مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةقراءة في كتاب

قراءة في كتاب التراث العلمي للحضارة الإسلامية ومكانته في تاريخ الحضارة و العلم

إنجاز: الباحث عبد الغني زيدان

مركز ابن البنا المراكشي

تأليف: الدكتور أحمد فؤاد باشا[1]

 

تقديم:

هذا الكتاب عبارة عن سلسلة من المحاضرات قدمها المفكر الدكتور أحمد فؤاد باشا على طلاب جامعة صنعاء ضمن مقررين: الأول في مادة “تاريخ العلوم” و الثاني في مادة “الثقافة الإسلامية”. يناقش المؤلف في هذا الكتاب بشكل عام الدور الكبير الذي لعبه علماء العرب و المسلمين في تاريخ الحضارة و العلم، ويؤكد من جانب آخر على أسبقيتهم في وضع أسس و أصول بعض النظريات العلمية الحديثة على منطق علمي دقيق.

في بداية الكتاب يتناول المؤلف المستوى العلمي و المعرفي للحضارات القديمة التي سبقت الحضارة الإسلامية في القوة والعظمة، و يستحضر منها حضارات الشرق القديم كحضارة بلاد ما بين النهريين و الحضارة الفارسية و الحضارة الفينيقية و الهندية و الإغريقية و الرومانية و كذلك الحضارة العربية قبل الإسلام وبعده.

يبين المؤلف في الصفحات المتتالية من هذا الكتاب، ملامح النهضة العلمية في ظل الحضارة الإسلامية و كيف أسهمت تعاليم الدين الإسلامي المتمثلة في القرآن الكريم و الأحاديث النبوية في بناء العقلية العلمية الإسلامية، بالإضافة إلى قوة اللغة العربية التي برزت أهميتها في عملية ترجمة المخطوطات العلمية القديمة على جميع المستوىات، كل هذه العوامل ساعدت على تشكل الشخصية العلمية الإسلامية التي أضافت للإنسانية معارف و نظريات علمية جديدة.

  • تاريخ الحضارة

لعبت حضارات العالم القديمة دورا مهما في تطوير الفكر البشري، و يرجع ذلك بالأساس إلى حجم الكنوز المعرفية التي بقيت مدونة على الألواح و الصخور باللغات الأصلية، ( الهيروغليفية، المسمارية، الغبارية…إلخ)، كما أسهم علماء الحفريات بشكل أفضل من خلال عملية البحث و التنقيب عن إظهار هذه الكنوز المعرفية و ترجمتها من طرف المتخصصين في علم اللغات و اللسانيات من لغتها الأصلية إلى اللغة الأخرى قصد الوصول إلى مستوى التألق و الازدهار التي وصلت إليه كل حضارة من هذه الحضارات القديمة.

 الحضارة المصرية القديمة:

انطلق المصريين القدماء في تشييد حضارتهم التي تعتبر أقدم الحضارات التي عرفها التاريخ الانساني، في بداية القرن الخامس قبل الميلاد، و مع بداية عصر الأسر الأوليغارشية سنة 3400 ق.م، نهضت مصر الفرعونية نهضة حضارية أكدتها أهرامات الجيزة العملاقة التي تعتبر من عجائب الدنيا السبع.

اعتمد المصريون القدماء على اللغة الهيروغليفية[2] لتدوين أفكارهم و علومهم على أوراق البردي و جدران المعابد، و قد بقيت هذه الكتابة  إلى أن حين تطورت إلى الكتابة الهيراتيقية لتختزل فيما بعد إلى الكتابة الدوميتيقية.

خلال الحملة النابليونية التي غزت مصر خلال القرن التاسع عشر تمكن العالم الفرنسي “شامبو ليون” بعد بحث دقيق و دراسات معمقة لتفكيك الرموز الهيروغليفية للوصول إلى فكرة مفادها: أن المصريين القدماء كانوا قد أحرزوا تقدما ملموسا في علوم الفلك و الحساب و الطب و الصيدلة والهندسة وغيرها، كما أنهم مهروا في الرسم و النحت و العمارة و التحنيط، و أحسنوا الإتقان في صناعة الحلي و صناعة الزجاج الملون، و برعوا في التعدين و التجارة و التطعيم، و كانوا السباقين عن غيرهم في دبغ الجلود و نسج الملابس الكتانية بمهارة جد عالية.

  • حضارة ما بين النهريين:

عرفت حضارة ما بين النهريين التي نشأت في وادي الرافدين دجلة و الفرات تتابع العديد من الحضارات المتعاقبة، كل واحدة منها تركت بصماتها العلمية و الثقافية في ألواح مكتوبة باللغة المسمارية.

كان السومريون اللذين قدموا من المناطق الباردة في مرتفعات إيران و القوقاز و الأناضول، أول المؤسسين لحضارة ما بين النهريين، ثم جاء بعدهم الأكاديون بعدما استولوا في عام 2750 ق.م على مملكة السومريين، ثم انتقلت بعد ذلك الى البابليين اللذين اتخذوا من “بابل” عاصمة لهم وبلغت حضارتهم أوج نهوضها و ازدهارها في عهد الملك حمورابي. بعد البابليين جاء الآشوريون هم مزيج من شعوب سكنت شمال بلاد “الرافدين” غلب فيها العنصر السامي، و كانت عاصمتهم مدينة ” آشور” ثم مدينة ” نينوى”. انتقل الحكم بعدهم الى الكلدانييناللذين قدموا من “أموّرو” و تمركزوا في بابل و أعادوا إليها مجدها الحضاري القديم، لكن دولتهم لم تدم طويلا حيث تعرضت لاحتلال فارسي بقيادة قورش الكبير سنة 539 ق.م.

أظهرت بعض الوثائق و هي عبارة عن ألواح من الآجر (الطين المجفف) اكتشف معظمها السير “هنري لابارد”[3] عليها كتابة تشبه المسمار كانت تجفف في الشمس أو الناس حتى تصبح صلبة، و لذلك عرفت كتابتهم بالكتابة المسمارية[4].

تظهر هذه الألواح تفوق شعوب بلاد الرافدين و براعتهم في فروع المعرفة و العلم، و هذا يجعلنا نؤكد أن هذه الحضارات هي الأساس العلمي الرائد التي قام عليه تطور الفكر البشري لاحقا.

  • الحضارة الفارسية:

يطلق عليها أيضا “حضارة بلاد فارس” هي ما نسميه إيران حاليا، سكانها ينتمون إلى العرق الآري، كانوا في البدء قبائل متفرقة أكبرها قبيلة الأخميديين التي خضعت لحكم دولة “الميديين” حتى عام 555 ق.م استطاع قورش الكبير[5] أحد زعماء قبيلة ” الأخميديين” انتزاع السلطة من الميديين و أسس دولة الفرس التي أخذت في النمو و الازدهار حتى أصبحت إمبراطورية مترامية الأطراف  من بلاد السند في الشرق و بلاد ما بين النهريين و الساحل الفينيقي و مصر و آسيا الصغرى و شمال اليونان في الغرب.

بعدها أصبحت الحضارة الفارسية حصيلة لحضارات الأمم و الشعوب التي أخضعتها، حيث اجتمع فيها علماء و أطباء و منجمون من اليونان و بابل و مصر و الهند، لكن الكتابة المسمارية استخدمت في مجال التدوين فقط، ليتم الاستغناء عنها و الاعتماد على اللغة الآرامية[6] كلغة رسمية.

  • الحضارة الفنيقية:

ينتمي الأصل الفينيقي إلى قبائل سامية عرفت بالكنعانيين نزحت عن شبه الجزيرة العربية في أواسط الألف الرابع قبل الميلاد ثم استقرت بجوار البحر المتوسط في منطقة ساحلية تدعى فينيقيا. كانت فينيقيا تعتبر الممر الطبيعي الوحيد بين قارات العالم القديم آسيا و إفريقيا و أوروبا.

إن أهم إنجازات الحضارة الفينيقية في عهد الاستقرار و الاستقلال هو اكتشاف الأبجدية الفينيقية التي اقتبس الإغريق أصولها ثم أصبحت أصل جميع الأبجديات المعروفة في العالم. كما يسجل التاريخ للفينيقيين تفوقهم في مجال الفلك و الجغرافيا و الرياضيات بفضل عقليتهم التجارية التي طبعوا عليها. حيث دفعتهم إلى ارتياد البحار و المحيطات و الاستفادة من معارفهم الجغرافية و الفلكية في تنشيط التجارة البحرية. كما أنهم مهروا في صناعة السفن حتى ذاع صيت الأساطيل الفينيقية داخل أرجاء الإمبراطوريات المجاورة.  

  • الحضارة الإغريقية:

نشأت هذه الحضارة في بلاد اليونان القديمة التي شملت شواطئ آسيا و جزر بحر إيجه بالإضافة إلى بلاد اليونان حاليا. و تشكلت هذه الحضارة من بعض الشعوب الكريتية و شعوب هند أوروبية عُرِفت “بالآخيين“. تمكنوا هؤلاء الآخيين من تأسيس الحضارة الآخية التي نافست الحضارة الفينيقية في السيطرة على الحوض الغربي من البحر المتوسط.

في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد بدأ يتدفق على اليونان شعوب هندية-أوربية أخرى عرفت بالدوريين استطاعت من خلال قرنين أن تسيطر على الآخيين، و مع مرور الزمن امتزجت الشعوب الآخية و الدورية مكونة شعب أثينا الذي يعتبر أصل الشعب الإغريقي.

أنتجت الحضارة اليونانية أشهر العلماء و الفلاسفة التي لمعت صورتهم في تاريخ الحضارة الإغريقية و الإنسانية، نذكر منهم على سبيل المثال: المؤرخ الكبير هيرودوت الملقب بأبي التاريخ، و الفلاسفة سقراط و أفلاطون و أرسطو و العلماء الفلاسفة طاليس و أناكسيمندر و أناكسيمنس و فيتاغورس و أبقراط و أرشميدس[7].

لقد كان التراث الإغريقي هو المنبع الأساس الذي أخذ منه المسلمون في أولى مراحل النهضة العلمية التي عرفتها مرحلة النهضة العربية الإسلامية.

  • الحضارة الهندية:

يرجع تاريخ بناء الحضارة الهندية إلى القرن التاسع و العشرين قبل الميلاد على يد السكان الأصليون أو “الدرافيديون” اللذين كان لهم دور كبير في تشييد معالمها العمرانية و الفكرية و العلمية، لكن يرجع الفضل أساسا في بناء هذه الحضارة العريقة فكريا إلى الملك “أشوكا” (273-232 ق.م) الذي شمل حكمه معظم أنحاء الهند و أفغانستان.

 لقد حقق العلماء الهنود نجاحات ملموسة في العلوم الطبيعية و الرياضيات و تطبيقاتها في الطب و الصناعة، كما برعوا في الصباغة والدباغة و صناعة الصابون و الزجاج و الاسمنت.

  • الحضارة الصينية:

تتميز الحضارة الصينية القديمة عن باقي الحضارة الأخرى لسبب واحد هو أنها من صناعة الصينيين أنفسهم، و تذكر بعض كتب التاريخ أن هذه الأمة (الصينية) هي الأمة الوحيدة التي تمسكت بمعتقداتها و فلسفاتها الخاصة ، كما أنهم لم يقتبسوا عن غيرهم من الأمم إلا النزر القليل من المعارف، و لهذا نراهم لم يستجيبوا لا للديانة المسيحية التي وصلتهم في القرن السابع الميلادي على يد النساطرة المبشرين و لا للديانة الإسلامية التي وصلتهم عن طريق الأتراك و المغول.

يعتبر المتخصصون في تاريخ العلم و الحضارة، أن الصينيين هم أول من أعطى للعالم فن الطباعة و الورق و الحبر و العملة الورقية و البارود و البوصلة و آلات تسجيل الزلازل، كما أنهم برعوا في الفنون الأخرى مثل الطلاء و حفر الخشب و نقش العاج و صناعة الحلي و التحف الفنية و غيرها،  بالإضافة إلى تقدمهم الملموس في علوم الطب و الفلك و الرياضيات و علم الصيدلة.

  • النهضة العلمية في ظل الحضارة الإسلامية (مظاهرها و مقوماتها)                       

ازدهرت الحركة العلمية في الحضارة العربية الإسلامية على أيدي مجموعة من العلماء الكبار، كان من بينهم العربي و الفارسي و الكردي و الأفغاني، أغلبهم يتقاسمون نفس المعارف العلمية، لكن جمعتهم حضارة الإسلام، فاتخذوا لأنفسهم مكانة مرموقة في تاريخ العلم و الحضارة.

عمل الجانب المادي دورا مهما كذلك في ازدهار الحركة العلمية في العصر الإسلامي، و يرجع هذا العامل بالأساس إلى الإنجازات المادية التي خلفتها الحضارة القديمة و التي وصلت آثارها إلى الحضارة العربية قبل الإسلام.

أيضا أسهم الدين الإسلامي بشكل كبير في ازدهار الحركة العلمية، فتعاليمه السمحة و دعوته إلى العلم دفعت شعوبا كثيرة إلى اعتناقه ناهيك عن الحرية و الحقوق التي تمتعت بها الأديان و المذاهب الأخرى التي سمح لمعتنقيها حرية ممارسة عقيدتهم.

  • تعاليم الإسلام الحنيف و الإعجاز العلمي للقرآن:

يعود الفضل الأول في نشأة الحركة العلمية عند المسلمين بالأساس إلى تعاليم الدين الإسلامي و مبادئه السامية المتمثلة في القرآن الكريم الذي يدعوا الإنسان إلى النظر في ملكوت السموات و الأرض، و الأحاديث النبوية التي تدعو كل مسلم إلى طلب العلم من المهد إلى اللحد. فالإسلام في جوهره و منطقه يرفع من قدر العلم و العلماء و يدعو إلى تحرير الإنسان و الاستفادة من مواهبه و ملكاته و الاعتماد على مداركه الخارقة في دراسة الطبيعة و كشف أسرارها و قوانينها.

اهتم العلماء المسلمين بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، و قد اشتهر منهم في هذا المجال الكندي و البيروني و القزويني و غيرهم، و يعتبر علم الفلك و هو العلم الأقرب إلى الاهتمام بحكم طبيعة ارتباطه المباشر ببعض الأمور الدينية التي وجب على كل مسلم معرفتها كأوقات الصلاة و مواقع بعض البلدان المقدسة، ووقت ظهور الهلال في رمضان. هذا يثبت أن القرآن الكريم لا تحصى أسراره و لا تفنى عجائبه و هو كتاب مقدس أنزل ليكون خالدا و سرمديا و يدعو إلى العلم و العمل و يسمو بالعقل و بالنفس.

  • اللغة العربية:

سايرت اللغة العربية الفصحى مواكبة حركة النهضة العلمية التي شعشعت في جميع أنحاء الحضارة الإسلامية، حيث أصبحت اللغة الرسمية داخل الدول التي فتحها المسلمين لغة الفكر و العلم عند العلماء و المفكرين. و كان أغلب العلماء المسلمون من الموالي يفضلون الكتابة باللغة العربية، حتى أن العالم الكبير أبو الريحان البيروني – الذي أتقن العديد من اللغات الأجنبية – كتب كل كتبه باللغة العربية.

تتمتع اللغة العربية بميزة خاصة عند الأجانب الذين ترجموا علوم العرب، فقد أشادوا بسهولة دراستها و التكلم بها و قراءة مؤلفات رجالها، فالعالم الإنجليزي “روجر بيكون”[8] الذي يعتبر من أكثر العلماء الذين درسوا علوم العرب، كان يعجب ممن يريد البحث في الفلسفة و هو غير عارف باللغة العربية.

  • الترجمة و التأليف:

في البداية كان الاهتمام لدى الأمويين مقتصرا على علوم الدين و اللغة التي عرفت بالعلوم العقلية تمييزا لها عن العلوم العقلية التي وجه المسلمون أعمالهم إليها خصوصا في العصر العباسي، فبعدما استقرت أمور الحكم و بدأت الفتوحات و كثرت الأموال و الثروات و راجت التجارة و بدأت الاتصالات الثقافية مع أمم ذات حضارات قديمة، بدأ العلماء المسلمين ينقلون علوم السابقين و يترجمون جميع المؤلفات سواء كانت مكتوبة باللغة اليونانية أو السريانية أو الفارسية…إلخ.

كانت عملية الترجمة لدى العلماء المترجمين تعتمد على الدقة و الأمانة العلمية و على ضرورة التمكن من إتقان اللغة العربية و اللغات الأجنبية الأخرى، و من أهم الأسر العلمية التي برزت بقوة في هذا المستوى (الترجمة)، نذكر منهم: آل حنين بن إسحاق، و أل ماسر جويه، و آل بختيشوع، و آل ثابت بن قرة. و من بين المؤلفات العلمية التي ترجمت إلى اللغة العربية و أثرت تأثيرا عميقا في علماء العرب المسلمين كتاب ” أصول الهندسة” لأوقليدس[9] و كتاب “المجسطي” لبطليموس[10] و كتاب ” السند هند” لبراهما غوبتا.

فيما يخص التأليف فمن الصعب حصر الإنتاج العلمي الغزير الذي تميزت به حقبة العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، حيث ظهرت كتب التراجم و المعاجم و كتب الطبقات و السير، إلى جانب هذا ظهرت كتب علمية قيمة اعتمدت عليها الجامعات الغربية فيما بعد، فكان لها الأثر في وضع أصول العلوم الحديثة، نجد بين هذه الرسائل العلمية التي صنعها علماء الحضارة العربية الإسلامية كتاب الحاوي في الطب لأبي بكر الرازي، و كتاب القانون لابن سينا، و شرح تشريح القانون لان النفيس، و كتاب ” الجبر و المقابلة” في الرياضيات للخوارزمي، و كتاب القانوني المسعودي للعلامة البيروني في علم الفلك.

  • البيئة العلمية:

كان الدور الذي لعبه الخلفاء و الأمراء من الناحية العلمية مهما لدى العلماء اللذين عاشوا تحت حمايتهم و ضيافتهم، فقد عملوا على تشجيع الحركة العلمية بأن هيأوا لها الجو العام لتقدم العلم و إبداع العلماء، و قد أنشئوا المدارس و المكتبات و دور العلم و أغدقوا المال الوفير لتسهيل البحث عن الكتب و المخطوطات و الحصول عليها من مظانها المختلفة.

و من بين العوامل التي أسهمت في ازدهار الحركة العلمية، إنشاء المكتبات الضخمة في عهد العصر العباسي، حيث كان الخلفاء يتسابقون في تشييدها و تزويدها بكل ما أنتجته قريحة العلماء في صنوف المعرفة، فكانت مكتبة العزيز الفاطمي في القاهرة تضم مليونا و ستمائة ألف مجلد مفهرسة و منظمة، و كانت دار الحكمة في القاهرة تحتوي في رفوفها على مائة ألف مجلد، منها ستة آلاف مخطوط في الرياضيات و الفلك، و أن دار الكتب في قرطبة كانت هي أيضا تضم في صفوفها على أربعمائة ألف مجلد، تقع فهارسها في أربع و أربعين كراسة.

  • المنهج العلمي التجريبي:

اتبع أغلب علماء الحضارة الإسلامية الأسلوب العلمي في أبحاثهم و دراساتهم، وكانوا يعطون الفضل للعقل لأنه يمثل بالنسبة لهم ملكة الفهم في كل شيء، فاستخدموا المنهج التجريبي في أبحاثهم العلمية. و كانوا أسبق من الغربيين إلى نقد منطق أرسطو و اعتمادهم على هذا المنهج السليم بكل خطواته و مراحله قبل أن يأتي فرانسيس بيكون بعدهم بقرون.

بواسطة هذا المنهج أستطاع المسلمين أن يميزوا بين الظواهر العقلية الخالصة من جهة و بين الظواهر المادية الحسية من جهة أخرى، و لاحظوا أن الوسيلة أو الأداة التي تستخدم في هذه الظواهر يجب أن تختلف حسب طبيعة كل منها. و يعتبر ابن تيمية[11] أول العلماء الذين نقدوا منطق أرسطو الصوري، و هاجمه بقوة في كتابة ” نقض المنطق”، ودعا إلى الاستقراء الحسي الذي يأتي بالمعارف الجديدة و الذي يصلح للبحث في الظواهر المادية و الطبيعية.

من أعظم رواد المنهج العلمي في الحضارة الإسلامية نذكر جابر ابن حيان في الكيمياء، و أبا بكر الرازي و ابن سينا و ابن النفيس في الطب، و البيروني في علم الفلك، هؤلاء الفطاحلة كانوا يعلمون تلامذتهم الاعتماد على التجربة مع التدقيق و الملاحظة و الاحتياط و عدم التسرع في الاستنتاج.

العلوم الحقة في التراث العلمي في الحضارة الإسلامية

  • علم الرياضيات

تعتبر العلوم الرياضية من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان، لقد استخدمها في حياته بصورة مباشرة عندما احتاج إلى العمليات الحسابية و المقاييس في معاملاته و نشاطاته التجارية. و قد عرفت فروع هذا العلم كالحساب و الهندسة و الجبر و علم المثلثات تطورا على مستوى المنهج لدرجة أصبح علم الرياضيات ضرورة لدراسة العلوم الأخرى و فهم فلسفاتها.

عمل المسلمين على تطوير علوم الرياضيات لحاجاتهم في بادئ الأمر إلى تحديد مواقيت الصلاة و التعرف على اتجاه القبلة و تقسيم المواريث و الغنائم ما بين المنتفعين و المستحقين بالحق و العدل.

 يعتبر كتاب الجبر و المقابلة من الكتب العظيمة في علم الرياضيات للعالم الكبير محمد بن موسى الخوارزمي[12] رئيس بيت الحكمة في عهد الخليفة المأمون. في هذا الكتاب يضع الخوارزمي أصول علم الجبر و قواعد، و يخرج به من نطاق الأمثلة المفردة إلى المعادلة العامة التي تسهل حل المسائل الحسابية المتشابهة طبقا لقواعد معينة. و ظلت كلمة “الجبر ” الدالة على هذا العلم محتفظة بأصلها العربي في جميع اللغات.

  • الميكانيكا:

يصنف علم الميكانيكا بأنه أحد فروع الفيزياء الذي يعنى بدراسة حركة الأجسام أو تغيير مواضعها، و هو ينقسم عادة إلى الكينماتيكا التي تهتم بدراسة الحركة من وجهة النظر الهندسية، و الديناميكا التي تعنى بالأسباب الفيزيائية للحركة، و الاستاتيكا التي تختص بالحالات التي تكون فيها الحركة ظاهرة.

تبين عن طريق البحث و التنقيب في مخطوطات التراث العلمي الإسلامي، التوصل إلى أحقية بعض العلماء العرب المسلمين في الكثير مما ينسب إلى علماء الغرب، و تأكد سبقهم إلى تحديد الكثير من المفاهيم الميكانيكية و وصف حركة الأجسام و أنواعها، بل تبين بالدليل أن علماء الإسلام هم أول من وضعوا الأسس العلمية لقوانين الحركة الثلاث التي صاغها العالم اسحق نيوتن و نشرها في كتابه ” الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية”.

أما علم البصريات  ف – بشهادة الجميع ينسب هذا العلم إلى العالم المسلم الحسن ابن الهيثم[13]، يصنف هذا  العلم ضمن فروع علم الفيزياء الذي يعنى بدراسة نظرية الضوء و خواصه و ظواهره و تطبيقاته بما فيها الأجهزة البصرية بمختلف أنواعها.

لقد استطاع ابن الهيثم من استيعاب أبحاث العلماء السابقين، ليتمكن بعد تصحيحها و ترميمها و إضافة أبحاث جديدة من أن يجعل هذا العلم متكاملا تتردد مصطلحاته و تسمياته جميع لغات الأمم، و قد جمع ابن الهيثم أبحاثه و صنفها في كتابه المشهور “المناظر” الذي نهل منهم علماء الغرب.

  • علم الفلك و الأرصاد في الحضارة العربية الإسلامية

علم الفلك من بين العلوم الطبيعية التي حظيت باهتمام العرب والأمم السابقة، لكن معرفة هذا العلم عند العرب قبل الإسلام – بالخصوص – كان مقتصرا على ملاحظات حركة الكواكب و النجوم و معرفة أحوال الرياح و حوادث الجو على مدار فصول السنة و تحديد مواعيد الرحلات التجارية و المناسبات الدينية و الاجتماعية. فبعد دخول العرب و غير العرب الإسلام شيدوا حضارة علمية متينة، في علم الفلك عمل بعض العلماء ببناء المراصد الفلكية و قاموا باختراع العديد من الأجهزة الدقيقة التي استخدمت في عمليات الرصد مثل المزولة الشمسية و الساعة المائية لتحديد الزمن والإسطرلاب العربي لتحديد الارتفاع و معرفة الزمن و الأوقات.

من الكتب الفلكية العامة التي يزخر بها التراث العلمي الإسلامي، كتاب “النجوم الثابتة لعبد الرحمن الصوفي، من أحسن الكتب التي ألفت في هذا المجال، حيث جمع فيه أكثر من ألف نجم ووشاه بالخرائط و الصور الملونة ورسم أشكال النجوم على صور الأناسي و الحيوان و ذكر أسماءها باللغة العربية التي لا تزال بعضها مستعملا حتى الوقت الحاضر مثل الدب الأكبر و الدب الأصغر و الحوت و العقرب.

  • علم الطب و الصيدلة

علم الطب هو أحد أهم العلوم الطبيعية التي تعنى فروعه المختلفة بحفظ الصحة عن طريق الوقاية من الأمراض، أو بإرجاع الصحة إلى المرضى عن طريق العلاج بالأدوية و الأغذية، و قد عرف المسلمين هذا العلم عن طرق الكتب المترجمة فأبانوا عن ثقة عالية في دراسته ودراسة فروعه.

تميز علماء الطب المسلمين بأنهم أول مَن عرف التخصص؛ فكان منهم: أطباء العيون، ويسمَّون (الكحَّالين)، ومنهم الجراحون، والفاصدون (الحجامون، ومنهم المختصُّون في أمراض النساء, وهكذا… وكان من عمالقة هذا العصر المبهرين أَبو بكر الرازي صاحب كتاب ” الحاوي  الذي يُعتبر من أعظم علماء الطبِ في التاريخ قاطبةً.

ويعرف عن أطباء النهضة الإسلامية أنهم أول أدخل مبدأ التطعيم ضد الجذري و ذلك عن طريق التلقيح بواسطة جراثيم ضعيفة لخلق مناعة للجسم بطرق صناعية.

فيما يخص الصيدلةو هي علم الأدوية بأنواعها النباتية و الحيوانية و المعدنية، و أصل كلمة ” صيدلة” في اللغات الأجنبية مشتق من الكلمات الفرعونية ” فارماكسي” التي تعني تحضير الأدوية والعقاقير. وقد اشتهر في هذا العلم الطبيب الإغريقي “ذياسقورديوس”[14] بجامعة الإسكندرية و كان يلقب بأبي الصيدلة لان كتابه ” الأدوية المفردة” هو أول كتاب في هذا العلم يتضمن وصفا دقيقا لستمائة نبتة و تصويرا هائلا لأشكالها و تشريحها، و عرضا وافيا لخصائصها و منافعها الطبية.

ترك المسلمين مآثر عظيمة في العلوم الصيدلية، منها ما هو متعلق بمراجع و أعمال القدماء، حيث أقدموا على ترجماتها و القيام بشرحها و التعليق عليها مما ساعد على حفظ تراث الحضارات القديمة. ثم جعلوا هذا العلم مستقل عن الطب له قواعده و فروعه و منهاجه العلمي السليم القائم على المشاهدة و التجربة.

توصل العلماء المسلمين إلى اكتشاف العديد من العقاقير التي لا تزال تحتفظ على أسماءها في اللغات الأجنبية مثل الحناء و الحنظل و الكركم و الكمون و غيرها.

 

[1] من مواليد نوفبر 1942، بمحافظة الشرقية بمصر العربية، اشتغل أستاذا للفيزياء المتفرغ بكلية العلوم جامعة القاهرة، و أستاذا محاضر بقسم تاريخ العلوم و تحقيق التراث، بمعهد البحوث و الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، تقلد العديد من المناصب الهامة من أهمها: عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة ثم عضو المجلس الاستشاري لوزارة التعليم العالي سابقا،  ثم عميدا سابقا لكلية العلوم بجامعة القاهرة….إلخ.

من إنتاجاته العلمية: لديه أزيد من 40 بحثا منشورا في المجلات المتخصصة في مجال الفيزياء، و قد تم الاستشهاد بكثير من أبحاثه في الدوريات العلمية المختلفة (A.F. Bacha Citation ) و أشرف على العديد من رسائل الماجستر و الدكتوراه  في مجالات الفيزياء و فلسفة العلم و تحقيق التراث العلمي بالجامعات المصرية و العربية. كما له كتب و دراسات عديدة في الفكر العلمي الإسلامي.

[2] كلمة هيروغليفية تعني ” نقش مقدس” فقد اشتقت كلمة ( هيروغليفي) من الكلمتين اليونانيتين ( هيروي) (Hieros) و ( جليفوس) ( Glyphos) و تعنيان الكتابة المقدسة. و تعتبر الهيروغليفية شكل من أشكال الكتابة التي تستخدم فيها الرموز التصويرية؛ لتمثل أفكارا و أصواتا معينة، و تدل الهيروغليفية في عمومها على الكتابة المستخدمة في مصر القديمة لتسجيل اللغة المصرية. و هي أولى الخطوط التي كتب بها المصري القديم لغته، و أخذت الهيروغليفية صورها من الصور الشائعة في البيئة المصرية. و كانت تضم الاعدد و الأسماء و بعض السلع التجارية. (إسراء محمد عبد ربه، مجلة كان التاريخية، الكويت، 2009).

[3] – كان رحالة و مستكشف و عالم آشوريات و سياسي بريطاني. يعتبر أول من اكتشف آثار النمرود و نينوى، أكمل دراسته العلمية في بريطانيا و فرنسا و سويسرا، قضى عدة سنوات في الموصل عمل فيها على اكتشاف آثار نينوى و النمرود، بعد عودته إلى بلاده ألف مجموعة من الكتب حول عادات و تقاليد سكان تلك المناطق و خصوصا الآشوريون و الكلدانيون و اليزيديون.

[4] – نوع من الكتابة تنقش فوق ألواح الطين و الحجر و الشمع و المعادن و غيرها.. و ظلت سائدة حتى القرن الأول ميلادي…و تم فك رموز الخط المسماري في القرن التاسع عشر و بذلك تسنى للعلماء قراءة النصوص الإدارية و الرياضية و التاريخية و الفلكية و المدرسية و الطلاسم و الرسائل و القواميس المسمارية. د. أحمد عوض محمد، حضارة العالم، ج9.

[5] – قوروش الثاني، أو قورش الكبير(بالفارسية: کوروش بُزُرْگ) (ح. 576 أو 590 ق.م. – أغسطس 530 ق.م). مؤسس الامبراطورية الفارسية الأخمينية. كزعيم للفرس في أنشان، هزم الميديين ووحد مملكتين إيرانيتين؛ ثم كملك فارس بنى إمبراطورية من 559 ق.م. حتى وفاته. الإمبراطورية توسعت تحت حكمه لتضم جنوب غرب آسيا، ومعظم آسيا الوسطى ومعظم المناطق على حافة الإمبراطورية الهندية.

 [6] – اللغة الآرامية هي اللغة السامية في الشمال الأوسط أو الشمال الغربي المجموعة التي كان يتحدث بها في الأصل شعوب الشرق الأوسط القديمة المعروفة باسم “الآراميين”، كان أكثر ارتباطًا بالعبرية والسريانية والفينيقية وكان تكتب بخط مشتق من الأبجدية الفينيقية.

[7]– هم الحكماء الذين ظهروا  قبل سقراط ومهدوا لظهور الفلسفة في بلاد اليونان في القرن السادس قبل الميلاد

وقد كانوا علماء طبيعيين أكثر منهم فلاسفة. يتمثل عملهم الفكري في عنصرين:

أولا: مواجهة  الفكر الأسطوري السائد، حيث أرجع الحكماء الطبيعيون المتعدد إلى الواحد  “أي أنهم أرجعوا في فكرهم التفسير الطبيعي الذي كان يقوم على تعدد الآلهة إلى العنصر الوحيد في الكون. كقول طاليس ” الماء أصل الأشياء”

ثانيا: التفكير في الطبيعة كموضوع أساسي وذلك بالبحث عن أصل الكون والعناصر المحددة له.

وبالتالي فالتسمية بالطبيعيين تعود إلى أنهم فسروا الطبيعة بعناصر من الطبيعة، باحثين  عن المبدأ الأول للطبيعة، أي المبدأ المؤسس للوجود، أو أصل الوجود، وذلك بعيدا عن التفسيرات الأسطورية الخيالية والغرائبية.

[8] – هو فيلسوف إنجليزي وعالم ومصلح تربوي وراهب فرنسيسكاني، وكان من المؤيدين للعلوم التجريبية.

[9] – هو إقليدس، وباليونانية يوكليدس، عالم رياضيات اشتهر بأطروحته المعروفة باسم العناصر في مجال الهندسة، والتي أثرت على تطور الرياضيات الغربية على مر القرون المتعاقبة، لكن تجدر الإشارة إلى أن إقليدس المذكور هنا هو عالم الرياضيات ويُميّز بإقليدس الإسكندرية؛ نظرًا لوجود فيلسوف يوناني آخر معاصر له وهو إقليدس ميجارا المسمى تبعًا لموطنه أيضًا والمشهور بأنه أسس المدرسة الميجارية.

[10]– وهو كلوديوس بطليموس، والمشهور ببطليموس الإسكندرية نسبة إلى مدينة الإسكندرية التي عاش فيها، وهو عالم روماني الأصل، يُعد من أبرز العلماء المفكرين العصور اليونانية الرومانية القديمة؛ نظرًا لمساهماته العظيمة في علم الفلك ونظامه البطليمي الشهير الذي كان نموذج العالم الغربي في علم الفلك، وامتد إلى ما يُقارب 1400 عام وحتى بداية عصر النهضة وظهور الثورة العلمية الحديثة، فضلًا عن مساهماته العلمية الأخرى في مجال البصريات، والجغرافيا، والعلوم المختلفة التي ربطها ودرسها بنهج فلسفي مميز اقتداءً بالفيلسوف أرسطو.

[11] – هو فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد منتسب إلى المذهب الحنبلي. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيمية حنبلي المذهب وأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدة في المذهب، فقد أفتى في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقًا للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.

[12] – هو أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي، ويُعدّ أحد العلماء المتميزين في دار الحكمة في بغداد، وهي المكان المعتمد في ترجمة الإنجازات العلمية اليونانية، والبابلية، وهو أول من وضع كتابًا في الجبر، أسماه (الجبر والمقابلة)، الذي يُعدّ أحد أهم الكتب في الرياضيات، لذا فهو يُسمّى أبو الجبر، ويُعدّ واحد من أهم العلماء المرموقين في القرن التاسع في العديد من المجالات، منها: الفلك، والجغرافيا، وغيرها.

[13] – وهو الحسن بن الحسن بن الهيثم، أبو علي البصري، والمُلقب ببطليموس الثاني، وهو عالم وفيلسوف وطبيب وباحث برع في الرياضيات والعلوم الطبيعية، كما أن له مُشاركات عديدة في مجال الطب، وكان مصدر حركة فلسفية عظيمة في مجال الطبيعيات والرياضيات بعد إخطائه بنظرية توزيع مياه النيل في مصر، ولم يكن ممن يهتمون بالجاه والمال مُقابل العلم، كما أن له العديد من المؤلفات التي شكلت عمادًا للمعرفة على مر العصور في بلاد الشرق والغرب، ويفوق عددها 200 كتاب ورسائل في الفلسفة، والرياضيات والحساب، والمساحة، والهندسة، والطبيعة، والشعر، والنفس، والطبيعة، والبصريات، والضوء، وغيرها من المؤلفات التي لخصها وألفها خلال كل مرحلة مُختلفة من مراحل حياته ليترك ثروة علمية اكتنزتها الأجيال من بعده، ولا تزال تأثيراتها راسخة في العلوم حتى عصرنا الحاليّ.

[14] – طبيب يوناني، ولد في عين زربةAnazarba  بقليقيا Cilicia منطقة بجنوب شرق تركيا حاليا حوالي سنة 40م. درس الطب بالإسكندرية ثم بأثينا، ثم انتقل إلى رومية، حيث خدم في جيش الإمبراطور الروماني نيرون، فجاب مناطق أوربا مستغلا ذلك لدراسة الأعشاب الطبية. له كتاب شهير في المداواة بالأعشاب الطبية يُعرف لدى الغرب باسم (de Materia Medica)، نقله اصْطَفن بن بسيل إلى اللغة العربية، ثم راجعه أستاذه حنين بن إسحاق، يُعرف في المصادر العربية بعنوان (كتاب الحشائش) أو (كتاب الحشائش والأدوية) أو (كتاب الخمس مقالات) أو (المقالات الخمس) أو (هيولى الطب) أو (كتاب ديسقوريدوس في الأدوية المفردة).

Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق