مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

عبد الواحد بن عاشر (990هـ – 1040هـ)

ذ/ محمد الهاطي

باحث بمركز دراس بن إسماعيل  

     هو العلامة الفقيه أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر بن سعد الأنصاري نسبا الأندلسي أصلا الفاسي منشأ ودارا .

ولد سنة تسعين وتسعمائة هجرية الموافق لاثنين وثمانين وخمسمائة وألف ميلادية، ينتمي إلى إحدى  البيوتات المشهورة بالعلم والصلاح  بالأندلس؛ وهي أسرة آل بني عاشر الأنصاريين، الذين هاجروا من الأندلس قبيل سقوط غرناطة،فاستقروا بكل من مدينتي الرباط و فاس. يعد أحمد بن عمر بن محمد بن عاشر الأندلسي  السلاوي دفين مدينة سلا والمتوفى سنة 765هـ  من رجالات هذه الأسرة وأحد أجداد المترجم  صاحب “المرشد المعين” دفين مدينة فاس، كما يجب التنبيه إلى وجود علماء آخرين بنفس اللقب؛ منهم أبو محمد عبد الواحد بن عاشر زوج أخت السلطان يعقوب المنصور الموحدي، وابن عاشر أحمد بن عبد العزيز صاحب كتاب ” إتباع الإنصاف لقراءة الأئمة السبعة “، ومنهم ابن عاشر النوني نزيل الرباط (ت1908م)، والعلامة أحمد بن عاشر بن عبد الواحد الحافي أحد علماء مدينة سلا  توفي سنة 1163هـ .

  حفظ المترجم القرآن على يد الأستاذ أبي العباس أحمد بن عثمان اللمطي، وأخذ القراءات على أبي العباس أحمد الكفيف، ثم  الحديث عن محمد بن قاسم القصار ومحمد بن يحيى العزي الشافعي، وقرأ “الموطأ” على محمد بن جنان، و”الشمائل” على البطيوي، وأخذ التصوف على شيخه محمد التجيبي الشهير بابن عزيز، يقول أحد شراح المرشد المعين وهو بدر الدين بن شاذلي بن أحمد الحمومي (ت1266هـ): « فكان له (أي ابن عاشر) من العمل في كل باب من أبواب العمل وذلك ببركة مخالطته للعارف بالله ابن عزيز …وكان يخالطه مخالطة المريدين لشيوخ الطريقة » (منهل الماء المعين في شرح المرشد المعين، مخطوط بالمكتبة الوطنية بالرباط تحت رقم: د 2062) ، وهذا صاحب” تنبيه الدنيا الفانية” أبو سالم العياشي  يوصي مريديه وطلبته بمطالعة كتب التصوف وعد منها المرشد المعين قائلا : « عليكم بمطالعة كتب التصوف وخاصة كتب الغزالي وابن عطاء الله السكندري وابن عاشر » (إتحاف الأخلاء بإجازات المشايخ الأجلاء لأبي سالم العياش تحقيق الزاهي، ط  1/ 1999 ص 45). كما صحب المترجم  الشيخ الطيب الوزاني ونظم قصيدة  يمدح فيها أهل وزان .

ومن أشهر التلاميذ الذين أخذوا على ابن عاشر؛ محمد بن أحمد ميارة الفاسي (ت1072هـ) صاحب “الدر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين ” و”مختصر الدر الثمين” ، ومنهم عبد القادر الفاسي ومحمد بن سعيد المرغيثي السوسي (ت1089) ومحمد بن عطية السلاوي   وغيرهم .

وقد خلف الشيخ تآليف عدة تشمل فنون مختلف من علوم القرآن والسيرة النبوية والفقه … نذكر منها: كتاب “فتح المنان بشرح مورد الضمآن في علم رسم القرآن” و”شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح” و”تقاييد على العقيدة الكبرى للسنوسي ” و” شرحا على مختصر خليل ” وغيرها من الآثار.

أما عن أخلاقه فقد كان يغلب عليه التواضع في جميع أحواله وهذا واضح من خلال هذه الفتوى التي يقول فيها :« واعذرني يا أخي في التطويل والمطل، فقد قال إمامنا  مالك:” تعلموا لا أدري كما تتعلموا أن أدري”، وأيضا فألف لا أدري أسلم من الخطأ في المسألة الواحدة – والله أعلم – و به كتب فقير رحمة ربه الغافر عبد الواحد بن أحمد بن عاشر – علم الله جهله وأوسعه والمؤمنين رحمته وفضله – آمين يا رب العالمين » ( مختصر الدر الثمين والمورد المعين بشرح المرشد المعين لمحمد بن أحمد ميارة ط 4، مصر، ص:335) .

توفي الشيخ عبد الواحد بن عاشر وعمره لا يتجاوز الخمسين عاما وذلك سنة (1040هـ)وقبره موجود بمدينة فاس .

 بعض المصادر والمراجع التي ترجمت للشيخ عبد الواحد بن عاشر  :

– نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، تحقيق محمد حجي وأحمد التوفيق، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والنشر، 1982،(ج1/283).

– مختصر الدر الثمين والمورد المعين بشرح المرشد المعين، لمحمد بن أحمد ميارة ط 4، مصر، ص 4.

– صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر للصغير الإفراني:(124).

– معلمة المغرب:(17/5837-5838).

-التقاط الدرر للقادري:(91).

– شجرة النور الزكية لمخلوف:(299).

– الفكر السامي:(2/327).

– سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس لأبي عبد الله الكتاني:(2/310-312).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق