مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

غاية المرام للإمام أبي الحسن علي بن محمد بن سالم المعروف بسيف الدين الآمدي: ت.631ﻫ

هو علي بن أبي علي بن محمد بن سالم الثعلبي، الإمام أبو الحسن سيف الدين الآمدي، الأصولي المتكلم، أحد أذكياء العالم[3].
ولد بعد سنة 550هـ [4].
وقرأ بآمد القراءات على عمار الآمدي، ومحمد الصفار، وتلا ببغداد على ابن عبيدة، وحفظ “الهداية” وتفقه عى ابن المني، وسمع من ابن شاتيل وغيره، ثم صحب ابن فضلان، واشتغل عليه في الخلاف، وبرع، وحفظ طريقة الشريف ونظر في طريقة أسعد الميهني، وتفنن في حكمة الأوائل … وكان يتوقد ذكاء [5].
توفي ليلة الاثنين وقت صلاة المغرب ثاني صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة (631هـ) بدمشق، ودفن يوم الاثنين بسفح قاسيون رحمه الله[6].
مؤلفاته:
ـ الإحكام في أصول الأحكام.
ـ منتهى السول في علم الأصول.
ـ المآخذ على المحصول.
ـ منتهى السالك في رتب الممالك.
ـ دقائق الحقائق.
ـ كشف التمويهات على الإشارات والتنبيهات.
ـ رموز الكنوز.
ـ الغرائب وكشف العجائب.
ـ النور الباهر في الحكم الزواهر.
ـ المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين.
ـ فرائد القلائد.
ـ منائح القرائح مختصر أبكار الأفكار.
ـ المآخذ على المطالب العالية.
ـ أبكار الأفكار في أصول الدين.
ـ غاية المرام في علم الكلام.
موضوعه ومحتوياته:
يعد كتاب “غاية المرام في علم الكلام” لسيف الدين الآمدي، ملخصا عن كتابه الأول “أبكار الأفكار في الدين”، إلا أنه ليس مجرد اختصار فقط، بل هو كتاب يحتوي على آراء تخالف ما جاء في “الأبكار”، والتي أشار إليها حسن الشافعي في كتابه “الآمدي وآراؤه الكلامية”، وهو أن الاختلاف الواقع بين الكتابين، كان بسبب نظر الآمدي في مواضع الخلاف، حيث نزع إلى آراء مستقلة، أو استقى بعض النظريات من خارج النطاق الأشعري، إيمانا منه بقوتها وصدقها، واستجابة لروحه النقدية الغلابة، وهي مرحلة من مراحل التطور الفكري”[7]ومن خصائص “غاية المرام” التي تميزه عن باقي مؤلفات المصنف، ما نجده من  النقد التفصيلي للأدلة الكلامية المشهورة على الحدوث كدليلي الجوهر الفرد، والممكن والواجب، وقد كان في الأبكار يتبنى دليل الجوهر الفرد ويدافع عنه…. وأيضا كان يقبل في كتابه أبكار الأفكار الاستدلال بالدليل السمعي في المسائل الكلامية التي لا تتوقف عليها صحة النبوة سواء كانت من الإلهيات أو غيرها كالنبوات والسمعيات إذا بنا نجده في غاية المرام لا يقبل الدليل السمعي إلا في المسائل السمعية المتعلقة بالبعث وما يتصل به[8].
ويحتوي الكتاب على المسائل التالية:
ـ القانون الأول: في إثبات الواجب بذاته.
ـ القانون الثاني: في إثبات الصفات وإبطال تعطيل من ذهب إلى نفيها من أهل المقالات.
    ـ مطلب في إثبات صفة العلم.
    ـ مطلب في إثبات صفة القدرة.
    ـ مطلب في إثبات صفة الكلام.
    ـ مطلب في إثبات صفة الإدراكات.
ـ القانون الثالث: في وحدانية الباري تعالى رأي الفلاسفة الإلهيين.
ـ القانون الرابع: في إبطال التشبيه وما يجوز عليه تعالى وما لايجوز، ويشتمل على قاعدتين:
ـ القاعدة الأولى: في بيان ما يجوز على الله تعالى.
ـ القاعدة الثانية: في إبطال التشبيه وبيان ما لا يجوز على الله تعالى.
ـ القانون الخامس: في أفعال واجب الوجود ويشتمل على ثلاث قواعد.
ـ القاعدة الأولى في أنه لا خالق إلا الله تعالى.
ـ القاعدة الثانية: في نفي الغرض والمقصود عن أفعال واجب الوجود.
ـ القاعدة الثالثة: في حدوث المخلوقات وقطع تسلسل الكائنات.
ـ القانون السادس: في المعاد وبيان ما يتعلق بحشر الأنفس والأجساد.
ـ القانون السابع: في النبوات والأفعال الخارقة للعادات.
ـ القانون الثامن في الإمامة.
سبب تأليفه:
يروي لنا الإمام الآمدي في مقدمة كتابه، السبب الذي جعله يخط هذا الكتاب، وهو يتحدث عن علم الكلام الذي عده من أشرف العلوم يقول في ذلك:
“… وأطلقت جواد الفكر في مسارح ساحاته ومطارح غاياته، وطرقت أبكار أسراره، ووقفت منه على أغواره….ولم أزل على ذلك برهة من الزمان، مجانبا للإخوان، إلى أن سألني من تعينت على إجابته، وتحتمت علي تلبيته، أن أجمع له مشكلات درره، وأبين مغمضات غرره، ….فاستخرت الله تعالى في إسعافه بطلبه، واستعنته في قضاء أربه، فشرعت في تأليف هذا الكتاب، وترتيب هذا العجاب، وأودعته أبكار الأفكار، وضمنته غوامض الأسرار، منبها على مواضع مواقع زلل المحققين، رافعا بأطراف أستار عورات المبطلين، كاشفا لظلمات تهويلات الملحدين، كالمعتزلة، وغيرهم من طوائف الإلهيين، على وجه لا يخرجه زيادة التطويل إلى الملل، ولا فرط الاختصار إلى النقص والخلل تسهيلا على طالبيه، وتيسيرا على راغبيه، وسميته: غاية المرام في علم الكلام…”[9]طبعاته:
ـ طبع بتحقيق الدكتور حسن محمود عبد اللطيف، سنة 1391هـ ـ 1971م،   طبعة لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة.
ـ طبع بتحقيق أحمد فريد المزيدي، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى سنة 1424هـ 2004م.
 ـ طبع بتحقيق: أحمد عبد الرحيم السايح(؟؟؟) و توفيق علي وهبة(؟؟؟) سنة 1429هـ ـ 2008م، طبعة  مكتبة الثقافة الدينية .
ـ طبع بتحقيق فهيم محمد سنة 1419هـ ـ 1998م، طبعة مكتبة زهراء الشرق.

                                                                    إعداد الباحث: عبدالله بلحاج  

 

الهوامش:

[1] هناك كتاب غير غاية المرام هذا، وهو لوالد الإمام فخر الدين الرازي، ويبدو أن الآمدي اقتبس العنوان منه، وهو ما أشار إليه حسن الشافعي في كتابه الآمدي وآراؤه الكلامية، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة،الطبعة الأولى 1418هـ – 1998م، ص 93.
[2] انظر ترجمته: معجم البلدان 1/56، وفيات الأعيان 2/455، ومفرج الكروب لابن واصل 5/36، طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي 5/129، أخبار العلماء للقفطي ص 161، الوافي بالوفيات للصفدي 21/340، مرآة الزمان لسبط بن الجوزي 8/457، وشذرات الذهب لابن العماد 5/144.
[3] طبقات الشافعية الكبرى، لتاج الدين السبكي(ت771هـ)، تحقيق عبد الفتاح الحلو ومحمود الطناحي، طبعة  دار إحياء الكتب العربية، (8/306).
[4] طبقات الشافعية ـ السبكي ج 5 ص 129الطبعة الأولى بالمطبعة الحسينية المصرية  سنة 1324هـ.
[5] سير أعلام النبلاء ج 22 ص 364.
[6] الوافي بالوفيات، صلاح الدين الصفدي (ت764هـ)، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتزكي مصطفى، طبعة دار إحياء التراث العربي، ج21 ص 229.
[7] الآمدي وآراؤه الكلامية ص 97.
[8] مقدمة كتاب غاية المرام في علم الكلام ـ سيف الدين الآمدي، تحقيق حسن محمود عبد اللطيف، طبعة لجنة إحياء التراث الإسلامي القاهرة، سنة 1391هـ ـ 1971م، ص 16.
 [9] مقدمة كتاب غاية المرام في علم الكلام ـ سيف الدين الآمدي، تحقيق أحمد فريد المزيدي، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى سنة 1424هـ 2004م، ص 13.

 

روابط تحميل الكتاب:

http://www.aslein.org/index.php/ar/2011-09-06-18-13-32/83-2011-09-05-20-26-33/240-2011-09-20-21-07-28

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق