مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

عبد الله ابن المبارك العالم المجاهد

 

         د. أمينة مزيغة باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

        عبد الله بن المبارك بن واضح، أبو عبد الرحمان التَّميمي الحَنْظلي المَرْوَزي، الحافظ الكبير، الفقيه، الإمام، العابد، الزاهد، الغازي، ولد سنة ثمان عشرة ومائة، تربى ابن المبارك على يد أبويه في وسط ملؤه التقوى والورع،  ونشأ بين العلماء نشأة صالحة، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغة العربية، ودرس الفقه، وحفظ أحاديث كثيرة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،  ورغم أنه أخذ العلم عن علماء بلدته، إلا أنه لم يكتف بذلك بل رحل في طلب العلم فكان له في ذلك شأن كبير، ولعل أقدم شيخ لقيه: هو الربيع بن أنس الخراساني، إذ تحيل ودخل إليه إلى السجن وسمع منه نحوا من أربعين حديثا، ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومائة، وأخذ عن بقايا التابعين، كان ابن المبارك يقول:”أول العلم النية، ثم الاستماع، ثم الفهم، ثم العلم، ثم الحفظ، ثم النشر”.

         قال ابن مهدي: “لقيت أربعة من الفقهاء: مالكًا، وشعبة، وسفيان، وابن المبارك – وفي بعضها حماد مكان شعبة-، فما رأيت أنصح للأمة من ابن المبارك، وحديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن لا نعرفه”.

        وقال النسائي:”ما نعلم في عصر ابن المبارك أجل منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه”.

        وقال جماعة من أهل العلم: اجتمع في ابن المبارك: العلم والفتيا، والحديث، والمعرفة بالرجال، والشعر والأدب، والسخاء والعبادة والورع.

         نُعي بن المبارك إلى سفيان بن عيينة فقال: رحمه الله، لقد كان فقيهًا عالمًا عابدًا زاهدًا سخيًا شجاعًا شاعرًا.

         سمع مالك بن أنس، وهشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، وابن جريج، ومعمر، والثوري، وشعبة، وابن أبي ذئب، والليث، وابن لهيعة، وابن عيينة، و الحمادين، وإسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وغيرهم.

        روى عنه عبد الرحمان بن مهدي، وعبد الرزاق بن همام، ويحيى القَطَّان، وابن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن آدم، وأبو أسامة، وحِبّان بن موسى، والحسين بن الحسين المروزي، وغيرهم.

        جمع عبد الله بن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والتجارة والسخاء والمحبة عند الفرق، وله كتاب الرقائق، وكتاب رغائب الجهاد.

        توفي ودفن بهِيتْ في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة، وله ثلاث وستون سنة، ويقال إن الرشيد لما بلغه موت عبد الله بن المبارك قال: مات اليوم سيد العلماء.

         ترتيب المدارك 1/402 رقم 17.

         جمهرة تراجم الفقهاء المالكية 2/737 رقم 674.

         سير أعلام النبلاء  7/365 رقم128.

         حلية الأولياء 8/172رقم 399.

         الديباج المذهب 1/358رقم260.

          شجرة النور الزكية 1/87 رقم 65.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق