مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

عبد الرحمن بن محمد العارف الفاسي تـ1036هـ

هو عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج بن الجد، أبو زيد وأبو محمد، الفهري الكناني النسب، المالقي الأندلسي الأصل، القصري الولادة والمنشأ، الفاسي اللقب والدار والوفاة.

  وكان جده يوسف بن عبد الرحمن يتردد من فاس إلى القصر الكبير للتجارة، فلقب عند أهل القصر بالفاسي.

ولد بالقصر الكبير في محرم سنة 972هـ، ومات والده أبو عبد الله وهو صغير، وربي في حجر أخيه الشيخ أبي المحاسن الفاسي ( ت 1013هـ).

  بدأ طلب العلم بمسقط رأسه صحبة أبي العباس ابن الشيخ أبي المحاسن، ثم بعثهما الشيخ المذكور  إلى فاس سنة 986هـ، لاستكمال التحصيل والطلب، فأخذ عن كبار علماء عصره مثل الشيخ أحمد بن علي المنجور ( ت 995هـ)، و الشيخ محمد بن قاسم القصار ( ت 1012هـ)، ولازم أخاه الشيخ أبا المحاسن مدة طويلة، وورث طريقته في التصوف بعد وفاته، وأسقط وظيفة الشيخ أبي العباس زروق، وحزب الشيخ أبي عبد الله الجزولي.

   وفي سنة سبع وعشرين وألف (1027هـ)، بنى زاويته التي بإزاء داره، وانتقل إليها بأصحابه، فتصدى للتدريس، وإقراء الحديث، وكان- رحمه الله – يقول : « لا أحتاج في قراءة البخاري ومسلم والموطأ إلى مطالعة شيء سوى المشارق لعياض، وأما ما يتعلق بمعنى الحديث، فلا أحتاج فيه لأحد ».

   ومن  أشهر الأعلام الذين تتلمذوا على يديه نذكر:أحمد بن علي بن محمد البوسعيدي ( ت 1046هـ)، و محمد العربي بن يوسف الفاسي (ت 1052هـ )، ومحمد بن أحمد مَيَّارة الفاسي ( ت 1072هـ).

    وقد أثنىى فقهاء العصر ومتصوفته على الشيخ عبد الرحمن العارف الفاسي، واعترفوا له بالفضل والعلم حتى قال فيه أبو العباس أحمد المقري ( ت 1041هـ) لما دخل مصر، وكان قد سئل عن أعيان فاس، فذكرهم، ثم قال: « وفيها سيدي عبد الرحمن الفاسي، هو الجُنيد ظهر في وقته »، وقال عنه تلميذه محمد ميارة: « كان رحمه الله إماما متفننا دراكا، شهد له بذلك شيوخه وأقرانه، زاهدا لم يتعاط قط أسباب الدنيا، له معرفة بالنحو واللغة والفقه والأصول والمنطق والبيان وعلم الكلام، وغير ذلك، وأما التفسير والحديث والتصوف المؤيد بالكتاب والسنة فلا يجارى في ذلك أصلا، تصحح من فيه نسخ البخاري ومسلم،   يستحضر جل مسائل مشارق عياض على الصحيحين والموطأ، ويستحضر معارضات الآيات، ومعارضات الأحاديث، وأجوبتها، وما قيل في ذلك من صحيح وسقيم، ومآخذ التصوف من الكتاب والسنة ».

    ألف الشيخ عبد الرحمن العارف الفاسي مؤلفات في التفسير، والحديث، و الفقه،والعقائد، والتصوف منها: تفسير الفاتحة على طريق الإشارة، حاشية الجلالين، حاشية على صحيح البخاري كثيرة النكت والفوائد، حاشية على الحزب الكبير للشاذلي، حاشيتان على شرح الصغرى، حاشية على مختصر خليل

   توفي رحمه الله في آخر ليلة الأربعاء السابع والعشرين من ربيع الأول سنة ست وثلاثين وألف (1036هـ)، ودفن في روضة أخيه الشيخ أبي المحاسن، قريبا من القبة، في شمالها.

ملحوظة: تقدم أن المترجم يكنى بأبي زيد و بأبي محمد، وقد يشتبه على بعض الباحثين بأبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي (ت 1096هـ).

مصادر ترجمته: مرآة المحاسن: ( 310 – 313 )، فهرسة الشيخ ميارة: (25-27، رقم:2)، وأفرده أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي بكتاب سماه: “أزهار البستان في مناقب الشيخ أبي محمد عبد الرحمن”نسخة الخزانة الحسنية ورقمها: (583)، صفوة من انتشر: ( 88- 90، رقم: 23)، سلوة الأنفاس: ( 2/ 341 – 345، رقم: 763)، موسوعة أعلام المغرب: ( 3/ 1273- 1257، رقم:2893).

 إعداد: د. بوشعيب شبون.

Science

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق