الرابطة المحمدية للعلماء

شمس شمال إفريقيا تسطع على أوروبا

تغذية أوروبا بالطاقة النظيفة

تخطط عشرون شركة ألمانية لإطلاق كونسورسيوم في منتصف يوليو 2009 مهمته بناء منشأة عملاقة للطاقة الشمسية في صحارى شمال افريقيا لتغذية أوروبا بالطاقة النظيفة.

ستجمع شركة إعادة التأمين الألمانية “ميونيخ ري”، في 13 يوليو 2009 في ميونيخ، عشرين شركة متعددة الجنسيات من بينها “دويتشي بنك” و”ار دابليو اي” و”سيمنز” وشركات أخرى لم تود الكشف عن اسمها لإطلاق هذا الكونسورسيوم الذي سينفتح لاحقا على شركات أوروبية أخرى.

وستحضر شركات أخرى أوروبية ومن حوض المتوسط ومراقبون من الجامعة العربية في 13 يوليو على ما أعلن مايكل ستروب الناطق باسم مؤسسة “ديزيرتيك” التي تروج لهذا المشروع.

ستمتد هذه المنشأة على مساحة آلاف الكيلومترات المربعة في قلب الصحراء في شمال إفريقيا، وحتى الشرق الأوسط، وستؤمن 15% من حاجات أوروبا من الطاقة.

تقدر كلفة هذا المشروع بحلول العام 2050 ب400 مليار يورو، ويتوقع بدء تشغيله بعد عشر سنوات، وفق حسابات المعهد التقني للنشاط الحراري التابع للمركز الجوي الفضائي الألماني (دي ال ار).

وأفاد مدير المعهد البروفسور هانس مولر سترينهاغن، أن “هذا المشروع هو ثمرة 30 سنة من الجهود في حقل الطاقة الشمسية، وخصوصا الدراسات الثلاثة التي أجريت بين 2002 و2006 بناء على طلب وزارة الطاقة”.

لن تعتمد التقنية المستخدمة على اللوحات الشمسية التي تعمل على الفلوتات الضوئية، بل ستعتمد على الطاقة الشمسية الحرارية. ستركب مرايا على شكل صحون ضخمة تنتج البخار المضغوط بحرارة 400 درجة مئوية، تحولها توربينة تقليدية الى كهرباء.

وأشار المدير إلى أن “هذا النوع من المنشآت موجود منذ 25 سنة في كاليفورنيا”.

وعلى الصعيد الاقتصادي، لا تزال هذه التقنية غير مربحة نظرا خصوصا الى صعوبة نقلها الى أوروبا. لكن خبراء المركز الجوي الفضائي الألماني يعتبرون ان الطاقة الشمسية ستصبح الاقل كلفة بعد عشر سنوات، نظرا لصعوبة الحصول على مصادر الطاقة العضوية في المستقبل.

وقال صاحب “ميونيخ ري” تورستن يفوريك في بيان له أن “دزيرتيك لم تعد حلما، بل باتت تقنية مذهلة بمتناول يدنا”.

وتشير المؤسسة أيضا إلى أن هذا المشروع سيساهم في تنمية الدول التي ستحتضن المنشأة، لاسيما لجهة الوظائف التي ستستحدثها وإنتاج بعض التجهيزات كالمرايا، أو بناء معامل تحلية المياه تغذيها هذه المنشأة بالكهرباء ويستفيد منها السكان المحليون.

وحظي المشروع بدعم المنظمات المعنية بالبيئة، فقد توقعت غرينبيس انه “سيجعل من غير الضروري بناء محطات حرارية جديدة أو تمديد مدة تشغيل المنشآت النووية”.

واعتمدت غرينبيس في موقفها على دراسة تظهر انه يمكن تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بـ4.7 مليارات طن بحلول العام 2050، اي ما يوازي ستة أضعاف الإنتاج السنوي لهذا الغاز في ألمانيا وحدها، بفضل هذا المشروع.

وقال وزير البيئة السابق، يورغن تريتين متحدثا باسم حزب الخضر في ألمانيا، والذي كان قد طلب إجراء هذه الدراسات، “سخر البعض من أفكار حزب الخضر لسنوات، ويريدون الآن بعد عشر سنوات إقناع الناس بأنهم كانوا من الرأي نفسه. ولكن يسرنا أن نرى أن بعض الجهات ك دويتشي بنك” وسيمنز وار دابليو أي قد لاحظت أخيرا أن مستقبلنا يكمن في مصادر الطاقة المتجددة”.
(عن ميدل إيست أونلاين)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق