مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلامأخبار

ما وراء الصور النمطية للحجاب: دراسة تفكيكية للخطاب الاعلامي الغربي حول الحجاب” أطروحة دكتوراه”

برحاب جامعة سيدي محمد ابن عبد الله – كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تم احتضان مناقشة أطروحة الدكتوراه للطالب طالب بلال من موريتانيا في موضوع “ما وراء الصور النمطية للحجاب: دراسة تفكيكية للخطاب الاعلامي الغربي حول الحجاب” باللغة الإنجليزية والتي منح بموجبها شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع توصية بالطبع. وذلك يوم الجمعة 10 أكتوبر 2014، حيث عرض الباحث تقريرا عن أطروحته التي تناولت جوانب تحليل وتفكيك الخطاب السائد حول الحجاب في الإعلام الغربي وسبل توفير خطاب بديل. وفي ما يلي نص التقرير:

منذ تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في سبتمبر/ أيلول2001 أصبحت مسألة الحجاب و قضايا المرأة المسلمة ومدى توافق الإسلام مع القيم الغربية وسبل العيش فى مجتمعاتها من أكثر المواضيع جدلا في القرن الواحد والعشرين.

إلا أن الحجاب أو بالأحرى تواجد المرأة المتحجبة فى المناطق العمومية  أحدث ضجة في الدول الغربية مباشرة بعد أحداث الحادى عشر . وسرعان ما أصبحنا أمام خطاب غربي جديد إزاء المسلمين  و الذي تم وصفه “بالإستشراق الأمريكي الجديد”.

وهو خطاب يستدعي في بعض تفاصيله  النماذج الاستعمارية السابقة— مثل اشكالية “عبء الرجل الأبيض”—التي بني معظمها على بعض الأفكار المنافية للمنطق و التي لا أساس لها ، وإنما جاءت لخدمة و تشريع بعض الممارسات الاستعمارية و تطبيقها علي بعض الشعوب.

ولعل الغزو الأمريكي لدولة أفغانستان بشعار  تحرير المرأة خير دليل على  ذلك الفكر الاستعماري الجديد في أسلوبه القديم في أهدافه.

غير أن صورة المرأة المتحجبة في وسائل الإعلام الغربية فرضت نفسها كأحد  أهم الإشكاليات التي تحتاج لدارسة تكشف لغزها .

حيث يرى الإعلام الغربي أن الحجاب دليل على عدم المسواة بين الرجل و المرأة فى المجتمعات الاسلامية. وكنتيجة لهذا، اصبح الحجاب عاملا رئيسيا لاضطهاد المرأة ومثال حي على انعدام رؤية المقارنة بينها و نظيرها الرجل.

ونتيجة لهذا جاءت هذه الأطروحة المعنونة  ب”ما وراء الصور النمطية للحجاب: دراسة تفكيكية للخطاب الاعلامي الغربي حول الحجاب” والتي تهدف الي فحص وتدقيق صورة الحجاب في الاعلام الغربي؛ من أفلام وأفلام وثائقية وصحف مع محاولة لتقديم بديل عن الخطابات الغربية السائدة حول الحجاب.

وبشكل أكثر دقة  حاولت أن  أبين في هذه الأطروحة أن تصوير وسائل الإعلام الغربية للحجاب كرمز لاضطهاد المرأة لا يعدو كونه نظرة في غاية التبسيط  تدخل في إطار التعميم وإطلاق الأحكام المسبقة وبسهولة يمكن دحض هذا الادعاء بالقول انه لا يمكن اعتبار كل امرأة ترتدي الحجاب هي امرأة مضطهدة.

بالطبع توجد بعض الأماكن التي يتم فيها فرض ارتداء الحجاب مما يمكن اعتباره علامة لاضطهاد المرأة كما يحدث في إيران و السعودية لكن بالمقابل توجد أماكن أخرى لا يتم فيها فرض ارتداء الحجاب لذا لا ينبغي النظر له باعتباره دليلا على اضطهاد المرأة المسلمة.  من ناحية أخرى حاولت ان اتطرق لحقيقة كون الاعلام الغربي بشكل ما يرى الاشياء من خلال نفس العدسة التي تعيد مرارا وتكرارا نفس الصور النمطية والأحكام المسبقة الموجودة في الخطابات الاستعمارية، نفس الخطابات التي أسست صورة دائمة وثابتة حول المرأة المسلمة بشكل عام والمرأة المحجبة بشكل خاص.

اما المنهجية التي اتبعتها في تقويض التصور التنميطي، والى حد كبير الخطاب الغربي حول الحجاب هي على حد سواء منهجية كمية وكيفية  تشمل  تحليل وتأويل النصوص والصور مثل السرديات التي تقدم في الصحف والأفلام الوثائقية الغربية حول الحجاب. كما تشمل هذه المنهجية أيضا جمع وتوثيق نتائج البيانات مثل نتائج وأجوبة الاستبيانات التي أجريت في هذا البحث.

وقد استدعت طبيعة هذا البحث أن أقسمه الي بابين  وستة فصول في كل باب ثلاثة فصول .

ويتميز كل فصل بمنهجية خاصة تتولى مهمة مختلفة في تفكيك بعض الخطابات الغربية السائدة حول الحجاب. فمن أجل تحليل فكرة الاضطهاد أستخدم في الفصل الأول منهجا تاريخيا للتأكد والتحقق من وجود الحجاب في الثقافات الأخرى كالمسيحية واليهودية وهي مسالة تم تجاهلها من طرف اغلب المعلقين ووسائل الاعلام الرئيسية في الغرب. ففي المسيحية مثلا كان استخدام الحجاب شائعا وأفضل مثال يمكن تقديمه هي السيدة مريم العذراء التي عرفت بحجابها. ومن الأفكار التي يحاول هدا الفصل اثباتها هي ان الحجاب قد سبق ظهور الاسلام وانه قد تم ارتدائه من طرف النساء المسيحيات واليهوديات لكن هذه الحقيقة التاريخية تم التغاضي عنها ليتم الابقاء على أنه خصوصية اسلامية والأهم من ذالك النظر اليه كوسيلة للاضطهاد كما هو شائع في الاعلام الغربي.

ويعالج الفصل الثاني من هذه الأطروحة مسألة الحجاب وخطاب الاستشراق. حيث يحاول هذا الفصل النظر في الآليات التي تم من خلالها خلق و استنباط الشرق وبالتالي جعله مختلفا عن العالم الآخر وهنا أركز في تحليلي على اسهامات الراحل ادوارد سعيد في كتابه الاستشراق. بالنسبة لادوارد سعيد يُعتبر الشرق نظاما من التمثُلات و الاختراعات تمت صياغتها من طرف الخيال وتصورات المستشرقين.

في حين يحاول الفصل الثالث من هذه الأطروحة تقديم حجة مضادة للخطاب الغربي السائد. هنا أحاول اعادة التفكير في بعض الصور النمطية السلبية المرتبطة بالحجاب وذالك لإمكانية استخدامه لأغراض متعددة وليس بالضرورة وسيلة للاضطهاد المرأة كما يظن بعض الغربيين.

يبدأ الباب الثاني  من هذه الأطروحة بالفصل الرابع الذي يحاول التحقيق في تغطية الصحف الغربية لمسالة الحجاب خصوصا بعيد أحداث 11 من سبتمبر/ أيلول 2001 حيث ظهرت المجازات الاستشراقية في أدهى صورها في اغلب هذه الصحف.

كما يعالج الفصل الخامس من  هذه الأطروحة الصورة النمطية للحجاب في الإعلام الغربي.وقد حاولت في هدا الفصل إثبات وجود بعض الصور النمطية من خلال النماذج التي تم تحليلها أساسا في الافلام والأفلام الوثائقية الغربية .

الفصل الأخير من هذه الأطروحة هوالفصل السادس و الذي أعتبره أهم فصول هذه الأطروحة بأكملها. حيث يعالج هذا الفصل بشكل رئيسي البديل الذي تقدمه هذه الاطروحة بعد تفكيك بعض التصورات الغربية السائدة حول الحجاب. يشدد هذا الفصل على ضرورة أتخاذ المنهج التحليلي لتفكيك الصورة النمطية للحجاب في الإعلام الغربي وإعطاء بديل لها.

نشر بتاريخ: 04 / 11 / 2014

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق