الرابطة المحمدية للعلماء

كيف يُصبح شهر رمضان مُرادفا للتقوى والأرباح في آن ؟

دراسة أمريكية مثيرة حول “التقوى والأرباح: ازدهار سوق الأسهم خلال شهر رمضان”

إذا كان شهر رمضان مرادفا للتقوى بشكل عام، فهو أيضا شهر الأرباح، وهذا ما خلصت إليه دراسة أعدها باحثون بجامعة نيو هامبشير الأمريكية والتي أشرف عليها البروفيسور أحمد اعتباري وجاءت الدراسة بعنوان “التقوى والأرباح: ازدهار سوق الأسهم خلال شهر رمضان”، وقدمت إلى مؤتمر التمويل وحكامة الشركات الذي انعقد  في مدينة ملبورن الاسترالية هذا العام.

وتوقفت الدراسة التطبيقية، حسب قراءة إعلامية للزميلة أمل خيري، عند عوائد الأسهم خلال شهر رمضان في 14 دولة ذات أغلبية إسلامية من الفترة 1989-2007م، حيث أظهرت النتائج أن عائدات الأوراق المالية قد ازدادت خلال شهر رمضان بما يقرب من تسعة أضعاف مثيلاتها باقي العام، مما يجعل النتائج تتفق مع الافتراض الذي قامت الدراسة على أساسه وهو أن رمضان يؤثر إيجابيا على نفسية المستثمرين، كما أنه يعزز من مشاعر التضامن والهوية الاجتماعية بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو ما يترك أثرا تفاؤليا يشمل قرارات الاستثمار.

وأشرف على إعداد الدراسة البروفيسور أحمد اعتباري أستاذ المالية ورئيس قسم المحاسبة والمالية بمدرسة ويتمور للاقتصاد بجامعة نيو هامبشير، وله العديد من البحوث والدراسات، وشارك فيها كل من جيدرز بيالكوسكي الأستاذ بقسم الاقتصاد والمالية، كلية الأعمال والاقتصاد جامعة كانتربري، بنيوزيلندا، وتوماس ويسلنيوسكي الأستاذ بكلية الإدارة، جامعة ليستر، بإنجلترا، ونال البحث جائزة أفضل بحث في مجال الاستثمار من معهد المحترفين الماليين بنيوزيلندا.
وشملت دراسة اعتباري 14 دولة يعيش فيها ما يقرب من 695 مليون نسمة ،شملت البحرين ومصر والسعودية وأندونسيا والأردن والكويت وماليزيا والإمارات وقطر وتونس وتركيا والمغرب وعمان وباكستان، وأخذت عينات من بيانات مؤشر سوق الأوراق المالية الدولية المعروف باسم مورغان ستانلي، والذي تطلب متابعة لما لا يقل عن 200 دراسة حالة من الأسواق المالية في هذه الدول على مدار العام، بحيث يمكن تقدير نموذج قياسي للعائدات، واسترشادا بهذه الاعتبارات، تم الاستقرار على اختيار عينة من 129 حدث مالي في البورصات، وأظهرت النتائج أن متوسط العائدات ارتفع بصورة ملحوظة في 11 دولة خلال شهر رمضان لتصل إلى 38,09 ٪، بالمقارنة مع إجمالي عائدات متواضع يصل إلى  4,32 ٪ خلال الفترة المتبقية من العام.

وفي تعليقه على نتائج هذه الدراسة يقول الدكتور محمد شريف بشير، الأستاذ بكلية الاقتصاد في جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا وعميد كلية إدارة الأعمال والعلوم الإدارية بجامعة السلطان الشريف علي الإسلامية بروناي وعضو الرابطة الاقتصادية الماليزية، أن الدراسة كانت ستصبح أكثر نفعاً وأنصع دليلاً إذا ما كشفت لنا عن دور شهر رمضان في التأثير على حجم التداولات وعائد الأرباح لصالح الأسهم والمنتجات الإسلامية، والتأثير الإيجابي لهذا الشهر الفضيل على قرارات المستثمرين في هذه الأسواق المالية، في حين ترى سارة ولبر الأستاذ المشارك بجامعة هامشير والتي تقوم بتدريس  دورة في الدراسات الإسلامية، أن نتائج  الدراسة تنبيء عن فطنة الباحثين وأكدت أن شهر رمضان هو الشهر الأكثر تعظيما بالنسبة للمسلمين، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن لذا فإن المسلمين يشعرون فيه بالسعادة والقرب من الله، والدراسات تؤكد العلاقة بين السعادة والتفاؤل وتنامي حجم الاستثمارات ،مما يجعل نتائج هذه الدراسة منطقية.

عل صعيد آخر، سجلت دراسات أمريكية ارتفاع القوة الشرائية بين المسلمين الأمريكيين خاصة بالنسبة لتجارة التمور والحلويات، ويقدر المجلس الأمريكي للأغذية والطعام الإسلامي  نمو استهلاك الأغذية الحلال في السوق الأمريكية بمقدار 80% منذ عام 2005، وأشار المجلس في بيان له صدر مؤخرا أن هذا الاهتمام المتزايد بالمنتجات والأغذية الحلال في السوق الأمريكية يعكس القدرة الشرائية للمسلمين الأمريكيين التي تبلغ 170 مليار دولار أمريكي. (الدولار الأمريكي يعادل حوالي 8 دراهم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق