مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

علي بن إسماعيل حرزهم الفاسي.

إنجاز الباحثة: دة.أمينة مزيغة. 

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل.


والعارف الشيخ أبو الحسن علي        الكامل بن حرزهم بدر جلي

له الـمـقام الراسـخ الـمنيف         والسمت والهيبة والتصريف

والـشـيخ حرزهم كذا موجود          خارج قـبـة ابنـه ملحود

وابن أخـيه كـان نعم الناصح          لـربـه أبو محمـد صالح

        هو سيدي علي بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن حرزهم، أبو الحسن، من علماء فاس الكبار وصوفيتها المشاهير، ولد بفاس ونشأ بها ودرس علوما عدة، وكان بها من كبار العلماء فقها وحديثا و حفظا، وكان عابدا زاهدا ورعا متصوفا متحققا به، له مشاركة في شتى العلوم، عارفا بالحديث والتفسير وغيرها من العلوم.

      وعائلة بن حِرْزِهِم مشتهرة بالعلم والصلاح، فقد عرف والده اسماعيل بن حرزهم بعلمه وصلاحه، وعرف عمه وأستاذه صالح بن محمد ابن حرزهم بعلو كعبه في المنقول والمعقول، وكذلك ولده محمد بن علي ابن حرازم دفين السخينات، المعروف عند الناس بسيدي حرازم.

      أخذ أبو الحسن علي بن حرزهم عن عدة من الشيوخ العلماء كالقاضي أبي بكر ابن العربي والشيخ أبي الفضل يوسف التـُوزَرِي؛ المعروف بابن النحوي، والشيخ الفقيه العالم أبي عبد الله الخياط؛ دفين حومة الدوح من طالعة فاس، والشيخ أبي بكر بن عثمان ابن مالك، وأخد أيضا عن والده الشيخ أبي الصدق إسماعيل ابن حرزهم. وعمه الشيخ أبو محمد صالح ابن حرزهم هو شيخه على الحقيقة، وعليه كان اعتماده، وإليه في طريق التربية والتهذيب استناده.

      ومن تلاميذ الإمام علي بن حرزهم العلامة إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق المالقي، والعلامة أبو عبد الله التاودي الذي لازم  شيخه أبـا الحسن بن حرزهم لمدة طويلة، وهو غير العلامة محمد التاودي بن سودة الذي عاش في زمن الدولة العلوية.

 

      كان الشيخ علي بن حرزهم سالكا طريق التصوف الذي أخذه عن عمه أبي محمد صالح بن حرزهم، وعن أبي الفضل يوسف ابن النحوي، وهم ممن اعتنوا بكتاب “إحياء علوم الدين” للغزالي وروجوا له بالمغرب … ذلك أن علي بن حرزهم عاد للدفاع عن كتاب الإحياء للغزالي بعدما كان وافق في بداية الأمر على إحراقه..

     قال ابن عيشون الشراط  في “الروض العطر الأنفاس: “رحل إلى مراكش، فدرس بها العلم، وتَوَّب بها ناسا، وزهَّد أميرها في الدنيا، وكثر أتباعه وتلاميذه، وأخذ عنه ناس هذا الطريق، من جملتهم: الشيخ أبو مدين، سلك على يديه مع الشيخ أبي عبد الله التاودي؛ دفين خارج باب الجيسة، فنجبا ونفذا، وكانا أخوين في طريق شيخهما، إمامين فاضلين عارفين، وممن أخذ عنه أيضا الشيخ أبو يعزى؛ ذكر ذلك الشيخ طاهر بن زيان، والشيخ أبو عبد الله العناني، والشيخ أبو العباس الفاسي، والشيخ أبو محمد يسكر بن موسى الجورائي، وغيرهم.”…

      ويذكر أن الإمام علي بن حرزهم أخذ “الطريقة” عن أبي بكر ابن العربي عن الإمام الغزالي عن إمام الحرمين عن أبي طالب المكي عن  الإمام الجنيد..

      كانت وفاة علي بن حرزهم رحمه الله، بفاس آخر يوم من شعبان  سنة تسع وخمسين و خمسمائة559هـ، وقيل سنة ستين و خمسمائة، ودفن خارج باب الفتوح بفاس وبنيت عليه قبة؛ كان تاريخ بنائها واسم من بناها من أمراء بني مرين مكتوبا بنقش في رخامة على ضريحه. ثم أمر السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي عامله على فاس محمد الصفار أن يهدمها ويبني عليه أخرى أكبر منها؛ ففعل. وبناها عليه، وهي القائمة البناء الآن، وهي قبة عظيمة، واسعة الفناء، حسنة الشكل والبناء، ليس بهذا الخارج قبة تماثلها في اتساعها وحسن تنمقيها. وضريحه بها ظاهر معلوم…  

 

من مصادر وتراجم الترجمة:

الروض العاطر الانفاس 6

جذوة الاقتباس377

المطرب في مشاهير أولياء المغرب 48

سلوة الانفاس 3/69 الترجمة رقم: 950

االفكر السامي 558 الترجمة رقم: 590.

النبوغ العلمي 90

التشوف إلى رجال التصوف 94

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق