الرابطة المحمدية للعلماء

مستقبل الإسلام بين الثورة والتغريب

د. عبد الرحمن غريوة: الكاتب الفرنسي دافع في كتابه عن الإسلام المعتدل الذي جاء لخدمة كل الإنسانية

قال د. عبد الرحمن غريوة، في محاضرة ألقاها بدار الحديث الحسنية مساء الأربعاء الماضي 04 فبراير 2009، إن الغرب يعرف موجة كبيرة من الإصدارات التي تخص الإسلام، كما أنه يشهد حركية فكرية واسعة، خاصة في فرنسا، أصبح يفتقدها العالم العربي في وقتنا الحالي.

واعتبر د. غريوة، الذي قدم قراءة في كتاب “مستقبل الإسلام بين الثورة والتغريب” للكاتب الفرنسي   “شارل سانت برو”، أن هذا الأخير يعتبر من الكتاب الغربيين القلائل الذين تحدثوا عن الإسلام بموضوعية كبيرة، ومن الذين حاولوا إعادة الاعتبار لبعض المصطلحات الإسلامية مثل الجهاد والسلفية والتوحيد التي شوهتها الدعاية الغربية المناوئة للإسلام، والجماعات المتطرفة داخل العالم الإسلامي.

وحسب قراءة د. غرويوة، وهو أستاذ الفرنسية وآدابها بمؤسسة دار الحديث بالرباط، فإن “شارل سانت برو” حرر كثيرا من هذه المصطلحات من حمولتها الإيديولوجية، مثل “الجهاد” الذي لا يعني القتل والحرب كما تروج لذلك الدعاية الإعلامية الغربية أو بعض المتشددين الإسلاميين، و”السلفية” التي لا تعني الجمود وإنما هي حركة تجديدية في الإسلام.

وأكد المحاضر أن “شارل سانت”، وهو أستاذ القانون في جامعة السربون بباريس، دافع في كتابه عن الإسلام المعتدل، الذي جاء لخدمة كل الإنسانية، ورفض الاتجاهات الثورية التي تستغل الدين حسب مصالحها الشخصية، كما رفض في الوقت نفسه الاتجاهات التغريبية التي تريد أن تفرغ الإسلام من معانيه الروحية.

كما قاوم “شارلر سانت” ـ يضيف المحاضر ـ بكل قوة العلمانية، حيث اعتبرها صناعة غربية غير شمولية، وهي في عمقها تعمل على تدمير الإسلام، الذي يوازن بين الدين والدنيا، وهي ليست صالحة في العالم الإسلامي، منتقدا بعض المفكرين الجدد الذين يدعون إلى التغريب والتخلي عن السنة.

وحسب قراءة د. عبد الرحمن غريوة، فإن مؤلف كتاب “مستقبل الإسلام بين الثورة والتغريب”، دافع بشكل كبير عن الاجتهاد باعتباره السبيل الوحيد لبقاء الإسلام صالحا لكل الأزمان، منوها بما قدمه المجتهدون الأوائل من تجديد فكري جعل الإسلام يقاوم كل الحركات التي كانت تستهدف تقويضه سواء من الداخل أو الخارج.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق