مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

كتاب ” الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد” لإمام الحرمين الجويني

ـ التعريف بالمؤلف:

هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن عبد الله بن حيويه الجويني النيسابوري، كنيته أبو المعالي، ويعرف بإمام الحرمين، ولد في 18 محرم الحرام 419هـ في بليدة تدعى “أزاد وار، وهي قصبة كور جوين من أعمال نيسابور[1].
ظل ينهل من العلم والمعرفة في شغف ودأب شديدين حتى صار من أئمة عصره المعروفين، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، فلما توفي أبوه جلس مكانه للتدريس وهو في تلك السن المبكرة[2]. توفي رحمه الله ليلة الأربعاء بعد صلاة العتمة، في 25 ربيع الآخر 478هـ وله من العمر 59 عاما[3].

كتاب “الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد”.

ـ مخطوطات الكتاب:

1. توجد نسخة بدار الكتب المصرية رقم 819 توحيد. وهي بقلم معتاد بخط عبد الخالق بن أبي القاسم بن أحمد الأموي عام 562 هـ، في 398 ورقة، ومسطرتها 17 سطرا، ومقاسها 13 × 19,5 سم
2. نسخة أخرى بدار الكتب المصرية بخط مغربي واضح. رقم 1179 توحيد في 108 ورقة، ومسطرتها 21 سطرا، ومقاسها 16 × 22 سم وقد وصلت إلى الدار عن مكتبة المرحوم أحمد الحسيني بك.
3.  نسخة بالمكتبة الأحمدية بحلب، رقم 764 توحيد، وتاريخ نسخها هو سنة 672 هـ وهي في 106 ورقة، وبكل صفحة 22 سطرا وخطها نسخي قديم، وناسخها هو أحمد بن علي بن محمد بن أبي السعود الحميدي، وعلى النسخة أربع تمليكات وهي وقف على المدرسة الأحمدية
4.  نسخة بخزانة القرويين برقم 718 بعنوان “الإرشاد في علوم الاعتقاد” خطها مغربي وأخرى برقم 2148.

ـ طبعات الكتاب:

ـ طبعة القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، ط1/2009ن تحقيق: السايح أحمد عبد الرحيم، ووهبة توفيق علي.
ـ طبع بمطبعة السعادة – مصر – 1369 هـ – 1950م، تحقيق ذ.محمد يوسف موسى وعلي عبد المنعم عبد الحميد
ـ طبعة الفرنسيين بالجزائر، وقد طبعت في عام 1930م،
ـ وطبع في مصر في مكتبة الخانجي عام 1950م، بتحقيق كل من الدكتور محمد يوسف موسى، والأستاذ الشيخ علي عبد المنعم عبد الحميد.
ـ طبعة بيروت، طبع مؤسسة الكتب الثقافية عام 1985م، بتحقيق أسعد تميم، وأعيدت طباعتها عام 1992م.
ـ طبعة بيروت أيضا، طبع دار الكتب العلمية عام 1995م، بتحقيق زكريا عميرات.

ـ شروح الكتاب:

 وهي كثيرة منها:
ـ “شرح الإرشاد”  بخزانة القرويين (الفهرس 2/355) برقم 733 في 113 ورقة، لأبي القاسم سليمان (وفي بعض تراجمه “سلمان”) بن ناصر بن عمران النيسابوري الأرغياني الأنصاري، تلميذ إمام الحرمين.
ـ “المهاد في شرح الإرشاد إلى تبيين الاعتقاد” لأبي عبد لله محمد بن مسلم بن محمد بن أبي بكر القرشي المازري (ت 530 هـ)  
ـ “منهاج السداد في شرح الإرشاد” لأبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الضحاك الفزاري ويعرف بابن المقري المتوفى بغرناطة  سنة 557هـ.
ـ “شرح الإرشاد لأبي المعالي الجويني” لأبي إسحاق إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأوسي المالكي ويعرف بابن المرأة سكن مالقة وانتقل إلى مرسلية من الأندلس توفي سنة 611هـ.
ـ “الإسعاد (ويسمى أيضا المقترح) شرح الإرشاد في علوم الدين”، لتقي الدين أبي الفتح مظفر بن عبد الله بن علي بن الحسين المعروف بالمقترح المولود سنة 560 بمصر، والمتوفى سنة 612هـ.
ـ ” الإسعاد في شرح الإرشاد”، لأبي فارس عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد القرشي التميمي المعروف بابن بزيزة المتوفى سنة 662هـ.
ـ “كفاية الطالب بعلم الكلام في شرح إرشاد الإمام (إمام الحرمين)، لأبي يحيى زكرياء الإدريسي (كذا، ولعله من أهل القرن السابع الهجري) والكتاب مخطوط بخزانة القرويين رقم 729 [4].
ـ نكت على الإرشاد في الاعتقاد” أو ” شرح الإرشاد الموضح سبيل الرشاد” للإمام أبي إسحاق إبراهيم يوسف بن محمد بن دهاق الأوسي، المالقي الأندلسي المشتهر بابن المرأة، توفي سنة 616 هـ 1219م وهذا الشرح توجد منه نسخة بدار الكتب المصرية رقم 6 توحيد وتاريخها عام 739 هـ والفيلم 223 ف. وهو في خمسة مجلدات مجموع أوراقها قرابة تسعمائة (900) صفحة، وفيلم بجامعة الدول العربية، رقم 239
ـ شرح الإرشاد لأبي بكر بن ميمون القرطبي وهذا الكتاب له فيلم في جامعة الدول العربية برقم 143 مصور عن نسخة بمكتبة أحمد الثالث في تركيا وهذه النسخة مكتوب في آخرها: ” وافق الفراغ من هذه النسخة المباركة يوم الأحد الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة اثنين وثمانين وسبعمائة وقد حققه الدكتور أحمد حجازي أحمد السقا ونشرته مكتبة الأنجلوالمصرية بمصر في جمادى الأولى سنة 1407 هـ الموافق يناير 1987م  

ـ سبب تأليف الإرشاد:

قال الجويني في مقدمة كتابه، مبينا سبب تأليف كتاب “الإرشاد”: “ولما رأينا أدلة التوحيد عصاما للتسديد، ورباطا لأسباب التأييد، وألقينا الكتب المبسوطة المحتوية على القواطع الساطعة، والبراهين الصادعة، لا تنهض لدركها همم أهل هذا الزمان، وصادفنا المعتقدات عرية عن قواط البرهان. رأينا أن نسلك مسلكا يشتمل على الأدلة القطعية، والقضايا العقلية، متعلِّيا عن رتب المعتقدات، منحطا عن جِلة المصنفات. والله ولي الإعانة والتوفيق، وهو بالفضل حقيق[5].

وصف الكتاب:

بعد المقدمة، قسم الجويني كتابه إلى أبواب، وقسم الأبواب إلى فصول، فكان ترتيبه إماما يقتدي به المتكلمون من بعده، وقيل إن هذه الطريقة وجدت قبله عند أبي بكر الباقلاني، ثم أبي منصور عبد القاهر البغدادي[6] فجاء كتابه كالآتي:
ـ بدأ بالكلام على أحكام النظر.
ـ باب حقيقة العلم.
ـ إثبات حدوث العالم.
ـ القول في إثبات العلم بالصانع.
ـ باب القول فيما يجب لله تعالى من الصفات.
ـ باب العلم بالوحدانية.
ـ باب إثبات العلم بالصفات المعنوية.
ـ باب القول في إثبات العلم بالصفات.
ـ باب القول فيما يجوز على الله تعالى.
ـ باب إثبات جواز رؤية الله تعالى.
ـ باب القول في خلق الأفعال.
ـ باب القول في الاستطاعة وحكمها.
ـ باب القول في التعديل والتجويز.
ـ باب القول في إثبات النبوات.
ـ باب القول في الوجه الذي منه تدل المعجزة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ باب أحكام الأنبياء عامة.
ـ باب القول في السمعيات.
ـ باب الآجال.
ـ باب الرزق.
ـ باب في الأسعار
ـ باب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ـ باب الإعادة
ـ باب جمل من أحكام الآخرة المتعلقة بالسمع.
ـ باب في الثواب والعقاب وإحباط الاعمال والرد على المعتزلة والخوارج والمرجئة في الوعد والوعيد.
ـ الأسماء والأحكام.
ـ باب التوبة.
ـ القول في الإمامة.
ـ باب في تفاصيل الأخبار.
ـ باب في إبطال النص وإثبات الاختيار.
ـ باب في الاختيار وصفته وذكر ما تنعقد الإمامة به.
ـ باب القول في إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.

موضوع الكتاب:

يرى عبد الرحمن بدوي أن كتاب “الإرشاد” للجويني، إضافة إلى كتابيه “لمع الأدلة” و “العقيدة النظامية” فيها عرض لآرائه وآراء الأشاعرة دون أدلتها ودون الردود على أقوال الخصوم، وهذا يجعلها تقريرية مجردة خالية من الحجاج العقلي الدقيق، الذي هو من أخص خصائص علم الكلام، في حين يتجلى غنيا وفيرا في كتاب “الشامل”.
ويستشهد الجويني في عرضه لمذهب الأشاعرة ـ وهو مذهبه ـ بثلاثة على وجه التخصيص هم:
1ـ أبو الحسن الأشعري المتوفى سنة: 324، ويشير إليه عادة بقوله: “شيخنا”.
2ـ أبو بكر الباقلاني المتوفى سنة 403، وكثيرا ما يشير إليه بقوله: “القاضي”.
3ـ أبو إسحاق الإسفراييني المتوفي سنة: 413، ويشير إليه مرارا بقوله: “الأستاذ”.
وهو يعترف بأنه يستمد جل ما يورده من حجج وتقريرات مما كتبه مشايخ المذهب، وخصوصا هؤلاء الثلاثة. ولم يصرح بأنه أتى بجديد إلا في مسألة واحدة وهي إيراده برهانا من عنده على إثبات استحالة حوادث لا أول لها[7].
فكان حديثه العام في كتابه الإرشاد عن نظرية المعرفة، وعن حدوث العالم، ليبين أن الله هو الخالق لهذا العالم، وتحدث عن الله تعالى وصفاته الحسنى. وعن مسألة الاستواء، وأوَّلها بمعنى القهر والغلبة والعلو، ثم تحدث عن مسألة خلق الأعمال، فأثبت أن الله خالق كل شيء وأنه يريد الإيمان من عباده اختيارا. وتحث كذلك عن النبوة والمعجزة، وفرق بين المعجزات والكرامات. وقال بأن الدليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن والمعجزات الحسية، مثل تسبيح الحصى في كفه صلى الله عليه وسلم.
والأنبياء لدى الإمام معصومون من الفواحش، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على المسلم، ثم تحدث عن في البعث للأموات، وأثبته بأدلة سمعية وعقلية.
وقال بأن الجنة والنار مخلوقتان الآن، وأن الثواب فضل من الله على المتيقن، وأثبت الشفاعة لعصاة المؤمنين، ثم بين أن الإمامة عند المسلمين اختيارية والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينص على علي رضي الله عنه كما تقول الإمامية.

الهوامش:

1ـ ترجمته في، “وفيات الأعيان 1/287، “طبقات الشافعية، 3/249، انظر،”الأعلام للزركلي 4/160.
2ـ “مذاهب الاسلاميين” عبد الرحمن بدوي، دار العلم للملايين، ط1/1996م، ص: 683.
3ـ الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة، أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني، دار الراية للنشر والتوزيع بالرياض، ط2/1999م، تح: محمد بن ربيع المدخلي، 1/114.
 4ـ انظر فهرس المكتبة 2/355.
5ـ مقدمة “الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد” إمام الحرمين الجويني، مكتبة الثقافة الدينية بالقاهرة، تح: أحمد السايح، وتوفيق علي وهبة، ص:10.
6ـ مذاهب الاسلاميين ص:706.
7ـ نفسه، ص: 699/700.

 

                               

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق