مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

محمد بن عبدالسلام ابن ناصر الدرعي تـ1239هـ

محمد بن عبدالسلام ابن ناصر الدرعي تـ1239هـ
هو الإمام الحافظ العلامة المحدث الفقيه الرحالة أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن محمد الكبير بن الشيخ مَحمد بن ناصر الدرعي التامگروتي، ولد بتامگروت سنة 1142هـ، في أسرة مشهورة بالعلم والفضل.
تلقى ابن عبد السلام تعليمه الأولي بمسقط رأسه تامگروت، بمقر الزاوية الناصرية بها، والتي كانت وقتذاك مجمع العلماء ومحج طلبة العلم، ثم كانت له رحلات علمية واسعة داخل المغرب وخارجه، منها رحلته إلى المشرق مرتين، وُسمت الأولى بالكبرى(سنة 1196هـ)، والثانية بالصغرى (سنة1212هـ)، التقى خلالهما شيوخ العصر واستفاد منهم وأفاد، فكان من شيوخه المغاربة: والده عبد السلام بن محمد الكبير ابن ناصر، وعمّه أبو يعقوب  يوسف بن محمد الكبير، حفظ عليه القرآن وهو ابن تسع، ومنهم أحمد بن محمد الورزازي التطواني(ت1179هـ)، وأبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس(ت1182هـ)، وأبو العلاء إدريس بن محمد العراقي الحسيني الفاسي(ت1183هـ وقيل: 1184هـ)، ومحمد بن أحمد الحضيكي السوسي(ت1189هـ)، ومحمد بن الحسن البناني(ت1194هـ)، ومحمد التاودي ابن سودة المري(1209هـ)، ومحمد بن أبي القاسم السجلماسي الرباطي(ت1214هـ)، وعبد الرحمن بن إدريس المنجرة (ت1179هـ)، وأبو حفص عمر بن عبدالله الفاسي(ت1188هـ)، كل هؤلاء أخذ عنهم وأجازوه، عدا الأخيرين فلم تتفق له منهما إجازة.
ومن شيوخه المشارقة: محمد مرتضى بن محمد الحسيني العلوي الزبيدي(1205هـ)، شارح الإحياء والقاموس، وأجازه إجازة طويلة نظما ونثرا، وأبو العباس أحمد بن محمد الدردير المالكي(ت1201هـ)، ومحمد بن علي الصبان الشافعي، شارح الخلاصة (ت1206هـ)، ومحمد بن محمد الأمير الكبير، صاحب المجموع(ت1232هـ) (تدبج به)، والشمس محمد بن عبد الله المغربي المدني، المدرس بالحرم النبوي، وأبو بكر بن الحاج أحمد بن تامر المعروف بأگنون؛ قاضي قابس ومدرسها، وغيرهم كثير.
وكان، رحمه الله، مولعا بجمع نوادر الكتب والبحث عنها أينما حلَّ وارتحل، يبذل النفيس في شرائها، ويشغل يده بنسخها، وقد تحدث عن هذا في بعض كتبه الآتية الذكر.
ونتيجة لهذا التنوع والتوسع في الأخذ والرواية عن الشيوخ، اجتمع للمترجم شتات العلم بمختلف شُعبه، وأسند علوما كثيرة، مما جعله قبلة يَؤُمّها نجباء الطلبة، فكان ممن أخذ عنه:  ابنه أبو عبد الله محمد المدني بن عبد السلام(توفي في حياة أبيه سنة1238هـ)، ومحمد العمري التمگروتي، وكان خصيصا به، وأحمد بن علوي باحسن الشهير بجمل الليل، محدث المدينة(ت1216هـ)، ومحمد بن قدور الزرهوني(1231هـ)، ومحمد بن محمد الأمير المالكي(1232هـ)، ومحمد بن محمد التهامي الرباطي(ت1234هـ)، والقاضي العربي بن الهاشمي العزوزي الزرهوني(ت1260هـ)، وأحمد بن علي الدمنهوري. وأجاز، رحمه الله، خلقا كثيرا إجازة عامة، منهم: السلطان المولى أبو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي(ت1238هـ)، وكانت للمترجم عنده حظوة ومنزلة خاصة، ومنهم: محمد الطيب بن كيران(1227هـ)، وأبو الفيض حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي(ت1232هـ).
وقد أثنى جَمعٌ من العلماء على المترجم بما يشهد بفضله ويشيد بعلمه، فعدّه عبد القادر الكوهن(ت1254هـ) »خاتمة الحفاظ بالديار المغربية«.
وحلّاه أبو زيد الجشتمي(ت1269هـ) بقوله: ((إمام علماء وقته وسيد فضلاء عصره، العلامة الفهامة …، كان عالما عاملا، علم الأعلام، وفقيه الإسلام، رئيس الأدباء وبليغ الفصحاء، ماهرا في كل علم من علوم الشرع؛ قرآنا وتفسيرا وحديثا وفقها ونحوا ولغة وأدبا وتصريفا وبيانا وحسابا ومنطقا. وما علمنا في عصره بمثله في المغرب …)).
وقال فيه أحمد بن خالد الناصري: »كان علامة أديبا فقيها محدثا حافظا فاضلا، لم يأت بعد الشيخين (مَحمد ابن ناصر وابنه أحمد) في آل ناصر من هو أعلم منه«.
وحلّاه عبد الحي الكتاني بـ: »الإمام الفقيه المحدث المسند الرحلة الجَمَّاع نادرة المغرب ومسنده،… أعلم علماء البيت الناصري بالفقه والحديث، وأوسعهم رواية وأجسرهم قلماً وأعلاهم إسناداً.
وأما مؤلفات المترجم فمنها: ((الرحلة الناصرية الكبرى))، و((الرحلة الصغرى))، دوّن فيهما رحلتيه إلى المشرق، وكتاب ((المزايا فيما أحدث من البدع بأم الزوايا))، وهو مطبوع، و((شرحَ الأربعين حديثا في ترك الظلم))؛ شرح فيه كتاب شيخه محمد الجوهري بطلب من هذا الأخير، و((قطع الوتين من المارق في الدين أو الصارم البتار فيمن أفتى ببيع الأحرار))، و((الدر النفيس في تفسير القرآن بالتنكيس))، و((نظم في موجبات الفقر والهم))، وأجوبة في نوازل شتى، ورسائل وتقاييد، وفهرسة وغير ذلك.
توفي، رحمه الله، ليلة السبت ثاني عشر  صفر الخير عام 1239هـ.
ترجمته في: الحضيكيون لأبي زيد عبد الرحمن الجشتيمي(ص123-124)، وطلعة المشتري لأحمد الناصري(2/162-166)، وإتحاف المطالع (1/133)، والإعلام بمن حل مراكش(6/192-217)، وفهرس الفهارس (2/843-848)، وشجرة النور الزكية(ص381)، والأعلام للزركلي(6/206)، ومعجم المطبوعات المغربية للقيطوني(ص346)، ومعلمة المغرب (22/7394).
إعداد: د.مصطفى عكلي

هو الإمام الحافظ العلامة المحدث الفقيه الرحالة أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن محمد الكبير بن الشيخ مَحمد بن ناصر الدرعي التامگروتي، ولد بتامگروت سنة 1142هـ، في أسرة مشهورة بالعلم والفضل.

تلقى ابن عبد السلام تعليمه الأولي بمسقط رأسه تامگروت، بمقر الزاوية الناصرية بها، والتي كانت وقتذاك مجمع العلماء ومحج طلبة العلم، ثم كانت له رحلات علمية واسعة داخل المغرب وخارجه، منها رحلته إلى المشرق مرتين، وُسمت الأولى بالكبرى(سنة 1196هـ)، والثانية بالصغرى (سنة1212هـ)، التقى خلالهما شيوخ العصر واستفاد منهم وأفاد، فكان من شيوخه المغاربة: والده عبد السلام بن محمد الكبير ابن ناصر، وعمّه أبو يعقوب  يوسف بن محمد الكبير، حفظ عليه القرآن وهو ابن تسع، ومنهم أحمد بن محمد الورزازي التطواني(ت1179هـ)، وأبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس(ت1182هـ)، وأبو العلاء إدريس بن محمد العراقي الحسيني الفاسي(ت1183هـ وقيل: 1184هـ)، ومحمد بن أحمد الحضيكي السوسي(ت1189هـ)، ومحمد بن الحسن البناني(ت1194هـ)، ومحمد التاودي ابن سودة المري(1209هـ)، ومحمد بن أبي القاسم السجلماسي الرباطي(ت1214هـ)، وعبد الرحمن بن إدريس المنجرة (ت1179هـ)، وأبو حفص عمر بن عبدالله الفاسي(ت1188هـ)، كل هؤلاء أخذ عنهم وأجازوه، عدا الأخيرين فلم تتفق له منهما إجازة.

ومن شيوخه المشارقة: محمد مرتضى بن محمد الحسيني العلوي الزبيدي(1205هـ)، شارح الإحياء والقاموس، وأجازه إجازة طويلة نظما ونثرا، وأبو العباس أحمد بن محمد الدردير المالكي(ت1201هـ)، ومحمد بن علي الصبان الشافعي، شارح الخلاصة (ت1206هـ)، ومحمد بن محمد الأمير الكبير، صاحب المجموع(ت1232هـ) (تدبج به)، والشمس محمد بن عبد الله المغربي المدني، المدرس بالحرم النبوي، وأبو بكر بن الحاج أحمد بن تامر المعروف بأگنون؛ قاضي قابس ومدرسها، وغيرهم كثير.

وكان، رحمه الله، مولعا بجمع نوادر الكتب والبحث عنها أينما حلَّ وارتحل، يبذل النفيس في شرائها، ويشغل يده بنسخها، وقد تحدث عن هذا في بعض كتبه الآتية الذكر.

ونتيجة لهذا التنوع والتوسع في الأخذ والرواية عن الشيوخ، اجتمع للمترجم شتات العلم بمختلف شُعبه، وأسند علوما كثيرة، مما جعله قبلة يَؤُمّها نجباء الطلبة، فكان ممن أخذ عنه:  ابنه أبو عبد الله محمد المدني بن عبد السلام(توفي في حياة أبيه سنة1238هـ)، ومحمد العمري التمگروتي، وكان خصيصا به، وأحمد بن علوي باحسن الشهير بجمل الليل، محدث المدينة(ت1216هـ)، ومحمد بن قدور الزرهوني(1231هـ)، ومحمد بن محمد الأمير المالكي(1232هـ)، ومحمد بن محمد التهامي الرباطي(ت1234هـ)، والقاضي العربي بن الهاشمي العزوزي الزرهوني(ت1260هـ)، وأحمد بن علي الدمنهوري. وأجاز، رحمه الله، خلقا كثيرا إجازة عامة، منهم: السلطان المولى أبو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي(ت1238هـ)، وكانت للمترجم عنده حظوة ومنزلة خاصة، ومنهم: محمد الطيب بن كيران(1227هـ)، وأبو الفيض حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي(ت1232هـ).

وقد أثنى جَمعٌ من العلماء على المترجم بما يشهد بفضله ويشيد بعلمه، فعدّه عبد القادر الكوهن(ت1254هـ) »خاتمة الحفاظ بالديار المغربية«.

وحلّاه أبو زيد الجشتمي(ت1269هـ) بقوله: ((إمام علماء وقته وسيد فضلاء عصره، العلامة الفهامة …، كان عالما عاملا، علم الأعلام، وفقيه الإسلام، رئيس الأدباء وبليغ الفصحاء، ماهرا في كل علم من علوم الشرع؛ قرآنا وتفسيرا وحديثا وفقها ونحوا ولغة وأدبا وتصريفا وبيانا وحسابا ومنطقا. وما علمنا في عصره بمثله في المغرب …)).

وقال فيه أحمد بن خالد الناصري: »كان علامة أديبا فقيها محدثا حافظا فاضلا، لم يأت بعد الشيخين (مَحمد ابن ناصر وابنه أحمد) في آل ناصر من هو أعلم منه«.

وحلّاه عبد الحي الكتاني بـ: »الإمام الفقيه المحدث المسند الرحلة الجَمَّاع نادرة المغرب ومسنده،… أعلم علماء البيت الناصري بالفقه والحديث، وأوسعهم رواية وأجسرهم قلماً وأعلاهم إسناداً.

وأما مؤلفات المترجم فمنها: ((الرحلة الناصرية الكبرى))، و((الرحلة الصغرى))، دوّن فيهما رحلتيه إلى المشرق، وكتاب ((المزايا فيما أحدث من البدع بأم الزوايا))، وهو مطبوع، و((شرحَ الأربعين حديثا في ترك الظلم))؛ شرح فيه كتاب شيخه محمد الجوهري بطلب من هذا الأخير، و((قطع الوتين من المارق في الدين أو الصارم البتار فيمن أفتى ببيع الأحرار))، و((الدر النفيس في تفسير القرآن بالتنكيس))، و((نظم في موجبات الفقر والهم))، وأجوبة في نوازل شتى، ورسائل وتقاييد، وفهرسة وغير ذلك.

توفي، رحمه الله، ليلة السبت ثاني عشر  صفر الخير عام 1239هـ.

ترجمته في: الحضيكيون لأبي زيد عبد الرحمن الجشتيمي(ص123-124)، وطلعة المشتري لأحمد الناصري(2/162-166)، وإتحاف المطالع (1/133)، والإعلام بمن حل مراكش(6/192-217)، وفهرس الفهارس (2/843-848)، وشجرة النور الزكية(ص381)، والأعلام للزركلي(6/206)، ومعجم المطبوعات المغربية للقيطوني(ص346)، ومعلمة المغرب (22/7394).

إعداد: د.مصطفى عكلي

Science

الدكتور مصطفى عكلي

باحث مؤهل متعاون مع مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط

عميد كلية الدراسات الإسلامية بالإنابة بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أستاذ مساعد بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية أبو ظبي

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. السلام عليكم

    ما هي علاقة ضريح الولي علي بن ناصر المدفون في قبيلة امتوكة ضواحي شيشاوة قرب تاولوكلت أرجوا منكم أن ترشدوني هل محمد بن ناصر الدرعي نسبه إدريسي أو علوي و ما هي شجرته

  2. السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته باسم الجمعية لأبناء الشرفاء أبي السباع الأدارسة الصحراوية أرجوا منكم أن تخبرونا بنسب محمد بن ناصر الدرعي فنحن نهتم بالأضرحة المهجورة لكي ترمم من جديد و خصوصا في منطقة قبيلة امتوكة و بارك الله فيكم ففي هذه الأيام نقوم بتقوية صلة الرحم بين الصحراء المغربية و الداخل المغربي من طنجة إلى الكويرة نحن بانتظار جوابكم وشكرا
    الكاتب و الباحث محمد الناصري

  3. وعليكم السلام نسبه جعفري، ارجع إلى طلعت المشتري في النسب الجعفري وهو على الشبكة العنكبوتية، أما علاقة علي بن ناصر به فلم أبحث في ذلك،

  4. ويمكنك الرجوع إلى ترجمة ابن ناصر الدرعي (ت1085هـ) في هذا الموقع أيضا

  5. السلام عليكم ورحمت الله وبركاته من فضلكم ماعلاقة سيدي يوسف بن علي بعلماء الزاوية الناصري وجزاكم اللله خيرا

  6. السلام عليكم ورحمة الله
    هل عندكم معرفة بالامام ابي العباس احمد بن يحيى ابن محمد بن ابراهيم التمنرتي البكري الصديقي؟

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق