الرابطة المحمدية للعلماءأخبار الرابطة

كبرى خلاصات ندوة الرابطة المحمدية للعلماء حول تاريخ العلوم في الإسلام

احتفاء بالعلم والمعرفة وبرقية ولاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس

ثلاثة أحداث ميّزت أشغال الندوة العلمية التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء في الفترة الممتدة ما بين 9 و11 ربيع الأول 1431 هـ، الموافق لـ 24 و26 فبراير الماضي، بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط في موضوع: “تاريخ العلوم في الإسلام”: هناك أولا قدوم العديد من النخب العلمية الوازنة، والمتميزة والمدققة في مجال تاريخ العلوم؛ وهناك ثانيا، إعلان الدكتور أحمد عبادي عن تأسيس “مركز ابن البناء المراكشي للدراسات والبحوث حول تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية”، ويَرعى المركز البحوث والدراسات في هذا المجال، ويعرّف بالإسهامات العربية الإسلامية فيه، حيث أسندت رئاسته للدكتور إدريس نغش الجابري؛ وهناك ثالثا، برقية ولاء وإخلاص المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

بالنسبة للحدث الأول، فتكفي إشارة أحد المتتبعين إلى أن بعض الأسماء المشاركة، تُشدّ إليها الرحال من أجل حضور مداخلاتها العلمية، وبالنتيجة، فإن قدومهم للمشاركة في أشغال الندوة، كان بمثابة مِنحة علمية ومعرفية، وهدية في آن للباحثين والطلبة والمعنيين عموما بموضوع الندوة.

وبالنسبة للحدث الثاني، فمن الواضح أن أحدث المراكز العلمية التي تعلن عنها مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء، يجد نفسه معنيا بشكل مباشر بتفعيل بعض أو جملة من الخلاصات التي انتهت إليها الندوة، نذكر منها على وجه الخصوص، تكوين جمعية دولية للمهتمين بتاريخ العلوم في الإسلام، من خلال الرابطة المحمدية للعلماء؛ إنشاء بنك للمعلومات والوثائق المتعلقة بتاريخ العلوم الإسلامية لتسهيل وصول المعلومة إلى أهل الاختصاص؛ إدراج مادة “تاريخ العلوم” ضمن المناهج الدراسية التعليمية؛ تكريم بعض الشخصيات العلمية الكبيرة التي خدمت البحث العلمي في تاريخ العلوم العربية الإسلامية؛ ترجمة أعمال الباحثين في تاريخ العلوم باللغات العربية والإنجليزية وغيرهما، تحت إشراف متخصصين في الميدان؛ توسيع مجال البحث الإبستمولوجي والتاريخي في العلوم الإسلامية ليشمل كل العلوم بما في ذلك العلوم النقلية؛ التعريف بالتراث العلمي للغرب الإسلامي ودراسته، وذلك بالتوازي مع الجهود المبذولة في سبيل إحياء التراث المشرقي ودراسته؛ العمل على إنجاز المعجم التاريخي للمصطلحات العلمية، بالتنسيق مع الجهات المختصة في المصطلحية؛ وأخيرا، جعل هذه الندوة عن تاريخ العلوم تقليدا سنويا في إطار إستراتيجية طويلة المدى محددة المراحل ومدققة الفروع.

أما برقية الولاء الموجهة إلى جلالة الملك محمد السادس من قِبل أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، فإضافة إلى توقفها عند بعض خلاصات الندوة العلمية، فإنها، حفِلت على الخصوص بفقرة توجز الشيء الكثير بخصوص الوعي بأهمية وأدوار المؤسسات العلمية في زمن الثورات العلمية والتكنولوجية والمعرفية، ونستشهد هنا حرفيا بما جاء في آخر البرقية، فقد “تضرع السيد أحمد عبادي إلى الله تعالى بأن يبقي جلالة الملك ذخرا للعلم والعلماء”، وهذا هو بيت القصيد في رسالة الولاء، لاعتبارات عدة، قد تكون مفردة العلم، بشقيه الشرعي والعصري، القاسم المشترك بينها؛

فالرسالة إلى الملك محمد السادس، باعتباره أمير المؤمنين، وموجهة من قِبَل أحمد عبادي، باعتباره أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، وموجهة أخيرا وليس آخرا، على هامش انعقاد ندوة علمية في موضوع “تاريخ العلوم في الإسلام”.

هناك وعي جلّي بأهمية الرهان على الاستثمار في الحقل العلمي والمعرفي لمواجهة جملة من التحديات التي لا يواجهها المغرب وحسبن ولكن يواجهها العالم بأسره، وضمن هذا السياق بالذات، تأتي دلالات الأحداث الثلاثة سالفة الذكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق