مركز الدراسات القرآنيةأعلام

قتادة بن دعامة السدوسي ت117ﻫ

قدوة المفسرين والمحدثين قتادة بن دُعامة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمران بن الحارث السدوسي ـ نسبة إلى سدوس بن شيبان  البصري ـ الضَّرير الأكمه، ويكنى أبا الخطاب، تابعي جليل.

 وكان مولده سنة ستين هجرية، والده دعامة بن عزيز، قال عنه ابن الأثير: «نسبه ـ أي والد قتادة ـ عمرو بن علي، ولا تصح له صحبة»، وقال صاحب معجم الأدباء: «وكان أبوه أعرابيا ولد بالبادية، وأمه سرّية من مولّدات الأعراب».

روى قتادة عن أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية الرياحي، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، وخلق كثير، وروى عنه أيوب السختياني، وابن أبي عروبة، والأوزاعي، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة، وغيرهم كثير.

أما عن مكانته؛ فإنه «كان ثقة مأمونا حُجَّةً في الحديث» قاله ابن سعد في الطبقات، وذكر ابن أبي حاتم عن قتادة قوله: «ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء»، وقال ابن أبي حاتم أيضا: «وذكر ـ يقصد أحمد بن حنبل ـ قتادة فأطنب في ذكره، فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: عالم بتفسير القرآن وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه».

وقال عنه الإمام الذهبي: «وكان من أوعية العلم، وممن يُضرب به المثل في قوة الحفظ»، وأورد الأصبهاني في كتابه سير السلف الصالحين عن قتادة قوله: «ما سمعتْ أذني شيئا قط إلا وعاه قلبي»، وقول قتادة أيضا: «حدثني إبراهيم سعيد بن المسيب أربعة أيام، فقال يوما: لست تكتب، فهل يصير في يدك شيء مما أحدثك به؟ قلت له: إن شئت حدثتك بما حدثتني به، قال: فأعدته عليه فبقي ينظر إلي ويقول: أنت أهلٌ أن تحدث، فأقمت عنده ثمانية أيام، فقال لي في اليوم الثامن: ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني».

 وزاد الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام: « وكان قتادة أيضا رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها؛ قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس، ونقل القِفْطيُّ فِي تاريخ النحاة: كان الرجلان من بني أُمية يختلفان فِي البيت من الشعر، فيُبْرِدان بريدًا إلى العراق، يُسأل قتادة عنه».

وأُثر عنه قوله: «يستحب ألا تقرأ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهور»، وفي قوله عز وجل: ﴿فلولا أنه كان من المسبحين﴾ [الصافات: 143]، قال: «كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا»، وقال: «من يتق الله يكن معه، ومن يكن معه فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل»، وقال: «من قلَّ طعامه فهِم وأفهم وصفا ورقَّ».

وذكر الحموي أنه «كان يقول بشيء من القدر ثم رجع عنه»، وأضاف العجلي الكوفي: «وكان لا يدعو إليه، ولا يتكلم فيه».

وعلَّق صاحب السير بقوله: «ومع هذا؛ فما توقف أحد في صدقه وعدالته وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولا يسأل عما يفعل»، وذكر قول أبي هلال: «سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري، فقلت: قل فيها برأيك، قال: ما قلت برأي منذ أربعين سنة، وكان يومئذ له نحو من خمسين سنة»، قال الإمام الذهبي: «فدلَّ على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه».

وأما عن وفاته؛ ففي تهذيب الكمال: «قال غير واحد: مات سنة سبع عشرة ومائة، وقال أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد: مات سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة ومائة، وقال أبو حاتم: توفي بواسط في الطاعون، وهو ابن ست أو سبع وخمسين بعد الحسن بسبع سنين»، وعند الذهبي: «ومات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل: سنة ثماني عشرة بواسط، وله سبعٌ وخمسون سنة رحمه الله».

مصادر ترجمته:

الطبقات الكبرى لابن سعد (ت230هـ)، (229/7ـ231)، معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم للعجلي الكوفي (ت261هـ)، (215/2)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ت327هـ)، (133/7ـ135)، سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ت535هـ)، (ص:900)،  إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب للحموي (ت626هـ)، (2233/5ـ2234)، أسد الغابة لابن الأثير(ت630هـ)، (7/2)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمُزِّي ( ت742هـ)، (498/23ـ517)، سير أعلام النبلاء للذهبي (ت748هـ)، (269/5ـ283)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي(ت748هـ)، (301/3).

إنجاز: شوقي محسن
مركز الدراسات القرآنية
Science

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق