مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويمعالم

قصبة أغناج بمنطقة باني شبه الصحراوية

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

تشكلت تكَاديرت. ن. أوكَليد أو تكَاديرت أغناج، على الضفة اليمنى لواد طاطا، قرب دوار تييتي البعيد بحوالي 7 كلم جنوب غرب المدينة المذكورة[1].  وبالرغم من الاختلاف حول تاريخ نشأتها[2]، يبدو أن قصبة أغناج بُنيت أكثر من مرة[3] على أنقاض قلع وحصون محلية ما زالت أطلالها تحيط بها[4]. ومع أنها تحولت من قصبة حفيلة إلى قصبة شبه مندثرة[5]، يمكن إعادة تأثيث مرافقها اعتمادا على بعض أخبارها، وعلى ما تبقى من معالمها العمرانية التي منها:

  الخندق المحيط بالقصبة:

يحيط بمعظم قصبة أغناج خندق يشكل حزاما أمنيا. طوله حوالي 460 مترا، وقعره أكثر من 3 أمتار، وعرضه أكثر من 5 أمتار[6].

  جسور متحركة:

يبدو، فوق الخندق المحيط بقصبة أغناج، تواجدُ جسر متحرك يؤدي إلى بابها، وتواجدُ بقايا بنايات حجرية مقابلة لفتحات في السور، بالجهة الشمالية والشرقية من حافة الخندق الداخلية، شبيهة بتلك المتواجدة بباب القصبة الرئيس التي كانت معدة لحمل الجسر المتحرك. ولعلها جسور متحركة تساعد على المناورة أو النجاة[7].

  سور القصبة الخارجي:

يناهز طول سور قصبة أغناج الخارجي حوالي 480 م. ويتجاوز طوله 6 أمتار. ويتشكل سمكه من ما بين 80 سم و100 سم. وقد شيد بالتراب والتبن إلى جانب الخشب والحجر الذي بنيت به الأساسات وعتبات الأبواب[8]. ولعل بأخشاب القصبة بُنيت تامدولت[9]. واستعملت أيضا في بناء مسجد تزنيت[10].

  أبراج القصبة:

ضمت قصبة أغناج 9 أبراج مربعة الشكل ملتصقة بالسور، وموزعة بتنظيم محكم . أربعة منها في زواياها، واثنان لصيقان بالباب، واثنان متبقيان في الواجهة الشرقية[11]. وذُكر أن بها أبراجا مستطيلة الشكل بعضها مشيد بالحجارة[12].

  باب القصبة الرئيس:

يبدو أن باب قصبة أغناج الرئيس الواقع في الجهة الجنوبية منها كان بابا متسعا[13]، صُمم على شكل برج[14]. وكانت أمامه ساحة متعددة الوظائف[15].

  باب السور الداخلي:

تواجد سور داخلي بقصبة أغناج مشيد بالطابية. وبه باب ثان يؤدي إليه الباب الرئيس. وهما معا مبنيان بالحجارة المتماسكة ببلاط من الجير والتراب[16].

  مسجد وبئران داخل القصبة:

يبدو أن قصبة أغناج كانت تضم، مسجدا، في ركنها الجنوبي، بقيت منه أساسات وأعمدة، بالإضافة إلى بئرين، بوسطها، مشيدين بالحجارة والجير[17].

  ساقية القصبة:

شيدت ساقية في الواجهة الشرقية من قصبة أغناج. كانت تنبع من عين دوار تغْلا أو دوار “أكوكْ” حاليا، لتوفير المياه لها وللحقول المحيطة بها[18]. ولعلها كانت رابطة بين هذه القصبة وقصبة تامدولت[19] مرورا بواحة أقا[20].  وإلى جانب ذلك، ضمت قصبة أغناج مرافق أخرى خربت، مثل المخازن والأهرية، واصطبلات الدواب، ومخازن الأسلحة، والسجن، بحسب الرواة[21].

وعموما، كانت قصبة أغناج المتوسطة ذات تصميم مربع، طول أضلاعه ما بين 108 م و112 م، ومقسم إلى أجنحة عدة. يتوسط كل واحد منها صحن مربع الشكل هو منفذ الهواء والضوء الرئيس للغرف المحيط به[22]. وانطلاقا من معمارها الدفاعي، أسهمت قصبة أغناج في أمن المسلك الصحراوي دْرا- تِنبكْت، وفي تدبير المجال شبه الصحراوي المحلي[23].

الإحالات:

[1] بعض وظائف القصبات السلطانية، مبارك آيت عدي، في: التراث المعماري بالمغرب، مطبعة المعارف الجديدة، 2013 م، ص141، وص142، وص145.

[2] نفسه، ص143- 144؛ وخلال جزولة، ج3، محمد المختار السوسي، ص93.

[3] بعض وظائف القصبات السلطانية، ص143.

[4] نفسه، ص144.

[5] نفسه، ص144، وص145، الهامش رقم 21، وص146، وص149؛ ومادة أكَادير أوكَليد، م. أتق- م. بلعتيق، في: معلمة المغرب، ج24، ص21، وص22.

[6] نفسه، ص21؛ وبعض وظائف القصبات السلطانية، ص145، وص154.

[7] مادة أكَادير أوكَليد، في: معلمة المغرب، ج24، ص21، وص22.

[8] نفسه، ص21؛ وبعض وظائف القصبات السلطانية، ص145، وص154.

[9] بعض وظائف القصبات السلطانية، ص143.

[10] نفسه، ص149.

[11] نفسه، ص145، وص154.

[12] مادة أكَادير أوكَليد، في: معلمة المغرب، ج24، ص21.

[13] بعض وظائف القصبات السلطانية، ص145.

[14] منهجية البحث في التراث المعماري، امبارك بوعصب، في: طاطا وبلاد باني التاريخ والإنسان والمجال، أكادير، طباعة ونشر سوس، 2017 م، ص94.

[15] بعض وظائف القصبات السلطانية، ص145.

[16] مادة أكَادير أوكَليد، في: معلمة المغرب، ج24، ص21- 22.

[17] نفسه، ص22؛ ومنهجية البحث في التراث المعماري، ص94- 95.

[18] بعض وظائف القصبات السلطانية، ص145، وص154.

[19] نفسه، ص143، الهامش رقم 13، وص145.

[20] استأنس بـ: خلال جزولة، ج3، ص87.

[21] بعض وظائف القصبات السلطانية، ص146 والهامش رقم 23، وص154.

[22] خلال جزولة، ج3، ص93؛ وبعض وظائف القصبات السلطانية، ص146.

[23] نفسه، ص142، وص143، وص144، وص145، وص146، وص147- 148، وص149؛ وخلال جزولة، ج2، ص126؛ وج3، ص80، وص97.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق