مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكشذور

قدر ومقدار مشارق الأنوار على صحيح الآثار

قال الشيخ الفقيه الحافظ الناقد القاضي أبو الفضل عياض رحمه الله تعالى ورضي عنه:

          هو كتاب يحتاج إليه الشيخ الراوي كما يحتاج إليه الحافظ الواعي، ويتدرج به المبتدئ كما يتذكر به المنتهي ويضطر إليه طالب التفقه و الاجتهاد كما لا يستغنى عنه راغب السماع والإسناد، ويحتج به الأديب في مذاكرته كما يعتمد عليه المناظر في محاضرته، وسيعلم من وقف عليه من أهل المعرفة والدراية قدره ويوفيه أهل الإنصاف والديانة حقه، فإني نخلت فيه معلومي وبتثه مكتومي، ورصعته بجواهر محفوظي و مفهومي، وأودعته مصونات الصنادق والصدور، وسمحت فيه بمضنونات المشائخ والصدور، مما لا يبيحون خفى ذكره لكل ناعق، ولا يبوحون بسره في متداولات المهارق، ولا يقلدون خطير دره إلا لبّات أهل الحقائق، ولا يرفعون منها راية إلا لمن يتلقاها باليمين، ولا يودعون منها آية إلا عند ثقة أمين، وقد ألفته بحكم الاضطرار والاختيار وصنفته منتقى النكت من خيار الخيار، وأودعته غرائب الودائع والأسرار، وأطلعته شمسا يشرق شعاعها في سائر الأقطار، وحررته تحريرا تحار فيه العقول و الأفكار، وقرَّبته تقريبا تتقلب فيه القلوب و الأبصار و سميته: بمشارق الأنوار على صحاح الآثار، وإلى الله جل اسمه ألجأ في تصحيح عملي ونيتي وإليه أبرأ من حولي وقوتي ومنه استمد الهداية لهمي وعزمتي وإياه أسأل العصمة والولاية لجملتي والعفو والغفران لذنبي وزلتي إنه منعم كريم.

 

مشارق الأنوار على صحاح الآثار في شرح غريب الحديث

الموطأ والبخاري ومسلم، للقاضي عياض.

 الطبعة الأولى 1423هـ – 2002م.

 دار الكتب العلمية، 1/16.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق