مركز الدراسات القرآنيةقراءة في كتاب

شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية

«شرح أصحاب الفضيلة محمد بن صالح العثيمين، عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. طبعة مخرجة الأحاديث على كتب العلامة محمد ناصر الدين الألباني»

 

 إنجاز: ذ. طه الراضي
مركز الدراسات القرآنية

كتاب شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية أحد كتب الخزانة العربية الإسلامية  الذي لا غُنية لطالب العلم عنه، حجة في بابه، ثَبْتٌ في برهنته، مصدر مَعين لطالب علم التفسير ومُعين له، ذخيرة زاخرة داعمة له في سلوكه العلمي ودربه التحصيلي، درسٌ جدّ هام، به من النكت العلمية والقواعد التأصيلية ما أغناه شرفا، وإن شرف العلم بشرف المعلوم؛ ألا وهو كلام ربنا رب العالمين.

عمل على شرحها ثلة من جهابذة أهل العلم المعاصرين وثلاثة من أعلام علماء الإسلام المجتهدين، وهي مقدمة في أجل العلوم وأنفعها بقلم أنبه الشيوخ وأسطعهم نجما وألمعهم فطنة وأسيلهم ذكاء. هو شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، عالم مجتهد بلغ درجة الاجتهاد المطلق، ومجاهد رباني، إمام زمانه ومجدد مئته. فارس مغوار في ساحة العلم وساحة الجهاد.

قُدِّم الكتاب بمقدمة الناشر أوضح فيها أهمية علم التفسير وأصوله، وفي هذا يقول: «فهذه مقدمة مختصرة في أصول تفسير القرآن، جليلة المقدار، عظيمة النفع، تتضمن قواعد كلية تعين قارئها ومتأملها على فهم كلام الله، ومعرفة تفسيره ومعانيه والإهتداء به، ومخْبَرُهَا أجل من وصفها.

فإنها تفتح للعبد من طرق التفسير، ومنهاج الفهم عن الله: ما يعين على كثير من التفاسير الحالية في هذه البحوث النافعة».

   وعن مناسبة كتابتها يقول: «وقد كتبها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لما سأله بعض طلبته عن ذلك». وعن جلالة علم التفسير وعلو شأن المشتغلين به يقول: «واعلم أن علم التفسير أجل العلوم على الإطلاق، وأفضلها وأوجبها وأحبها إلى الله لأن الله أمر بتدبر كتابه، والتفكر في معانيه، والإهتداء بآياته، وأثنى على القائمين بذلك، وجعلهم في أعلى المراتب، ووعدهم أسنى المواهب، فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن، لم يكن ذلك كثيرا في جنب ما هو أفضل المطالب، وأعظم المقاصد، وأصل الأصول كلها، وقاعدة أساسات الدين، وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة…».

ليضع بين أدينا في ما يلي ذلك الخطة التي نهجها وسار عليها في كتابه في ست نقط، منها:  

– ترجمة مختصرة للماتن (شيخ الإسلام ابن تيمية) والشراح: (العلامة ابن عثيمين والعلامة ابن جبرين، والعلامة بن عبد العزيز آل الشيخ)، وهم من علماء الحجاز.

– ضبط المتن ضبطا إعرابيا مع مراعاة قواعد الإملاء والترقيم.

– تخريج الأحاديث النبوية مع بيان الحكم عليها بالصحة أو الضعف.

وورد في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية ما نصه: «.. كان شيخ الإسلام نادرة عصره وأعجوبة بين أقرانه شهد له العلماء الموافقون والمخالفون له بالعلم وبالمعرفة وبطول الباع.

ألف مؤلفات عظيمة وقام بالرد على الفلاسفة والمناطقة وأهل الكلام، ولكنه مع هذا ندم في أواخر حياته في اشتغاله بالرد على الفلاسفة وكان يتمنى لو أنه صنف تفسيرا للقرآن الكريم أو شرحا لكتاب صحيح الإمام البخاري، كما ذكر هذا عن بعض تلامذته… مات سنة 728هـ بسجن القلعة».  

وقد جاءت محاور وفصول الكتاب كالآتي:

– مقدمة في مدارس التفسير؛ وهي مقدمة من تسطير الشيخ صالح آل الشيخ بدأ بها قبل شروعه في الشرح. بيّن من خلالها بعضا من أساسيات الدرس التفسيري ومبادئه.

– تليها عشرون درسا في شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام للشرّاح الثلاثة، نذكر عناوينها على التوالي:

– الدرس الأول: في مقدمة التفسير.

– الدرس الثاني: في حاجة الأمة إلى فهم القرآن.

– الدرس الثالث: فصل في أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن معان القرآن.

– الدرس الرابع: عناية التابعين بالتفسير.

– الدرس الخامس: فصل في اختلاف السلف في التفسير وأنه اختلاف تنوع.

– الدرس السادس: معرفة أسباب النزول.

– الدرس السابع: من أسباب اختلاف السلف في التفسير.

– الدرس الثامن: فصل في نوعي الاختلاف في التفسير المستند إلى النقل وإلى طرق الاستدلال.

– الدرس التاسع: ثلاثة أمور ليس لها إسناد.

– الدرس العاشر: أعلم الناس بالتفسير.

– الدرس الحادي عشر: المراسيل وتعدد الطرق.

– الدرس الثاني عشر: حجة خبر الآحاد.

 – الدرس الثالث عشر: الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال.

– الدرس الرابع عشر: منهج أهل البدع في التفسير.

– الدرس الخامس عشر: من عدل عن مذهب الصحابة والتابعين كان مبتدعا.

– الدرس السادس عشر: فصل في تفسير القرآن وتفسيره بالسنة.

– الدرس السابع عشر: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.

– الدرس الثامن عشر: فصل في تفسير القرآن بأقوال التابعين.

– الدرس التاسع عشر: تفسير القرآن بالرأي.

– الدرس العشرون: ـ وهو الدرس الأخير ـ  في هيبة السلف للتفسير.

وكلها دروس بشرح كل من الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين رحمهما الله والشيخ صالح آل الشيخ بارك الله في عمره. وهي في جملتها دروس علمية رصينة مؤصلة لدرس التفسير وأصوله تضم شروحا قيمة، وكما قلنا فيما سبق لا غُنية لطالب هذا الفن عنها وعن شروحها.

ومنه فإننا نهيب بكل باحث شغوف متطلع للنهل من مباحث علوم القرآن وتفسيره أن يعكف على قراءة هذا الكتاب قراءة تدارسية مستوعبة لدروسه وشروحه، فهي ذات أولوية أساسية للنظر فيه والانتفاع من رزين مضامينه ورصين معارفه.     

الكتاب: شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.

الشّارح: شرح أصحاب الفضيلة: محمد بن صالح العثيمين، عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.

إعداد: مركز العروة الوثقى للدراسات والأبحاث العلمية.

دار النشر: دار ابن حزم ـ القاهرة / الطبعة الأولى: 1430 هـ /2009م. طبعة مخرجة الأحاديث على كتب العلامة محمد ناصر الدين الألباني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق