مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

قصيدة: جزاك عنا الإلهُ خيرا *** يا ليلةَ المولد الشريف. تقديم وضبط

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام

على أشرف المرسلين

وعلى آله وصحابته أجمعين.

وبعد؛

فقد تفنن العلماء والأدباء شرقا وغربا في نظم قصائد خاصة بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم،  يعددون  فيها المعجزات التي تزامنت مع الولادة الشريفة، ويذكرون فيها الأحداث والوقائع المصاحبة لها، وهذه القصائد الكثير منها لازال حبيس الرفوف في خزائن المخطوطات،  ومن هذه القصائد:  قصيدة” جزاك عنا الإلهُ خيرا يا ليلةَ المولد الشريف”. 

وهي  قصيدة سهلة الفهم دالة على حب الأمة الإسلامية وعلمائها لنبيها صلى الله عليه وسلم.

فقد استهلها ناظمها  بالنداء لليلة المباركة ” يا ليلةَ المولد “، وهو نداء فيه تعظيم لهذه الليلة المباركة التي ولد فيها نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، وأنها أشهر ليلة في الموسم لما جاء فيها من الزهو والنور، والهناء الكثير، وازداد ونما فيها أصل كل نور، وزال وانزاح كل ظلام مخوف.

وأن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في فصل سعد السعود، وهو فصل فيه اعتدال في الهواء وجمال في الطبيعة، بل هو أطيب الفصول وأعدلها وأشرفها وأجملها، ففيه إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم أطيب الناس وأعدلهم وأشرفُهم  وأجملهم، وأن شريعته أعدل الشرائع .

كما وصف هذه الليلة المباركة التي ولد فيها نبينا صلى الله عليه وسلم بأوصاف جميلة، وعدد شمائله، وذكر فضله على البشرية جمعاء، والمعجزات التي ظهرت على يده صلى الله عليه وسلم.

وهذه القصيدة لم أقف على صاحبها، إلا أنه ذكر في أثنائها أنه اسمه لحسن بقوله: ” جُد لعبد وأحسن*الفقيه لَحسن* ولترحم وَالدَيه”.

واعتمدت في ضبطها  على نسخة بمؤسسة العلامة علال الفاسي رحمه الله، وهي ضمن مجموعة  من القصائد في مولده ومدحه صلى الله عليه وسلم، والمقطعات الشعرية منها التي ناظمها مذكور، وأخرى عارية منه، وعدد صفحاتها 5 ،  وهي تحت رقم:181ع، مكتوبة بخط مغربي.

نص القصيدة:

جزاك عنا الإلهُ خيرا

يا ليلةَ المولد الشريف.

يا ليلةَ الموسِمِ الشَّهير *** قَدْ جِئْتِ بالزَّهْوِ والسُّرُورْ

والمُنا والهَنَا الكَثِيرْ *** فيك انْتَشا أصْلُ كُلِّ نور.

وانْزَاح[1] كُلّ دُجَا مَخُوفْ[2].

في فصلِ سَعْد السَّعود جِئت *** وفي اعتدال فضل الهوى نُشِئت

فاحكم على الدَّهر كيف شِئت *** به وبالخلق فديت

وبالحيا الهاطل الوَكِيف[3]

كم من جمال لنا تَبَدَّا *** في فضلك الرائق المُفَدَّا

عاد به الخيزرانُ[4] قَدَّا *** وَوَرْدُ ذَاكَ الرياض خَذَّا

ومَبْسَم الزهر في شفوف

وحرَّك الوَقتُ للسكون *** تُنوِّع السجع في فنون

ونرجس فَاتِرَ الجُفُونِ *** يرنوا[5]  بطرف الرَّشَا الأُلُوف

فيا له  من مُقَام أُنسي *** وموسم فوق كل عُرْسِ

يَنساغ ذوقا في كل حس *** ويستبي طبعَ كل نفس.

بِحُسْنِهِ الباهرِ اللطيف

يا ليلة المَولد السعيد *** قد سَدَّتْ في الفخر كُلَّ عيد

يا دُرة  النظم في العقود *** وشَاهِدُ القَصْدَ في القصيد

ولذَّة الظِّلِّ لِلْمَصِيف

لم لا تصول على الليالي *** ببهجة الحُسن والكَمَال

المصطفى سيدُ الرجال *** وعمدةُ الخلق في المآل

أتى لنا فيك بالصُّحف

صحف وحْيِ الإله أبدَا *** وهدَّ ركن الضلال هدّا

فعاد جهل الأنام رُشْدا *** وزهوُ أصل الصَّليب نَكدا

بقدرة الواحد الرؤوف

محمد المصطفى الكريم *** ما مثله في الورى حلين

يعمنا فضلُه العميم ***  في محشر  أمره عظيم

يُرَاع فيه الوُقُوف

يا عنصُرَ النور في الوجود *** وأصْلُ كل بهاء وَجُودْ

وطالعُ اليُمن والسعود *** بجاهك الواسع السديد

فررت من دهْرِيَ العنيف

البشير النذير *** السراج المنير

سيدنا محمد *** صلى الله عليه

بسم الله نبتدئ *** في امتداح سيدي

النبي المرشِد *** أحمد المصطفى

سيد الخُلفا *** عليه صلى الله عليه

حاز سبع طباق *** على ظهر البُراق

وارتقى للآفاق *** صلى الله عليه

قد جاء[6]  بالقرآن *** وبصوم رمضان

كم له من برهان *** صلى الله عليه

كم له من آيات *** ظاهرات بيناتِ

واضح المعجزات*** صلى الله عليه

المليح الصفات***  بُو البنين والبنات

صاحب المعجزات*** صلى الله عليه

وحديث القمر *** والحصا والشجر

والماء فاض وانْهَمر *** من أناميلِ يَديْه

والغزال أتت *** للنبي واشتكت

وضَمنها ومشت *** صلى الله عليه

معجزات الإمام *** فَش تَحَيُّر الأنَامْ

قد نجا من آثام*** المصلي عليه

قد أتى في الأخبار*** معجزات المُختار

فوق موجِ البحار***صلى الله عليه

هنيئا يا ربيع *** فيك أَوَانٌ بديع

منه ضاءَ البقيع*** صلى الله عليه

لولا هذا القُرشي *** ما خُلِق العرشِ

ولا بشر يَمشي *** صلى الله عليه

بالقرآن بالنبي *** نسألك يا رب

أن تفرج كربي*** بالصلاة عليه.

يا إله يا محسن*** جُد لعبد وأحسن

الفقيه لَحسن*** ولترحم وَالدَيه

عبدُك المذنب*** قد أتى راغب

أن يموت تائب*** بامتداح لديه

وجميع من وقف***بالذنوب واعترف

من عقابك يَخَفْ*** تُب يا رب عليه

بالنبي الإمام *** بما جاء في الأنعام

انصر جيش الإسلام*** والْتَلعن بَاغِضيه

وبدد شملهم*** وفرق جمعهم

والإسلام ثبتهم*** على ما هم عليه

والصلاة والسلام*** على خير الأنام

الشفيع في الأثام*** صلى الله عليه هـ.

****************

هوامش المقال:

[1]  انزاح: زال. المعجم الوسيط(1 /409).

[2]  في نسخة ثانية بمؤسسة علال الفاسي بنفس المجموع: محذوف.

[3]  الوكيف: القَطَران. العين(5 /413)

[4]   الخيزران: نبات لين القضبان أملس العيدان. المحكم والمحيط الأعظم (5 /95).

[5]   كذا في الأصل بالألف.

[6]   في الأصل: جاه.

*****************

جريدة المصادر والمراجع:

 كتاب العين لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: د.مهدي المخزومي ود.إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال.

 المحكم والمحيط الأعظم، لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية.سنة: 2000م.

المعجم الوسيط، تأليف: إبراهيم مصطفى ـ أحمد الزيات ـ حامد عبد القادر ـ محمد النجار، دار الدعوة.

راجع المقال الباحث يوسف أزهار

Science

عبد الفتاح مغفور

  • أستاذ باحث مؤهل بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق