مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

قيمة الرفق في المدرسة النبوية وأبعادها التربوية الكونية

مقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فإن من آكد ما حثت على التحلي به الشريعة الإسلامية حسن الخلق، والشواهد لذلك يعسر حدّها، حتى اعتبر السلوك أحد عُرى الدين الثلاث التي يستقيم بها حال الإنسان ويصّعّد مترقيا في منازل المحسنين.

في عقد الأشعري وفقه مالك  *   وفي طريقة الجنيد السالك[1]

وأما الإحسان فقال من دراه    *    أن تعبد الله كأنك تراه

    إن لم تكن تراه إنه يراك   *   والدين ذي الثلاث خذ أقوى عُراك[2]

ولا يُتصوَّر المسلم الوسطي المعتدل إلا عاضّاً بنواجده على أصول العقديات والعمليات والأدبيات، وهو ما حرص معلم البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على تفعيله من أجل صناعة الإنسان الإحساني الكوني؛ الذي لا يقتصر نفعه على نفسه ومحيطه الضيق فقط بل يتسع ليشمل الكون برمّته.

وبدت ثمرات ذلك في الجيل الذهبي والنجوم الحقّة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أعظم خرّيجي المدرسة النبوية الشريفة، فغدوا بحق سفراء الوحي الرباني.

وقد حظيت القيم السلوكية بحظ وافر من العناية في التأطير النبوي الشريف تحقيقاً وتأكيداً لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعِثْتُ لأُتمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَق»[3]. ومن أبرز القيم التي حث على التحلي بها الصادق الأمين في مدرسته الشريفة قيمة الرّفق، ونصوص السنة طافحة بالحض عليها وبيان قيمتها.

والمتأمل في سلوكيات كثير من الناس اليوم في مختلف المجتمعات يجدها ميّالة إلى العنف وعدم التسامح. وزاد إنفاق الدول للتسلح والدمار بما لا يحصى على الإنفاق لسد حاجيات المرضى والفقراء، وصارت مشاهد الاقتتال والعنف تبث عبر وسائل الإعلام وكأنها مقاطع إعلانية! وانتشرت التنظيمات المتطرفة العنيفة التي شوهت فسيفساء الإسلام الجميلة والمتناسقة تناسقاً يجسد أحكام الشريعة السمحة، وعانى المسلمون كثيراً بسبب هذا التنفير والتشويه، وتدفقت في الأوساط الإعلامية بسبب ذلك مقالات مسيئة للإسلام والمسلمين.

وفي هذا السياق يحق لنا أن نتسائل بخصوص قيمة الرفق في ضوء الدروس النبوية بالمدرسة المحمدية؛ ما هي أبعادها التربوية من أجل صناعة الإنسان المسلم الوسطي المتسامح كونيا الذي من شأنه أن يمحو الصورة النمطية الراسخة في أذهان كثير من المعادين للإسلام والمسلمين؟

وعليه، يحاول هذا البحث الإجابة عن التساؤل الجوهري المذكور بالتعريف بقيمة الرفق، والإسفار عن أهميتها في المدرسة المحمدية، وبيان الأبعاد التربوية الكونية لهذه القيمة في ضوء الدروس النبوية الشريفة.

أولا: التعريف بقيمة الرفق:

  • تعريف القيم لغة واصطلاحاً:
  • تعريف القيم لغة:

القيم جمع قيمة، وهي مشتقة من مادة “قوم” التي تدل على المعاني الآتية[4]:

  • الجماعة من الناس.
  • الانتصاب أو العزم.
  • الثبات والاعتدال والاستقامة.
  • القدر والمحافظة على الشيء والإصلاح.

نرشح باعتبار سياق البحث ثلاثة معان وهي: القدر والاعتدال والثبات[5].

فالقيمة هي ثمن الشيء بالتقويم، تقول العرب: كم قامت ناقتك؟ أي: كم بلغت؟[6].

والذي يقوّم السلعة يقدّرها بقدر معين؛ أي: بثمن معتدل تثبت عليه.

  • تعريف القيم اصطلاحاً:

تعددت تعريفات القيمة اصطلاحاً تعدد سياقات استعمالها، سواء في السياق الفلسفي أو التاريخي أو الاجتماعي أو الديني، ومن الجهود التي حاولت صياغة تعريف متكامل يستحضر جل الأبعاد الدلالية للقيمة، محاولة الدكتور مهدي عبد الحليم وذلك بقوله: “هي معايير عقلية ووجدانية، تستند إلى مرجعية حضارية، تمكن صاحبها من الاختيار بإرادة حرة واعية وبصورة متكررة نشاطاً إنسانياً-يتسق فيه الفكر والقول والفعل-يرجحه على ما عداه من أنشطة بديلة متاحة فيستغرق فيه، ويسعد به، ويحتمل فيه ومن أجله أكثر مما يحتمل في غيره دون انتظار لمنفعة ذاتية”[7].

والمتأمل في هذا التعريف يلاحظ مدى أهميته في محاولة الإحاطة بجميع جوانب القيم إلا أنه لم يخل من هانات؛ كطوله واهتمامه بتفاصيل يمكن جمعها في عبارات كلية وجيزة.

وعليه فالتعريف الذي أقترحه في ضوء ما تقدم هو أن القيم عبارة عن: “معايير عقلية ووجدانية، مستندة إلى مرجعية حضارية، تولد لدى صاحبها سلوكاً اختياريا متكرراً فشعوراً بالرضى عنه”.

  • تعريف قيمة الرفق:
  • تعريف الرفق لغةً واصطلاحاً:

الرفق لغة مشتق من الراء والفاء والقاف، وهو أصلٌ واحد يدل على موافقة ومقاربة بلا عنف[8]. وفي العين: الرفق لين الجانب ولطافة الفعل، وصاحبه رفيق[9].

  • تعريف قيمة الرفق اصطلاحاً:

بالاستناد إلى ما سلف يمكن تعريف قيمة الرفق بأنها معيار عقلي وجداني، ذو مرجعية حضارية، يمكّن صاحبه من التحلي باللين في القول واللطافة في الفعل على نحو مستمر، يولد عنده شعوراً بالرضى عنه.

ثانيا: الأبعاد التربوية الكونية لقيمة الرفق في ضوء الدروس النبوية الشريفة

يعتبر الرفق من الأصول الأخلاقية التي حظ الشارع الحكيم المسلمَ على التحلي بها ليرقى في مدارج السالكين، فحظيت هذه القيمة بأهمية بالغة في الدرس النبوي الشريف حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من يُحرم الرِّفقَ يُحرَم الخيرَ كلَّه”[10]. وقال عليه الصلاة والسلام: إن الله رفيق يحب الرّفق، ويعطي على الرفق ما لا يُعطِي على العُنف، وما لا يُعطي على ما سواه”[11].  وقال صلى الله عليه: «إن الرّفق لا يكون في شيء إلا زَانه، ولا يُنزَع من شيء إلاّ شَانه»[12].

هذا وتنسجم قيمة الرفق مع فطرة الإنسان السليمة التي تميل إلى التسامح والتحاب، وتمج العنف والتساب، وبقدر ما يكون الإنسان رفيقاً بقدر ما يكون متسامحاً، كما أن ارتفاع مؤشر الرفق فيه يوازيه ارتفاع مؤشر التسامح وانخفاض مؤشر العنف والكراهية فيه، وبذلك يقي الإنسان نفسه من أن يقع ضحية مصائد التنظيمات الإرهابية.

وانماز الدرس النبوي الشريف بتأكيده على التحلي بهذه القيمة على نحو يرتقي بالإنسان المسلم ليصير تأثيره ذا أبعاد كونية؛ ينفع حيث حلّ بنشر المودة والرحمة، تحقيقاً لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾[13].

وفيما يأتي عرض لهذه الأبعاد التربوية لقيمة الرفق في ضوء الدروس النبوية الحضارية:

  • الرفق بالإنسان في الدرس النبوي:
  • دروس نبوية في الرفق بالوالدين:

وأساس هذه الدروس قوله تعالى: ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[14]. والإحسان يقتضي الرفق بهما. وقال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾[15]. قال ابن جُزي: “وهي استعارة في معنى التواضع لهما والرفق بهما”[16].

وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، مَنْ أحَقُّ بِحُسْنِ صحابتي؟ قال: أمُّك. قال: ثم من؟ قال: أمُّك. قال: ثم من؟ قال: أمُّك. قال: ثم مَنْ؟ قال: ثم أبوك[17]. وهو درس نبوي عظيم في أن الوالدين أحق بحسن الصحبة وطاعتهما وبذل الوسع لنيل رضاهما، ولا يكون السبيل إلى ذلك إلا بالإحسان إليهما والرفق بهما. مع التنبيه على أن حق الأم من البرّ يفضل حق الأب من ذلك ثلاثاً، قال ابن بطال تعليقا على الحديث: “مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر”[18] قال: وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية”[19]. فتأمل هذا الدرس النبوي العظيم!

  • دروس نبوية في الرفق بالنساء:

أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق بالنساء وملاطفتهن والإحسان إليهن والصبر على ما قد يصدر عنهن من أذى، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر”[20]. والفِرْك: البُغض[21].

 ويُفهم من هذا الدرس النبوي النهي عن بغض الرجل زوجته لما يُلحِقُه ذلك بها من أذى نفسي وجَرح عميق؛ وهو عنف معنوي مصدره قلبي، والقلب مُحرّك الجوارح، فلا يبعد أن تتنشّأ عنه الإساءة باللسان والإهانة بالضرب. وأتبع النبي صلى الله عليه وسلم هذا النهي بتنبيه الرجل على ضرورة استحضار ما يحبه في زوجه من خصال طيبة وهو ما دعاه إلى الزواج بها؛ إذ لا تخلو مؤمنة من خير. وفي هذا الدرس الرفيع نكتة لطيفة مفادها أن بغض فعل ما لا يتلاءم مع اختيارات الشخص لا ينبغي أن يتولد عنه بغض ذات الشخص؛ لأن له أفعالا أُخر طيبة ترضاها منه.

ومن الدروس النبوية التي تحث على الرفق بالمرأة ما رواه أنس ابن مالك رضي الله عنه: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مَعَ أُمِّهِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ الْخَفِيفَةِ، أَوْ بِالسُّورَةِ الْقَصِيرَةِ»[22].

وفي بعض طرقه: «إِنِّي لَأَدْخُلُ الصَّلَاةَ أُرِيدُ إِطَالَتَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأُخَفِّفُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ بِهِ»[23]. أي: من حبها له، أو حزنها لبكائه، يقال: وجَدَ وجدًا إذا حزن وإذا أحبَّ[24].

وهو درس عظيم في الرفق بالمرأة الأم والتماس العذر لها، وتقدير مشاعرها تجاه أبنائها ولو أثناء الصلاة، حيث يكون المصلي قريباً من ربه جل وعلا خاشعاً مطمئنا. ولم يتوجه صلى الله عليه وسلم باللوم لهذه المرأة أن أتت بصبيها غير المميز إلى المسجد فشوش على الناس وأفسد عليهم خشوعهم، لكنه صلى الله عليه وسلم كان رفيقا بها وبصبيها فخفف في الصلاة رفعا للحرج عنهما، فما أعظمه من خلق! وما أرأفه بأمته صلى الله عليه وسلم! قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[25] وقال جل وعلا: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾[26].

ج- دروس نبوية في الرفق بالأطفال:

من المواقف النبوية الشريفة التي تعتبر بمثابة دروس تربوية في ترسيخ قيمة الرفق بالأطفال حرصه صلى الله عليه وسلم على الحديث مع الأطفال بتواضع ولطف، وملاطفتهم ومداعبتهم، يدل لذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وغيره عن أنس بن مالك، قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: كَانَ فَطِيمًا، قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ، قَالَ: «أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ[27].

ويشهد لذلك كذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابيٌّ إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: تُقَبِّلُون الصِّبيانَ؟! فما نُقَبِّلُهم. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: “أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نزَعَ اللهُ مِنْ قلبِكَ الرَّحمةَ”[28].

ومن رفقه صلى الله عليه وسلم بالأطفال صبره على أذاهم لنقصان عقلهم مناط التكليف، فعن أمِّ قَيْسٍ بنتِ مِحْصَنٍ أنَّها أتَتْ بابنٍ لها صغيرٍ، لم يأكُلِ الطَّعامَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلسَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حِجْره، فبال على ثوبِه، فدعا بماءٍ فنضَحَه ولم يغسلْه[29]. قال ابن حجر العسقلاني معلّقاً على الحديث: “ويستفاد منه الرِّفْق بالأطفال، والصَّبْرُ على ما يَحْدُث منهم، وعدمُ مؤاخذتِهم؛ لعدم تكليفهم”[30].

د- الرفق بالجاهلين وبالمتعلمين:

ومن الدروس النبوية المؤصلة لمنهج التعامل مع الجاهلين والمتعلمين ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي المَسْجِدِ، فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ ليَقَعُوا بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “دَعُوهُ، وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، أَوْ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ”[31].

وفي ذلك درس عظيم في “الرفق بالجاهل وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف ولا إيذاء؛ إذ لم يأت بالمخالفة استخفافاً أو عناداً…”[32].

ومن الدروس النبوية المؤسسة لمنهجية تلقين المتعلمين ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ:  وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَ اللَّهِ مَا كَهَرَنِي – أيْ: مَا نَهَرَنِي – وَلاَ ضَرَبَنِي وَلاَ شَتَمَنِي، قَالَ: “إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ”[33].

ويستفاد من الحديث “الرفق بالمتعلم والجاهل وملاطفته وإيضاح المسألة وتلخيص المقاصد، والاقتصار في حقه على المهم دون المكمِّلات التي لا يحتمل حالُه حفظَها والقيام بها”[34].

هـ- الدروس النبوية في الرفق في المعاملات المالية:

ومن دروسه صلى الله عليه وسلم التي تحث على التحلي بالرفق في المعاملات المالية سواء تعلق الأمر بالبائع أو المشتري أو الدائن أو المدين، فعَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى[35][36].

قال ابن بطال: “فيه الحضُ على السماحة وحسن المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق ومكارمها، وترك المشاحة، والرقة فى البيع، وذلك سبب إلى وجود البركة فيه؛ لأن النبي عليه السلام لا يحض أمته إلا على ما فيه النفع لهم في الدنيا والآخرة”[37].

وتكون السّماحة في البيع بألا يكون البائع مغالياً في ثمن سلعته، غير قانع بيسير الربح منها، نائيا عن الغضب والتجهم في وجه المشتري.

وتكون السماحة في الشراء بأن يكون المشتري غير باخس من قيمة السلعة، وغير مكثر من المساومة في ثمنها، مراعيا حال البائع وظروفه الاجتماعية.

وتكون السماحة في الاقتضاء بترك التضييق في طلب الحقوق.

و- الدروس النبوية في الرفق بغير المسلمين:

الآية الحاكمة للدرس النبوي في الرفق بغير المسلمين المسالمين قوله تعالى:

﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[38].

ويكون البر بغير المسلمين والقسط إليهم بصلتهم إذا كانت تجمع المسلمَ بهم قرابة، فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدَهُمْ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: “نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ”[39].

وكذا بإعطاء غير المسلمين حقوقهم كاملة، وملاطفتهم وحب الخير لهم، وعيادة مرضاهم والإحسان إلى الجيران منهم، فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ»، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ»[40].

وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَارٌ يَهُودِيٌّ، وَكَانَ إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، قَالَ: احْمِلُوا إِلَى جَارِنَا مِنْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ “[41].

وحث الشارع الحكيم على الرفق بغير المسلمين عند محاورتهم ودعوتهم، قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[42]، وقال جل وعلا: ﴿ اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ﴾[43]. وبين الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم أن الإرشاد بالعنف والشدة ينفّر الناس عن الحق، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾[44].

فإذا كان موقف الناس تجاه دعوة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الإحجامُ والنفور لو أنه اتصف بالغلظة والفظاظة وحاشاه ينزل إلى ذلك، فكيف سيكون موقف الناس تجاه دعوة غيره من سائر الدعاة والوعاظ والخطباء حالة نأيهم عن الرفق واللين؟

وكان صلى الله عليه وسلم يتجنب الإساءة إلى غير المسلمين وينأى عن الدعاء عليهم بالسوء، ويفضل الدعاء لهم بالهداية، فعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَدِمَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وَأَصْحَابُهُ، عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا، فَقِيلَ: هَلَكَتْ دَوْسٌ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ»[45].

ولما بعث الله مَلَك الجِبَالِ لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليأتمر بأمره فيعاقب المشركين على ما بدر منهم تجاهه صلى الله عليه وسلم، إذ قال له: “..قَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ”، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا». وهو درس نبوي عظيم في التسامح والرفق بغير المسلمين حتى بمن ألحق به الإذاية منهم !

وقد نص الإمام النووي على جواز الدعاء لغير المسلمين بالهداية وصحةِ البدن والعافية وشبهِ ذلك.[46] وقال: رُوّينا في كتاب ابن السّنيّ عن أنس رضي الله عنه قال: استسقى النبيُّ صلى الله عليه وسلم فسقاه يهوديٌّ، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: “جَمَّلَكَ اللَّه” فما رأى الشيب حتى ماتَ[47].

  • الرفق بالحيوان والبيئة في الدرس النبوي الشريف:

لم تقتصر الدروس النبوية الحضارية على ترسيخ قيمة الرفق بالإنسان فقط بل بسائر المخلوقات من حيوان ونبات ومياه، سخرها الله جل وعلا لخدمة الإنسان قصد أداء مهمته الاستخلافية وفق ما أمر به، قال جل وعلا: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[48]. ولا يتأتى للإنسان النجاح في تحقيق مهمته الاستخلافية إلا بالحفاظ على ما سُخّر له وحمايته والرفق به، قال تعالى:  ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾[49]، وقال عز وجل: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾[50].

 والكون بما فيه منسجم مع الإنسان؛ إذ وُجد ليخدمه، ولا عداوة بينهما كما قد تُوهم بعض العبارات العنيفة في حق الكون مثل: “غزو الفضاء”، و”غضب الطبيعة” وغيرها..

ومما يؤسف له اليوم أن الإنسانية رغم التطور الملحوظ الذي تعيشه تشهد إهمال قيمة الرفق تجاه الحيوان والبيئة تلبية لأطماع البعض، فأضحى الحيوان يخضع لتجارب علمية خطيرة تفتك به، ويعيش في وسط يُعرّضه للانقراض، ويُقحَم في مسابقات مهينة تلحق به العذاب والموت البطيء.

والمدرسة النبوية الحضارية منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا حضّت على الرفق بالحيوان والاعتناء به وعدم تحميله ما لا يطيق، والنصوص في ذلك كثيرة منها ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَإِنَّ لَنَا فِي هَذِهِ البَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقَالَ: «فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ»[51].

ومن ذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ[52]، فَأَعْطُوا الإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ[53]، فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ، وَإِذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ، فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ»[54]. ففي الحديث حث على الرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها؛ إذ أمر صلى الله عليه وسلم المسافر في الخِصْب بتقليل السير عليها وتركها ترعى، وفي أثناء السير فتأخذ حظّها من الأرض بما ترعاه منها. وأمر المسافر في القحط بتعجيل السير ليصل بها المقصد وفيها بقية من قوتها، ونهى صلى الله عليه وسلم عن تقليل السير في القحط فيلحقها الضرر؛ لأنها لن تجد في تلك الحال ما ترعى.

ولم تسلم البيئة من العنف الإنساني بتلويثها، وإخضاعها للتجارب الخطيرة، وجعلها مجالا لاختبار الأسلحة المدمرة، وما فتئ الإنسان يتهمها بالغضب عليه إن هي اعتلّت بصنيعه، وما هي إلا مخلوق يصح ويمرض وأمرها بين يدي الله تعالى.

ولم يسلم الفضاء الخارجي من العنف الإنساني التكنولوجي بسبب النفايات الفضائية من بقايا اختراعات وأقمار صناعية سابحة في مدارات حول كواكب النظام الشمسي.

وقد حثت الدروس النبوية على الرفق بالبيئة بحماية مكوناتها، والحرص على نظافتها، بالترغيب في الإكثار من الغرس والتشجير، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”[55].

وكثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث صحابة على إماطة الأذى عن الطريق مذكراً إياهم بجزيل ثوابه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَذَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ»[56].

ومن الرفق بالبيئة الحفاظ على مواردها الطبيعية وعدم الإضرار بها بالإفساد والتلويث، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قطع الشجر إلا عند الضرورة، وعن قضاء الحاجة في غير موضعها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ»[57]. وقال صلى الله عليه وسلم: اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ : “الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ”[58].

ونهى صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في استعمال الماء وأمر بالحفاظ عليه من الضياع، فقد مرّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ :مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إسْرَاف؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ[59].

 

خاتمة:

أفلحت المدرسة النبوية في صناعة الإنسان المسلم الوسطي الذي يتعدى نفعه نفسه ومحيطه القريب إلى الكون برمته، ولا عجب من ذلك فهي مدرسة مؤيدة بالوحي الرباني، وقد تجلى نورها في سلوك الصحابة الكرام، النجوم الحقة الهادية، المتحلين بعظيم الأخلاق، وكريم الخصال، وامتد ذلك النور في الآفاق يرثه من حاز بالمدرسة شرف الاتصال.

وما أحوج الإنسانية جمعاء إلى اقتباس قيمة الرفق من هذه المدرسة الحضارية والتحلي بها والعمل على ترسيخها بعدما نخر كيانها العنف والتطرف بشتى أنواعه في الواقع المعيش وفي العالم الافتراضي الرقمي، وتجاه الإنسان والحيوان والبيئة.

وحالة المسلم الاعتيادية هي الرفق، وبوسطيته المُطالَب بها يتحتم عليه ألا يبالغ في اللين مع الناس فينحل وتسقط هيبته وكرامته، وألا يكثر من الشدّة فينفض الناس من حوله اتقاء جفائه وغلظته.

**************************************

المصادر والمراجع المعتمدة:

القرآن الكريم برواية ورش عن نافع.

  • الأدب المفرد، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار البشائر الإسلامية، بيروت- لبنان، ط.3: (1409هـ-1989هـ).
  • الأذكار، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي. تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط. دار الفكر، بيروت- لبنان، ط: (1414هـ-1994م).
  • إكمال المُعلم بفوائد مسلم، لأبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي. تحقيق: يحيى إسماعيل، دار الوفاء- مصر، ط.1: (1419هـ-1998م).
  • التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي أبي القاسم محمد بن أحمد الغرناطي. تحقيق: عبد الله الخالدي، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت- لبنان، ط.1: (1416هـ-1995م).
  • تعليم القيم فريضة غائبة، مهدي عبد الحليم، مجلة المسلم المعاصر، عدد 65/66 سنة 92/1993.
  • الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري)، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي. تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر. دار طوق النجاة، بيروت- لبنان، ط.1: 1422هـ.
  • سنن ابن ماجه، لابن ماجة أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني. تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون. دار الرسالة العالمية، بيروت- لبنان، ط.1: 1430هـ.
  • سنن أبي داود، لأبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السِّجِسْتاني. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. المكتبة العصرية، صيدا، بيروت- لبنان.
  • شرح صحيح البخاري، لابن بطال أبي الحسن علي بن خلف، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد، الرياض-السعودية، ط.1: (1423هـ-2003م).
  • شعب الإيمان، لأبي بكر البيهقي، تحقيق: مختار أحمد الندوي، وآخرون. مكتبة الرشد، الرياض- السعودية، ط.1: (1423هـ-2003م).
  • فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني. دار الحديث، القاهرة –مصر، ط. (1424-2004).
  • كتاب العين، لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي. تحقيق: مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي. دار ومكتبة الهلال.
  • كشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي أبي الفرج عبد الرحمن بن علي. تحقيق: علي حسين البواب، دار الوطن، الرياض- السعودية.
  • لسان العرب، لابن منظور الإفريقي، دار صادر، بيروت- لبنان، ط. 3: (1414هـ-1993م).
  • مختار الصحاح، لزين الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الرازي. تحقيق: يوسف الشيخ محمد. المكتبة العصرية، الدار النموذجية، بيروت، صيدا، ط.5: (1420هـ-1999م).
  • المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (صحيح مسلم)، لأبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان.
  • المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني أبي القاسم الحسين بن محمد. تحقيق: صفوان عدنان الداودي. دار القلم، الدار الشامية، دمشق- سورية، ط.1: (1412هـ-1991م).
  • مقاييس اللغة، لابن فارس أبي الحسين أحمد. تحقيق: عبد السلام هارون. دار الفكر، (1399هـ-1979م).
  • المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، لأبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان، ط.2: (1392هـ-1972م).

الهوامش:


[1]  المرشد المعين على الضروري من علوم الدين، لأبي محمد عبد الواحد بن عاشر، دار الفضيلة، القاهرة، مصر، ص.7.

[2]  المصدر نفسه، ص.18.

[3]  أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد، باب حسن الخلق، رقم: 273.

[4] انظر: مقاييس اللغة، لابن فارس، مادة: قوم. ومفردات الراغب، مادة: قوم. ومختار الصحاح، للرازي، مادة: قوم. ولسان العرب، لابن منظور، مادة: قوم.

[5] انظر المصادر نفسها.

[6] لسان العرب، مادة: (قوم). ج.12، ص.500.

 [7]  تعليم القيم فريضة غائبة، مهدي عبد الحليم،  مجلة المسلم المعاصر، عدد 65/66 سنة 92/1993.

[8]  مقاييس اللغة، مادة: رفق.

[9]  العين، للفراهيدي، مادة: رفق.

[10]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب البر والصّلة والآداب، باب فضل الرّفق، رقم: 2592.

[11]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب البر والصّلة والآداب، باب فضل الرّفق، رقم: 2593.

[12]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب البر والصّلة والآداب، باب فضل الرّفق، رقم: 2594.

[13]  سورة الأنبياء، الآية: 107.

[14]  سورة الإسراء الآية:23.

[15]  سورة الإسراء الآية:24.

[16]  التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي، ج1، ص. 444.

[17]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب البر والصّلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، رقم: 2548.

[18]  فتح الباري، لابن حجر، ج. 10، ص. 402.

[19]  المصدر نفسه.

[20]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء، رقم: 1469.

[21]  كشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي، 3ج.، ص.591.

[22]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب تخفيف الصلاة لبكاء الصبي، رقم: 470.

[23]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب تخفيف الصلاة لبكاء الصبي، رقم: 471.

[24]  إكمال المعلم بفوائد مسلم، للقاضي عياض، ج.2، ص.385.

[25]  سورة القلم، الآية:4.

[26]  سورة التوبة، الآية:128.

[27]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته..، رقم: 2150.

[28]  أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، رقم: 5998.

[29]  أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب بول الصبيان، رقم: 223.

[30]  فتح الباري، لابن حجر، ج. 10، ص.434.

[31]  أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسم: “يسروا ولا تعسروا”، رقم: 6128.

[32]  شرح صحيح مسلم، للنووي، ج. 3، ص.191.

[33]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، رقم: 537.

[34]  شرح صحيح مسلم، للنووي، ج. 3، ص.191.

[35]  اقتضى: طلب الذي له على غيره.

[36]  أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب البيوع، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع، ومن طلب حقا فليطلبه في عفاف، رقم: 2076.

[37]  شرح صحيح البخاري، لابن بطال، ج. 6، ص.210.

[38]  سورة الممتحنة، الآية: 8.

[39]  أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب الهدية للمشركين، رقم: 2620.

[40]  أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب: إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ رقم: 1356.

[41]  أخرجه الإمام البيهقي في شعب الإيمان، رقم: 9115.

[42]  سورة النحل، الآية: 125.

[43]  سورة طه، الآيتان: (43-44).

[44]  سورة آل عمران، الآية: 159.

[45]  أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير،  باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم، رقم: 2937.

[46]  الأذكار، للنووي، ص. 317.

[47]  المصدر نفسه.

[48]  سورة الجاثية، الآية: 13.

[49]  سورة الأعراف، الآية: 56.

[50]  سورة البقرة، الآية: 60.

[51]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، رقم: 2244.

[52]  الخِصب: كثرة العشب والمرعى وهو ضد الجدب.

[53]  السَّنَة: القحط.

[54]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب مراعاة مصلحة الدواب في السير، والنهي عن التعريس في الطريق، رقم: 1926.

[55]   أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب المزارعة، باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه، رقم: 2320.

[56]  أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب المظالم والغصب، باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به، رقم: 2472.

[57]  أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب النهي عن البول في الماء الراكد، رقم: 282.

[58]  أخرجه الإمام أبو داود في سننه، كتاب الطهارة، باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها، رقم: 26.

[59]  أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في القصد في الوضوء وكراهية التعدي فيه، رقم: 425.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق