الرابطة المحمدية للعلماء

مجلة “العربي” تحط الرحال بمدينة الصويرة

حطت مجلة “العربي” في عدد الصادر أخيرا، الرحال بمدينة الصويرة، وقالت في استطلاع مصور يحمل عنوان “الصويرة..تلوح كباقي الوشم”، “الصويرة المدينة التي كلما دنوت منها نأت وكلما رمت القبض عليها استعصمت، مدينة سحرها غموضها الشفاف، تلقنك الدرس تلو الدرس في محبة الحياة والإقبال على سرابها الفتاك”، مضيفة أن الوافد عليها “يدور في خلده أنها مفرد في صيغة الجمع، ثم يعجز عن معرفة السر، فينغمس في عوالمها الباذخة ليعرف السر، ثم لا يعرف السر أبدا..”.

ووصفت المجلة المدينة بـ”برج بابل”، وذكرت في هذا الصدد “في الصويرة تسقط الفواصل والنقط، تتهاوى الفروق، مدينة كأنما هي السوار، برج بابل في أقصى غرب إفريقيا”، مؤكدة أن “الكتابة الأدبية والتلوينات الفنية والتعبيرات الإيحائية وحدها تستطيع ملامسة” عالم هذه المدينة.

تقول في هذا الإطار “إن شئت الدنو من الصويرة فاقرأ ما كتبه الكتاب الأفاقون عنها، ما لا يعد من الروايات واليوميات والأشعار واللوحات التشكيلية والسينما”، مستشهدة في ذلك بالفنانة التشكيلية والشاعرة الألمانية “سابين سييغا” التي استهوتها مدينة الصويرة حتى أنها خصصت لسرها وغناها وغموضها مجموعة شعرية كاملة.

وإن كانت مصر هبة النيل، فإن مدينة الصويرة هبة الغابة، تضيف مجلة العربي، مشيرة إلى ما قاله حسن الوزان الملقب بليون الإفريقي في كتابه المعلمة “وصف إفريقيا”، “إن هذه الغابة كانت تعج بالأسود والفهود والغزلان وما لا يعد من أنواع الطير”، وإلى الفصل المدقق الذي خصصه الطبيب ابن البيطار للحديث عن شجرة الأركان وهي من مكونات غابة الصويرة التي ينفرد بها الجنوب المغربي عالميا.  

وإلى جانب هذا الاستطلاع يضم العدد كذلك مقالة بعنوان “التعليم والديمقراطية في فكر طه حسين”، أكد من خلاله كاتبه أن عميد الأدب العربي طه حسين “دافع طيلة حياته، في كتاباته المتعددة الأجناس، كما في حياته العملية المتنوعة الوجوه، عن فكرة محددة واضحة، عنوانها “الذاتية المفكرة الحرة”، فلا وجود للإنسان إلا بإعمال فكره في أمر مفيد، ولا قوام للفكر المفيد، إلا إن كان الإنسان المفكر حرا، يتمتع بحرية الرفض والقبول”، مفيدا في هذا الصدد أن إيمانه الحاسم بفاعلية الفكر الطليق، الذي عليه أن يثبت وأن ينفي، هو الذي حرضه على نشر كتابه الشهير “في الأدب الجاهلي”، الذي قطع فيه مع مناهج التدريس القائمة على التكرار والإعادة.

وتحت عنوان “سميح القاسم.. هاملت الفلسطيني”، خصصت المجلة أزيد من عشر صفحات للحديث عن هذا الشاعر الفلسطيني البارز، وقالت في هذا الصدد إن سميح القاسم من الشعراء الأوائل “الذين تجاوبوا منذ البداية مع ما يسمى بـ”حركة الشعر الحر” في الخمسينات من القرن الماضي”، مؤكدة أن لهذا الشاعر أعمال شعرية كثيرة مبثوثة في دواوين بدأت تصدر منذ نصف قرن تقريبا ولا تزال تصدر، أو يعاد طبعها إلى اليوم، والتي يجد فيها القارئ أشواق وطموحات الفلسطيني إلى استعادة وطنه، وكذلك إلى استعادة حق من نزح منه في الرجوع إلى فلسطين عربية حرة كما كانت.

أحمد زياد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق