مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلامقراءة في كتابنصوص مترجمة

قراءة في كتاب: الإسلام بصيغة المؤنث، المرأة في العالم الروحاني الإسلاميآن ماري شيميل

بشرى لغزالي

يُعتبر كتاب “الإسلام بصيغة المؤنث، المرأة في العالم الروحاني الإسلامي” من بين أهم الكتب التي كان لها صدى كبير في العالم الغربي للمستشرقة آن ماري شيميل حيث تُرجم إلى اللغة الفرنسية عن اللغة الألمانية. ولأهمية هذا الكتاب، لا بد من الإحالة ولو باختصار على سيرة مؤلفته،  فآن ماري شيميل هي مستشرقة ألمانية كتبت كثيرا عن الإسلام والصوفية وترجمت أعمالا أدبية وشعرية من الفارسية والأردية والعربية والسندية والتركية إلى الإنجليزية والألمانية. وقد كانت من بين أكثر علماء الإسلام تأثيرا في القرن العشرين. كما أصدرت ما يزيد عن خمسين كتابا ومئات المقالات قبل أن تتوفاها المنية سنة 2003عن عمر الثمانين.
تكشف الكاتبة في هذا المؤلف الذي أصدرته دار النشر ألبان ميشيل على مدى 219 صفحة عن وضع المرأة في الإسلام ولاسيما في عالم التصوف من خلال مجموعة من الأعلام النسائية الإسلامية، ومكانتها في العالم الصوفي.
الفصل الأول- النبي والنساء
افتتحت الكاتبة أول فصل لها من مؤلفها بالحديث الشريف الآتي: “حبب إلي من دنياكم: النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة” وانطلقت منه متسائلة عن مدى صحة القول بأن الإسلام دين يحتقر النساء، في الوقت الذي برزت فيه مجموعة من الأسماء النسائية التي تميزت عبر التاريخ الإسلامي. ومن أولئك النساء قدمت الكاتبة شخصية خديجة أم المؤمنين ودورها في مساندة النبي (ص) ودعمه عقب أول نزول للوحي؛ وعائشة التي تُعتبر نموذجا للمرأة الفاعلة؛ وفاطمة ابنة النبي (ص) التي تحظى بتكريم الشيعة إذ يعتبرونها خير البشر بعد محمد (ص) وعلي كرم الله وجهه؛ وأخت عمر ابن الخطاب الذي أسلم على يدها بعدما أوشك على قتلها بسبب إسلامها.
وختمت الكاتبة هذا الفصل بتفسير ابن العربي للحديث الافتتاحي مشيرا إلى أن النبي لم يُحب النساء لأسباب مادية حسية وإنما لأن الله حببهن إليه.
بعد أن تطرقت الكاتبة إلى نساء عصر النبوة، عرجت بنا في الفصل الثاني إلى المرأة في عالم التصوف.
الفصل الثاني- النساء في التصوف
  تحدثت الكاتبة عن نساء متصوفات زاهدات، فبدأت بشخصية رابعة العدوية التي وردت في الكثير من المراجع الأجنبية حيث ظهرت في صورة المرأة المتصوفة التي كانت تعبر أزقة البصرة وفي يدها إناء من ماء وفي اليد الأخرى مشعل متقد. عندما كانت تُسأل عن معنى ذلك، كانت تجيب بأنها تود أن تطفئ نار جهنم وتشعل النار في الجنة لكي يتوقف الناس عن عبادة الله خوفا من النار أو رغبة في الجنة، وإنما فقط حبا في جماله الخالد. ولم تتوقف الكاتبة عند رابعة العدوية الذائعة الصيت، وإنما أحالت أيضا على النساء المتصوفات الأوائل كما وردن في المراجع الصوفية واللواتي كن يمضين وقتهن في البكاء والصلاة والصيام والقيام مثل رفيقة رابعة مريم البصرية وبحرية الموصولية وريحانة الوالهة ورابعة الشامية… وتشير الكاتبة إلى أن هناك من النساء المتصوفات من كن متزوجات على خلاف رابعة العدوية التي كانت ترفض ذلك.
ومن مناقب النساء المتصوفات أنهن كن يُشاركن في مجالس الذكر وتتلمذن على يد المتصوفة. كما أنهن عُرفن بالتقوى والإيمان ونشر العلم مثل أم محمد عائشة وفاطمة بنت تاجادين اللتان كانتا تدرسان الحديث في دمشق وبغداد. وعرف ابن العربي نساء متصوفات مثل فاطمة بنت المثنى من إشبيلية وهي بمثابة أمه الروحية. كما التقى بكثيرات غيرها كان لهن أثر كبير في حياته مثل “نظام”، المرأة الفارسية التي التقاها في مكة وكانت ابنة إمام مقام إبراهيم، حيث قام بجمع وتفسير أشعارها التي عُرفت باسم “تُرجمان الأشواق”.
رغم أن التاريخ يزخر بالنساء المتصوفات، إلا أن هوية مُعظمهن ظلت مجهولة باستثناء بعض الأساطير التي تروي المكانة الكبيرة التي حظيت بها نساء بفضل قوة إيمانهن.
الفصل الثالث- النساء في القرآن والحديث النبوي
تعود بنا الكاتبة في هذا الفصل إلى المراجع الإسلامية من قرآن وسنة لتعرض لنا مجموعة من الأسماء النسائية التي وردت فيها ورمزيتها. باستثناء امرأة أبي لهب التي ظهرت في صورة امرأة مذمومة، فقد ذكر القرآن مجموعة من الشخصيات النسائية التي يُمكن أن تتخذها بقية النساء قدوة لهن. بدأت الكاتبة بحواء التي برأتها من التهمة الموجهة إليها في إغواء آدم ووقوعه في الخطيئة، وتعلل ذلك بعدم وجود إشارة واحدة تدل على ذلك في القرآن. وتخلص الكاتبة إلى أن مجموعة من الأفكار المنتشرة اليوم عن المرأة لا ترجع إلى المبادئ القرآنية وإنما إلى تفسيرها الخاطئ.
وواصلت الكاتبة عرض أسماء النساء المذكورات في المراجع الدينية، واسترسلت بهاجر زوجة إبراهيم (ع) مشيرة إلى علاقتها بالصفا والمروة؛ وابنة نمرود التي يُروى أن الله تعالى نجاها وإبراهيم  من النار بعد أن آمنت به؛ وآسية امرأة فرعون التي يعتبرها بعض المفسرين “المرأة المثالية”؛ والملكة بلقيس التي تُعتبر رمزا للحكمة والجمال. أما عن قصة يوسف وزليخة، فقد كتب عنها العديد من الشعراء والكتاب والمتصوفة، وألهمت الرسامين أيضا. كما ترمز زليخة عند بعض الكتاب للصبر والنفس اللوامة.
الفصل الرابع- نساء أو “رجال الله”- من تهذيب النفس
أشارت الكاتبة إلى ورود كلمة النفس في صورتها الإيجابية –النفس اللوامة، النفس المطمئنة، النفس الراضية المرضية- وأخرى سلبية – النفس الأمارة بالسوء. وأضافت بأن النفس وردت في قصص المتصوفة في شخص البطلات – وهو ما سنراه لاحقا في هذه القراءة – وهذا يعني أنه بإمكان المرأة أن تحتل مرتبة روحية عالية وتصبح من “رجال الله” وتحقق نفسا مطمئنة.
أما عن زواج المتصوفة، فيفضل بعضهم عدم الخوض في تلك التجربة خوفا من الشهوة ومن أجل التفرغ لعبادة الله، إلا أن الكاتبة تشير إلى أن الزواج الذي يكون فيه الطرفان من المتصوفة يُكلل بالنجاح لوجود اهتمام ديني مشترك ولاسيما عندما تكون المرأة من “أولياء الله”. وقد اعتُبرت المرأة التقية “رجلا” أُرسل على هيئة امرأة. فالرجولة عند ابن العربي هي عندما يتخلى الفرد عن الشهوات الدنيوية ويتبع الطريق الروحاني.
وترى الكاتبة من وجهة نظرها أن صفة “الرجل” أو “المرأة” ترتبط بالجسد الفاني على عكس النفس التي تتجاوز هذه الفروقات وأي تمييز بين الجنسين.
الفصل الخامس- المرأة العجوز
في هذا الفصل، تسلط الكاتبة الضوء على النساء المسنات عند المتصوفة، حيث يجسدن الحكمة البالغة والإيمان القوي بالله والهمة العالية والأمل والثقة من خلال مجموعة من القصص يسردها المتصوفة في كتبهم.
الفصل السادس- الأمهات
تتوقف الكاتبة في هذا الفصل عند الأمهات اللواتي لعبن دورا كبيرا في حياة العلماء والصالحين، فكان من مظاهر ذلك أن بعض الأبناء حملوا أسماء أمهاتهم اللواتي لمعن في ميدانهن، كما استدلت الكاتبة بأمثلة من التاريخ على ذلك. واضطلعت الأمهات بدور مهم في سير أولياء بارزين حيث كانت أمهات زاهدات قدوة لأبنائهن الذين مشوا على خطاهن. وقد كتب شعراء مسلمون عن أمهاتهم اعترافا بفضلهن عليهم. وفي هذا السياق، أبدت الكاتبة إعجابها بأمهات مسلمات بعد زيارتها لهن وبالاحترام الكبير الذي يُكنه لهن الأبناء على اختلاف مستواهم التعليمي.
وكان دور الأم حاضرا في الأدب الصوفي حيث يرى المتصوف جلال الدين الرومي أن تسمية “رحم” الأم مشتقة من اسم الجلالة “الرحمان-الرحيم”. فالأم هي ذلك الملجأ الدائم للطفل كما هو الله سبحانه ملجأ كل إنسان. وشبه المتصوفة آلام المخاض بالتجربة الروحية للمتصوف، فما إن يرى الإنسان محبوبه حتى ينسى الآلام التي مر بها مثل قصة مريم (ع) والأم عند رؤية وليدها والنسوة اللائي قطعن أيديهن دون أن يشعرن بالألم عندما رأين يوسف (ع).
الفصل السابع- المرأة: من تجليات الخالق
تناول الشعر والأدب العربي الكلاسيكي والفارسي تيمة حب المرأة من خلال قصص مثل قصة يوسف وزليخة، مجنون ليلى، جميل بثينة، سليمان وبلقيس. وربط بعض كتاب وشعراء العصر الوسيط المرأة بمظاهر العبادة واعتبروها أحد تجليات الخالق، حيث قارنوا الكعبة بامرأة تكتسي رداءا والتي من أجلها يحج الناس طواعية من كل صوب ونحب ويركبون طريقا وعرا من أجل بلوغها ولمسها وتقبيل شامتها، أي الحجر الأسود. أما ابن العربي، فيرى أن النساء اللواتي قابل في الكعبة هن “ملائكة تحوم حول عرش الرحمان” ومظهر من مظاهر الحكمة الإلهية. فالمرأة بذلك عند ابن العربي أجمل تجليات الخالق.
الفصل الثامن- العشق الإلهي
تطرقت الكاتبة في هذا الفصل إلى عشق الروح للإله، إذ تستطيع المرأة أن تصبح من “رجال الله” لأن الروح تسعى باستمرار إلى اكتشاف طريق تؤدي بها إلى المحبوب الإلهي رغم كل المحن التي تحُفُّها. وعرضت الكاتبة الفكرة التي تعتبر أن الموت عرس لأنه يسمح بلقاء الروح مع محبوبها الأصلي.
وتقدم لنا في نفس الفصل صورة يقارن فيها المتصوفة الكون بالمرآة حيث تُشبَّه هذه الأخيرة بالخلق الذي يسمح التأمل فيه –مثل التأمل في المرآة- بإدراك عظمة الخالق. فالخلق انعكاس لقدرة الخالق لمن يتدبر فيه ويستحضر أسماء الله، فإن غُيبت عجز الإنسان عن إدراك تلك العظمة. وفي هذا السياق، يقول الرومي أن المحب الحقيقي يحول قلبه إلى مرآة نقية وصافية يرى فيها محبوبه أقرب إليه من نفسه.
وفي نفس الاتجاه، اختارت الكاتبة في الفصل التالي أن تتناول النفس والحب الإلهي من منظور الأدب الصوفي.
الفصل التاسع- النفس الأنثى في الشعر الهندي الباكستاني
طالعت الكاتبة الأدب والشعر الصوفي في الهند وباكستان الذي عالج تيمة النفس الأنثى. يُروى أن الشعر الصوفي في السند كان يُعد للغناء وليس للقراءة حيث كانت تردده النساء القرويات في السند وبنجاب عند اشتغالهن بأعمال الرحى والغزل. ويُشَبّه المتصوفة عصا الرحى بالرقم واحد الذي يرمز إلى الله الواحد، أما قاعدة الرحى فهي ترمز إلى الرسول (ص) الذي كان مستقبل الرسالة الإلهية. لذلك تُضيف أنه وجب على النساء استحضار هذه الصورة وتذكر الله دائما خلال عملهن بهذه الأدوات استجابة لقوله عز وجل “اذكروا الله ذكرا كثيرا” .
وفي حديثها عن الرمزية في الأدب الصوفي، قدمت مثالا للخيط الذي يرمز للعالَم أصله قطن كأصل العالم “الله”. عندما يصبح الخيط دقيقا من خلال عملية النسج المتواصل، فإنه يُشْبه قلب الإنسان الذي يتطهر عبر تفكر وذكر الله الدائمين. فضلا عن ذلك، يرى بعض المتصوفة أن نسج الصوف شبيه بنسج الأعمال التي تكون لباسا روحيا للإنسان. وعرضت الكاتبة أيضا أنواع القصائد التي أعدها شعراء الهند وباكستان عن حب الأنثى وشوقها.
في الفصول الثلاثة الأخيرة، اختارت لنا الكاتبة ثلاث قصص يتغنى بها المتصوفة لما لها من رمزية ودلالات، كما أنها تدور جميعها في فلك الروح المسجونة في الحياة الدنيا حيث تدرك بطلات هذه القصص أنه لا يوجد حب في الحياة الدنيا غير حب لقاء المحبوب الأولي.
الفصل العاشر- ترحال “ساسي”
تسرد الكاتبة قصة “ساسي” وهي بطلة إحدى القصص الرومانسية الشعبية من تراث السند وبنجاب، حيث كانت امرأة فائقة الجمال ماتت بحثا عن محبوبها الذي أُبعد عنها.
واعتُبرت رحلة ساسي بحثا عن محبوبها ومعاناتها شبيهة برحلة بحث داخلية يقوم بها المتصوف بحثا عن حب الله، إذ تسمح له معاناته بتطهير نفسه. ولا يتوقف البحث عن هذا الحب حتى الممات. واعتبر المتصوفة الموت أمرا محمودا لأنه يجمع المحب بمحبوبه. فيوم الموت بالنسبة للرجل التقي هو يوم عرس سوف يعرف لقاء الروح بمحبوبها.
الفصل الحادي عشر- سُهني ومييانفال
على غرار القصة السابقة، فإن بطلة هذه القصة “سُهني” تلقى نفس الحتف وتموت غرقا بحثا عن محبوبها بعد أن كُسرت الجرة التي كان من المفترض أن تُنجدها. والكسر في الصوفية يعني كسر جميع الروابط التي تربط الإنسان بالحياة المادية؛ ولذلك كان لا بد من انكسارها لتستطيع سُهني أن تلتحق بمحبوبها الإلهي دون أي حاجز مادي. كما ترمز سهني إلى الروح التي تتحلى بالصبر والامتنان.
وتغنى الشاه عبد اللطيف بمعاناة سهني في قصيدة شعرية مجَّد فيها البطلة لأنها استطاعت في نظره أن تجمع الألف بالميم. والألف عند المتصوفة يعني الله الواحد، والميم تعني النبي محمد (ص). ولذلك يردد المتصوفة أن الله “أحمد بلا ميم” (أحد). وتتجلى حكمة موت الحبيب عند المتصوفة في كون الموت ما هو إلا بداية للحياة الحقيقية.
الفصل الثاني عشر- عمر ومروي
لا تخلو هذه القصة أيضا من رمزيات يسقطها المتصوفة على الإنسان، إذ تحيل الكاتبة على الشاه عبد اللطيف الذي قدم شخصية “مروي” الباكستانية كرمز للحنين إلى الوطن وللروح التي تحتفظ دائما بصورة وطنها الأصلي وهو محبوب مروي في هذه القصة الذي أبت أن تفارقه بعد أن اصطحبها عمر إلى قصره. كما أن رفضها لهدايا عمر الثمينة يدل على وجوب رفض الانزلاق وراء المغريات الدنيوية.
تعرض الكاتبة صور الحنين إلى الوطن الأم وتفضيله على غيره من الأوطان رغم ما يمكن أن يضم من سلبيات. تُختتم القصة بإطلاق سراح مروي بفضل وفائها الكبير. وفي سياق هذه القصة، يقول الرومي ومجموعة من الشعراء المتصوفة أنه من المستحيل الرقي بالنفس إلى مستوى أعلى دون الابتعاد عن الوطن الأم، وهو ما تعرض له الرسول الكريم بعد أن هاجر إلى المدينة ليصبح حاكما عليها، ويوسف عليه السلام إلى مصر ليصبح عزيزها.
خاتمة
وفي ختام هذه الكتاب، تُشير الكاتبة إلى معاناة المرأة في العالم الإسلامي بسبب التفسير الضيق للمبادئ الإسلامية، وتدعو إلى دراسة الشخصيات النسائية في الأدب الإسلامي من أجل زعزعة المبادئ المغلوطة التي ترسبت عن المرأة. كما ترى الكاتبة أن الانفتاح على مختلف المراجع التراثية الإسلامية للعرب والفرس والترك والهند كفيل بإعطاء فكرة جديدة تتجاوز المسلمات الموروثة وتصحح الأفكار المسبقة لأنها تؤمن بضرورة إزالة كل فرق بين الرجل والمرأة في الحياة الروحية.
أتحفتنا الكاتبة بما قدمته من أعلام نسائية في عالم التصوف وما أبرزته من تأثير لهن على عدد من المتصوفة الكبار بفضل قوة إيمانهن ورقي أخلاقهن وحسن سِيَرهن. رغم أن كتب التاريخ مرت مرور الكرام على مثل هذه الأعلام النسائية، إلا أن مثل هذه الدراسات تجعلنا نتوقف عند كل شخصية لنستوعب وندرك المكانة والأهمية التي حظيت بها بفضل العلم الذي تسلحن به وقوة الإيمان التي تمسكن بها.

 نشر بتاريخ 27/09/2012

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق