مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

فرق الروافض برأي الأشعري: من مقالات الإسلاميين

يقول الإمام أبو الحسن الأشعري:
«والصنف الثاني من الأصناف الثلاثة التي ذكرنا بأن الشيعة يجمعها ثلاثة أصناف وهم (الرافضة).
 وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر، وهم مجمعون على أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على استخلاف علي بن أبي طالب باسمه وأظهر ذلك وأعلنه، وأن أكثر الصحابة ضلوا بتركهم الاقتداء به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الإمامة لا تكون إلا بنص وتوقيف، وأنها قرابة، وأنه جائز للإمام في حال التقية أن يقول:( أنه ليس بإمام)، وأبطلوا جميعاً الاجتهاد في الأحكام، وزعموا: أن الإمام لا يكون إلا أفضل الناس، وزعموا: أن علياً رضوان الله عليه كان مصيباً في جميع أحواله وأنه لم يخطئ في شيء من أمور الدين، إلا الكاملية أصحاب أبي كامل فإنهم أكفروا الناس بترك الاقتداء به وأكفروا علياً بترك الطلب، وأنكروا الخروج على أئمة الجور، وقالوا: ليس يجوز ذلك دون الإمام المنصوص على إمامته، وهم سوى الكاملية أربع وعشرون فرقة، وهم يدعون الإمامية لقولهم بالنص على إمامة علي بن أبي طالب.
فالفرقة الأولى منهم وهم القطعية: وإنما سموا قطعية لأنهم قطعوا على موت موسى بن جعفر بن محمد بن علي، وهم جمهور الشيعة: يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على إمامة علي بن أبي طالب واستخلفه بعده بعينه واسمه، وأن علياً نص على إمامة ابنه الحسن بن علي، وأن الحسن بن علي نص على إمامة أخيه الحسين بن علي، وأن الحسين بن علي نص على إمامة ابنه علي بن الحسين، وأن علي بن الحسين نص على إمامة ابنه محمد بن علي، وأن محمد بن علي نص على إمامة ابنه جعفر بن محمد، وأن جعفر بن محمد نص على إمامة ابنه موسى بن جعفر، وأن موسى بن جعفر نص على إمامة ابنه علي بن موسى، وأن علي بن موسى نص على إمامة ابنه محمد بن علي بن موسى، وأن محمد بن علي نص على إمامة ابنه علي بن محمد بن علي بن موسى، وأن علي بن محمد بن علي بن موسى نص على إمامة ابنه الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى، وهو الذي كان بسامرا، وأن الحسن بن علي نص على إمامة ابنه محمد بن الحسن بن علي وهو الغائب المنتظر عندهم الذي يدَّعون أنه يظهر فيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.
والفرقة الثانية منهم وهم الكيسانية: وهي إحدى عشرة فرقة، وإنما سموا كيسانية لأن المختار الذي خرج وطلب بدم الحسين بن علي ودعا إلى محمد بن الحنفية كان يقال له كيسان، ويقال: إنه مولى لعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه.
والفرقة الأولى من الكيسانية وهي الثانية من الرافضة: يزعمون أن علي بن أبي طالب نص على إمامة ابنه محمد بن الحنفية لأنه دفع إليه الراية بالبصرة.
والفرقة الثالثة من الرافضة وهي الثانية من الكيسانية: يزعمون أن علي بن أبي طالب نص على إمامة ابنه الحسن بن علي، وأن الحسن بن علي نص على إمامة أخيه الحسين بن علي، وأن الحسين بن علي نص على إمامة أخيه محمد بن علي، وهو محمد بن الحنفية.
والفرقة الرابعة من الرافضة وهي الثالثة من الكيسانية وهي الكَرْبية: أصحاب أبي كَرْب الضرير، يزعمون أن محمد بن الحنفية حي بجبال رضوى؛ أسد عن يمينه ونمر عن شماله يحفظانه، يأتيه رزقه غدوة وعشية إلى وقت خروجه. وزعموا أن السبب الذي من أجله صبر على هذا الحال- أن يكون مغيباً عن الخلق- أن لله تعالى فيه تدبيراً لا يعلمه غيره..
والفرقة الخامسة من الرافضة وهي الرابعة من الكيسانية: يزعمون أن محمد بن الحنفية إنما جعل بجبال رضوى عقوبة لركونه إلى عبد الملك بن مران وبيعته إياه.
والفرقة السادسة من الرافضة وهي الخامسة من الكيسانية: يزعمون أن محمد بن الحنفية مات، وأن الإمام بعده ابنه أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية.
والفرقة الثامنة من الرافضة وهي السابعة من الكيسانية: يزعمون أن الإمام بعد أبي هاشم: عبد الله بن محمد بن الحنفية ابن أخيه الحسن بن محمد بن الحنفية، وأن أبا هاشم أوصى إليه، ثم أوصى الحسن إلى ابنه علي بن الحسن، وهلك علي ولم يعقب، فهم ينتظرون رجعة محمد بن الحنفية، ويقولون: أنه يرجع ويملك، فهم اليوم في التيه لا إمام لهم إلى أن يرجع إليهم محمد بن الحنفية في زعمهم.
والفرقة التاسعة من الرافضة وهي الثامنة من الكيسانية: يزعمون أن الإمام بعد أبي هاشم محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، قالوا: وذلك أن أبا هاشم مات بأرض الشراة منصرفه من الشام، فأوصى هناك إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وأوصى محمد بن علي إلى ابنه إبراهيم بن محمد، ثم أوصى إبراهيم بن محمد إلى أبي العباس، ثم أفضت الخلافة إلى أبي جعفر المنصور بوصية بعضهم إلى بعض، ثم رجع بعض هؤلاء عن هذا القول وزعموا: أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على العباس بن عبد المطلب ونصبه إماماً، ثم نص العباس على إمامة ابنه عبد الله، ونص عبد الله على إمامة ابنه علي بن عبد الله، ثم ساقوا الإمامة إلى أن انتهوا بها إلى أبي جعفر المنصور بوصية بعضهم إلى بعض، ثم رجع بعض هؤلاء عن هذا القول وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على العباس بن عبد المطلب ونصبه إماما، ثم نص العباس على إمامة ابنه علي بن عبد الله، ثم ساقوا الإمامة إلى أن انتهوا بها إلى أبي جعفر المنصور: وهؤلاء هم (الراوندية)، وافترقت هذه الفرقة في أمر أبي مسلم على مقالتين: فزعمت فرقة منهم تدعى (الرزامية) أصحاب رجل يقال له رزام: أن أبا مسلم قتل، وقالت فرقة أخرى يقال لها (أبو مسلمية): أن أبا مسلم حي لم يمت، ويحكى عنهم استحلال لما لم يحلل لهم أسلافهم.
والفرقة العاشرة من الرافضة وهي الحربية: (أصحاب عبد الله بن عمرو بن حرب)، وهي التاسعة من الكيسانية: يزعمون أن أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية نصب عبد الله بن عمرو بن حرب إماماً، وتحولت روح أبي هاشم فيه، ثم وقفوا على كذب عبد الله بن عمرو بن حرب فصاروا إلى المدينة يلتمسون إماماً، فلقوا عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فدعاهم إلى أن يأتموا به، فاستجابوا له ودانوا بإمامته وادعوا له الوصية، وافترقوا في أمر عبد الله بن معاوية ثلاث فرق..
والصنف الحادي عشر من الرافضة وهي البيانية: أصحاب بيان بن سمعان التميمي وهو الصنف العاشر من الكيسانية، يزعمون أن أبا هاشم أوصى إلى بيان بن سمعان التميمي، وأنه لم يكن له أن يوصي بها إلى عقبه.
والصنف الثاني عشر من الرافضة وهو الحادي عشر من الكيسانية: يزعمون أن الإمام بعد أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
والصنف الثالث عشر من الرافضة: وهم الذين يسوقون النص من النبي صلى الله عليه وسلم على إمامة علي حتى ينتهوا بها إلى علي بن الحسين، وهم (المغيرية) أصحاب المغيرة بن سعيد، يزعمون: أن الإمام بعد علي بن الحسين ابنه محمد بن علي بن الحسين أبو جعفر، وأن أبا جعفر أوصى إلى المغيرة بن سعيد، فهم يأتمون به إلى أن يخرج المهدي، والمهدي فيما زعموا هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم، وزعموا أنه حي مقيم بجبال ناحية الحاجر، وأنه لا يزال مقيماً هناك إلى أوان خروجه..
والصنف الرابع عشر من الرافضة: يسوقون الإمامة من علي بن أبي طالب حتى ينتهوا بها إلى علي بن الحسين، ثم يزعمون أن الإمام بعد علي بن الحسين: أبو جعفر محمد بن علي، وأن الإمام بعد أبي جعفر محمد بن عبد الله بن الحسن الخارج بالمدينة، وزعموا أنه المهدي، وأنكروا إمامة المغيرة بن سعيد.
والصنف الخامس عشر من الرافضة: يسوقون الإمامة من علي بن أبي طالب حتى ينتهوا بها إلى علي بن الحسين، ويزعمون أن علي بن الحسين نص على إمامة أبي جعفر محمد بن علي، وأن أبا جعفر محمد بن علي أوصى إلى أبي منصور.
ثم اختلفوا فرقتين: فرقة يقال لها (الحسينية) يزعمون: أن أبا منصور أوصى إلى ابنه الحسين بن أبي منصور؛ وهو الإمام بعده. وفرقة أخرى يقال لها (المحمدية): مالت إلى تثبيت أمر محمد بن عبد الله بن الحسن، وإلى القول بإمامته، وقالوا: إنما أوصى أبو جعفر إلى أبي منصور دون بني هاشم، كما أوصى موسى –عليه السلام- إلى يوشع بن نون دون ولده ودون ولد هارون. ثم إن الأمر بعد أبي منصور راجع إلى ولد علي كما رجع الأمر بعد يوشع بن نون إلى ولد هارون، قالوا: وإنما أوصى موسى-عليه السلام- إلى يوشع بن نون دون ولده ودون ولد هارون لئلا يكون بين البطنين اختلاف، فيكون يوشع هو الذي يدل على صاحب الأمر، فكذلك أبو جعفر أوصى إلى أبي منصور، وزعموا أن أبا منصور قال: إنما أنا مستودع، وليس لي أن أضعها في غيري، ولكن القائم هو محمد بن عبد الله.
والصنف السادس عشر من الرافضة: يسوقون الإمامة إلى أبي جعفر محمد بن علي، وأن أبا جعفر نص على إمامة جعفر بن محمد، وأن جعفر بن محمد حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر أمره وهو القائم المهدي، وهذه الفرقة تسمى (الناوسية)، لقبوا برئيس لهم يقال له: عجلان بن ناوس من أهل البصرة. والصنف السابع عشر من الرافضة: يزعمون أن جعفر بن محمد مات، وأن الإمام بعد جعفر: ابنه إسماعيل. وأنكروا أن يكون إسماعيل مات في حياة أبيه، وقالوا: لا يموت حتى يملك، لأن أباه قد كان يخبر أنه وصيه والإمام بعده.
والصنف الثامن عشر من الرافضة وهم القرامطة: يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بن أبي طالب، وأن علياً نص على إمامة ابنه الحسن، وأن الحسن بن علي نص على إمامة أخيه الحسين بن علي، وأن الحسين بن علي نص على إمامة ابنه علي بن الحسين، وأن علي بن الحسين نص على إمامة ابنه محمد بن علي، ونص محمد بن علي على إمامة ابنه جعفر، ونص جعفر على إمامة ابن ابنه محمد بن إسماعيل. وزعموا أن محمد بن إسماعيل حي إلى اليوم لم يمت ولا يموت حتى يملك الأرض وأنه هو المهدي الذي تقدمت البشارة به، واحتجوا في ذلك بأخبار رووها عن أسلافهم يخبرون فيها أن سابع الأئمة قائمهم.
والصنف التاسع عشر من الرافضة: يسوقون الإمامة من علي بن أبي طالب على سبيل ما حكينا عن القرامطة حتى ينتهوا بها إلى جعفر بن محمد، ويزعمون: أن جعفر بن محمد جعلها لإسماعيل ابنه دون سائر ولده، فلما مات إسماعيل في حياة أبيه صارت في ابنه محمد بن إسماعيل. وهذا الصنف يُدعون (المباركية) نسبوا إلى رئيس لهم يقال له: المبارك، وزعموا أن محمد بن إسماعيل قد مات وأنها في ولده من بعده.
والصنف العشرون من الرافضة: يسوقون الإمامة من علي على ما حكينا عمن تقدمهم حتى ينتهوا بها إلى جعفر بن محمد، ويزعمون أن الإمام بعد جعفر: محمد بن جعفر، ثم هي في ولده من بعده، وهم (السميطية) نسبوا إلى رئيس لهم يقال له: يحيى بن أبي سميط.
والصنف الحادي والعشرون من الرافضة: يسوقون الإمامة من علي إلى جعفر بن محمد على ما حكينا عمن تقدم شرحنا لقوله آنفاً، ويزعمون أن الإمام بعد جعفر: ابنه عبد الله بن جعفر، وكان أكبر من خلف من ولده، وهي في ولده. وأصحاب هذه المقالة يُدعون (العمارية)، نسبوا إلى رئيس لهم يعرف بعمار، ويدعون (الفطحية) لأن عبد الله بن جعفر كان أفطح الرجلين، وأهل هذه المقالة يرجعون إلى عدد كثير.
فأما زرارة فإن جماعة من العمارية تدعي أنه كان على مقالتها وأنه لم يرجع عنها، وزعم بعضهم أنه رجع عن ذلك حين سأل عبد الله بن جعفر عن مسائل لم يجد عنده جوابها، وصار إلى الائتمام بموسى بن جعفر بن محمد، وأصحاب زرارة يُدعون (الزرارية) ويُدعون (التميمية).
والصنف الثاني والعشرون من الرافضة: يسوقون الإمامة حتى ينتهوا بها إلى جعفر بن محمد، ويزعمون أن جعفر بن محمد نص على إمامة ابنه موسى بن جعفر، وأن موسى بن جعفر حي لم يمت ولا يموت حتى يملك شرق الأرض وغربها حتى يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وهذا الصنف يُدعون (الواقفة)؛ لأنهم وقفوا على موسى بن جعفر ولم يجاوزوه إلى غيره، وبعض مخالفي هذه الفرقة يدعوهم (الممطورة)؛ وذلك أن رجلاً منهم ناظر يونس بن عبد الرحمن، ويونس من القطعية الذين قطعوا على موت موسى بن جعفر، فقال له يونس: أنتم أهون علي من الكلاب الممطورة، فلزمهم هذا النبز.
والقائلون بإمامة موسى بن جعفر يُدعون (الموسائية) لقولهم بإمامة موسى بن جعفر، ويُدعون (المفضلية)؛ لأنهم نسبوا إلى رئيس لهم يقال له: المفضل بن عمر، وكان ذا قدر فيهم. وفرقة من الموسائية وقفوا في أمر موسى بن جعفر فقالوا: لا ندري أمات أم لم يمت؟ إلا أنا مقيمون على إمامته حتى يتضح لنا أمر غيره، وإن وضحت لنا إمامة غيره كما وضحت لنا إمامته، قلنا بذلك وانقدْنا له..
والصنف الثالث والعشرون من الرافضة: يسوقون الإمامة من علي إلى موسى بن جعفر كما حكينا من قول المتقدمين، غير أنهم يقولون: إن موسى بن جعفر نص على إمامة ابنه أحمد بن موسى بن جعفر.
والصنف الرابع والعشرون من الرافضة: يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي، وأن علياً نص على الحسن بن علي، ثم انتهت الإمامة إلى محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر، كما حكينا عن أول فرقة من الرافضة، ويزعمون أن محمد بن الحسن بعده إمام هو: القائم الذي يظهر فيملأ الدنيا عدلاً ويقمع الظلم، والأولون قالوا أن محمد بن الحسن هو القائم الذي يظهر فيملأ الدنيا عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
واختلفت الروافض القائلون بإمامة محمد بن علي بن موسى بن جعفر لتقارب سنه ضرباً من الاختلاف آخر، وذلك أن أباه توفي وهو ابن ثماني سنين – وقال بعضهم: بل توفي وله أربع سنين – هل كان في تلك الحال إماماً واجب الطاعة؟ على مقالتين: فزعم بعضهم أنه كان في تلك الحال إماماً واجب الطاعة، عالماً بما يعلمه الأئمة من الأحكام وجميع أمور الدنيا يجب الائتمام والاقتداء به كما وجب الائتمام والاقتداء بسائر الأئمة من قبله.
وزعم بعضهم أنه كان في تلك الحال إماماً على معنى أن الأمر كان فيه وله دون الناس، وعلى أنه لا يصلح لذلك الموضع في ذلك الوقت أحد غيره، وأما أن يكون اجتمع فيه في تلك الحال ما اجتمع في غيره من الأئمة المتقدمين فلا، وزعموا أنه لم يكن يجوز في تلك الحال أن يؤمهم، ولكن الذي يتولى الصلاة لهم وينفذ أحكامهم في ذلك الوقت غيره من أهل الفقه والدين والصلاح إلى أن يبلغ المبلغ الذي يصلح فيه..»

[مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين للإمام أبي الحسن الأشعري-

تحقيق: أحمد جاد-دار الحديث/القاهرة-طبعة/2008-ص:20-28]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق