مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصةتراث

مستجدّ النشر بمعرض الدار البيضاء للكتاب دورة 2020م

قام بعض باحثي مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة يوم الجمعة 7 فبراير برحلة علمية إلى المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، وتمّ خلال هذه الرحلة زيارة أروقة متنوعة، والاطلاع على مستجد النشر في شتى العلوم، وهذا تعريف ببعض المؤلفات التي صدرت حديثا في علم التجويد، والرسم، والوقف والابتداء:

التجريد في التجويد، تأليف الإمام سهل بن محمد الحاجي المتوفى سنة 618ه‍، تحقيق د. غانم قدوري الحمد، صدر عن جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالمملكة الأردنية الهاشمية، الطبعة الأولى 1440 ه‍ – 2019م.

قال محققه(1): «.. فإن كتاب التجريد في علم التجويد لسهل بن محمد الحاجي من كتب علم التجويد المهمة، وهو يمثل اتجاها في التأليف في هذا العلم يتميز عن المؤلفات المشهورة التي كتبها علماء الأندلس في القرن الخامس الهجري، مثل الرعاية لمكي، والتحديد للداني، والموضح لعبد الوهاب القرطبي، من حيث المنهج، ومن حيث المادة، فهو يمثل المدرسة المشرقية التي أسست لهذا العلم، وغابت عنا أغلب مؤلفاتها.. ولا شك عندي في أن المشتغلين في علم التجويد والدارسين للأصوات اللغوية في زماننا سيجدون مادة نافعة في هذا الكتاب، من حيث المصطلحات، والتحليل الصوتي لظواهر التركيب».

وقد حُقق الكتاب اعتمادا على مخطوطة فريدة تحتفظ بها مكتبة رضا في مدينة رامبور في الهند، وقد قدم المحقق للكتاب بين يدي النص بدراسة تضمنت التعريف بالمؤلف، وبموضوع الكتاب ومنهج المؤلف فيه، وبمادته، كما تضمنت وصف مخطوطة الكتاب ومنهج التحقيق.

رسالة المدات تأليف الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران المتوفى سنة 381ه‍، دراسة وتحقيق د. أيمن رشدي سويد، صدرت عن دار الغوثاني للدراسات القرآنية سنة1439ه‍ – 2018م، وهي رسالة أفردها مؤلفها لألقاب المدود ومقاديرها، فذكر فيها أنواع المدود الواردة في القرآن، فبلغت عنده عشرة، ثم فصلها معللا تلقيبها بهذه الألقاب مع ذكر مقاديرها التي قدرها بالألفات.

وقد اعتمد المحقق في إخراج هذه الرسالة على نسخة خطية محفوظة بمكتبة قَسْطَمُونُو بتركيا.

المرشد في القرآن للأداء والبيان تأليف أبي الحسن علي بن أحمد الغزَّال النيسابوري المتوفى سنة 516ه‍، تحقيق د. غانم قدوري الحمد، صدر عن مكتبة الرشد  1441ه‍‍ – 2020م.

قال مؤلفه(2): «إخواني رضي الله عنكم، سألتموني أن أبين لكم أوزان الألفاظ وحدود الحروف المقطعات، مع مخارجها وأحيازها ومدارجها، وتقويم الأجراس المفترقات في مسالكها، باختلاف أوصافها في ذاتها ومنابعها، مع معرفة أصل كل حرف وبنيتها..».

وقد حققه د. غانم معتمدا على مخطوطة محفوظة بمكتبة راشد أفندي في مدينة قيصري بتركيا، وقال(3): «وهو لا يقل في أهميته في تقديري عن أهم كتب التجويد مثل الرعاية لمكي، والتحديد للداني، والموضح لعبد الوهاب القرطبي رحمهم الله جميعا».

هجاء المصحف، تأليف أبي يعقوب يوسف بن محمد القَيديّ الخوارزميّ، المتوفى سنة 618ه‍، تحقيق د. غانم قدوري الحمد، صدر عن جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالمملكة الأردنية الهاشمية، الطبعة الأولى 1440 ه‍-2019م، الطبعة الثانية.

وكان الكتاب قد صدر مطبوعا بتحقيق د. غانم سنة 2012م، عن دار الغوثاني للدراسات القرآنية بعنوان: كتاب الهجاء في رسم المصحف لمؤلف مجهول، لأن المحقق اعتمد حينئذ على نسختين خطيتين لم يذكر فيهما اسم المؤلف، ثم ظهرت مخطوطة للكتاب تتضمن اسم المؤلف، وتبين من خلال هذه المخطوطة أن الكتاب هو الباب الثالث من كتاب للمؤلف يحمل عنوان: الترغيب في تعلم القرآن وتعليمه، وعنوان الباب هو هجاء المصحف. وقد حُقق الكتاب بالاعتماد على عشر نسخ خطية.

التبيان في شرح مورد الظمآن، لأبي محمد عبد الله بن عمر الصنهاجي الشهير بابن آجطا، المتوفى سنه 750 ه‍، دراسة وتحقيق د. محمد لمين بن عبد الحفيظ بوروبة، صدر عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم سنة 1440 ه‍-2019م. وقد قدم المؤلف لكتابه بمقدمة ماتعة، حكى فيها تردده في شرح المورد، قال رحمه الله(4): «وكان أحسن ما نظم في هذا العصر، وأبدع ما وضع من  نظم ونثر؛ الرجز المسمى بـ«مورد الظمآن في رسم القرآن» للأستاذ المقرئ المجود المحقق المعلم للكتاب العزيز: أبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأموي الشريشي الشهير بالخراز.

وقد أتقنه غاية الإتقان، واختصره من كلام أئمتهم المقتدين في هذا الشأن، والمقتدى بهم في رسم القرآن، ولذلك حقّ له بتسميته بمورد الظمآن، نظمه من أربعة كتب؛ اثنين نظما، واثنين نثرا، فأحسن في نظمه، جعله الله لنا وله ذخرا، وأثابنا الله وإياه بالجنة أجرا.

فلما رأيته محسنا، وفي نظمه متقنا، واعتنى الناس بحفظه في البلدان، وترداد ذكره بين الشيوخ والولدان، أردت أن أشرحه، وأذكر مشكله وموضحه، وكنت ابتدأت هذا الشرح في حياة ناظمه، وكانت لي في ذلك عزيمة ونية، وانتهيت به إلى الأسماء الأعجمية، ثم عزفت نيتي، وانحلت عزيمتي؛ لأعذار أوجبت ذلك، منها: الاشتغال بتعليم الصبيان، ولاستغراق جميع الزمان، وتقييد الأحوال، ومكابدة العيال، وأمور كثيرة حالت بيني وبين تمامه، وكل شيء إلى وقته وأيامه.

فلما كان في هذه السنة التي هي أربع وأربعين وسبع مائة قدم علي بعض الطلبة من نظار تلمسان، فسألوني قراءة الرجز المذكور، وكانوا يترددون إلي، ويلحون في الطلب علي، فاعتذرت لهم بتعليم الأولاد، وغيره من الاشتغال من مكابدة الدنيا في الكد على العيال، فلم يقبلوا لي عذرا، وأرهقوني من أمري عسرا، ولم يزالوا إلي يترددون علي في الطلب ويلحون، إلى أن يسر الله علي في وقت من الأوقات، وساعة من الساعات، فأجبتهم إلى ما طلبوا، ووافقتهم فيما رغبوا، وأخذت في إقرائه وتصوير حروفه، على حسب ما أقرأني ناظمه، وما سمعته منه عفا الله عنه. فلما سمعوا ذلك، رغبوا مني في أن أضع ذلك في كتاب، ورأوا ذلك من الصواب، فامتنعت من ذلك كل الامتناع، لقصور الباع، وجمود الطباع، وكثرة الاشتغال، وتغيير الأحوال، وليس لي فراغ إلا يوم الخميس ويوم الجمعة، وربما تعرض لي اشتغال يستغرق هذين اليومين، فيطول الأمر في ذلك، ولأن التأليف يحتاج إلى مطالعة الكتب، وإلى لغة وعربية في بعض الألفاظ لا بد منها، ولا يظهر معنى حروف الكتاب إلا بها، وأنا خال من هذين الوصفين، ومن تعرض للتأليف فقد عرض نفسه للسهام، وأعان على الخوض فيه بأنواع الكلام ..فقالوا: ما مقصودنا إلا معرفة حروف الكتاب، وما أشكل من بعض الألفاظ في بعض الأبواب، وما تضمنه النظم في معرفة الحذف والإثبات، وما وقع من الاتفاق والاختلاف في بعض الكلمات، ومعرفة الزيادة والنقصان، من زيادة واو وحذفها، أو زيادة ياء وحذفها في آي القرآن، ومعرفة مواضعه من الاختلاف بين الأشياخ المأخوذ ذلك من كتبهم، على نحو ما ذكر الناظم رحمه الله، وما انفرد به كل واحد، إلى غير ذلك مما هو مذكور في النظم، ومراد الناظم في بعض الألفاظ.

فلما رأيت شدة حرصهم، لم أجد بدا من إسعافهم، فاستخرت الله عز وجل، وأخذت في إتمامه على المنهاج الذي كنت بدأته أولا كما ذكرت، على أني أيضا لم أر أحدا من أهل عصرنا تعرض لشرحه، ولا اعتنى به كعنايتي به؛ إذ كان ناظمه رحمه الله قد أجازني فيه، وسمعه مني، وقرأته عليه قراءة تفقه، وبحث عن تنبيهاته، وإخراج ما خفي من مشكلاته، وحل ما انغلق من مغفلاته جزاه الله خيرا، وأعظم له أجرا، ونفعنا وإياه بالقرآن العظيم، وجمعنا معه في جنة النعيم. وسميت هذا الكتاب بـ«كتاب التبيان في شرح مورد الظمآن» مستعينا بالله في القول والعمل، معتصما به من الزلل، راجيا ثوابه، قارعا بابه، جامعا أعظم الوسائل إلى كتابه، وأنا أبيح لمن طالع كتابي هذا إصلاح ما كان فيه من الخلل، وستر ما يعثر عليه من الزلل؛ فإني لم أكتبه في لوح ولا غيره، بل جعلته في مبيضة هذا الذي هو فيه، حتى أكرر النظر فيه، فإن وجدت إلى ذلك سبيلا من الفراغ من الاشتغال، فعلت إن وجدت عهدا لمقابلته، وإلا، بقي كما هو، على أنه ليس فيه إلا الشيء اليسير في بعض المواضع؛ من تكرار ألفاظ، أو وهم في بعض الكلام، والله الموفق للصواب، لا رب غيره، ولا مرجو إلا خيره، ولا معبود سواه».

كتاب الوقف والابتداء تأليف أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الغزّال النيسابوري المتوفى سنة 516ه‍، وهو مؤلف كتاب المرشد في القرآن للأداء والبيان المتقدم ذكره، حققه د. طاهر محمد الهمس، وصدر عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم سنة 2019م- 1440ه‍.

قال مؤلفه(5): «هذا كتاب أنشأته لأصحابي حفظهم الله في معرفة الوقف والابتداء، ومقاطع الحروف ومبادئها، باختلاف العلماء فيها، وأحكام الائتناف، ومذاهب أهل العربية فيها، وبيان الوقف وأحكامه من الإشمام والروم والإسكان والتضعيف وغيرها، والتغييرات التي تلحق أواخر الكلم للقطع من الزيادة والنقصان والقلب والإبدال والنقل، وتخفيف الهمزات بانقساماتها ووجوهها، واختلاف أهل العربية والقراء فيها، وإيراد مذاهب أهل العرب في الحروف الموقوف عليها من المعتلات وانقساماتها، مثل: حذف الياء والواو والألف مما هن فيه أصول، وما يوصل من ذلك بإثباته، ويوقف عليه بحذفه، أو يوقف عليه بإثباته ويوصل بإسقاطه، وما حذفت فيه هذه الحروف من المصحف وإثباتها في العربية حسن سائغ، وما يوقف عليه بالتاء مما يوقف عليه بالهاء، وما ساغ الوقف عليه مرة بالهاء ومرة بالتاء مع اختلاف القراء وأهل النحو في ذلك، وذكر الوقف على المبنيات من الأسماء والمكنيات من الحروف وبيان هاء الاستراحة التي اختصت بالوقف باختلاف أماكنها ومواضعها مع اختلاف أصحاب الاختيارات فيها، وبيان الكلمات التي قد اختلف القراء فيها وقفا ووصلا، وشرح أنواع الوقف في التنزيل من الوقف التام، والكافي، والحسن، ووقف البيان، ووقف المحال، وما يشبه المحال، ووقف القبيح، على حسب ما ورد عن الأئمة الثقات وأصحاب الاختيارات رضي الله عنهم، وحد ما لا يتم الوقف عليه من الكلام، وبيان الوقف على الاستعاذة والتسمية على حد ما صح وثبت عند الاختلاف للعلماء من الأسلاف الكرماء والأصاغر النجباء من الأكابر القدماء».

المنظومة الهوزنية الموسومة بمخارج الحروف ووصفها بالسائر المعروف، نظم الإمام المقرئ يحيى بن محمد بن خلف الهوزني الأندلسي، المتوفى سنة 602ه‍، تحقيق ودراسة هشام بن الهاشمي إنوري، صدرت عن الخزانة الجزائرية للتراث سنة 1440ه‍، 2018م. قال محققه: «عقدها في بيان مخارج الحروف والصفات على بحر الرجز، فجاءت سلسة الأسلوب واضحة العبارة، حسنة الترتيب».

  • التجريد ص5.
  • (2)  المرشد ص56-57.
  • (3)  نفسه ص5.
  • (4) التبيان 1/ 467-471.
  • (5) 1/ 110-111.

ذ.سمير بلعشية

  • باحث بمركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق