الرابطة المحمدية للعلماء

مراكش تفقد الفلكي وعالم التوقيت العلامة محمد بن عبد الرازق

عرف الفقيد رحمه الله بعلو كعبه في العلوم الإسلامية والحسابية وإتقانه لعلم التوقيت والفلك

توفي فجر اليوم السبت 2011/2/12 بمراكش، العلامة محمد بن عبد الرازق عن عمر يناهز 105 سنوات.

وكان الفقيد، العضو السابق بالمجلس العلمي بمراكش، متخصصا في العلوم الإسلامية والحسابية وعلم التوقيت والفلك.

وألف العلامة الراحل العديد من الكتب التي عرفت انتشارا واسعا في العالم العربي والإسلامي، من بينها “خلاصة علم التوحيد على نهج السلف”، و”دروس في الفقه والحديث والتفسير”، و”العذب الزلال في مباحث رؤية الهلال”، بالإضافة إلى العديد من المقالات والمحاضرات.

وعرف الفقيد بدفاعه المستميت عن القضية الوطنية ومواجهة السلطات الاستعمارية، حيث سجن سنة 1937 لفترة ثلاثة أشهر بتارودانت مع جماعة من العلماء كمحمد المختار السوسي ومحمد بن عثمان المسفيوي وعبد الجليل بلقزيز .

وشيع جثمان الراحل الثرى، في اليوم نفسه بعد صلاة العصر، بالزاوية الدرقاوية بالمدينة القديمة بمراكش .

والراحل هو  أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرازق بن محمد فتحا بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن الأندلسي الفاسي المراكشي.

ولد الفقيد بمراكش في 18 رمضان 1324هـ الموافق 5 نونبر 1906م. وحفظ القرآن الكريم وجوده على المقرئ الصالح الشريف مولاي أحمد الحاجي – رحمه الله – ودرس العلوم على عدد من أساتذة مراكش، وهم: سيدي أحمد ابن المحجوب وسيدي عمر الدباغ، وسيدي محمد بن محمد الداودي السرغيني ، وسيدي محمد بن اسماعيل الضرير، وسيدي أحمد أكرام، والحاج عبد السلام بن المعطي السرغيني، والحاج لحسن الشاوي، وسيدي أبو شعيب الشاوي، والشيخ أبو شعيب الدكالي …

وكان أثناء قراءته على أولئك الشيوخ يعطي دروسا في النحو والفقه والتوحيد والمنطق والفرائض والحساب وغير ذلك.

وبعد الحصول على حظ وافر من العلوم الإسلامية والحسابية، أجازه شيخه المرحوم سيدي أحمد بن المحجوب.
وسافر إلى فاس سنة 1927م، للمزيد من القراءة والبحث والمناظرة على نخبة من العلماء وفي طليعتهم: الشريف مولاي عبد الله بن إدريس الفضيلي، والشريف سيدي محمد العلمي، وسيدي محمد أقصبي، وسيدي الطايع بن الحاج، وسيدي الراضي السنان، والشريف سيدي إدريس المراكشي، وسيدي محمد بن إبراهيم، وسيدي محمد الشرقي.

كما قرأ على العلامة السيد العباس بناني، الذي قرظ له كتابه “العذب الزلال” تقريظا حافلا وعلى الشيخ أبي شعيب الدكالي، عندما كان يلقي دروسه في الحديث بفاس. وعلى العلامة الشريف مولاي عبد السلام العلوي، والعلامة الشريف سيدي محمد بن العربي العلوي، والعلامة الشريف مولاي أحمد بنعبد الرحمن بن محمد بن القرشي الإمامي والعلامة الشريف مولاي أحمد بن محمد القادري، والعلامة سيدي الحسن مزور، والعلامة الشريف سيدي عبد العزيز بن الخياط .

* ثم رجع إلى مراكش بعدما أجازه الأساتذة المذكورون وافتتح مع الطلبة دروسا في النحو والفقه والحديث والبلاغة والرياضيات وغير ذلك، كما افتتح مدرسة حرة كان يضرب بها المثل وقد أغلقتها سلطات الحماية سنة 1937م، كما أغلقت غيرها من المدارس الحرة  بمراكش آنذاك.

* وفي تلك السنة سجن ثلاثة أشهر بتارودانت مع جماعة من علماء مراكش الوطنيين وهم: الأستاذ السيد محمد المختار السوسي، والأستاذ السيد محمد بن عثمان المسفيوي، والأستاذ السيد عبد القادر المسفيوي، والأستاذ السيد عبد الجليل بلقزيز، والأستاذ السيد أحمد بن فضيل،حيث كانوا يجتمعون في كل أسبوع لدراسة الأوضاع التي كانت تعيشها البلاد ومحاربة الاستعمار الفرنسي.

* وفي شهر فبراير سنة 1943م، انخرط في نظام كلية ابن يوسف للتعليم بعد إلحاح من رئيسها المصلح السيد محمد بن عثمان – رحمه الله –.

* وفي أكتوبر من سنة 1944م، حصل على قرار التدريس بالتعليم العالي الإسلامي.

* وفي سنة 1949م، عين أستاذا مؤقتا بجامع ابن يوسف في الرتبة الأولى العلمية الحبسية.

* وفي سنة 1952م، عين عضوا في المجلس العلمي بمراكش بقرار وزيري.

* وفي سنة 1965م، طلب منه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن يهيئ  أساتذة في علم التوقيت والفلك، مع إنشاء حصص الأوقات للداخل والخارج، فقام بهذا العمل خير قيام. المأمون البلغيتي، والعلامة سيدي

مؤلفاته:

ألف عدة كتب منها:
1- خلاصة علم التوحيد على نهج السلف
2- الدروس النحوية على نهج الأجرومية
3- دروس في الفقه والحديث والتفسير
4- خلاصة ما في البهجة على التحفة من الأحكام (غير تام)
5- خلاصة علم الفرائض
6- تقييد في بيان الغروب الميقاتي والشرعي وعليه موافقــة شيخــه العلمــي   – رحمه الله – مع الأستاذين: الشريف سيدي محمد بن العابد العراقي، وسيدي أحمد ابن أبي الشتاء الغازي.
7- تعليق على قول ابن حجر في الفتح: إن تمكين وقت المغرب بدرجة من البدع المنكرة ومن مخالفة السنة.
8- فصل الخطاب في حكم الشفق والفجر المستخرجين بالحساب. وقد طبع مع (الفلق الكاشف لظلمة الفلق عن حصتي الفجر والشفق) لشيخه العلمي – رحمه الله -.
9- تقييدان في بيان حكم الصلاة والصوم في بلد تبقى فيه الشمس فوق الأفق عدة أيام أو تغيب عدة أيام.
10- دروس في استخراج التاريخ العربي والإفرنجي والرومي بالحساب مع مبادئ  علم التوقيت.
11- العذب الزلال في مباحث رؤية الهلال. وقد قرظه اثنان وعشرون من كبار علماء المغرب.
12- خلاصة العذب الزلال. وقد ورد عليه في شأنها بعدما طبعت نحو ثلاثين رسالة من علماء المغرب وغيرهم كلها تنويه وثناء على ذلك المجهود.
13- كشف النقاب عما وقع في هلالي شوال وذي القعدة عام 1369هـ. وهو دليل لعذب الزلال فيه نحو سبعين صفحة.
14- تقييد في أماكن اختلاف الأعياد الدينية بيوم شرعا وهيئة. وعليه تقاريظ وهو كالجواب عما نشر.

وله عدة تقاييد ومقالات، منها:
* تقييد حول ثلاث نقط من مباحث رؤية الهلال. وقد ألقى في مؤتمر الثقافة الإسلامية المنعقد بتونس سنة 1949م :
* جواب عن رسالة وزير الأوقاف بالجزائر الشيخ أحمد توفيق المدني حول هلال رمضان 1382هـ.
* مقال حول هلال رمضان 1384هـ.
* أربع مقالات حول هلال رمضان وشوال وذي القعدة وذي الحجة 1385هـ.
* مقال في بيان ما يقع في ثبوت رؤية هلال من عهد العبيديين إلى الآن، وقد أدرج معظمه في ترجمة الشيخ أبي شعيب الدكالي – رحمه الله -.
* مقال حول ما نشر في العلم في العدد المؤرخ بفاتح رمضان 1387هـ.
* مقال حول ما وقع في المغرب في هلال شوال 1387هـ.
* الحجج البالغة في بيان الرؤية المعتبرة شرعا، وفي بيان أن تقييد عموم هذه الرؤية بعدم تباعد الأقطار هو الموافق للكتاب والسنة والإجماع. وهو جواب عما راج في الندوة العلمية التي انعقدت بالقاهرة في 25 رمضان 1388هـ، بقصد التوصل إلى توحيد أوائل الشهور القمرية في البلاد الإسلامية، وقد كلفه بالجواب عن ذلك معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب.
* جواب عن رسالة مدير معهد الأرصاد بمصر الدكتور محمود خيري محمد علي، كلفه بالجواب عنها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أيضا.
* مقال حول ما نشر في العلم في العدد المؤرخ بيوم الثلاثاء 29 رمضان 1392هـ الموافق 7 نوفمبر 1972م.
* رسالة في العمل بالأسطرلاب.
* مقالة حول الأسطرلاب جمع فيها من تواريخ الفلكيين وآرائهم الشيء الكثير.
* حساب المثلثات بالربع المجيب في سبع ملازم وعليها تقريظ الشيخ العلمي- رحمه الله -.
* حساب المثلثات باللوغاريتم والحساب الستيني.
* تقييد في مبادئ الهيئة.
* تقييد في كيفية تخطيط البسيطة والقائمة والمنحرفة.
* الفرق بين الساعة المحلية والإدارية بجميع مدن المغرب وقراه.
* ترجمة الشيخ أبي شعيب الدكالي – رحمه الله -.

إن الشيخ سيدي محمد بن عبد الرازق الموقت الفلكي يمثل حلقة في سلسلة ذهبية من أعلام الفلكيين والموقتين المراكشيين، مثل ابن رشد الحفيد الذي قام بأرصاد من أعلى جبل درن، والفلكي الكبير أبي علي الحسن بن علي المراكشي مؤلف كتاب جامع المبادئ والغايات في علم الميقات، والرياضي البارع أبي جعفر أحمد بن إبراهيم العبدري المراكشي صاحب التصانيف الجليلة في الحساب والهندسة والأوفاق، ومنها كتابه المعروف فقه الحساب. وكان يدرس هذه العلوم بالقبة المنصورية بجامع القصبة بمراكش، ومن شغفه بعلم الهندسة أنه كان لا ينام حتى يعرض على خاطره كتاب الأركان لأوقليدس بادئا من آخر شكل فيه متقهقرا إلى ما قبله، فصاعدا إلـى أول شكل منه إذ كان فهم كل شكل ينبنـي على فهم ما قبله من الأشكال. ثم ظهر بعد هؤلاء في مراكش إمام العلوم العقلية والنقلية أبو العباس أحمد ابن البناء المراكشي الذي شرق ذكره وغرب وما زالت مؤلفاته في الرياضيات والتعاليم والتنجيم ذات عناية من لدن الباحثين إلى وقتنا.
(عن موقع المراكشية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق