مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

عبد السلام بن الطيب القادري

هو العلامة القدوة الهمام، عَلَم الأعلام، ورئيس فوارس الأقلام، أبو محمد عبد السلام بن الطيب بن أبي عبد الله محمد الملقب بالقادري– نسبة إلى عبد القادر الجيلاني- الحسني.
ولد بفاس وقت صلاة الجمعة، يوم عاشر رمضان سنة(1058هـ)، وبها نشأ، في كنف أسرة عرفت بالعلم والصلاح والاستقامة.

عرف منذ صغره بتعطشه لطلب العلم، ولهفه عليه ، والاهتبال به، وملازمة شيوخه، واقتفاء أثرهم أمثال أبي محمد عبد القادر بن علي بن الشيخ أبي المحاسن الفاسي(ت1091هـ)، وأبي علي الحسن بن مسعود اليوسي(ت1102هـ)، وأبي عبد الله محمد بن الحسن المجاصي(ت1103 هـ)، وغيرهم، ولما حصّل من العلوم ما حصّل، وبرع في فنون منها، وصارت له في ذلك اليد الطولى، والباع الكبير، تصدّر للتدريس والإقراء والمناظرة، في علم النحو والبيان والمنطق والحديث والأصلين والأنساب، فأقبل عليه الطلبة وأعيان العلماء للأخذ عنه، أمثال أبي عبد الله محمد بن أحمد المسناوي(ت1136هـ)، وأبي العباس أحمد بن علي الوجاري(ت 1141هـ)، وأبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني(ت1163هـ)، وغيرهم.

وكان لما اتصف به مترجمنا من أخلاقٍ طيبة، وفضائل كريمة، وزهدٍ في الدنيا وإقبالٍ على الآخرة، أثرٌ كبير في نفوس علماء عصره، فأثنوا عليه الثناء العظيم، من ذلك قول محمد بن عبد القادر الفاسي:«فتى الإفادة، المشهود له بالإجادة، العلامة النحرير الأديب».

وقال عنه الحاج أحمد الجرندي:«الإمام القدوة الهمام، علم الأعلام، والمجلي بعلمه عن علم الأنام، غَيَاهِب الظلام».
وفيه قال أحمد بن عبد القادر بن علي القادري:

وَشَيْخُنَا الشَّرِيفُ عَابِدُ السَّلَامِ *** القَادِرِيُّ المُحَقِّقُ الحَبْرُ الهُمَامُ
عَلَّامَةُ الزَّمَانِ بَحْرٌ فَائِضُ *** قَدْ رَاضَ نَفْسَهُ وَنِعْمَ الرَّائِضُ

وقال عنه محمد بن الطيب القادري:«نسابة بيتنا، وديباجة حضرتنا».

ووصفه محمد بن جعفر الكتاني بقوله:«شيخ المشايخ، وطود العلوم الراسخ، فخر السنة والملة، وإمام الأئمة الجلة، شريف العلماء، وعالم الشرفاء، العلامة الدرّاكة النسّابة الأنور، الزاهد الورع البركة الأبهر، ذو الأفعال الحسنة، والأخلاق المستحسنة، السري الصالح، الساعي في المصالح، الحافظ الحجة، الموضح لمن بعده طريق الحجة».

ألف مترجمنا تآليف عديدة فاقت الثلاثين مؤلفاً منها:«تنبيه المعرضين عن آيات السماوات والأرضين»، و«النسيم المعبق في توجيه الخلاف من المنطق»، و«معونة الإخوان بمعرفة أركان الإيمان والإسلام والإحسان»، و«الحكم المنسوق في أحكام المسبوق»، و«والروض الأنيق الزاهي في أحكام المصلي والساهي».
توفي رحمه الله صبيحة يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول سنة(ت1110هـ)، ودفن خارج باب الفتوح قرب قبة أحمد اليمني من فاس.

مصادر ترجمته: نشر المثاني(3/86-115)، التقاط الدرر(2/274-280)، سلوة الانفاس (2/392و393-394)، شجرة النور الزكية(328)، الإعلام للمراكشي(8/478-481).

Science

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق