الرابطة المحمدية للعلماء

قياس الفقر متعدد الأبعاد بين المنهج والمحددات.. جديد “دفاتر التخطيط”

صدرت للأكشاك المغربية مطلع الأسبوع الجاري، العدد الأخير من فصلية “دفاتر التخطيط” التي تصدر عن المندوبية السامية للتخطيط. (العدد 38، دجنبر 2011 ــ يناير 2012).

وتضمن العدد دراستان علميتان، حيث جاءت الأولى تحت عنوان: قياس الفقر متعدد الأبعاد: الأبعاد، المنهج، إبراز المحددات ومستوى متانة أنماط ترجيحها، بقلم الباحث خليد السودي والباحثة سهام جوليل، أما الدراسة الثانية، فجاءت تحت عنوان: تقييم آثار الأزمة العالمية على المداخيل السياحية بالمغرب، بقلم الباحثة فاطمة اليوسفي، والدراستان للتذكير باللغة الفرنسية، مع ملخص دقيق مترجم للغة العربية، والتذكير أيضا، بأن الباحثين الثلاثة من مؤسسة المندوبية السامية للتخطيط.

تهدف الدراسة الأولى إلى قياس الفقر متعدد الأبعاد وذلك بالاعتماد على مقاربة القدرات لاختيار قائمة من العوامل والحاجيات الهامة والأساسية. ويتم هذا الاختيار بواسطة التوليف بين مقاربتين: الأولى كمية، تستند على تقنية التحليل غير الخطي للمعطيات (ACP non linéaire). أما الثانية ذات طابع نوعي، وتأخذ بعين الاعتبار تصور الفقراء لمختلف أبعاد الحرمان.

كما أكد محررا الدراسة، أن الهدف منها يبقى بالدرجة الأولى تسليط الضوء على بعض أوجه نقائص مقاربات قياس الفقر متعدد الأبعاد، حيث تعتبر هذه المرحلة أساسية من أجل اختيار مقاربة قياس الفقر المتعدد الأبعاد واعتمادها لرصد جانبية الفقر وتحليل مسبباته والعوامل الاجتماعية لبواعثه. مما يمكن من نجاعة استهداف السياسات الاجتماعية والاقتصادية لمكافحة الفقر والهشاشة والفوارق الاجتماعية.

أما الدراسة الثانية، فتقوم على إجراء تقييم لمعادلات بنيوية انطلاقا من نموذج VAR STRUCTUREL الذي يسمح بتقدير نموذج يحدد بوضوح طبيعة الصدمات والعلاقات السببية، حيث  ركز التحليل في البداية على وظائف الاستجابة للصدمات وتفكيك تباين الأخطاء الناجمة عن التوقعات عن التوقعات، قبل التطرق إلى التفكيك التاريخي للصدمات والذي مكن من تقييم تأثير صدمات الأزمة المالية على المداخيل السياحية بالمغرب.

ولاحظت الباحثة فاطمة اليوسفي، أن تأثير الأزمة العالمية على مداخيل السياحة بالمغرب يتم قياسه عبر مقاربة آثار الأزمة على منطقة الأورو، ومن ثمة قياس انعكاس هاته الأخيرة على المداخيل السياحية، حيث تبين التقديرات أن الصدمات الخارجية (على معدل البطالة، واستهلاك الأسر ومؤشر الأسعار بمنطقة الأورو) يفسر بحوالي 80 في المائة دورة نمو المداخيل السياحية بالمغرب.

سعيد العبدلاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق