مركز الدراسات والبحوث في الفقه المالكيغير مصنف

كتاب قدوة الغازي لابن أبي زمنين (ت399ﻫ)

ترجمة المؤلف:

اسمه ونسبه:

هو: محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد بن إبراهيم، أبو عبد الله، ابن أبي زَمَنِين، المُرِّي البيري.

وزَمَنِين: «بفتح الزاي والميم، وكسر النون». الوافي بالوفيات (3/260)، الفكر السامي (ص: 472).

شيوخه:

   أخذ عن وهب بن مسرة، وسعيد بن فحلون، وابن الجزار القروي، وابن المشاط، وابن العطار، وأحمد بن مطرف، وأبان بن عيسى، وأحمد بن حزم، ومحمد بن معاوية القرشي، وإسحاق بن إبراهيم، وأحمد بن الشامة، وغيرهم.

تلاميذه:

   أخذ عنه ابنه، ومحمد بن قاسم بن هلال، وأبو زكرياء يحيى بن محمد القليعي، وأبو عمر ابن الحذاء، وحكم بن محمد، وهشام بن سوار، والقاضي يونس، وحسين بن غسان، وأبو عبد الله ابن الحصار، وأبو عمرو الداني، وغيرهم.

منزلته وثناء العلماء عليه:

   كان إماما، قدوة، من أجل أهل وقته، فقها، وحديثا، عارفا باختلاف العلماء، حافظا للمسائل، حسن التأليف، متضلعا في الأدب، والأخبار، والنحو، وقرض الشعر، وغيرها من فنون العلم، وهو من مفاخر غرناطة، وقد رسخ قدمه في العلم حتى عد من المجددين، قال الحجوي: «ولا يبعد عده من المجددين بقطره». [الفكر السامي (ص: 472)].

   وقال ابن السالك: «ورأيت ابن رشد يعزو له فيقول: (قال بعض أهل النظر)، فأجده ابن أبي زمنين»، [عون المحتسب (ص: 63)]، «ويعني بأهل النظر أهل الاجتهاد» [عون المحتسب (ص: 159)].

مؤلفاته:

له مؤلفات، منها: المغرب في اختصار المدونة، ومختصر تفسير ابن سلام، ومنتخب الأحكام، وأصول السنة، واختصار شرح الموطأ لابن مزين، والمشتمل في علم الوثائق، والمذهب في الفقه. وقدوة الغازي، وهو الكتاب الذي نحن بصدد التعريف به.

وفاته:

توفي سنة (399ﻫ)، وقيل: سنة (398ﻫ).

مصادر ترجمته:

ترتيب المدارك (7/183)، الصلة، ومعه صلة الصلة، (2/126)، الديباج (ص: 365)، تاريخ الإسلام (27/379)، سير أعلام النبلاء (17/188)، الإحاطة (3/132)، العبر في خبر من غبر (2/196)، الوافي بالوفيات (3/260)، شجرة النور (ص: 101) [152]، الفكر السامي (ص: 472).

التعريف بالكتاب:

   يعد كتاب “قدوة الغازي” لابن أبي زمنين من أغزر الأجزاء الفقهية، التي أفردها فقهاء المالكية لأحكام الجهاد، مادة؛ من حيث جمع الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وكذا أقوال أهل العلم، الواردة في بيان فضل الجهاد، والأحكام الشرعية التي تتعلق بعمل الغازي، و بيان ما يجوز فعله، وما لا يجوز، لمن تعين في حقه الجهاد في سبيل الله، وليس له دراية بأحكامه وضوابطه، فضلا عن تصنيف مسائل هذا الباب وترتيبها.

   وقد صرح المؤلف في مقدمة الكتاب بالغاية من هذا الجزء فقال: “وسأذكر منها بعد هذا ما حضرني ذكره، وأصنفها، وأشفعها بمسائل مما يجوز للغازي فعله، وما لا يجوز، فعسى أن يتعلم ذلك ويقتدي به من لم تتقدم له عناية بطلب علمه، ممن يؤثر الغزو في سبيل الله بنية حسنة، وطريقة قويمة”. [قدوة الغازي، ص: 138].

   كما أبان في تلك المقدمة المقتضبة، عن سبب تأليفه لهذا الكتاب ومنهجه فيه؛ فبعدما عرج على بعض الآيات القرآنية الكريمة التي تحث على فضل الجهاد وترغب فيه في المقدمة، شرع في ذكر أبواب الكتاب المختلفة، سالكا في ترتيبه وتنسيقه منهجا موضوعيا مطابقا للأعمال التي يقوم بها الغازي والمجاهد في سبيل الله.

   وطريقة المؤلف في كتابه هذا هي الإكثار من النصوص الحديثية والفقهية الواردة في الموضوع، بدون تعليق إلا في مواضع نادرة؛ فهو لا يتدخل بين القارئ والنصوص في الغالب الأعم.

   بيد أن رأيه مستفاد من الأقوال التي يرويها، ومن الترتيب الذي يعرضها به، ومن العناوين التي يثبت بها أبواب الكتاب وتراجمه، وبذلك غلب على هذا الكتاب الأثر، وحكاية أقوال الفقهاء غلبة جلية.

   ولم ينهج المؤلف منهجا معينا في عرض المادة العلمية؛ فتارة يذكر الباب ثم يثني بترجمة الموضوع، ثم يمهد لموضوع الترجمة، ثم يذكر الأدلة.

   وتارة يذكر الباب ثم يثني بترجمة الموضوع ثم يسوق الأدلة. وطورا يكتفي بالترجمة دون تبويب، ثم يسوق الأحكام الفقهية، ثم يردفها بالأدلة.

[بتصرف من مقدمة التحقيق، (ص: 116)].

   هذا وتكمن أهمية كتاب “قدوة الغازي” في المرحلة التي ألف فيها؛ فقد دُوِّن هذا السفر في القرن الرابع الهجري؛ إذ كانت الدولة الأموية بالأندلس مضطلعة بأمر الجهاد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله عز وجل، وقد تيقَّن أبو عبد الله ابن أبي زمنين بأن الجهاد لا يعتمد على قوة الغزو وشوكة الدولة فحسب، بل لابد من وضوح المبادئ، وشيوع المعارف لدى الغزاة المجاهدين في سبيل الله، حتى يكون جهادهم على خط جهاد الصحابة في رشدهم وعلمهم، وامتثالهم لأوامر الشريعة ونواهيها، فكأن ابن أبي زمنين أراد بكتابه هذا أن يربط بين الغازي في سبيل الله، وبين السلف الصالح برباط العلم والاقتداء، حتى يعم النفع وتتحقق المصلحة. [بتصرف من مقدمة التحقيق، ص: 127].

أبواب الكتاب وفصوله:

   اشتمل الكتاب على ثلاثة وعشرين (23) بابا، يحتوي كل باب على جملة من الأدلة الشرعية، ففي البابين الأولين صرح المؤلف بذكر كلمة “باب” حيث قال: “باب من الترغيب في الغزو وفضائل أهله” [قدوة الغازي، ص: 139]، وقال: “باب النية في الغزو” [ص: 151].

أما باقي الأبواب فقد صدرها بذكر الترجمة من غير ذكر كلمة “باب”.

المعلومات التقنية للكتاب:

عنوان الكتاب: “قدوة الغازي”

المؤلف:  أبو عبد الله محمد ابن أبي زمنين (ت399ﻫ)

المحقق: عائشة السليماني/ أستاذة العلوم الإسلامية بالجزائر.

طبعة الكتاب: طبع كتاب “قدوة الغازي” بدار الغرب الإسلامي، سنة (1989م).

                                                  بقلم الباحث: فؤاد القطاري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق