصطفى حنفي رئيسا، د. عبد الله المرابط الترغي مقررا، د. محمد الشنتوف عضوا، د. عبد اللطيف شهبون عضوا، د. محمد كنون الحسني عضوا، د. عبد الخالق أحمدون عضوا.
وفيما يلي ملخص الأطروحة:
في المقدمة أشار الباحث إلى أن “مجال العقيدة قد حظي لدى المغاربة بعناية خاصة، إذ لم يدخروا جهدا في السعي الحثيث نحو التأليف فيه، وإغنائه بالشروح والتعليقات والردود والحواشي، وخير شاهد على ذلك هو ذاك الزخم الكثير والكم الوفير من المخطوطات المحفوظة في المكتبات العامة والخاصة في ربوع هذا الوطن العزيز، بل وفي نظيراتها من بعض كبريات مكتبات العالم.
ولقد كان ذلك منهم رحمهم الله محاولة لتثبيت أركان الوحدة المذهبية والعقدية للمغاربة، والوقوف في وجه بعض حركات الغلو التي كانت تظهر بين الفينة والأخرى محاولة زرع الفتن وخلق البلبلة والتشويش على تدين المغاربة وعقيدتهم.”
  وأن الردود على مسلك السداد تأتي في هذا السياق، منتقلا بعد ذلك للحديث عن “مسلك السداد إلى مسألة خلق أفعال العباد” للكوراني موضوع الأطروحة، والذي كان تأليفه في سنة (1084هـ) بالمدينة المنورة،  حيث أبرز الباحث أن هذا الكتاب قد “خلف موجة غضب شديد وتعرض لانتقاد عنيف عند دخوله للمغرب على يد الحجاج المغاربة، علما أن لصاحبه سوابق مع المغاربة؛ وممن انبرى للرد عليه محمد المهدي بن أحمد بن علي الفاسي في مؤلف له سماه: “النبذة اليسيرة واللمعة الخطيرة في مسألة خلق أفعال العباد الشهيرة” واعتبره ردًّا رئيسا لقيمته العلمية ولكون صاحبه دافع عن الإمام الأشعري وآرائه في الكسب، ونافح في نفس الوقت عن الإمام السنوسي الذي يعد مرجعية في  العقيدة الأشعرية بالنسبة للمغاربة”
 وتأتي قيمة هذا الرد  في نظره من “أن غالبية الردود والإسهامات كانت عبارة عن تقريظ لهذا الكتاب، كتقريظ الإمام اليوسي لملف النبذة اليسيرة ورسالة اليوسي لسيدي المهدي بن أحمد الفاسي وللقادريين في نفس الموضوع، وتقريظ العلامة محمد بن أحمد القسنطيني أو القسمطيني الحسني لنفس الكتاب، ورد آخر هو رد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي المتوفي عام (1096هـ) والذي عنونه بـ “الاستعداد لسلوك مسلك السداد الوارد من طيبة خير البلاد، في خلق أفعال العباد”.
واقتضت طبيعة بحثه – دراسة وتحقيق كتاب مسلك السداد وردود المغاربة عليه- أن يتخرج وفق التصميم الآتي:
القسم الأول: خصصه للدراسة؛ حيث رصد فيه البيئة العامة التي عاش فيها الكوراني مؤلف مسلك السداد، والبيئة العامة لأصحاب الردود ، وقسمه إلى فصلين:
الفصل الأول: رصد فيه بيئة الحجاز زمن الكوراني، وتولد عنه مباحث ثلاث:
 المبحث الأول: خصصه للبيئة السياسية زمن الكوراني من أجل تلمس مدى تأثيرها على حياته وحياة الناس.
المبحث الثاني: البيئة الاجتماعية والاقتصادية، تناوله عبر مطلبين.
الفصل الثاني: خصصه لبيئة المغرب العامة زمن ظهور مسلك السداد ووقت تمخض الردود، اشتمل على أربع مباحث.
المبحث الأول: جعله للحديث عن البيئة السياسية (أواخر العصر السعدي، وبداية العصر العلوي)
المبحث الثاني: كان عن البيئة الاجتماعية والاقتصادية، حيث حاول فيه ربط الأحداث السياسية بمدى تأثيرها على المظاهر الاجتماعية وعلى الاقتصاد.
المبحث الثالث: في البيئة الدينية، وقف فيها الباحث على ما أصاب الناس من تغير، وعلى بعض المظاهر التي لا تمت للتدين الصحيح بصلة، وعلى ظهور بعض الدعوات التي حاولت الركوب على مجريات الأحداث لبلوغ مطامحها.
المبحث الرابع: جعله للبيئة الفكرية والعلمية، حيث فصل فيه الحديث ليقف على ما ميز المغرب في هذه الفترة من نهضة علمية وفكرية بالرغم مما عرفه من محن.
الفصل الثالث: عرف فيه بالملا إبراهيم الكوراني وبمنزلته العلمية والثقافية من خلال مؤلفاته وإسهاماته، والتعريف بأصحاب الردود-مرتبا لها حسب قيمتها العلمية-، ومدى إسهامهم في إبطال رأي الكوراني ودحض مزاعمه.
الفصل الرابع: أفرده الباحث للتعريف بكتاب مسلك السداد وبالردود عليه، وبمنهجه في التحقيق.
وأما القسم الثاني: فخصصه لتحقيق مسلك السداد وتحقيق الردود الواردة عليه.
وكان من نتائج هذه الأطروحة -حسب تصريح الباحث-:
– أن تمكنت من إحياء تلك الأعلاق النفيسة بإخراجها من أدراج الرفوف ومن طور النسيان إلى عالم التداول والتصنيف، وكل ذلك من أجل التعريف بها ، وتسهيل الوصول إليها من لدن الباحثين والطلبة، وإن حاولت التذكير بمكانة علماء المغرب  السامقة التي تبرز فيما ألفوه دفاعا عن العقيدة الأشعرية وضمانا للوحدة العقدية، وأن إخراج ذلك التراث يعد فتحا.
– إن اعتماد أصحاب الردود على بعض كتب العارفين والاستشهاد بأقوالهم، ككتاب “تحرير المطالب “للبكي الكومي، و”اليواقيت والجواهر” للشعراني، و”شعب الإيمان” للقصري وغيرها، إنما كان حرصا منهم على تقرير عقائد المتصوفة، وهي في نفس الوقت محاولة لمزج المعرفة الصوفية بالعقيدة الأشعرية.
– أن المغاربة في مجال العقيدة قد سلكوا منهجا يراعي اليسر والبساطة، إيثاراً لمخاطبة الناس على قدر عقولهم، إذ لا يستوي العامي مع الطالب في فهم الحجج والأدلة، ولا هذان مع العالم.
و قد رجى الباحث من الله تعالى “أن يسهم هذا البحث في إحياء الذاكرة، وأن يقدم إضافة للدرس العقدي وحلقاته، وأن يحقق للأجيال ما تصبو إليه من طمأنينة روحية هم في أمس الحاجة إليها اليوم، والتي من شأنها أن تحصنهم ضد كل أشكال  التشيع والتغريب والعولمة.”
وبعد مناقشة البحث قررت اللجنة بعد المداولة أن تمنح الطالب الباحث سعيد السراج(أستاذ التربية الإسلامية بثانوية الفقيه داود التأهيلية بالمضيق ولاية تطوان) ميزة مشرف جدا.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كيف أحصل نسحة بدف لهذه الرسالة.
    و أشكركم لحسن مساعدتكم

  2. يمكنكم الاتصال بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان بخصوص موضوع الأطروحة والاطلاع على محتواها.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق