مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكشذور

في التكامل بين الفقه و التصوف

 

قال الشيخ أبو العباس أحمد بن أحمد زروق الفاسي في القاعدة الرابعة من قواعده:

 صدق التوجه مشروط برضا الحق .. ولا تصوف إلا بفقه

صدق التوجه مشروط بكونه من حيث يرضاه الحق تعالى وبما يرضاه ولا يصح مشروط بدون شرطه {ولا يرضى لعباده الكفر}، فلزم تحقيق الإيمان. {وإن تشكروا يرضه لكم} فلزم العمل بالإسلام. 

فلا تصوف إلا بفقه، إذ لا تعرف أحكام الله الظاهرة إلا منه، ولا فقه إلا بتصوف، إذ لا عمل إلا بصدق وتوجه، ولا هما إلا بإيمان، إذ لا يصح واحد منهما بدونه، فلزم الجميع لتلازمهما في الحكم، كتلازم الأرواح للأجساد، إذ لا وجود لها إلا فيها، كما لا كمال له إلا بها، فافهم.

ومنه قول مالك رحمه الله: (من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن جمع بينهما فقد تحقق).

قلت: تزندق الأول: لأنه قال بالجبر الموجب لنفي الحكمة والأحكام. وتفسق الثاني: لخلو عمله عن صدق التوجه الحاجز عن معصية الله تعالى وعن الإخلاص المشترط في العمل لله، وتحقق الثالث: لقيامه بالحقيقة في عين التمسك بالحق، فاعرف ذلك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق