مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

سيدي أحمد بن شقرون وأرجوزة من زهر الآس عن جامع القرويين بفاس عبر القرون1

الدكتورة أمينة مزيغة:

 باحثة بمركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك.

 

         هي أرجوزة سهلة الألفاظ، غزيرة المعاني، نظمها صاحبها سيدي أحمد بن شقرون ليسجل تاريخ القرويين نظما على غرار علماء المغرب وأدبائه الذين سلكوا “فيه مناهج خاصة بهم، من الرمز، والإشارة، والتلميح، وذلك كما في نظم الشاطبية لعلوم القراءة،…ونظم صلحاء فاس لابن عيشون، وغير ذلك مما لا يدخل تحت الحصر”[1].

        والعلامة الفقيه العميد الحاج أحمد بنشقرون: من أبرز علماء القرويين، حظي بمكانة علمية مرموقة في فاس، وهو عالم متمكن وأديب وشاعر، كان رحمه الله قوي الشخصية واسع الخبرة، لـه مشاركات في العمل الوطني ويحظى باحترام الشخصيات الفاسية.

         ولد بمدينة فاس عاصمة العلم والعلماء، ومنهل الحكمة والحكماء سنة  ثلاث عشرة وتسعمائة وألف، حفظ القرآن الكريم في الكتاب القرآني، والتحق بالقرويين وأخذ عن شيوخها الذين كانوا يمتازون بالتعمق والشمول، وحصل على شهادة العالمية من القرويين برتبة مشرفة سنة اثنين وأربعين وتسعمائة وألف، اشتغل بعدة وظائف إذ عمل مدرسا للمواد الإسلامية والعربية، وترأس مديرية التعليم الإسلامي العالي بوزارة التربية الوطنية، كما كان رئيسا للمجلس العلمي الإقليمي في العاصمة العلمية فاس، وعضوا لأكاديمية المملكة المغربية، عميد كلية الشريعة بفاس لمدة طويلة، ورئيس رابطة علماء المغرب بعد وفاة الشيخ محمد مكي الناصري، كما كان عضوا ضمن هيئة العلماء المشرفين على تحرير مجلة “الإحياء” التي تصدرها رابطة علماء المغرب…، له مؤلفات عديدة منها: في علم النوازل، نظام الحسبة في الإسلام، مناقب الصحابة، اللؤلؤ المكنون، له ديوان روائع البيان في الشعر الإسلامي والحكم، وغير ذلك.

      جاءت أرجوزته لتسد فراغا، “إذ لم يُعنَ أحد من رجالات القرويين بنظم تاريخها الحافل، وماضيها العريض الطويل، في رفع راية العلم، والمعرفة، والفن، والأدب، ونصرة الدين وحماية الملة،  وإنجاب المئات بل الآلاف من عباقرة الفكر، وأساطين البحث، وعظماء المدرسين والكتاب والمؤلفين”[2].

             جاء في مطلع هذه الأرجوزة:

                       وجـامــع مـنـذ زمــان سالــف

                                        فــهــرية بـنـتــه للــمـعــــارف

                        فـظـل مـنـذ الألـف بل ونـيـف

                                        وزيـد قـرن بـعـد ذاك الـنـيـف

                       مـشـتغلا بالدرس، والتصوف

                                        مـتـزيـا بالـعـلـم والـتـعــــرف

                       والحلقات في الصباح والمسا

                                         معــقـودة لـبـحـر عـلـم درسا

                       وبـيـن مغـرب ومن قبل عشا

                                        يـزيح عالـم عن الـفـكر العشـا

 


-[1] أنظر أرجوزة من زهر الآس عن جامع القرويين بفاس عبر القرون، تقريظ من العلامة عبد الله كنون ص .12 

-[2] أرجوزة من زهر الآس عن جامع القرويين بفاس عبر القرون، تقريظ من العلامة عبد الله كنون ص 13. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق