الرابطة المحمدية للعلماء

مخرج مغربي يُنجز فيلما وثائقيا عن تجربة ألمانيات اعتنقن الإسلام

اعتناق الغربيات للإسلام قضية نسائية لا تحظى بالاهتمام الإعلامي اللازم

“أحلام نساء”، هو عنوان فيلم تسجيلي حول اعتناق ألمانيات للإسلام وتبعات ذلك على حياتهن اليومية، ويعرض ثلاث تجارب لنساء دخلن الإسلام، وخضن تجارب بعضها لم يكن مفروشا بالورود مع العائلة والمحيط الاجتماعي، وقد قام بإنجازه الصحفي والسينمائي المغربي محمد نبيل المقيم في برلين.

واعتبر الناقد هشام الدريوش، في قراءة للعمل السينمائي، نشرها موقع “قنطرة” الألماني، أن المخرج محمد نبيل أراد من خلال تنوع إسلام شخصيات الفيلم الثلاث أن يوضح شمولية وعمومية الإسلام، وعن الدافع من وراء هذا الفيلم قال نبيل “إن العمل الذي قمت به لا يحمل دعاية للإسلام في ألمانيا، ولكن أردت من خلاله أن أقدم تجربة إنسانية لثلاث نساء لهن أحلام وطموحات، لهن أفكار وتأويلات ولهن قراءاتهن للدين. وهذه القراءات التي عكسها الشريط بطريقة سينمائية تترك للجمهور الانطباع بأن الاختزال هو في لحظة من اللحظات يصبح خطأ وجرما في حق أي دين من الأديان والإسلام نموذجا”.

وحاول الفيلم أيضا، تسليط الضوء من خلال شخصياته على واقع المسلمين في ألمانيا. وفي هذا الإطار استعان صاحب الفيلم بشخصيات متخصصة كالمستشرق في جامعة برلين “بيتر هاينين (Peter Heinen) إضافة لدراسة موسعة قام بها مركز حقوق الإنسان في برلين جاء فيها أن صورة الإسلام والمسلمين في ألمانيا سلبية بشكل عام، وأن الإعلام الألماني يساهم في تكريسها، لولا أن المخرج يعتبر أن الإعلام ليس وحده المسئول على تكريس الصورة النمطية والأحكام المسبقة حول الإسلام والمسلمين. باعتباره ـ أي الإعلام ـ ليس الوحيد في الساحة، فهو جزء من المجتمع الألماني يتفاعل معه ويعبر باسمه.

وينبع اهتمام مخرج الفيلم، بمسألة اعتناق النساء الألمانيات للإسلام من أهمية قضايا نسائية لا تحظى بالاهتمام سواء في العالم العربي والإسلامي أو في أوروبا، معتبرا أن الكثير من هذه القضايا تظل على الهامش، حتى ولو تعلق الأمر بالمجتمعات الديمقراطية والليبرالية كألمانيا، لأن حتى هذه المجتمعات المتقدمة لها كذلك هوامشها الخاصة بها، وهو يفضل العمل على هذه الهوامش. وما ظاهرة اعتناق النساء الألمانيات للإسلام إلا نموذجا من المواضيع النسائية التي يتناولها.

وقد تخلّل فيلم أحلام نساء مقاطع موسيقية امتزجت فيها الروح العربية والآلة الغربية. وهو اختيار تعمده المخرج للتعبير عن العقلانية الألمانية وعن الروح الشرقية التي تتمثل في الإسلام. “اخترت هذا النوع من الموسيقى لإيماني بأن الروح الإسلامية الشرقية يمكن أن تمتزج بالعقلانية الغربية الألمانية” يقول محمد نبيل ويضيف بأن شخصيات الفيلم ينظرن إلى الدين بطريقة ألمانية ويتحدثن الألمانية. والموسيقى هنا لعبت دورا في الجمع بين هذه الروح الشرقية وبين العقلانية الألمانية المتمثلة في النساء الألمانيات. وقد رافق هذا التناغم شخصيات الفيلم في أماكن مختلفة، وحتى المقدسة منها، كالمساجد والزوايا”.

وتم تصوير الفيلم في برلين، قبل عرضه مؤخرا في القناة الهولندية “إن آي او” (NIO)، وهو فيلم لا يشكل حسب قول صاحبه سوى حلقة من حلقات مواضيع تهم المرأة بشكل عام، يتبعها قريبا تصوير فيلم جديد للمخرج عن وضع المرأة في المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق