وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

سقايات مدينة فاس

       وكغيرها من المدن المغربية العتيقة ، تضم مدينة فاس المعروفة بمساجدها وقصورها وحدائقها العديد من  سقايات عمومية ضخمة، وتشهد تلك السقايات على روعة الفن المعماري الأصيل الذي أبدعته يد الصناع التقليديين،  كما تظهر جانبا جماليا من فنون الزخرفة والنقش على الزليج  والفسيفساء، وتتكون السقاية من ثلاثة أقسام أساسية؛ يسمى الجزء  العلوي منها بالسقيفة،  والجزء الأوسط بالصدرية ويزين بالزليج والفسيفساء، فيما يسمى الجزء الأسفل منها حوض السقاية، وهو عبارة عن حوض مستطيل يتجمع فيه الماء.

وجاء في المسند الصحيح الحسن لابن مرزوق: “وصدق فإن أكثر السقايات المعدة للإستسقاء، وسقي الدواب بفاس وبلاد المغرب معظمها من بناء السلطان أبي الحسن رحمه الله، وكذلك أكثر الميضآت وكان له ذلك شدة حرص رغبة في ثوابه، فالمواضع التي بفاس لا تحصى…” [1].

وفي أيام المنصور الموحدي وولده الناصر كان بمدينة فاس  السقايات، وديار الضوء  في مائة وإثنان وعشرون موضعا، منها إثنان وأربعون موضعا في ديار الوضوء، وباقيها سقايات منها بمياه العيون، ومنها بمياه الأنهار… [2]

وفي عصرنا الحالي، تعرضت بعض سقايات مدينة فاس للإهمال و الإندثار، وبعضها الآخر لازال قائما ونذكر منها:

سقايـة سوق العطارين: تقع بجوار موضع مستشفى فرج، وهـذه تتوجها كتابة تذكـر أن الآمر بإنشائهـا هو عبد الحق آخـر سلاطين بين مرين على يد وزيره أبي زكرياء يحيى بن زيان الوطاسي وكمل تشييدهـا وفجر ماؤها أول جمادى الأولى 840/1436، ثم تلاشـت وجددت سنة 1090/79 ـ 1680، هذا ويوجـد في حوالـة فاس السليمانية (44) ترجمة بتوصية السقايات[3].

سقاية سيدي فرج: قام بإنشائها السلطان محمد بن الحق المريني عام 840هـ، في القرن 9  الهجري، وتتكون سقاية سيدي فرج من داخله عميقة معقودة بعقد حدوى مدبب، وكسيت الصدوية بالفسيفساء الخزفية، ويوجد لها ثلاث فتحات للمياه الزائدة، والتي تصل الميضأة عن طريق قصاب معينة[4].

سقاية فندق النجارين: تقع سقاية فندق النجارين في مدينة فاس بجوار كل من فندق نجارين وجامع القرويين، وقد تم إنشائها في العصر العلوي، وتتكون سقاية النجارين كم صدرية معقودة بعقد حدوي، وتضم فتحات المياه وحوض، هو الجزء السفلي ويعلو السقاية غطاء خشبي بارز يرتكز على عمودين، ولم يؤثر موقع السقاية على تخطيطها الدائري، لأنها شيدت بواجهة واحدة[5].

سقاية الصفارين : تقع بالقرب من خزانة القرويين، مشرفة على ساحة الصفارين.

سقاية باب الجيسة : هي سقاية فخمة وكبيرة الحجم، ذات بزابيز ثلاثة، وفناء واسع مغطى بغطاء قائم على أربع سواري، مزينة بأقواس وحيطان منقوشة ومزلجة

سقاية الحمامصيين بالطالعة الكبيرة : كبيرة الحجم ومشرفة على الطالعة

سقاية جامع أبي الحسن المريني : تقع بالطالعة الصغيرة بالقرب من هذا الجامع

سقاية قنطرة بوروس : تقع بساحة بوروس بالطالعة الكبيرة

سقاية الدمناتي : تقع بالشرابليين بالطالعة الكبيرة

سقاية سيدي بلحاج : تقع السقاية الأولى بالزاوية الأمامية لدار اعبابو، بزنقة الحاج، وتقع الثانية بالزاوية الخلفية لهذه الدار

سقاية عقيبة السبع : تقع عند ملتقى زنقة عقيبة السبع ودرب الحامية

سقاية صلاج : في إحدى زوايا صلاج

سقايـة ابن حيون : أول حـي المحفية.

سقاية درب الروم : مطلة على زقاق الحجر بالطالعة الصغيرة

سقاية مولاي إدريس : تقع بجانب مزاره في الضريح

سقاية باب الوفا : توجد بأحد أبواب ضريح مولاي إدريس

سقاية باب الشراطين: تقع بوسط زنقة رأس الشراطين

سقاية باب السلسلة.

سقاية جامع الدمناتي: تقع بساحة دار الضمانة

سقاية درب كرنيز: تقع بزقاق الحجر بالطالعة الصغيرة

سقاية سوق الحايك : هي سقاية جميلة رغم صغر حجمها

سقاية وربية : هي من أروع سقايات فاس

سقاية سيدي منصور : تقع بحومة فندق اليهودي

سقاية زنقة البليدة

سقاية لالة يدونة : تقع بحي بين المدن

سقاية درب اللمطي

سقاية ياسمينة : توجد بحي باب الفتوح بعدوة الأندلس، تنافس في شهرتها وجماليتها سقاية النجارين

سقاية القواس : توجد بحي القواس

سقاية زنقة السراجين : تقع عند بداية الطالعة الصغيرة

سقاية جامع البيضاء بفاس الجديد : تقع بشارع مولاي سليمان[6]

وبعد فقدان عدد كبير من سقايات مدينة فاس لوظيفتها العملية في تزويد الساكنة بالمياه الصالحة للشرب، فقد تعرض أغلبها للتخريب أو الطمس  فيما البعض الآخر منها يعاني من تدهور عميق…

[1] – المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن ص 417 طبعة 1981م الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر.

[2] – الأنيس المطرب  بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب ص 35 طبع في مدينة أوبسالة بدار الطباعة المدرسية.

[3] – دعوة الحق – دور الأوقاف المغربية في عصر بني مرين – محمد المنوني العدد 230.

[4] –  الفضائل النفسية والاجتماعية والقيمية لبناء الأسبلة المائية الوقفية الخيرية ص 119 الطبعة الثانية  1436هـ، دار الهدى للطباعة.

[5] –  الفضائل النفسية والاجتماعية والقيمية لبناء الأسبلة المائية الوقفية الخيرية ص 119 الطبعة الثانية  1436هـ، دار الهدى للطباعة.

[6] –  أنظر كتاب نبض فاس لمحمد السنوسي ص 149  دار النشر المغربية.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق