مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

عبد الله بن وهب المحدث الفقيه

د. أمينة مزيغة  

باحثةبمركز دراس بن إسماعيل

 

          هو من تلاميذ الإمام مالك النجباء الذين حرصوا على ملازمته والأخذ عنه، عبد الله بن وهب بن مسلم الدينوري، القرشي، أبو محمد، العالم، الحافظ البارع، الرحال، من حفاظ الحديث، وأحد الأئمة الأعلام، ولد سنة خمس عشرين ومائة، وقيل سنة أربع وعشرين ومائة.

          صحب الإمام مالك ولازمه حوالي العشرين سنة،  وأخذ عنه إلى أن صار عالما جليلا، وقد كان مالك رحمه الله يعظمه ويقدره، حتى قيل: وما من أحد إلا زجره مالك إلا ابن وهب، فإنه كان يعظمه ويحبه، وقد كان يلقبه بالفقيه.

         عُرف رحمه الله بصلاحه، وزهده، وورعه، وكثرة حجّه، قال سحنون: “كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا، ثلث في الرباط، وثلث يعلم الناس بمصر، وثلث في الحج.

         طُلب لقضاء مصر فرغب عنه، واستخفى في بيته، فأطل عليه أسد بن سعد وهو يتوضأ، فقال له: ألا تخرج تقضي بين الناس بكتاب الله وسنة رسوله؟ فقال له: إلى هنا انتهى عقلك؟ إن العلماء يُحشرون مع الأنبياء، والقضاة مع السلاطين.

         كان ابن وهب مكثرا لرواية الحديث، ولعل كثرة أخذه الحديث عن العلماء جعلته يروي عن بعض الضعاف، قال أصبغ: ابن وهب أعلم أصحاب مالك بالسنن والآثار، إلا أنه روى عن الضعفاء، وقد أدرك ذلك، قال رحمه الله:”لولا أن الله أنقذني بمالك، والليث، لضللت، فقيل له: كيف ذلك؟ قال: أكثرت من الحديث فحيرني، فكنت أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان لي: خذ هذا ودع هذا”.

          حضي رحمه الله بمكانة عالية في العلم، والفقه، والحديث، وقد وردت في حقه شهادات كثيرة من طرف الكثير من العلماء الأجلاء:

          قال يوسف بن عدي: “أدركت الناس فقيها غير محدث، ومحدثا غير فقيه، خلا عبد الله بن وهب، فإني رأيته فقيها محدثا زاهدا”.

          وقال أبو مصعب: “كنا إذا شككنا في شيء من رأي مالك بعد موته، كتب ابن دينار والمغيرة إلى ابن وهب، فيأتينا جوابه”.

          روى عن: مالك، والليث، وابن أبي ذئب، والثوري، وابن عيينة، وعبد العزيز بن الماجشون، وابن جريج، وغيره كثير.

          وممن روى عنه: أصبغ، وسحنون، وأحمد بن صالح، وابن بكير، ويونس، و قتيبة، وابن عبد الحكم، وأبو مصعب الزهري، وغيرهم.

          له تآليف كثيرة حسنة، عظيمة النفع، منها: “الموطأ الكبير”، “والجامع الكبير”، و”تفسير الموطأ”، وكتاب “الأهوال”، وكتاب “المغازي”، وكتاب “الردة”، وغيرها.

          توفي رحمه الله سنة سبع وتسعين ومائة، وقيل سنة ثمان وثمانين ومائة، وقيل سنة تسع وثمانين ومائة،عن حوالي اثنين وسبعين سنة.

           ترتيب المدارك وتقريب المسالك 1/554 رقم 72.

           جمهرة الفقهاء المالكية 2/775 رقم 718.

           سير أعلام النبلاء 11/245 رقم 2737.                

           الأعلام 4/119.

           الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب 1/363رقم 264.

           شجرة النور الزكية1/89 رقم 70.

           الفكر السامي 1/358 رقم 250.

           معجم المؤلفين6/144.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق