وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

ماريستان العزيزي بمدينة الرباط

 

يقع ماريستان العزيزي قبالة الجامع الكبير بمدينة الرباط، وقد بناه السلطان المريني أبي فارس عبد العزيز، ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن الثامن الهجري، وكان في أول الأمر مدرسة لطلاب العلم المترددين على الجامع الكبير، ثم حول إلى ماريستان، وهو عبارة عن بناية بسيطة، إلا أنه كان يقدم خدمات جليلة، ويوفر العلاج المجاني للمرضى.

الماريستان أو البيماريستان بفتح الراء وسكون الياء، دار المرضى وهو لفظ فارسي معرب[1]. وهو مركب من لفظين، بيمار بمعنى مريض أو عليل أو مصاب، ستان، بمعنى مكان أو محل أو موضع، ومنه يمكن القول أنه مبنى لمعالجة المرضى وإقامتهم بمختلف أمراضهم[2].

وقد اختصرت كلمة بيماريستان فيما بعد وأصبحت ماريستان، وهو ما يقابل في عصرنا الحالي كلمة مستشفى.

 وقد تضاربت حوله الروايات فمن والمؤرخين من يرى أن هذا الماريستان من بناء عبد العزيز المريني، في حين  ينسبه آخرون إلى أبي عنان المريني، ومنهم محمد بوجندار بقوله ”  …كالمريستان القديم أمام الجامع الكبير، قيل أنه من أثر أبي عنان  المريني، ويدل له تصريح ابن جزي في تهذيب رحلة الطنجي، بأن من آثار أبي عنان بناء المريستانات في كل بلد من بلاد المغرب”.[3].

وقال عبد الله السويسي” مدرسة الجامع الكبير، وهي الماريستان المريني، الذي كان في الأصل مدرسة لطلبة العلم والمترددين على تلقي العلوم بالجامع الكبير، والماريستان العزيزي والسقاية بجواره منسوبان إلى مؤسسها السلطان أبي فارس عبد العزيز بن علي بن عثمان المريني[4].

ويتكون بناء الماريستان من صحن مركزي مربع الشكل، تحيط به أروقة تطل على الصحن بسواري وأقواس بسيطة، والبناء بوجه عام شبيه ببناء المدارس المرينية، لكن ينقصه بيت للصلاة، كما يفتقر إلى الزخرفة، ويغلب على البناء في الوقت الحاضر الطابع العلوي، حيث أنه جدد في عصر الأسرة العلوية[5].

ويشغل هذا الماريستان حييزا هاما، ويتكون من طابقين، وتصطف الغرف حول الفناء الداخلي، تنم عما كان عليه من مجد بصفته مدرسة، وأيضا بيماريستانا[6].

ولا شك أنه كانت لأطباء رباط الفتح  خلال القرن 12م وما بعده ـ إضافة للبيماريستانات دكاكينهم على غرار أطباء باقي حواضر المغرب، وهم بذلك حافظوا على إرث قديم ممثل في توفر جهابذة الطب منذ العصور السابقة للإسلام على دكاكين يستقبلون فيها مرضاهم، ويعرضون فيها مفرداتهم الطبية…” [7].

 

             

 

[1] – لسان العرب لابن منظور. 79/13

[2] – معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي ص 41 الطبعة الأولى 1990  دار الفكر بيروت.

[3] – مقدمة الفتح من تاريخ رباط الفتح ص 86 الطبعة الأولى 1433/2012هـ / كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

[4] – تاريخ رباط الفتح ص 138 مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر.

[5] – مدينة الرباط في التاريخ الإسلامي منذ إنشائها حتى نهاية عصر بني مرين ص 147 طبعة 1996م مؤسسة شباب الجامعة الإسكندرية.

[6] – البيضاوية بلكامل، البيماريستانات وأدوارها الطبية والتعليمية، بيماريستانات الرباط أنموذجا/ أعمال ندوة تكريم محمد بن شقرون، الرباط 1988 ص287  -267 .

[7] – مدينة الرباط التاريخ والذاكرة ص 95 طبعة 2016، جامعة محمد الخامس الرباط.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق