مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

شيخ الإسلام سيدي رضوان بن عبد الله الجنوي (ت991)

هو الشيخ  أبو النعيم ويكنّى كذلك بأبي الرضى، سيدي رضوان بن عبد الله الجنوي ثم الفاسي دارا وولادة ومنشأ ووفاة، ذكره صاحب سلوة الأنفاس بقوله: هو:

“الشيخ الإمام، علم الأعلام، حسنة الليالي والأيام، حامل لواء المحبة والمراقبة والشهود والعيان، القائم في مقاماتها بميزان القسط على ما عرف من أكابر هذا الشأن، سراج العارفين، وشمس المريدين، محيي رسوم الطريقة الشاذلية بعد اندراس آثارها، ومطلع شموسها بدورها في آفاق الحنيفية السمحة بعد خُبُو آنوارها، القائم لله بحجّته في عباده وبلاده، البالغ من النصح للشريعة المحمدية غير خائف في الله لومة لائم أقصى مراده، السيد الولي الصالح، القدوة الحجة الناصح، الورع الزاهد العالم العامل، الوارث الكامل الموصل الواصل، المحدث الصوفي المتفَقُ على علمه وصلاحه ودينه، المجمَع على ورعه وزهده ويقينه”.[1]

تصوفه وأخلاقه:

جعل مؤرخو التصوف المغربي الشيخ رضوان الجنوي ضمن أعلام الطبقة الثالثة من رجالات الطريقة الجزولية، باعتبار أخذه عن الشيخ عبد الله الغزواني، وللرجل مكانته ليس في تاريخ التصوف المغربي فحسب، بل وفي تاريخ التصوف الإسلامي بشكل عام: فهذا تلميذه محمد القصار، يقول إن أبا النعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني مصنف حلية الأولياء…، لو أدرك الشيخ أبا النعيم رضوان بن عبد الله الجنوي لجعله في صدر حليتة المقصورة على الخلفاء الراشدين وباقي العشرة المبشرين بالجنة ومن داناهم من زهاد الصحابة وأهل الصُّفة…، ويشهد معاصره القاضي عبد الواحد الحميدي أنه لم ير أحسن منه في الصلاح في عصره، كما يقر الثائر أحمد بن أبي محلي أنّه ليس في الوقت من يُقتدى به غيره.[2]

شيوخه:

لقي الشيخ عبد الله الغزواني في صغره…، ثم إن هذا الأخير انتقل إلى مراكش، فبقي صاحب الترجمة متشوقا إلى رؤيته متطلعا إلى صحبته…، فلما كبر تهيأ له ذلك في رفقة من زواره، فذهب إليه وانجمع بهمته عليه، وكان لا يرى غيره، ولا يؤمل إلا خيره، خالي السر من كل شيء سواه، مشغوفا بمحبته وهواه، وقدمه الشيخ للصلاة به وبقي معه على ذلك نحو الأربعة أشهر، ثم قضى الشيخ نحبه وقضى أجله، فبقي بعده بمراكش نحو العام يقرأ ويطلب العلم، ثم عاد إلى فاس فوجد الشيخ سيدي محمد الطالب قد اجتمع عليه الفقراء بزاوية شيخه الغزواني…، ثم اشتغل بالقراءة وطلب العلم على شيخه عبد الرحمان سقين…، وزار الشيخ محمد بن علي الأندلسي الشهير بالشطيبي وأخذ عنه…، وأخذ أيضا صاحب الترجمة عن الشيخ محمد بن علي الخروبي الطرابلسي…[3]  

تلامذته:

منهم: مفتي فاس وخطيب القرويين محمد القصار الذي انتهت إليه رئاسة الحديث من بعده، وشيخ الجماعة ومفتي حضرة الإمامة مراكش عبد الواحد بن أحمد الحسني السجلماسي، وقاضي شفشاون أحمد بن الحسن بن عرضون الزجلي، و يوسف الترغي، والعالم المعقولي الحسن الهداجي الدرعي المعروف بالدراوي، والعالم أحمد بن محمد الأندلسي المعروف بحُبيب نزيل فاس، وغيرهم من العلماء الأعيان الّذين تتلمذوا على الشيخ رضوان الجنوي وأخذوا عنه.[4]

وفاته:

توفي صاحب الترجمة بمنزله في زنقة العنوز من عدوة الأندلس من فاس، وذلك ليلة رابع عشر ربيع الأول عام واحد وتسعين وتسعمائة/ 7 أبريل 1583، وصُلِّيَ عليه من الغد بعد صلاة ظهر يوم الخميس بجامع الأندلس، كأنه لم يخلف موعده الّذي دأب عليه في حياته من تخصيص يوم الخميس للإشراف والقيام بنفسه على تنظيف هذا الجامع…، ودفن بأعلى مطرح الجنّة، وحضر جنازته أهل فاس البالي والقديم، وعلى رأسهم أمير الوقت وولي العهد محمد الشيخ المامون، ولم يدفن إلا بعد صلاة العصر بعد مشقة عظيمة من الإزدحام.[5]


[1] . سلوة الأنفاس، 2/290، دار الثقافة، الطبعة الأولى سنة 2004م.

[2] . معلمة المغرب، 9/3110.

[3] . الإعلام بمن حلّ مراكش وأغمات من الأعلام ، 3/227، ط2 ، سنة 1997م.

[4] . معلمة المغرب، 9/3110.

[5] . معلمة المغرب، 9/3110.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق