مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

طائفة العكاكزة

يقول عبد المجيد النجار عند الحديث عن تأثر بعض الطوائف بآراء المهدي بن تومرت، ومنهم طائفة “العكازين” أو “العكاكزة”[1]: «لا شك أن الدعوة التي قام بها المهدي أنشأت طبقة من العامة تؤمن به إماما مهديا، وتعتنق كل ما جاء به من الآراء، وكانت طلائع تلك الطبقة أولئك الذين استجابوا له من قبائل السوس ونصروه، ثم نصروا من بعده عبد المؤمن حتى تم له الأمر، ولا شك أن قيام الدولة وعلوَّ أمرها ساعد على انضمام أعداد أخرى إلى هذه الطبقة المؤمنة بالمهدي، وكان يطلق على هؤلاء اسم”الموحدين”..
وأكثر من اعتقد المهدية من العامة كانوا بالمغرب الأقصى في بلاد السوس، وحول العاصمة مراكش، وفي منطقة مكناس، أما المغرب الأوسط وإفريقية فعلى الرغم من امتداد السلطان الموحدي إليهما، فإن المد العقدي المتعلق بالمهدية لم يصل إليهما على مستوى العامة إلا أن تكون حالات فردية ضيقة، لم يبق لها من أثر بعد انحسار السلطان الموحدي..
ولما تم النصر للمرينيين أصبح ما تبقى من العامة متشبثين بالمهدية يعيشون على هامش الحياة السياسية والاجتماعية، ولعلهم أصبحوا في حالة من الاستضعاف والإهمال عملت دوما على تهوين عقيدتهم في أنفسهم بما يجعل الكثير منهم يتخلى عنها ليندمج في الحياة المغربية العامة. إلا أن بعض المصادر تشتمل على معلومات قليلة تفيد أن أنصار المهدي وأتباعه استمرَّ وجودهم إلى ما بعد القرن العاشر، وأن الوضع العام المضادّ لهم، قد آل بهم إلى أن اتخذوا مظهرا طائفيا وربما تكون الظروف القاسية التي أحاطت بهم قد دفعت بهم إلى شيء من المغالاة في معتقداتهم طلبا للحفاظ على النفس شأن الأقليات حينما تحف بها الظروف المعادية لها.
وتعرف هذه الطائفة الباقية على عقيدة المهدي بطائفة”العكازين” أو الطائفة”التومرتية”، وقد بقي لها وجود إلى عصر أبي عبد الله محمد بن الحسن المجاصي(ت:1103هـ/1691م)، والحسن اليوسي(ت:1102هـ/1699م)؛ حيث أوردا عنهم في النوازل والمحاضرات بعض الأخبار العيانية.. ويبدو أن قبيلة جزناية كانت تستغرق أفراد هذه الطائفة، حتى لقد سميت هذه الفرقة أحيانا بطائفة “جزناية”، واستوت بذلك هذه الأسماء الثلاثة في الدلالة عليها، واستعملت على اختلافها في المصادر التي نقلت أخبارها.
فقد ورد في نوازل المجاصي قوله: «وأصحاب ابن تومرت المذكور هم المسمون بالعكازين»[2]، كما نقل أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي(ت:914هـ/1508م) في كتابه “المعيار” جوابا لمفتي تازة عن سؤال يتعلق بطائفة “جزناية”، وجاء في جوابه ما يؤكد أن المقصود بهم أتباع المهدي[3]، كما جاء في “محاضرات” اليوسي في مجرى الحديث عن هذه الطائفة تسميتهم ب”الطائفة التومرتية”»[4].
ويضيف عبد المجيد النجار متحدثا عن مناطق انتشار هذه الطائفة: «وكانت هذه الطائفة منتشرة في المنطقة الممتدة بين فاس ومراكش كما ذكره المجاصي في قوله: «سكناهم بين القاعدتين العظيمتين حاضرتي المغرب فاس ومراكش داري العلم والدين»[5]. وتفيد الأخبار الواردة عن العكازين أنهم كانوا في توتر مستمر مع المناخ الاجتماعي المحيط بهم، وأنهم في خضم ذلك التوتر لم يفقدوا تلك الصلابة التي نفثها في أتباعه ابن تومرت، فلم يخلدوا إلى اليأس والاستسلام، بل عاشوا حالة من الصراع مع المجتمع الرافض لهم، ما فتئوا يسعون فيه إلى إثبات وجودهم وضمان استمرارهم»[6].
وجاء في المعيار أنه ورد فيهم في القرن الثامن ظهير من السلطان يأمر بأن يبحث عن أمرهم، فاجتمع الناس عليهم في المساجد، وبحثوا فلم يوجد عندهم شيء من العلم، فاتفق الناس يومئذ على أنهم قوم جهلة، وأنهم يستتابون، فإن تابوا وإلا قتلوا، فتابوا وانصرفوا، وما أفلتهم من القتل يومئذ إلا توبتهم [7].. وفي القرن الثامن ذكر المجاصي أيضا أن الشيخ يوسف بن عمر كانت له فتوى في العكازين تطابق فتوى المحساني، كما أن الشيخ الجزولي صرح في “شرحه على الرسالة” بأنهم في حكم المرتدين، ووصفهم بأنهم طائفة بدعية خارجة عن السنة بغير تأويل، وقال إنهم يستتابون فإن تابوا وإلا قوتلوا.. [ وقد صب المجاصي جام غضبه عليهم في قوله]: «هذه الطائفة الملعونة المسؤول عنها قد انتحلت خبائث من المعتقدات، وشرعت بمذاهب يأنف عنها أكثر الملل والنحل، والقوم إباحية يستحلون المحرمات، وينكرون ما علم من الدين بالضرورة، وقد دامت مفسدتهم، واستحكمت شنعتهم، وهم ثلم عظيم في الإسلام، ليس بهذا الصقع المغربي أعظم منه»[8].  
يقول حميد حماني[9]: «اختلفت آراء المؤرخين في أصل وتاريخ هذه الطائفة الضالة، والثابت أنها تنتمي إلى أحمد بن عبد الله المنزولي، تلميذ الشيخ أحمد بن يوسف الراشدي الملياني. وقد أظهرت المروق في الدين بشكل خطير، حتى إنها سنت لأتباعها تعاليم وقواعد دينية خاصة بها، وكثر أتباعها من أغمار الناس في مناطق مختلفة..».
آراؤهم العقدية: يقول عبد المجيد النجار في تقرير عقائدهم: « فمن آرائهم المتعلقة بالعقيدة:
أولا:  الإيمان بإمامة المهدي بن تومرت ومهديته، وتأويل الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر حتى تنطبق عليه، وتكفير من لا يؤمن به. وهذه العقيدة معهودة عند أسلافهم، وهي الأساس في بقائهم طائفة متميزة.
ثانيا:  تفضيل المهدي على أبي بكر وعمر، والمرجح أن هذا من تزايدات خصومهم عليهم، لأن أفضلية أبي بكر وعمر مدونة في مؤلفات المهدي نفسه، وهو ما جرى به الأمر عند خلفائه.
ثالثا:  تكفير أهل الإسلام والامتناع عن أكل ذبائحهم والصلاة خلفهم، وهو ما لا نجد له أصلا عند المهدي، وليس من البعيد أن ينشأ عند هذه الطائفة بفعل ما تلاقيه من محيطها الاجتماعي من استنقاص وهضمية يدفعانها إلى التطرف في إصدار الأحكام على الأطراف المقابلة وتوخي القطيعة معها.
رابعا:  تكفير من لم يعلم اثني عشر بابا من التوحيد، ولعل هذه الفكرة تطورت لما- كان المهدي وبعض خلفائه- ألزموا به من حفظ أبواب من التوحيد الذي ألفه المهدي، ولكن التكفير هنا يغلب أن يكون مناطا بعدم العلم بمحتوى هذه الأبواب، لا بحفظ الأبواب نفسه.
خامسا:  إنكار الصفات الإلهية، ولعل هذا تعبير مبالغ فيه عن رأي المهدي في الصفات الذي يجنح فيه إلى الإثبات مع التفويض..
ومن الآراء الفقهية لهذه الطائفة أنهم يعتبرون من نواقض الوضوء لمس ذوات المحارم، ويقولون أن من حلق ما تحت اللحية فهو مجوسي.
ويبدو من جملة هذه الآراء المنسوبة إلى العكازين إذا جردناها مما فيها من مظنة التزيد والتأويل أنها باقية في أصلها على ما كانت عليه عند أسلافهم، إلا أن يكون شيء من الجنوح إلى الشطط في بعضها أملته عليهم الظروف التي يعيشونها» [10]
وقد  ورد في كتاب: رسائل أبي علي اليوسي [11] رسالة حول هذه الطائفة يقول فيها [12]: «يقول أحمد بن محمد التملي الشهير بالهشتوكي مؤلف “هداية الملك العلام” ورقة43: «تكلم فيها (أي طائفة العكاكزة) العلماء [في]خلافة السلطان الرشيد سنة1080هـ، واختلفوا فيهم، فمنهم من يقول هم زنادقة، ومنهم من يقول هم مرتدون يستتابون، وآل أمرهم في ذلك الزمان إلى الاستتابة، فتابوا ظاهرا بعد أن أوتي بأكابرهم المجرمين إلى الحضرة البيضاء وسجنوا بها شهورا، ثم أطلقوا بعد التوبة»..ويظهر أن هذه الفرقة المبتدعة التي استحلت المحارم واقتحمت المناكر قد شغلت الناس هذه المدة من الزمن، وكاتبوا في شأنها أولي الأمر والعلماء والفقهاء ليبثوا في حالتها المنكرة، وقد عرفوا في نواح من المغرب منها بالخصوص:
– تادلا بني عمير وبني سرو والبضاضوة، ويسمون أنفسهم في هذه الناحية بـ”الشراقة”.
– جبل فازار في قبائل زمور، ويسمون أنفسهم بـ”أعكازين” و”العكاكزة” ، وهو الاسم المشهور وقد ذكره صاحب “نشر المثاني” بالكاف المعقودة.
– بزعير في بعض قبائل الكوُودة قرب سيدي أبي يعزى.
– قرب تلمسان في بعض قبائل بني إزناسن.
– بصحارى سجلماسة في بعض قبائل الغنانمة وتوات وما قرب إليهما.
ومن الفقهاء الذين أفتوا فيهم إلى جانب أبي علي اليوسي، قاضي سجلماسة عبد المالك التجمعتي، وقاضي مكناسة آنذاك محمد بن الحسن المجاصي وبعد أخذ آراء الفقهاء فيهم غزاهم المولى إسماعيل وقتل منهم نحو الثلاثة والستين رجلا وذلك في أوائل ذي الحجة1101هـ».
ونص الرسالة هو كما يلي:     
« بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيئين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإن الطائفة الضالة المتلقّبة في غربنا هذا بالعكازين وبالشراقة قد ظهر خبثهم وعوارهم، واستطار في الأرض عيبهم وشنارهم، وشاع ضلالهم في العام والخاص، وبلغت جرأتهم على الله الداني والقاص شيوعا بلغ في الجملة مبلغ التواتر، وارتفع فيه عند كل منصف التخالف والتشاجر، فتعين على ولي الأمر وهو سيدنا السلطان، السعيدة أعلامه، الحميدة أيامه، أعلى الله كلمته لإعلاء الدين، وعزَّز نصره لإخماد المجرمين المعتدين، وأبقى وافر فضله منهلا للشارعين، ووارف ظله معقلا للضارعين، أن ينتهض انتهاضا تاما في إطفاء الشر الفظيع، وتغيير هذا المنكر الشنيع.. فيوجه إليهم سيدنا أهل البصيرة والفطانة والمعرفة والديانة، أو يلزم في كل صقع من الأصقاع المغربية من فيه من الحكام المتقلدين استيفاء الحقوق وتنفيذ الأحكام، أن يستخلصوا هؤلاء المردة الفجرة من خَلل القبائل وتضاعيف المحلة والمنازل، ويأخذ كل من يؤم بهذه النحلة وينسب إلى هذه الفعلة فرادى وجماعات. حتى إذا اعتُقلوا وسُجنوا طلبت الشهادة على كل قوم من عدول جيرانهم، الذين لا تخفى عليهم ظواهرهم وسراريهم، ولا تغيب عنهم كبائرهم وصغائرهم، وبالجملة .. فمن أثبتت البينة عليه الكفر، إما بنسبة الألوهية لغير الله تعالى، أو النبوة اليوم والشريعة لغير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أو يجحد شيء مما علم من الدين ضرورة، كجحد وجوب الصلاة وصيام رمضان أو حرمة الفواحش مثلا ونحو ذلك، أو باستهزاء بالشريعة أو غير ذلك مما يكفر به.. وكل ما ذكرناه من الإمارات الدالة على كفر هؤلاء الفسقة أو زندقتهم، إنما هو بحسب ما انتهى إلينا، مع بعدنا عنهم وعدم اجتماعنا يوما من الدهر بواحد منهم ولله الحمد، ولعل ما خفي علينا أكثر، والمعول عليه بعد ذلك في تنفيذ الحكم عليهم إنما هو البينة العادلة القائمة على كل نفس بما كسبت..» [13]وفي الحكم بكفر هذه الطائفة يقول الونشريسي في “المعيار”:
«فهذه الطائفة التي خالفت ما عليه أهل السنة يلزمهم الكفر من وجوه:
أحدها: أنهم يكفرون أهل الإسلام ولا يأكلون ذبائحهم ولا يصلون خلفهم، وقد قال القاضي أبو بكر: “من كفَّرنا كفَّرناه”، فهم كفار على ما قاله. ثانيها: أنهم يفضلون مهديهم ابن تومرت على أبي بكر وعمر، وقد انعقد الإجماع من المسلمين على أن أفضل الناس بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر، ثم تعارضت الظنون في عثمان وعلي رضي الله عنهما، فهؤلاء خرقوا الإجماع، ومن خرق الإجماع فهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل. ثالثها: أنهم ينكرون الصفات فيما حكي عنهم. رابعها: تحريفهم الأحاديث الواردة في المهدي وقلبوها على ابن تومرت. وقد كان ورد فيهم ظهير من السلطان رحمه الله في مدة الترجالي أن يبحث عن أمرهم، فاجتمع الناس عليهم في مسجد السيتاني وبحثوا فلم يوجد عندهم شيء من العلم، واتفق الناس حينئذ على أنهم قوم جهلة وأنهم يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا، وكنت أنا حاضرا لذلك فتابوا وانصرفوا، وما أفلتهم من القتل حينئذ إلا توبتهم على يد سيدي أبي عبد الله بن عطية رحمه الله تعالى. فإذا ظهر عليهم بعد ذلك وأنهم لم يزالوا على بدعتهم يخاف عليهم ألا تقبل لهم توبة ويقتلون من غير استتابة، لأنهم يصيرون حينئذ بمنزلة الزنديق الذي لا تقبل له توبة لكونه يخفي حاله فكذلك هؤلاء. وأنا أؤكد على من والاهم في النصيحة لهم أن ينصحهم في الرجوع عما هم عليه، لأنهم إن ظُهر عليهم ورُفع حالهم يخاف أن يؤمر عليهم بالقتل. والله سبحانه يصلح حال الجميع بمنه وكرمه. وكتب محمد بن عبد المؤمن لطف الله به.انتهى» [14].

الهوامش:

[1] – المهدي بن تومرت (أبو عبد الله محمد بن عبد الله المغربي السوسي المتوفى سنة:524هـ/1129م- حياته وآراؤه وثورته الفكرية والاجتماعية وأثره بالمغرب- الدكتور:عبد المجيد النجار-دار الغرب الإسلامي-الطبعة الأولى:1983)-ص: 414.
[2] نوازل المجاصي، نقلا عن: المهدي بن تومرت- للدكتور:عبد المجيد النجار، ص:95.
[3] المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفرقية والأندلس والمغرب-أبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي-خرجه جماعة من الفقهاء بإشراف الدكتور محمد حجي-طبع هذا الكتاب بمناسبة مطلع القرن الخامس عشر الهجري-نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية/1981-ج/2-ص:460-461.
[4] كتاب المحاضرات لليوسي- نسخة ورقية.
[5-6] نوازل المجاصي، نقلا عن: المهدي بن تومرت- للدكتور:عبد المجيد النجار، ص:95.
[7] المعيار-الونشريسي-ج2/ص:352.
[8] نوازل المجاصي، نقلا عن: المهدي بن تومرت- للدكتور:عبد المجيد النجار، ص:95.
[9] في تقديمه لكتاب:”مشرب العام والخاص من كلمة الإخلاص” للإمام أبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي(ت1102هـ)-مطبعة دار الفرقان للنشر الحديث-الدار البيضاء-الطبعة الأولى/2000- الجزء الأول-المقدمة- ص:48.
[10] – المهدي بن تومرت- الدكتور:عبد المجيد النجار-ص:422.
[11] عالم المغرب وأديبه ولد سنة 1040 استقر بالزاوية الدلائية يدرس العلم ويقيم حلقاته، ثم انتقل إلى فاس توفي سنة1102 كتابه الشهير المحاضرات- فهارس علماء المغرب-عبد الله المرابط الترغي-منشورات كلية الآداب/تطوان-طبعة/1999-ص:656
[13-12] رسائل اليوسي- جمع وتحقيق ودراسة: فاطمة خليل القبلي-[وهي موضوع رسالة علمية لنيل دبلوم الدراسات العليا في الآداب تحت إشراف الدكتور عباس الجراري بكلية آداب فاس سنة 1978 وهي في جزأين- طبعة دار الثقافة/الدار البيضاء –الطبعة الأولى/1981-باب: الرسائل في الشؤون العامة وأحوال المجتمع، رسالة بعنوان:”الرسالة في طائفة العكاكزة”- الجزء الأول- ص: 271][14] المعيار المعرب -أبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي-ج/2-ص:460-461

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق