مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

عبد الحفيظ بن محمد الطاهر الفاسي تـ1383هـ

   هو العلامة المسند الحجة المطلع عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفاسي الفهري، يرفع نسبُه إلى أسرة بني الجد الأندلسية، هاجر بعض أفرادها واستقروا بفاس ومنهم تفرعت شجرتهم الفاسية، ولد المترجم عام(1296هـ)، وبد أ تعليمه بزاوية سيدي عبد القادر بالقلقليين حيث أخذ عن عدد وافر من أبناء أسرته ومن علماء فاس، وعلى رأسهم والده العلامة محمد الطاهر بن عبد الكبير الفاسي(1324هـ)، الذي رباه وأحسن تربيته، وأدبه فأحسن تأديبه، وغذاه بلبان علومه، كما أخذ عن غيره من أعلام بلده من أمثال: الشيخ محمد بن عبد الواحد الشبيهي الزرهوني(ت1324هـ)، والعلامة أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني(ت1327هـ)، والفقيه الأصولي أبي عبد الله مَحمد بن محمد جَنُّون(ت1328هـ)، والعلامة النظار أحمد بن الخياط الزُّكاري(ت1343هـ)، وغيرهم، وأجازه من المشارقة: الشهاب أحمد بن إسماعيل البَرْزَنْجِي الشافعي المدني(ت1332هـ)، والشيخ أبو الخير صفي الدين أحمد بن عثمان العطار الحنفي(ت.بعد1330هـ)، والعلامة محمد بَخِيت المُطيعي المصري(ت1354هـ)، ومَن في طبقتهم من أعلام الجزائر وتونس والحجاز والشام ومصر والعراق والهند، وكان رحمه معتنيا بتحصيل الإجازات والأسانيد العالية مع التوثيق والضبط، مهتما بتحرير الأنساب والبيوتات، وبلغ من اهتباله بذلك أنه لا يتصل بكاتب أو عالم إلا ويغمره أسئلة عن أصله ونسبه بغية الوصول إلى فائدة اجتماعية أو تاريخية، هذا مع مشاركته في العلوم الأخرى.

  تولى العلامة عبد الحفيظ الفاسي عدة مهام؛ فاشتغل بالتدريس والشهادة والإفتاء والخطابة والكتابة بوزارة الخارجية المغربية، والتحرير بجريدة السعادة، وبرز في خطة القضاء بفاس زهاء عشرة أعوام، إلى أن تم تعيينه عضوا بالمحكمة الجنائية العليا، تم تولى قضاء مدينة الصويرة، وبعد عزل محمد الخامس نقل إلى مدينة سطات، وبعد الاستقلال عُزل فاستقر بالرباط وانصرف إلى التأليف والتصنيف، فأخرج جملة من المصنفات والتقييدات المفيدة في الحديث والتاريخ والأنساب، والأدب، اهتبل بها العلماء والمثقفون، وشهدوا له فيها بسعة الاطلاع، وجودة التحرير، فهذا المؤرخ عبد السلام بن سودة يقول فيه:«العلامة المشارك المطلع المؤلف الشهير»، وقال الشيخ عبد الجراري:«كان رحمه الله لا يفتر عن المطالعة والتحرير حتى أواخر حياته وشيخوخته»، ومن مؤلفاته رحمه الله التي جادت بها قريحته: معجم شيوخه المسمى«رياض الجنة في تراجم من لقيت أو كاتبني بالمشرق أوالمغرب»، وهو أعظمها، و«الآيات البينات في شرح وتخريج الأحاديث المسلسلات»، و«الإسعاد بمهمات الإسناد»، «واستنزال السكينة الرحمانية بالتحديث بالأربعين البلدانية»، ورحلتة المسماة: «خطوات وخطرات» دون فيها ارتساماته عن بعض المدن المغربية، وغيرها ذلك من المؤلفات المفيدة، وظل معتنيا بالتقييد والكتابة إلى أن وافته المنية عام(1383هـ) بمنزلة بالرباط، ودفن بمقبرة شالة قرب جده المدفون هناك، رحمه الله.

مصادر الترجمة: معجم المطبوعات المغربية(ص262)، وسل النصال(ص190)، وإتحاف المطالع(2/581)، والتاليف ونهضته بالمغرب(2/331)، ومن أعلام الفكر المعاصر(2/329).

إنجاز: د.جمال القديم.

Science

الدكتور جمال القديم

باحث مؤهل بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء،

ومساعد رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بملحقة الدار البيضاء

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    أسيادنا القائمين على هذا الموقع
    تحية طيبة وبعد
    شكرا لكم على ما تقومون به من خدمة العلم وأهله ، ولكن يوجد خطأ في هذه الترجمة وهو اسم
    صاحبها فجده اسمه عبد الحفيظ الكبير
    ولكم جزيل الشكر والعرفان

  2. عليكم السلام ورحمة الله
    شكرا لك أخي أحمد على ملاحظتك، بالنسبة لما ذكرته بأن جد المترجم هو عبد الحفيظ الكبير، فهذا صحيح قد ذكرته بعض المصادر مثل ابن سودة في سل النصال، ولكن المعتمد هو ما ذكره هو في معجم شيوخه(ص21) فقال في ترجمة والده: محمد الطاهر الفاسي: هو أبو الجمال محمد الطاهر بن أبي المعالي عبد الكبير بن أبي البركات المجذوب بن أبي الوفا عبد الحفيظ بن أبي مدين بن أبي المفاخر أحمد بن أبي السعادات ….إلخ.
    فجعل عبد الحفيظ الجد الثالث له، وليس الأول كما قد يفهم من صنيع صاحب سل النصال، ولا شك أن صاحب الترجمة أعرف بنسبه من غيره، وإذا تأملت بعض الإجازات التي أثبتها المترجم في معجمه والتي أجيز بها من قبل عدد من العلماء ستجد فيها أنهم يسمون جده عبد الكبير، انظر(ص51، 120، 126….إلخ).
    والله الموفق

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق