مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويمعالم

قصبة إزركيين ببلاد تكنة الصحراوية

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

أسهمت القوى الفاعلة داخل مجال تكنة في بناء قصبة الدورة أو قصبة إزركَيين التاريخية عام 1275 هـ لتحقيق أمن مجالي[1]، بمساعدة السلطات المغربية المحلية، واستقدام ثلاث بنائين من مراكش، وإسهام صناع وعمال محليين[2]، مما يؤكد الصلة المجالية الثقافية والحضارية الرابطة بين الصحراء المغربية وشمالها، وإسهام الفعاليات المغربية في تحقيق المشاريع الصحراوية.

      ولعل الفاعلين المجاليين، ببلاد تكنة، وظفوا بعضا من فن العمارة الصحراوية بتندوف التي وقفوا عليها خلال زيارتهم للمدينة نفسها[3]، بشكل يؤكد وحدة ثقافية وعمرانية رابطة بين الصحراء الأطلنتية، والصحراء الشرقية.

      وقد بُنيت قصبة إزركَيين المذكورة على مساحة  تناهز 1600 متر مربع. ويصل طول ضلعها إلى 40 متر. ويحيط بها سور سمكه 60 سم، وعلوه 6 أمتار. وهو يضم أربعة أبواب. ويحيط بالقصبة عدد من الشرفات. وبها أربعة أبراج عالية كان يقف بها حراس مسلحون[4].

      ويبدو أن جزءا من هذا التصميم أكدته مشاهدات أحد التجار الإنجليز الذي حين اقترب من قلعة الدورة (قصبة إزركَيين) “شاهد بنايات ذات أبراج مرتفعة على شكل قلاع حربية“[5].

      ووُظفت في بناء القصبة نفسها مواد محلية (ماء- خشب- طين)[6]. حيث غُطي سقفها بعود الطرفة[7]. واستُعملت في تشييدها تقنية اللوح، بمزج الطين والتبن والحصى[8]، بشكل لم يصمد أمام الفيضان الجارف خلال عام “ملي الدورة“[9] أو “عام ملي الدور“[10]. ولعل من الدور التي هدمت دار المولى أحمد الشيكَر السباعي[11].

      ويبدو أن إعادة بناء قصبة إزركَيين لم تحترم معايير الترميم. حيث لم تُوظف خلاله المواد الأصلية التي تم استبدالها بالإسمنت المسلح[12]، بشكل يخالف تراثها المعماري والتاريخي.

والله الموفق للصواب والمعين عليه.

الإحالات:

[1] أهمية قصبة أزركيين في تاريخ الجنوب المغربي، لارباس حيمداها، في: طرفاية تاريخ ومجال، مراكش، المطبعة والوراقة الوطنية، 2019 م، ص204- 211؛ وقصبة الدورة، إعداد: حسناء بوتوادي، بوابة الرابطة المحمدية للعلماء، بتاريخ 12- 05- 2017 م. واستأنس بـ: الصحراء من خلال بلاد تكنة، مصطفى ناعمي، الرباط، مطبعة المعارف الجديدة، 2017 م، ص122- 138؛ ومادة إزركَيين، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج1، مطابع سلا،  1989 م، ص339- 340؛ ومادة الزركَيين، قبيلة، محمد دحمان، في: معلمة المغرب، ج26، الرباط، دار الأمان، 2014 م، ص320- 321.

[2] أهمية قصبة أزركيين في تاريخ الجنوب المغربي، ص206، وص214.

[3] نفسه، ص205.

[4] نفسه، ص212.

[5] نفسه، ص208.

[6] نفسه، ص206، وص210، وص212.

[7] نفسه، ص212.

[8] نفسه، ص206، وص212.

[9] نفسه، ص210، وص212، وص213.

[10] دراسات صحراوية، خوليو كارو بروخا، ترجمة: أحمد صابر، الرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، 2015 م، ص380.

[11] مادة الزركَيين، قبيلة، محمد دحمان، في: معلمة المغرب، ج26، ص320.

[12] أهمية قصبة أزركيين في تاريخ الجنوب المغربي، ص213، وص214.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق