مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

شهر شعبان: معانيه و بعض فضائله

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

هلَّ علينا في هذه الأيام المباركة شهر من أشهر الصيام، ألا وهو شهر شعبان، الذي وردت في فضله أحاديث نبوية شريفة، ضمن كتاب الصيام في مصنفات أمهات كتب الحديث، وقد حرصت على استخراج  الصحيح منها، كما أفرد العلماء أجزاء ورسائل حديثية في شهر شعبان، وسأتحدث في هذا المقال عن هذا الشهر من خلال: معانيه ، وبعض فضائله، مع التعليق عليها مستعينا بشروح الحديث.

أولا: معانيه

أ-في اللغة:

إن مادة: [ش. ع. ب] الشين والعين والباء أصلان مختلفان، أحدهما يدلُّ على الافتراق، والآخر على الاجتماع، ثمَّ اختلف أهلُ اللغة في ذلك، فقال قومٌ: هو من باب الأضداد، وقال آخرون: ليس ذلك من الأضداد، إنّما هي لغات، وهو من عجائب الكلام ووُسْع العربيَّة، أنَّ الشَّعْب يكون تفرُّقاً، ويكون اجتماعاً[1]، في التنزيل: ﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾[2]، وفي الحديث: (ما هذه الفُتْيا التي شعَّبت الناس)[3].

قال ابن دريد الأزدي (المتوفى عام : 321هـ): “سُمِّي شَعبان لتشعّبهم فيه، أي تفرّقهم في طلب المياه. وبنو شَعبان: بطن من حِمير منهم الشَعْبي الفقيه، وهو عامر بن شَراحيل أبو عمرو”[4]، هذا معنى شعبان عند ابن دريد، ومنه أخذ جلة من العلماء، منهم: زين الدين الرازي (المتوفى عام: 666هـ): “الشُّعْبةُ واحدة: الشُّعَبِ، وهي الأغصان، وجمع شَعْبان: شعبانات”[5].

ب-في الاصطلاح:

هو أحد الشهور العربية بين رجب ورمضان، وهو الشهر الثامن من السنة القمرية[6].

قال بدر الدين العيني (المتوفى: 855هـ) نقلا عن ابن سيده وثعلب ما نصه: “في المحكم: سمي بذلك، لتشعبهم في الغارات، وقال ثعلب: قال بعضهم، إنما سمي شعبانا؛ لأنه شعب، أي: ظهر بين رمضان ورجب، وعن ثعلب كان شعبان شهرا تتشعب فيه القبائل أي تتفرق لقصد الملوك والتماس العطية”[7].

وقال زين الدين المناوي (المتوفى عام: 1031هـ): “شعبان: علم للشهر، من الشعب، وهو: التفرق، فكان رجب عندهم محرما يقعدون فيه عن الغزو، فإذا دخل شعبان، تشعبوا أي: تفرقوا في جهات الغارات”[8].

ثانيا: بعض فضائله

تعددت الأحداث التي وقعت في شهر شعبان: فيه نزلت فريضة شهر رمضان، وفي النصف منه حولت القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام المحفوف بالرحمة والغفران[9].

 كما أن فضائله كثيرة، وقد عقد لها المحدثون أبوابا في كتبهم الحديثية: كالصحيحين، والسنن، كما صنع: أبو عبد الله البخاري (المتوفى عام: 256هـ) في صحيحه: باب صوم شعبان[10]، والنووي في صحيح أبي الحسن مسلم النيسابوري (المتوفى عام: 261هـ): باب صوم سرر شعبان[11]، وأبو داود السجستاني (المتوفى عام: 275هـ) في سننه: باب في صوم شعبان[12]، وأبو عبد الرحمن النسائي (المتوفى عام: 303هـ) في سننه الكبرى: صيام شعبان[13]، وأبو بكر البيهقي (المتوفى عام: 458هـ) في سننه الكبرى: باب الخبر الذي ورد في صوم سرر شعبان، وباب في فضل صوم شعبان [14] وغيرها.

كما أفرد العلماء أجزاء ورسائل حديثية في فضائله، كما صنع: أبو الخطاب ابن دحية السبتي (المتوفى عام: 633هـ) في جزء سماه: ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان[15]، وأبو الحسن المنلا علي بن سلطان محمد القاري (ت1016هـ) في رسالة سماها: فتح الرحمن بفضائل شعبان[16]، وغيرهما.

وأما الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل شهر شعبان، فقد انتقيت منها أربعة أحاديث استخرجتها من الصحيحين، وسنن أبي داود، والسنن الكبرى للنسائي، والبيهقي، من باب: صيام شعبان، أو صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، التي عقدوها في كتاب الصيام، مع بيان معانيها.

الحديث الأول:

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان».

التخريج:

أخرجه البخاري في: كتاب الصوم، باب صوم شعبان، رقم الحديث: 1969، ومسلم في: باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، واستحباب أن لا يخلي شهرا عن صوم رقم الحديث: 175، ورقم: 176، وأبو داود في: باب كيف كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم رقم الحديث: 2434، والنسائي في: باب صيام شعبان، رقم الحديث: 2920، والبيهقي في: باب في فضل صوم شعبان، رقم الحديث: 8502[17].

التعليق:

قال أبو الحسن ابن بطال (المتوفى: 449هـ) نقلا عن المهلب بن أبي صفرة: “فيه من الفقه أن أعمال التطوع ليست منوطة بأوقات معلومة، وإنما هي على قدر الإرادة لها والنشاط فيها، وقد روى في بعض الحديث أن هذا الصيام الذي كان يصوم في شعبان، كان لأنه عليه السلام يلتزم صوم ثلاثة أيام من كل شهر، كما قال لعبد الله بن عمرو؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فذلك صيام الدهر، فكان يلتزم ذلك، فربما شغل عن الصيام أشهرا، فيجمع ذلك كله في شعبان ليدركه قبل صيام الفرض”[18].

وقال أبو العباس القرطبي (المتوفى عام: 656 هـ): “معنى هذا: أنه كان يصوم متطوعا، فيكثر، ويوالي حتى تتحدث نساؤه وخاصته بصومه، ويفطر كذلك”[19].

الحديث الثاني:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله».

التخريج:

أخرجه البخاري في: كتاب الصوم، باب صوم شعبان، رقم الحديث: 1970، ومسلم في: باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، واستحباب أن لا يخلي شهرا عن صوم، رقم الحديث: 177، والنسائي في: باب صيام شعبان، رقم الحديث: 2921، والبيهقي في: باب الرخصة فى ذلك بما هو أصح من حديث العلاء، رقم الحديث: 8218[20].

التعليق:

قال القاضي أبو الفضل عياض (المتوفى: 544هـ): “عبر بالكل عن الغالب والأكثر، وقد قيل: معناه: ما استكمل شهرا قط بالصيام إلا رمضان، يعنى معينا، وأن ما ورد ما ظاهره استكمال شعبان: أي غير معين وملازم، بل مرة أكمله ومرة لم يكمله”[21].

وقال أبو الحسن السندي (المتوفى: 1138هـ):: “أي: أكثره، وقيل: أحيانا يصوم كله، وأحيانا أكثره، وقيل معنى كله: أنه لا يخص أوله بالصوم، أو وسطه، أو آخره، بل يعم أطرافه بالصوم، وإن كان بلا اتصال الصيام بعضه ببعض”[22].

الحديث الثالث: عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لأن أصوم يوما من شعبان، أحب إلي من أن أفطر يوما من رمضان».

التخريج:

أخرجه البيهقي في: باب من رخص من الصحابة في صوم يوم الشك، رقم الحديث: 8227 [23].

هذا الحديث سنده صحيح كما قال الهيثمي (المتوفى عام: 807هـ): “رجاله رجال الصحيح”[24].

التعليق:

قال ابن عبد البر (المتوفى عام: 463هـ): “ذكر فيه –أي: صيام اليوم الذي يشك فيه – مالك أنه سمع أهل العلم ينهون أن يصام اليوم الذي يشك فيه من شعبان، إذا نوى به صيام رمضان، ويرون أن على من صامه على غير رؤية، ثم جاء الثبت أنه من رمضان؛ أن عليه قضاءه، ولا يرون بصيامه تطوعا بأسا. قال مالك: وهذا الأمر عندنا، والذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا. قال أبو عمر هذا أعدل المذاهب في هذه المسألة إن شاء الله، وعليه جمهور العلماء”[25].

وقال أبو عبد الله الشوكاني الصنعاني (المتوفى عام: 1250هـ): “الصوم لقيام شهادة واحدة عنده، لا لكونه يوم شك، وأيضا الاحتجاج بذلك على فرض أنه عليه السلام استحب صوم يوم الشك، من غير نظر إلى شهادة الشاهد، إنما يكون حجة على من قال بأن قوله حجة، على أنه قد روي عنه القول بكراهة صومه”[26].

الحديث الرابع:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان».

هذا الحديث هو الذي سأفصل فيه الكلام تخريجا وشرحا، واستخراج مستفادات منه، لقرب شهر رمضان الفضيل، شهر التوبة والغفران.

*******************

هوامش المقال:

[1] ) معجم مقاييس اللغة لابن فارس ص: 3/ 190_192.

[2] ) سورة الحجرات، الآية: 13.

[3] ) رواه من حديث ابن عباس: أحمد في مسنده 5 /260، رقم الحديث: 3181، ولفظه: (ما هذه الفتيا التي قد تشغفت – أو تشعبت – بالناس) الحديث.

[4] ) جمهرة اللغة ص: 1 /344.

[5] ) المختار الصحاح ص: 361.

[6] ) المعجم الوسيط ص: 483.

[7] ) عمدة القاري شرح صحيح البخاري 11/ 82.

[8] ) التوقيف على مهمات التعاريف ص: 205.

[9] ) ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان ص: 12.

[10] ) الصحيح 3/ 38.

[11] ) الصحيح 2/ 820.

[12] ) السنن 4 /97.

[13] ) السنن الكبرى 3/ 253.

[14] ) السنن الكبرى 4 /210-290.

[15] ) طبع ضمن منشورات مكتبة أضواء السلف، سنة: 1424هـ.

[16] ) طبع بمطبعة بولاق، سنة: 1307ه، انظر: معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/ 1793.

[17] ) صحيح البخاري 3 /38، صحيح مسلم 2/ 810-811، سنن أبي داود 4/ 99، السنن الكبرى للنسائي 3 /253، السنن الكبرى للبيهقي 9 /96-97.

[18] ) شرح صحيح البخاري 4/ 115.

[19] ) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 3 /222.

[20] ) صحيح البخاري 3 /38-39، صحيح مسلم 2 /811، السنن الكبرى للنسائي 3/ 254، السنن الكبرى للبيهقي 4/ 210.

[21] ) إكمال المعلم بفوائد مسلم 4/ 120.

[22] ) حاشية السندي على سنن النسائي 4/ 201.

[23] ) السنن الكبرى 4 /211.

[24] ) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 3/ 148.

[25] ) الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار 10/ 231_233.

[26] ) نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار 4 /266-267.

***************

جريدة المراجع

الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة-مصر، دار الوعي، حلب- سوريا، الطبعة الأولى: 1414/ 1993.

إكمال المعلم بفوائد مسلم لأبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبى، تحقيق: يحيى إسماعيل، دار الوفاء للطباعة، المنصورة-مصر، الطبعة الثالثة: 1426 /2005.

التوقيف على مهمات التعاريف لمحمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي المناوي القاهري، تحقيق: عبد الخالق ثروت، عالم الكتب، القاهرة- مصر، الطبعة الأولى: 1410 /1990.

الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، بيروت-لبنان، دار المنهاج، جدة-السعودية، الطبعة: الأولى: 1422، طبعة مصورة عن الطبعة الكبرى الأميرية، بولاق- مصر، 1311.

جمهرة اللغة لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1987.

حاشية على سنن النسائي لأبي الحسن محمد بن عبد الهادي السندي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، بيروت- لبنا، الطبعة الرابعة: 1414/ 1994، مصورة عن المطبعة المصرية، القاهرة- مصر، الطبعة الأولى: 1348 /1930.

السنن الكبرى لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تحقيق: جماعة من العلماء، دار النوادر،  الطبعة الأولى: 1424/ 2013، مصورة عن مجلس دائرة المعارف النظامية، حيدر آباد- الهند، الطبعة  الأولى: 1344.

السنن الكبرى لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، إشراف: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1421/ 2001.

السنن لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد كامل قره بللي، دار الرسالة العالمية، القاهرة- مصر، الطبعة الأولى: 1430/ 2009.

شرح صحيح البخاري لأبي الحسن علي بن خلف بن عبد الملك ابن بطال، تحقيق: ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد، الرياض- السعودية، الطبعة الثالثة: 1425/ 2004.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري لأبي محمد محمود بن أحمد بدر الدين العيني، إدارة الطباعة المنيريرة، مصر، 1348.

ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان لأبي الخطاب عمر بن حسن ابن دحية الكلبي السبتي، تحقيق: جمال عزون، مكتبة أضواء السلف، الطبعة الأولى: 1424/ 2003

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لأبي الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، تصوير دار الكتاب العربي، بيروت- لبنان، مصور عن مكتبة القدسي، القاهرة- مصر.

مختار الصحاح لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، المطبعة الأميرية، مصر، الطبعة الثالثة: 1329 /1911.

المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان.

المسند لأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: جماعة من الباحثين، إشراف: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1421 /2001.

معجم المطبوعات العربية والمعربة ليوسف إليان سركيس، مطبعة سركيس، مصر، 1346/ 1928.

المعجم الوسيط لإبراهيم مصطفى، وأحمد الزيات، وحامد عبد القادر، محمد النجار، منشورات مجمع اللغة العربية بمصر، مكتبة الشروق الدولية، الطبعة الرابعة: 1425 /2004.

معجم مقاييس اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، 1399 /1979.

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم لأحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي تحقيق: محيي الدين ديب ميستو، أحمد محمد السيد، يوسف علي بديوي، محمود إبراهيم بزال، دار ابن كثير، دار الكلم الطيب، دمشق- سوريا، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1417 /1996.

نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار لأبي عبد الله محمد بن علي بن محمد الشوكاني، منشورات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، السعودية، مصورة عن الطباعة المنيرية، مصر، 1334.

*راجع المقال الباحث: عبد الفتاح مغفور

Science

يوسف أزهار

  • باحث بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسير ة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بمواسم معينة لزيادة الأعمال والطاعات وكثرة العبادات والقربات، ومن تلك المواسم العظيمة شهر شعبان الذي خصّه الله سبحانه وتعالى بميزات عديدة وفضائل مديدة، وقد وردت فيه الآثار والأحاديث ومن تلك الفضائل الجليلة التي تميز بها هذا الشهر العظيم أن أعمال العباد ترفع فيه إلى الله تعالى كما ثبت ذلك في الحديث الشريف: عن سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال:

    يا رسول الله ﷺ! لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين وأُحِبّ أن يُرفع عملي وأنا صائم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق