مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةأعلام

مؤرخ الغرب الإسلامي: أبو العباس المقري

 

هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد  المقري التلمساني، ولد أبو العباس بمدينة تلمسان سنة 992هـ. وأصل أسرته من مقرة- بفتح الميم وتشديد القاف  المفتوحة- وهي من أعمال قسنطينة بالجزائر أيضا[1].
شيــوخه:
تتلمذ المقري على معظم علماء المغرب في وقته، ولم يسمع بعالم أو شيخ إلا وسعى إليه وأفاد منه، وعلى رأسهم:
الشيخ الجليل العالم أبي عثمان سعيد بن أحمد المقَّري، مفتي تلمسان نحوا من ستين سنة، وخطيبها بجامعها الأعظم خمسا وأربعين سنة[2]، أخذ بمدينة فاس عن أبي مالك الونشريسي، وأبي الحسن علي بن هارون، وأبي محمد عبد الوهاب بن محمد الزقاق التجيبي، وغيرهم. كان مشاركا في كل فن، وغَالَبَه التوحيدُ، وله باع في فن حديث البخاري وغيره، وكان علامة في التوحيد والفقه، حافظا للغة العربية والشعر والأمثال وأخبار الناس ومذاهبهم، وأيام العرب وسيرها وحروبها، ذاكرا لأخبار الصالحين وسيرهم، توفي سنة 1010هـ [3].
أبو عبد الله محمد بن قاسم بن محمد بن علي القيسي الغرناطي أصلاً، والقصار لقباً، مفتي فاس، ومحدث الغرب الأقصى له مؤلفات مفيدة وفهرست جمعت فيها مروياته في الفقه والحديث وغيرهما، من العلوم الشرعية، ولد سنة 939هـ  وكانت وفاته في فاس سنة1012هـ [4].
أبو القاسم بن أبي النعيم الغساني:  الإمام العالم المتفنن المفسر قاضي الجماعة بفاس وخطيب حضرتها ومفتيها، أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن أبي النعيم الغساني، ولد في رمضان سنة 952هـ وتوفى مقتولا في  سنة 1032هـ بعد أن نزل من صلاة الجمعة بفاس الجديد، قتله اللصوص بباب المدرسة العنانية، وفي نشر المثاني قتله اللمطيون بالزربطانة لأنهم اتهموه بالميل إلى عبد الله بن الشيخ، فوقع بسبب قتله شر عظيم بين أهل العدوتين من فاس[5].
أحمد بن القاضي: هو الإمام العلامة مسند فاس ومؤرخها شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ بن أبي العافية المكناسي النجاري الفاسي الدار، المعروف بابن القاضي، ولد سنة 960هـ، وتوفي بفاس سنة 1025هـ، وقيل سنة 1026هـ[6].
مدرسته:
تتلمذ على الشيخ أحمد المقري الكثيرون منهم:
حمدون ابن محمد بن موسى الأبار: كان إماما في الفقه مشاوَراً في الأحكام، يقوم على المختصر أحسن قيام، ويختمه كل سنة، ولي خطابة جامع الأندلس مدة مديدة وله فتاوى حسنة وحاشية على المختصر مشهورة، أخذ عن المقري وغيره. توفي سنة 1071هـ[7] .
أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن سودة الغرناطي المُرِّي،كان متوسعا في العلوم، بارعا في الحفظ، ولي الفتوى وقضاء الجماعة بفاس سنين عديدة،  ولد سنة 1003هـ، أخذ عن أبي العباس المقري وغيره، وتوفي سنة  1076هـ[8]. 
شهاب الدين بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد العمادي، الدمشقي، الحنفي، كان فاضلا نبيلا، حسن الفهم أديبا شاعرا، له خط بديع، وسرعة كتابة وضبط، ولد سنة 1007هـ ، ونشأ  في حجر والده. من آثاره: كتاب صغير الحجم جمعه من بعض تعليقات له على مواطن من التفسير والفقه، ورسائل من منشآته وتقريظات، وله أيضا مجموع جمع فيه مدائحه التي مدح بها، وهي حصة وافرة، توفي سنة 1078هـ ودفن بمقبرة باب الصغير تحت قدمي والديه[9].
الرحلة العلمية [10]:
استأذن عالمنا السلطان السعدي أمير فاس أن يسمح له بالسفر إلى المشـرق الإسلامي ليبدأ رحلة علمية دراسية امتدت أربعة عشر عاما.
وكان ركوب البحر وما رافقه من مصاعب وأهوال، تجربة مثيرة له سجلها في كتابه نفح الطيب، حتى وصل مصر سنة 1028هـ، ثم سافر إلى الحجاز فأدى فريضة الحج وزار القدس والشام، وكان يتصل بالعلماء في كل بلد يحل فيه، يستفيد ويفيد، فقد درس في المسجد الحرام، وأملى الحديث في المدينة على مقربة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألقى عدة دروس في المسجد الأقصى، وأملى صحيح البخاري في جامع بني أمية بدمشق.
وقد لقي في دمشق إقبالا منقطع النظير حتى ضاقت قبة النسر التي كان يملي فيها دروسه بالناس، فخرج بهم إلى صحن الجامع، وكان يوم ختام تدريسه يوما حافلا عبر فيه الناس عن تقدريهم لعلمه وإجلالهم لما يحفظه من حديث الرسول.
وحين عاد إلى القاهرة انقطع لكتابة « نفح الطيب» الذي أمدنا بحصيلة هائلة من المعارف والأخبار الأندلسية والمغربية، ولولا روايته لها وحفظه لضاعت من أيدينا إلى الأبد، وكان له فضل كبير في تعريف أهل المشرق بالمغرب وأهل المغرب بالمشرق، وعن طريقه استطعنا أن نعلم اختلاف أسلوب الشرقيين عن المغاربة في التأليف والتدريس والإيجاز والتلخيص والمصطلحات.
آثاره العلمية:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب.
أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض.
روضة الأنس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من علماء مراكش وفاس. 
حسن الثنا في العفو عمن جنى.
عرف النشق في أخبار دمشق.
إضاءة الدُّجنة في عقائد أهل السنة.
أجوبة على مسائل أرسلها إليه أستاذه محمد بن أبي بكر الدلائي سماها ” أعمال الذهن والفكر في المسائل المتنوعة الأجناس”. 
عقيدته:
كان المقري أشعري العقيدة وهذا ما بينه في مستهل عقيدته المنظومة:
يقول أحمد الفقير المقري         المالكي المغربي الأشعري[11]
أرائه العقدية:
أول واجب على المكلف:
 يعتبر المقري أن أول واجب على المكلف هو إعمال النظر، وبيان ذلك كما جاء في شرح النابلسي على “إضاءة الدجنة”، استعمال المكلف النظر في معرفة ربه؛ إذ لما كانت معرفة الله لا تحصل للعقل من طريق التكليف إلا بالنظر الصحيح العقلي، كان النظر أول واجب على المكلف لأجل تحصيل المعرفة، والمراد من المعرفة هنا المعرفة البرهانية، وهي معرفة العلماء لربهم[12].
يقول المقري:
 أول واجب على المكلف   إعماله للنظر المؤلف
كي يستفيد من هدي الدليل   معرفة المصور الجليل
وتطمئن نفسه لما سلم      من ورطة الجهل وللحق علم
الكسب أو أفعال العباد:
وجائز في حقه تعالى      أن يخلق الأنام والأفعال[13].
وليس معنى الكسب المذكور اختراع العبد للأفعال كما زعمت المعتزلة، ولا أن قدرته الحادثة أضيفت إلى القدرة القديمة فوجد بمجموع القدرتين، بل معناه مقارنة القدرة الحادثة للفعل من غير تأثير أصلا؛ فليست علة ولا جزء علة للإيجاد. 
الرؤية : 
أما مسألة الرؤية فهي تدخل في إطار الجائزات في الفكر الأشعري، وهذا ما أكد عليه أبو العباس المقري،  يقول:
ورؤية الإله بالإبصار     تجوز عند أهل الاستبصار[14]
فهو كغيره من الأشاعرة  يرى أن الرؤية جائزة في الآخرة .أما عن كيفية الرؤية فهي كما قال:   دون تقابل أو اتصال     بل بالذي يليق بالجلال[ 15].
أي من غير كيف ولا جهة ولا مكان؛ إذ رؤيته تعالى ليست كرؤية غيره من المخلوقات، فهي رؤية مخصوصة يخص بها تعالى من يشاء من عباده.
وفاته:
توفي ـ رحمه الله تعالى ـ  سنة1041هـ  بمصر.
الهوامش:
[1]- نشـر المثاني للقادري 1/291؛ الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام 2/106.
[2]- شجرة النور الزكية، 1/295، نشر المثاني ضمن موسوعة أعلام المغرب 3/1110-1111.
[3]- البستان لابن مريم، ص: 104-105.
[4]- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 4/121، شجرة النور الزكية 1/295 رقم (1135)،  معجم المؤلفين 11/ 142 .
[5]- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 6/58.
[6]- انظر: شجرة النور الزكية 1/297، تعريف الخلف 1/198، اليواقيت الثمينة، ص: 24 ، صفوة من انتشر، ص: 77،  إتحاف أعلام الناس 1/326، سلوة الأنفاس 3/133، معجم المؤلفين 2/147، بروكلمان 2/678، الزركلي 1/225.
[7]- انظر: صفوة من انتشر للإفراني، ص: 249؛ التقاط الدرر، ص: 148 رقم 242، نشر المثاني 2/109-112، سلوة الأنفاس 3/330، الزاوية الدلائية، ص: 101.
[8]- انظر: التقاظ الدرر، ص: 166، نشـر المثاني 2/150-151، الروضة المقصودة 171-172، الدرر البهية 2/278، الزاوية الدلائية، ص: 102، سلوة الأنفاس 3/76-77، شجرة النور الزكية 1/ 449 رقم 1224. 
[9]- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 2/200.
[10]- معالم الثقافة الإسلامية، عبد الكريم عثمان، مؤسسة الرسالة،ط 1: 2003م، ص: 435-436.
      [11]- إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة، للشيخ أحمد المقري، راجعه وعلق عليه وصححه الشيخ عبدالله محمد بن الصديق الغماري،ص:4.
[12]- شرح إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة لشيخ عبد الغني النابلسى،تعليق وتخريج أحمد المزيدي،  ص: 31.
[13]- إضاءة الدجنة، ص: 49.
[14]- المصدر السابق، ص:51.
[15]- نفسه.

هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد  المقري التلمساني، ولد بمدينة تلمسان سنة 992هـ. وأصل أسرته من مقرة- بفتح الميم وتشديد القاف  المفتوحة- وهي من أعمال قسنطينة بالجزائر أيضا[1].

شيــوخه:

تتلمذ المقري على معظم علماء المغرب في وقته، ولم يسمع بعالم أو شيخ إلا وسعى إليه وأفاد منه، وعلى رأسهم:

الشيخ الجليل العالم أبي عثمان سعيد بن أحمد المقَّري، مفتي تلمسان نحوا من ستين سنة، وخطيبها بجامعها الأعظم خمسا وأربعين سنة[2]، أخذ بمدينة فاس عن أبي مالك الونشريسي، وأبي الحسن علي بن هارون، وأبي محمد عبد الوهاب بن محمد الزقاق التجيبي، وغيرهم. كان مشاركا في كل فن، وغَالَبَه التوحيدُ، وله باع في فن حديث البخاري وغيره، وكان علامة في التوحيد والفقه، حافظا للغة العربية والشعر والأمثال وأخبار الناس ومذاهبهم، وأيام العرب وسيرها وحروبها، ذاكرا لأخبار الصالحين وسيرهم، توفي سنة 1010هـ [3].

أبو عبد الله محمد بن قاسم بن محمد بن علي القيسي الغرناطي أصلاً، والقصار لقباً، مفتي فاس، ومحدث الغرب الأقصى له مؤلفات مفيدة وفهرست جمعت فيها مروياته في الفقه والحديث وغيرهما، من العلوم الشرعية، ولد سنة 939هـ  وكانت وفاته في فاس سنة1012هـ [4].

أبو القاسم بن أبي النعيم الغساني: الإمام العالم المتفنن المفسر قاضي الجماعة بفاس وخطيب حضرتها ومفتيها، أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن أبي النعيم الغساني، ولد في رمضان سنة 952هـ وتوفى مقتولا سنة 1032هـ بعد أن نزل من صلاة الجمعة بفاس الجديد، قتله اللصوص بباب المدرسة العنانية، وقيل قتله اللمطيون بالزربطانة لأنهم اتهموه بالميل إلى عبد الله بن الشيخ، فوقع بسبب قتله شر عظيم بين أهل العدوتين من فاس[5].

أحمد بن القاضي: هو الإمام العلامة مسند فاس ومؤرخها شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ بن أبي العافية المكناسي النجاري الفاسي الدار، المعروف بابن القاضي، ولد سنة 960هـ، وتوفي بفاس سنة 1025هـ، وقيل سنة 1026هـ[6].

مدرسته:

تتلمذ على الشيخ أحمد المقري الكثيرون منهم:

حمدون ابن محمد بن موسى الأبار: كان إماما في الفقه مشاوَراً في الأحكام، يقوم على المختصر أحسن قيام، ويختمه كل سنة، ولي خطابة جامع الأندلس مدة مديدة وله فتاوى حسنة وحاشية على المختصر مشهورة، أخذ عن المقري وغيره. توفي سنة 1071هـ[7] .

أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن سودة الغرناطي المُرِّي،كان متوسعا في العلوم، بارعا في الحفظ، ولي الفتوى وقضاء الجماعة بفاس سنين عديدة،  ولد سنة 1003هـ، أخذ عن أبي العباس المقري وغيره، وتوفي سنة  1076هـ[8]. 

شهاب الدين بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد العمادي، الدمشقي، الحنفي، كان فاضلا نبيلا، حسن الفهم أديبا شاعرا، له خط بديع، وسرعة كتابة وضبط، ولد سنة 1007هـ، ونشأ  في حجر والده. من آثاره: كتاب صغير الحجم جمعه من بعض تعليقات له على مواطن من التفسير والفقه، ورسائل من منشآته وتقريظات، وله أيضا مجموع جمع فيه مدائحه التي مدح بها، وهي حصة وافرة، توفي سنة 1078هـ ودفن بمقبرة باب الصغير تحت قدمي والديه[9].

الرحلة العلمية [10]:

استأذن عالمنا السلطان السعدي أمير فاس أن يسمح له بالسفر إلى المشـرق الإسلامي ليبدأ رحلة علمية دراسية امتدت أربعة عشر عاما.

وكان ركوب البحر وما رافقه من مصاعب وأهوال، تجربة مثيرة له سجلها في كتابه نفح الطيب، حتى وصل مصر سنة 1028هـ، ثم سافر إلى الحجاز فأدى فريضة الحج وزار القدس والشام، وكان يتصل بالعلماء في كل بلد يحل فيه، يستفيد ويفيد، فقد درس في المسجد الحرام، وأملى الحديث في المدينة على مقربة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألقى عدة دروس في المسجد الأقصى، وأملى صحيح البخاري في جامع بني أمية بدمشق.

وقد لقي في دمشق إقبالا منقطع النظير حتى ضاقت قبة النسر التي كان يملي فيها دروسه بالناس، فخرج بهم إلى صحن الجامع، وكان يوم ختام تدريسه يوما حافلا عبر فيه الناس عن تقدريهم لعلمه وإجلالهم لما يحفظه من حديث الرسول.

وحين عاد إلى القاهرة انقطع لكتابة « نفح الطيب» الذي أمدنا بحصيلة هائلة من المعارف والأخبار الأندلسية والمغربية، ولولا روايته لها وحفظه لضاعت من أيدينا إلى الأبد، وكان له فضل كبير في تعريف أهل المشرق بالمغرب وأهل المغرب بالمشرق، وعن طريقه استطعنا أن نعلم اختلاف أسلوب الشرقيين عن المغاربة في التأليف والتدريس والإيجاز والتلخيص والمصطلحات.

آثاره العلمية:

نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب.

أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض.

روضة الأنس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من علماء مراكش وفاس. 

حسن الثنا في العفو عمن جنى.

عرف النشق في أخبار دمشق.

إضاءة الدُّجنة في عقائد أهل السنة.

أجوبة على مسائل أرسلها إليه أستاذه محمد بن أبي بكر الدلائي سماها “أعمال الذهن والفكر في المسائل المتنوعة الأجناس”. 

عقيدته:

كان المقري أشعري العقيدة وهذا ما بينه في مستهل عقيدته المنظومة:

يقول أحمد الفقيـر المقـري         المالكي المغربي الأشعري[11]

بعض أرائه العقدية:

أول واجب على المكلف:

 يعتبر المقري أن أول واجب على المكلف هو إعمال النظر، وبيان ذلك كما جاء في شرح النابلسي على “إضاءة الدجنة”، استعمال المكلف النظر في معرفة ربه؛ إذ لما كانت معرفة الله لا تحصل للعقل من طريق التكليف إلا بالنظر الصحيح العقلي، كان النظر أول واجب على المكلف لأجل تحصيل المعرفة، والمراد من المعرفة هنا المعرفة البرهانية، وهي معرفة العلماء لربهم[12].

يقول المقري:

 أول واجــب علـى المكـلــف       إعمالـه للنظــر المـؤلــف

كي يستفيد من هدي الدليل       معرفـة المصـــور الجليـــل

وتطمئـن نفسـه لمـا سلـــم       من ورطة الجهل وللحق علم

الكسب أو أفعال العباد:

وجائـز في حقـه تعـالى      أن يخلق الأنام والأفعال[13].

وليس معنى الكسب المذكور اختراع العبد للأفعال كما زعمت المعتزلة، ولا أن قدرته الحادثة أضيفت إلى القدرة القديمة فوجد بمجموع القدرتين، بل معناه مقارنة القدرة الحادثة للفعل من غير تأثير أصلا؛ فليست علة ولا جزء علة للإيجاد. 

الرؤية: 

أما مسألة الرؤية فهي تدخل في إطار الجائزات في الفكر الأشعري، وهذا ما أكد عليه أبو العباس المقري،  يقول:

ورؤيـة الإلـه بالإبـصـار     تجوز عند أهل الاستبصار[14]

فهو كغيره من الأشاعرة  يرى أن الرؤية جائزة في الآخرة .أما عن كيفية الرؤية فهي كما قال:   دون تقابل أو اتصال     بل بالذي يليق بالجلال[ 15].

أي من غير كيف ولا جهة ولا مكان؛ إذ رؤيته تعالى ليست كرؤية غيره من المخلوقات، فهي رؤية مخصوصة يخص بها تعالى من يشاء من عباده.

وفاته:

توفي – رحمه الله تعالى – سنة1041هـ  بمصر.

 

الهوامش:

 

[1]- نشـر المثاني للقادري 1/291؛ الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام 2/106.

[2]- شجرة النور الزكية، 1/295، نشر المثاني ضمن موسوعة أعلام المغرب 3/1110-1111.

[3]- البستان لابن مريم، ص: 104-105.

[4]- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 4/121، شجرة النور الزكية 1/295 رقم (1135)،  معجم المؤلفين 11/ 142 .

[5]- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 6/58.

[6]- انظر: شجرة النور الزكية 1/297، تعريف الخلف 1/198، اليواقيت الثمينة، ص: 24 ، صفوة من انتشر، ص: 77،  إتحاف أعلام الناس 1/326، سلوة الأنفاس 3/133، معجم المؤلفين 2/147، بروكلمان 2/678، الزركلي 1/225.

[7]- انظر: صفوة من انتشر للإفراني، ص: 249؛ التقاط الدرر، ص: 148 رقم 242، نشر المثاني 2/109-112، سلوة الأنفاس 3/330، الزاوية الدلائية، ص: 101.

[8]- انظر: التقاظ الدرر، ص: 166، نشـر المثاني 2/150-151، الروضة المقصودة 171-172، الدرر البهية 2/278، الزاوية الدلائية، ص: 102، سلوة الأنفاس 3/76-77، شجرة النور الزكية 1/ 449 رقم 1224. 

[9]- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 2/200.

[10]- معالم الثقافة الإسلامية، عبد الكريم عثمان، مؤسسة الرسالة،ط 1: 2003م، ص: 435-436.

[11]- إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة، للشيخ أحمد المقري، راجعه وعلق عليه وصححه الشيخ عبدالله محمد بن الصديق الغماري،ص:4.

[12]- شرح إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة لشيخ عبد الغني النابلسى،تعليق وتخريج أحمد المزيدي،  ص: 31.

[13]- إضاءة الدجنة، ص: 49.

[14]- المصدر السابق، ص:51.

[15]- نفسه.

 

                                                إعداد الباحثة: حفصة البقالي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق