مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويأعلام

سيدي بوعيطة

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

شكلت قبيلة أولاد بوعيطة[1] مجال صلاح تاريخي خلال القرن العاشر الهجري وما بعده. امتد تأثيره بجزء من الساحل الصحراوي الأطلنتي، وأجزاء من مجال واد نون[2].

      ومن بين صلحاء القبيلة المذكورة سيدي أبو عيطة سعيد بن أبي بكر بن عطاء الله من أهل أوائل القرن العاشر الهجري[3]. ولعل اسمه علي ولد بوعطية، الجد الجامع للقبيلة المذكورة، الذي رحل عن قبيلة رجراجة خلال القرن المذكور إلى منطقة أكجكال، بموضع تراب القبيلة الحالية  الممتد من واد أساكا شمالا إلى مصب واد درعة جنوبا[4].

      ويبدو أنه ورث الصلاح الرجراجي الجامع بين علم السلوك والجهاد ضد البرتغال في بدايات الدولة السعدية، فكان جهاده مبعث كنيته. حيث كني بأبي عيطة نتيجة عيطاته مناديا للحرب ضد المحتلين[5].

      وشكل ابنه سيدي مسعود دفين، وادي اساكا[6]، استمرارا لصلاح أبيه المذكور الذي يبدو أن له صلة ما بمزارات القبيلة، مثل ضريح سيدي شافي الأضرار، وضريح سيدي إبراهيم مول اكجكال، بالشاطئ الأبيض، وضريح أبي عليوة قرب طنطان، وروضة أوريورة، بالمنطقة المسماة باسمها[7].

      وبذلك، تسهم منطقة قبيلة أولاد بوعيطة، بوصفها صلة وصل بين وادي نون والصحراء المغربية[8]، في تأكيد صلة الجنوب الصحراوي بشماله (بلاد وادي نون- بلاد سوس).

      مثل تسهم القبيلة المذكورة إلى جانب مجاهدي الساقية الحمراء في مواجهة المد الأوروبي بالساحل الصحراوي، خلال القرنين التاسع والعاشر الهجريين[9]. وتبعا لذلك، يمتد إسهام أقاليم الصحراء المغربية في مقاومة الاحتلال الأوروبي من العصر الحديث (بدايات الدولة السعدية) إلى الزمن المعاصر.

   والله الموفق للصواب والمعين عليه.

الإحالات:

 

[1] راجع: مادة بوعيطة، أولاد، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج6، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، سلا، مطابع سلا، 1413 هـ- 1992 م، ص1812- 1813؛ والمادة نفسها، محمد دحمان، في: معلمة المغرب، ج26، ملحق (ج3)، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر،  بدعم من وزارة الثقافة- المملكة المغربية، الرباط، دار الأمان، ط. الأولى، 1435 هـ- 2014 م، ص120- 121.

[2] راجع: أولياء وصلحاء الصحراء، إدريس نقوري، منشورات مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، مطبعة DIMAGRAF، 2018 م، ص263، وص264، وص265، التعليق رقم 3.

[3] أولياء وصلحاء الصحراء، ص263. وتجدر الإشارة هنا إلى أن إدريس نقوري جعل مصدر هذه المعلومة كتاب “سوس العالمة”، ص138. وبالرجوع إلى ذلك لم نعثر على أي أثر لها.

[4] راجع: مادة بوعيطة، أولاد، في: معلمة المغرب، ج6، ص1812؛ وج26، ص120- 121. واستأنس بـ: أولياء وصلحاء الصحراء، ص264.

[5] راجع: أولياء وصلحاء الصحراء، ص263. واستأنس بـ: مادة بوعيطة، أولاد، في: معلمة المغرب، ج6، ص1813.

[6] راجع: أولياء وصلحاء الصحراء، ص263، وص264.

[7] أولياء وصلحاء الصحراء، ص264.

[8] مادة بوعيطة، أولاد، في: معلمة المغرب، ج26، ص 121.

[9] مادة بوعيطة، أولاد، في: معلمة المغرب، ج6، ص1813.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق