مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثقراءة في كتاب

عمدة الطالبين لفهم ألفاظ المرشد المعين

عمدة الطالبين لفهم ألفاظ المرشد المعين

للعلامة الفقيه الفقيه المفتي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد السملالي الأدوزي(ت1221هـ)

  اعتنى علماء المغرب عناية خاصة بالمنظومة التعليمية للعلامة الفقيه الزاهد أبي محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري الأندلسي الفاسي(ت1040هـ)، المسماة بالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين، فأقبلوا عليها حفظا وإقراء وشرحا، وصار عليها المعول لدى معظم الطلبة بالمغرب، ومن شروحها النافعة السائرة: كتاب عمدة الطالبين لفهم ألفاظ المرشد المعين، لصاحبه الفقيه المفتي ذي التصانيف الكثيرة والطرر والتقاييد الغزيرة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن يعقوب السملالي الأَدُوزِي(ت1221هـ)، وقد بدأ شرحه بمقدمة مهّد فيها للمقصود؛ مبيناً دواعي شرح الكتاب وأنه وضعه للصغار والمبتدئين من الطلبة، وصرّح أنه اعتمد فيه طريقة مزج الشرح بالنظم، وهي تختلف عن الطريقة الأخرى التي يميز فيها الشراح أقوال صاحب المتن، أو أبيات صاحب النظم عن الشرح، وأفصح أبو عبدالله السملالي في المقدمة أيضا عن المصادر التي اعتمدها في الشرح ورموزها، كما تحدّث باقتضاب عن فضل نسبة الفائدة العلمية إلى صاحبها، وعن فضل أهل العلم والفقه الذين هم أولياء الله.

  وبالرجوع إلى مقدمة كتابه نجده يقول رحمه الله: «فهذا، إن شاء الله، شرحٌ لطيفٌ مزجته برجز الشيخ الإمام العالم العلامة الحاج الأبر أبي محمد سيدي عبد الواحد بن عاشر الأندلسي ثم الفاسي، رضوان الله عليه ورحمته، قصدت فيه حلّ ما يحتاج من ألفاظه إلى الحل، واقتصرت فيه على ما يليق عنده من النقد، متخيِّراً في ذلك بأسعد النقول بعبارته، أقربها إلى رمزه وإشارته، وجافيته عن طريق التطويل الممل، والإيجاز المخل، وأعرضت فيه عن الإعراب البيّن، وأتيت بما هو منه في نظري متعين، وآثرت فيه الميل إلى بسط العبارة والتبيين، حرصاً على تقريبه لأفهام المبتدئين أمثالنا المقصرين، لأني قيّدته لنفسي وللصغار في الفن والأطفال لا للممارسين للعلم من فحول الرجال»، وأكد هذا المعنى الأخير في نهاية التمهيد بقوله: «وإني لم أقيد هذا لمن هو أعلى مني، بل لأمثالي المبتدئين، فالله الله يا أخي في الاعتذار وترك الاعتراض…».

  وقد شرح المؤلف جميع أبيات منظومة المرشد المعين، ويبلغ عددها ثلاث مئة وسبعة عشر بيتاً، محافظاً على ترتيب واضعها، يشرحها بيتاً بيتاً أو بيتين أو ثلاثة، ونادراً ما يجاوز ذلك كما فعل في زكاة النعم، وقد يمهد للباب بتعريف مختصر قبل البدء في الشرح، وأثرى مادة شرحه بنقول مفيدة عن جم غفير من أئمة السادة المالكية، تارة يذكرهم مصرحا بهم وبدواوينهم التي نقل منها، وتارة يذكرهم بدونها وهو الأغلب، وينتهج السلاسة في البيان، ويعرض عن دقيق الإعراب والنحو، حرصاً على تقريبه للأفهام؛ لذلك جاءت عبارته بعيدة عن التعقيد والغريب، فلا جرم أن يهتبل به الطلبة وأن يقبلوا على دراسته.

  ومن أهم المصادر التي اعتمدها في شرحه ورمز إليها بحروف معينة، في بداية الكتاب بمصادره المعتمدة مقدمات الشيخ محمد السنوسي الحسني ويرمز إليها بـ (س)، وينقل عن صغراه ومقدمته وصغرى الصغرى، ومختصر الشيخ خليل، ويرمز إليه بحرف (خ)، وشرح المواق بـ (ق)، وشرح الحطاب بـ (ح)، وشرح الزرقاني بـ (ز)، وشرح الدردير بـ (د)، وشرح أبي الحسن على الرسالة بـ (ع)، وشرح النفراوي عليها بـ (ر)، وشرح يبورك السملالي على بعض تآليف السملالي بـ (ك)، ويرمز لشرح ميارة على المرشد المعين بـ (ش)، وشرح أبي الحسن ابن عبد الصادق بـ (صق)، وغير ذلك من المصادر والمراجع العقدية والفقهية واللغوية وكتب الرقائق والزهد.

  طبع الكتاب بدار الرشاد الحديثة بالدار البيضاء، سنة 1434هـ/2013م، بعناية: د. عبد الكريم قبول.

 الكتاب: عمدة الطالبين لفهم ألفاظ المرشد المعين

 تأليف: محمد بن أحمد بن محمد السملالي الأدوزي أبو عبد الله (ت1221هـ).

 مصادر ترجمته: الحضيكيون:(ص97)، المعسول:(5/62-65)، الأعلام:(6/17).

 كلمة ثناء على المؤلف: قال عنه العلامة المختار السوسي: «شيخ الشيوخ العلامة الفقيه النحوي المدرس المتفنن، ذو التصانيف المفيدة».

 بيانات النشر: تحقيق: د. عبد الكريم قبول، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى: 1434هـ/2013م.

 إنجاز: د. طارق طاطمي

Science

الدكتور طارق طاطمي

باحث مؤهل متعاون مع مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط

منسق تحرير مجلة لسان المحدث التابعة للرابطة المحمدية للعلماء

منسق تحرير موقع مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

أستاذ السيرة النبوية بمؤسسة دار الحديث الحسنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق