الرابطة المحمدية للعلماء

ليونيسف تدعو إلى النظر إلى المستقبل، في اليوم العالمي للطفل

في اليوم العالمي للطفل، أصدرت اليونيسف ورقة بحث جديدة تبرز التحولات الديموغرافية العالمية المتوقعة للجيل القادم من الأطفال والتي تمثل تحديات كبيرة لصانعي السياسات والمخططين.

على سبيل المثال، تقول ورقة البحث إنه بحلول عام 2050 سيولد واحد من كل ثلاثة مواليد في أفريقيا – كما سيكون هناك واحد تقريباً من كل ثلاثة أطفال دون سن 18 عاماً. وقبل مائة عام، كان نصيب أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى هو مولود واحد فقط من كل 10 مواليد.

وتقول ورقة البحث، المعنونة ’جيل عام 2025 وما بعده: الأهمية الحاسمة لفهم الاتجاهات الديموغرافية لأطفال القرن الحادي والعشرين‘، إن وفيات الأطفال دون سن الخامسة ستظل بدورها متركزة على نحو متزايد في أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، في بؤر الفقر والتهميش الموجودة في البلدان ذات التعداد السكاني الكبير ومستويات الدخل المنخفضة وفي البلدان الأقل نمواً.

ويقول المؤلف المشارك ديفيد أنتوني من اليونيسف: “المهم هو ما إذا كان العالم يأخذ هذا التحول الأساسي وغير المسبوق في الاعتبار، بينما يستعد لجدول أعمال ما بعد عام 2015. يجب علينا أن نفعل كل ما بوسعنا حتى يحصل هؤلاء الأطفال على فرصة متساوية للبقاء على قيد الحياة والنماء وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.”

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2011، بلغ عدد سكان العالم 7 مليارات نسمة، وبحسب التوقعات الحالية فسوف يصل العدد إلى 8 مليارات بحلول عام 2025. وتقول الورقة إن المليار المقبل من سكان العالم سيكونون ما زالوا في مرحلة الطفولة بحلول عام 2025 وسيولد 90 في المائة منهم المناطق الأقل نمواً.

وتتوقع الورقة حدوث زيادة متواضعة فقط بنحو أربعة في المائة في عدد سكان العالم من الأطفال بحلول عام 2025، ولكن النمو السكاني يتحول بشكل كبير إلى بلدان الجنوب.

ووفقاً للتوقعات، فإن البلدان المصنفة على أنها دول العالم الأقل نمواً والبالغ عددها 49 بلداً، تمثل حوالي 455 مولوداً من الملياري مولود المتوقعين عالمياً بين عامي 2010 و2025. وستمثل خمسة بلدان ذات دخل متوسط  وتعداد سكاني كبير – الصين والهند وإندونيسيا وباكستان ونيجيريا – نحو 859 مليون مولود بين عامي 2010 و 2025.

ومن بين البلدان الخمسة الأولى من حيث عدد المواليد في 15 سنة المقبلة، سيكون الوحيد البلد ذو الدخل المرتفع المتوقع أن تكون به نسبة متزايدة من الأطفال بحلول عام 2025 هو الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن الصين والهند ستظلان صاحبتي حصة كبيرة من سكان العالم، فإن نيجيريا ستشهد أعلى زيادة من حيث القيمة المطلقة في عدد السكان دون سن 18 عاماً، مضيفة 31 مليون طفل، بزيادة قدرها 41 في المائة، بين عامي 2010 و 2025. وفي الوقت نفسه، ستمثل نيجيريا واحدة من كل ثماني وفيات للأطفال دون سن 18 عاماً.

وتقول الورقة إن تأثير التحولات السكانية في مواليد ووفيات الأطفال  على السياسيات في البلدان الأكثر فقرا والأكثر تعداداً في العالم هام للغاية. فبالنسبة للبلدان الأقل نمواً، ينبغي النظر بجدية في كيفية تلبية احتياجات الأطفال، ولا سيما في مجالي الصحة والتعليم.

كما تشير الدراسة، المستمدة من توقعات شعبة السكان بالأمم المتحدة، إلى إن شيخوخة سكان العالم ستزيد الضغط لتحويل الموارد بعيدا عن الأطفال.

ويقول المؤلف المشارك دانزهن يو من اليونيسف: “إن الأطفال لا يصوتون في الانتخابات، وغالباً ما تكون أصواتهم غير مسموعة عندما تقوم الحكومات باتخاذ قرارات بشأن التمويل. وسيكون من المهم أكثر من أي وقت مضى حماية الأطفال بحيث يتم احترام حقوقهم وإحقاقها”.

وتشمل توصيات الورقة ما يلي: توجيه الاستثمارات إلى المناطق التي سوف يولد الأطفال بها؛ والتركيز على الفئات المهملة، وبخاصة في البلدان ذات الدخل المتوسط والتعداد المرتفع؛ والوصول إلى الأسر الأكثر فقرا والأكثر عزلة، ومعالجة مسألة اعتمادية كبار السن بشكل عاجل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق