الرابطة المحمدية للعلماء

صدور الطبعة الأولى من كتاب “دروس حسنية” للأستاذ عباس الجراري

صدر حديثا ضمن منشورات النادي الجراري (64) كتاب جديد للأستاذ عباس الجراري، عضو أكاديمية المملكة المغربية، بعنوان “دروس حسنية”، وهو من جمع وتقديم الأستاذة حميدة الصائغ الجراري، عقيلة المؤلف.

ويتضمن الكتاب، الذي يقع في 244 صفحة من الحجم المتوسط، تسعة دروس سبق أن قدمها الأستاذ الجراري أمام المغفور له الحسن الثاني خلال شهر رمضان المعظم في السنوات 1395 ه (1975 م)، و1402 ه (1982 م)، و1405 ه (1985 م)، 1406 ه (1986 م)، و1409 ه (1989 م)، و1410 ه (1990 م)، و1415 ه (1995 م)، و1416 ه (1996 م)، و1419 ه (1998 م).

وتناولت الدروس الحسنية التي قدمها الأستاذ الجراري على التوالي مواضيع “وحدة المغرب المذهبية خلال التاريخ”، و”الفكر الإسلامي بين اليقظة والتحدي وآفاق قرن جديد”، و”أسباب انتشار المذهب المالكي في المغرب”، و”الدين في وسطيته وتجديده وسياق الشخصية المغربية”، و”شرعية الإمامة في المغرب منذ اثني عشر قرنا”، و”روح المنهج العلمي في الإسلام”، و”المذاهب الإسلامية بين حقائق الدين ومواقف التاريخ وتحديات المصير”، و”المسؤولية في الإسلام”، و”ثقافة الحوار كما أسسها القرآن الكريم”.

وفي تقديم الكتاب، ذكرت الأستاذة حميدة الصائغ الجراري أن هذا الدرس الأخير “كان آخر ما ألقي بحضرة المغفور له الحسن الثاني، وفي السنة الموالية (1999) ترأس جلالته آخر مجلس رمضاني قبل أن ينتقل إلى عفو الله “، مشيرة إلى أن المغفور له الحسن الثاني عين الأستاذ الجراري مكلفا بمهمة في الديوان الملكي في فاتح يناير 1999، وهو المنصب الذي ظل يشغله في ظل جلالة الملك محمد السادس الذي عينه مستشارا لجلالته في 29 مارس 2000.

وكان المغفور له الحسن الثاني عين عباس الجراري، إلى جانب مهامه الجامعية، أستاذا بالمدرسة المولوية لمادة الفكر الإسلامي ومادة التربية الوطنية ومادة تحليل النصوص الأدبية والحضارية ومادة التربية الإسلامية، حسبما نقلت عقيلة المؤلف عن سيرته الذاتية الموسومة ب”رحيق العمر”.

وعلقت الباحثة على كل درس من الدروس التسعة، التي قدمها الأستاذ الجراري، بتلخيصها وتوضيح ظروف تقديمها والصدى الذي خلفته في نفوس الحاضرين من العلماء، متحدثة عن الدروس الحسنية التي كانت تلقى أول الأمر بضريح مولاي الحسن (الأول) بالمشور، وتناقش في جلسات خاصة في اليوم الموالي لتقديمها في نفس مكان تقديمها بحضور المغفور له الحسن الثاني والعلماء المشاركين فيها، قبل أن تنتقل إلى مقر وزارة الأوقاف ثم إلى المجلس العلمي للعدوتين بعد أن تم تشييده عام 1994.

وأضافت الأستاذة حميدة الصائغ الجراري أن الأستاذ الجراري نشر بعض دروسه مفرقة في دراسات مستقلة أو مدمجة في بعض مؤلفاته، مشيرة على سبيل المثال إلى أن درس “المسؤولية في الإسلام”، الذي حظي بإشادة كبيرة من المغفور له الحسن الثاني، توسع فيه المحاضر وأصدره في كتاب بالعنوان ذاته وصدر ضمن منشورات الجراري رقم 10 في شتنبر 1996.

وقالت إنها ارتأت مع ذلك أن تجمع هذه الدروس الحسنية، التي كانت مرتجلة ولم تكن مكتوبة، وتعدها للطبع “توثيقا لها وتسهيلا على من يريد الاطلاع عليها”، لأنها استحضرتها واستعرضت موضوعاتها فوجدتها “ما تزال مناسبة للواقع الذي نعيشه اليوم كما كانت في وقتها”، معربة عن الأمل أن “يستنير بها الباحثون في الفكر الإسلامي وفي الأدب المغربي معربه وملحونه”.

يشار إلى أن الكتاب يتضمن أيضا عددا من الصور بالألوان وبالأبيض والأسود للمغفور له الحسن الثاني ولصاحب الجلالة الملك محمد السادس (وهو يومئذ ولي العهد) خلال تقديم الدروس الحسنية في السنوات السابقة، وللأستاذ عباس الجراري وهو يقدم دروسا حسنية أو يناقشها أو يقدم عددا من كتبه للمغفور له الحسن الثاني ولجلالة الملك محمد السادس.

وقد أهدت الأستاذة حميدة الصائغ الجراري الكتاب إلى روح مبدع الدروس الحسنية جلالة الملك الحسن الثاني بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لوفاته طيب الله ثراه ، داعية العلي القدير أن يبارك في مجددها وارث سره صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله.
    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق