مركز الدراسات القرآنيةقراءة في كتاب

مباحث في التفسير الموضوعي

يقع كتاب مباحث في التفسير الموضوعي للدكتور مصطفى مسلم في جزء واحد مكوَّن من 373 صفحة، وقد نشرت طبعته الأولى دار القلم بدمشق سنة 1410هـ الموافق لـ 1989م.

ألف الدكتور مصطفى مسلم هذا الكتاب لبيان الجانب المنهجي للتفسير الموضوعي، وهو الموضوع الذي لم يهتم به كثيرا-في رأي المؤلف-بالمقارنة مع ما ألف في قضايا أخرى في موضوع التفسير الموضوعي للقرآن.

ويتكون هذا الكتاب من خمسة محاور علاوة على المقدمة والخاتمة.

 أبرز الكاتب في المقدمة أهمية التفسير الموضوعي المتجلية في استنباط دلالات ومعان وتوجيهات في مجالات متعددة فرضت نفسها في هذا العصر، من السياق والسباق للآيات الكريمة، وتتبع الكلمات القرآنية، واستعمالاتها، والروابط بين الآيات، وبين بدايات الآيات وفواصلها، وافتتاحيات السور وخواتمها.

وأما المحور الأول الموسوم ب«التفسير الموضوعي» فهو عبارة عن تمهيد لموضوع مناهج التفسير الموضوعي للقرآن، حيث عرض فيه الكاتب لنشوء علم التفسير وتطوره، ومكانة التفسير الموضوعي، كما تطرق فيه إلى تعريف التفسير الموضوعي ونشأته، وأنواعه، وأهميته.

وأما المحور الثاني فقد بسط فيه المؤلف القول في الموضوع الرئيس لهذا الكتاب، ألا وهو مناهج التفسير الموضوعي للقرآن الكريم سواء أكان تفسيرا لموضوع معين من خلال القرآن الكريم، أوكان تفسيرا موضوعيا لسورة، كما أوضح فيه علاقة التفسير الموضوعي بالأنواع الأخرى من التفسير.

ولأهمية علم المناسبات في التفسير الموضوعي باعتبار الصلة الوثيقة بينهما، وخاصة التفسير الموضوعي للسورة الواحدة، وذلك أن الاطلاع على المناسبة بين الآيات داخل السورة لها إسهام كبير في إدراك الموضوع العام للآيات المكونة للسورة، وأهدافها ومقاصدها، وإن اختلفت مواضيعها الجزئية، وسياقاتها التاريخية اعتمادا على قاعدة: «العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب»، فقد خصص المؤلف المحور الثالث لتعريف علم المناسبات، وأهميته، وظهوره، وجهود العلماء فيه، وأنواعه المتمثلة في المناسبات في السورة الواحدة، والمناسبات بين السور.

وبعد توضيح الباحث المقصود بالتفسير الموضوعي، ومناهج البحث فيه، وإيضاح أهم أسسه الذي هو علم المناسبة، ختم الباحث الكتاب بتقديم نموذجين للتفسير الموضوعي الذي هو موضوع هذه الدراسة.

ويتعلق النموذج الأول الذي تم تناوله في المحور الرابع ب«التفسير الموضوعي من خلال القرآن الكريم»، حيث درس الباحث من خلاله موضوع الألوهية، وذلك بدراسة الآيات المتعلقة بهذا الموضوع دراسةً موضوعيةً.

وأما النموذج الثاني فقد خصص له المحور الخامس الذي قدَّمَ فيه تفسيرا موضوعيا لسورة الكهف باعتباره نموذجا للتفسير الموضوعي لسورة قرآنية.

والغرض من تقديم هذين النموذجين هو تقديم توضيح عملي لما سبق أن قدمه من معلومات نظرية عن موضوع التفسير الموضوعي للقرآن، ولا سيما الجانب المنهجي منه.

إنجاز: مصطفى اليربوعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق