مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلامأخبار

طلبة أمريكيون: نحتاج للتخلص من الصور النمطية والبحث عميقا في الثرات الإسلامي

عرف مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام سلسلة من الزيارات من طرف طلبة مركز CCCL (مركز تبادل الثقافات بالرباط). وتأتي هذه الزيارات في إطار البرنامج الثقافي الذي نظمه المركز لكل من طلبة John Jay College وطلبة Gettysburg College وطلبة Wellesley College

وقد أطر الباحث إلياس بوزغاية الزيارات الثلاث مع الباحثة المساعدة هدى زكري أيام 9 و 13 و 20 يناير على التوالي بمقر الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط. وفي هذا الإطار تم استعراض أهم معالم إصلاح الحقل الديني بالمغرب بقيادة الملك محمد السادس نصره الله منذ نشأة الرابطة المحمدية للعلماء، بما في ذلك مقاربة القضايا النسائية من زاوية دينية تجديدية. وهذا ما يحرص عليه مركز الدراسات في القضايا النسائية في الإسلام من خلال تبنيه لرؤية “الخط الثالث” التي تتجنب التطرف نحو القراءات التقليدية والذكورية للنصوص الدينية من جهة، والتطرف نحو اعتبار الدفاع عن حقوق المرأة حكرا على الخطاب العلماني المجرد من البعد الروحاني من جهة أخرى.

وفي سياق متصل، تم التطرق إلى موضوع الصور النمطية المنتشرة حول المرأة في الإسلام وهو الموضوع الذي يكتسي أهمية كبيرة في ظل تنامي خطابات العنف والكراهية على أساس عنصري وعرقي وديني تمثل فيه المرأة الحلقة الأضعف سواء من حيث كونها موضوع هذه الخطابات العنصرية أو كمستهلك لهذه الخطابات. هذا ما أكده معظم الطلبة الأمريكيين حيث اعتبروا أنه بدون فرص للتلاقح الحضاري ومعرفة “الآخر” فإن الصور النمطية تبقى هي المهيمنة على تصورات شريحة كبيرة من المجتمع خاصة غير المتعلمين سواء كانوا في الغرب أو الشرق. وعليه، فإن معرفة الإسلام تحتاج الابتعاد عن الصور النمطية الجاهزة ومزيدا من التدقيق والتعمق في فهم تراته الفقهي الذي غالبا ما يؤثر على ممارسات المجتمع

وعلى سبيل التوضيح، تمت مناقشة دور مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام في العمل على نشر وعي حقيقي بمختلف القضايا النسائية في الإسلام من خلال إنتاج بحوث ودراسات وتنظيم دورات تكوينية ومؤتمرات وكذا المشاركة في عدة لقاءات الهدف منها تحديد مكامن الخلل والعمل على تصحيح الأفهام المستمدة من نصوص دينية أسيء تفسيرها أو تم استغلالها لتكريس ممارسات ظالمة ضد المرأة باسم الإسلام. ففي ظل هذا الواقع، برزت العديد من القراءات النسائية الإسلامية الجديدة الداعية إلى الاعتماد على القراءة التوحيدية للنص الديني باعتبار أن عبادة الله هي الهدف الأسمى الذي يخلص الذكر والأنثى من العلاقة التبعية أو التراتبية بينهما، والقراءة السياقية التي تراعي ظروف وسياقات كل ثقافة وتحولات المجتمع في ضوء القيم الإسلامية، والقراءة المقاصدية التي توجه الانتباه إلى مقصد الشرع من الأحكام وليس إلى الأحكام في حد ذاتها، والقراءة الشمولية التي تأخذ بعين الاعتبار أن القرآن يفسر بعضه بعضا لتحقيق الحكم الصحيح عكس القراءة التجزيئية والانتقائية له. كل هذه القراءات المنهاجية للنص الديني تعتبر مفتاحا للاجتهاد الذي يسعى لتأسيس منطق مساواتي بين الذكر والأنثى في إطار إسلامي معتدل.

وبمناسبة الحديث عن الإطار الإسلامي المعتدل تم استحضار التجربة المغربية في تحقيق مكاسب أكبر للمرأة والأسرة المغربيتين رغم ما اعتراها من صراعات إيديولوجية متطرفة بين مختلف التيارات النسائية. ففي سنة 2004 تم إنهاء التقاطبات الإيديويلوجية  بالمصادقة على مدونة الأسرة كميثاق جامع جاء نتيجة الاجتهاد الجماعي تحت رعاية أمير المؤمنين الملك محمد السادس. وفي نفس الإطار، تم اعتماد دستور المملكة سنة 2011 ليجيب عن مزيد من مطالب الحركة النسائية لتكريس حقوق المرأة رغم ما تعرفه جميع التشريعات من صعوبات في التطبيق.

نشر بتاريخ: 24 / 01 / 2017

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق